مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى
المحتويات
..انا كنت انسان ماشى بعقلى عارف انا عاوز ايه كويس من ساعة ما ظهرتيلى وانتى خلتينى اقبل بحاجات عمرى ما كنت اتخيل انى هقبلها ...انا مش عارف هقدر مستحمل ده ولا لا ..بس اللى متأكد منه ان اختلافنا ده فى يوم هيقضى على اى مشاعر جوانا
هزت رأسها في الم تحاول أن تجمع شتات أمرها بأي كلمة ..ما يخبرها به ليس مجرد عبارات ينهي بها عاشق علاقته بمعشوقته بل أنه ينهي حياتها بأسرها التي لخصت كل معانيها به..يشوه حبا راهنت عليه بعمرها كله
نظر لها لحظات وبعدها اشاح بوجهه وهو يقول بصوت متهدج بعض الشىء
خلاص يا صوفيا انا خدت قرارى وكل حاجة بينا انتهت
تمتمت وهى على وشك الاڼهيار كأنها لم تعد تسمعه
لا ..لا ..انت لا ..انت مش زيهم ...انت مش زيهم
الحب لوحده مش كفاية ...كل حاجة بينا انتهت ومسح وجهه بكفيه قبل ان يتابع وكأنه يطلق رصاصة مباشرة الى قلبها لينهي أي أمل لديها
انا وسمر فرحنا اخر الشهر الجاى
هل ما سمعته كان حقيقيا زفافه على اخرى للحظة طنت ان الأرض قد توقفت عن الدوران وان اللغة ربما تبدلت حروفها ومعانيها او هى بعدها لم تتعلمها من الاساس او ربما كان من يجلس امامها يحمل وجه زين وليس هو ابدا ..
أمسكت بطرف المائدة وهي تحاول النهوض
انت قولت ايه ....هتتجوز
لم يرد فانسابت دموعها اكثر وهى تهتف فى مرارة
حبتها امتى يا زين
رد دون ان ينظر لها
قولتلك الحب مش مهم ..ساعات التفاهم لوحده كفاية
اشارت الى صدرها بقبضتها تهمس في قهر
وانا ..انا يازين صفحة واتقفلت ...تجربة وانتهت ..حالة كأنها ما اتعشتش ولا مرت فى حياتك
انا سامحتك يا زين على كل حاجة ...سامحتك
على البهدله اللى اتبهدلتها بسببك ...على اهمالك ليا ...سامحتك واعتبرت نفسى الغلطانة ..مش قادرة اصدق انك ترمينى بالشكل ده ..انت وعدتنى انك مش هتسيبنى ابدا ..وعدتني انك كل اهلي ..انت ابويا وأخويا وصاحبي و...حبيبي
نهض فى بطء محاولا الا يجعل دموعها على هذا النحو تؤثر به فالشعرة الضعيفة التي تفصله عن التراجع ستحترق بڼار لوعته
دفعته فى صدره صائحة تمنعه من امتهان حبها المقدس
ولا كلمة ولا كلمة ..انا زين حبيبى هيفضل فى قلبى عمرى كله
وتمعنت به لتضيف في نبرة بائسة وهي تهز رأسها في قوة
لكن انت مش هوا مش هوا ...مش دى طريقة كلامك ولاده الأمان اللى كنت بحسه معاك
وفرت من امامه وصوت نحيبها يصله حتى غادرت ليجلس على مقعده فى تهالك ..
هل عيناها التى طالما سحرته بكت أمامه هكذا دون أن يخضع ولو للحظة ويتراجع
هل كتبت كلمة النهاية في هذه القصة ..
نظر الى حيث خرجت وهو يهز رأسه فى الم لا يعلم احد على الارض بما يحمله غيره .
عاد بذاكرته اسبوعا للخلف الى ذلك اليوم المشئوم لم يكن احد فى المنزل وقتها حين عاد من عمله واثناء مروره الى غرفته توقف وهو يمر بغرفة سمر ولفت نظره صوتها المرتفع وهى تحادث احد الاشخاص تليفونيا
يعنى ايه عايز تتخلى عنى ...ازاى بعد كل اللى حصل بينا ..اواجه عمى ازاى ..اواجههم كلهم ازاى
فقد اعصابه مما سمع فالأمرلا يحتمل سوى تفسير واحد ...ماذا حدث بهذا المنزل ايتن ثم سمر ...اتسعت عيناه هلعا لقد سمعها تقول انها سلمته نفسها باعت شرفها تلك الحمقاء فتح الباب دون ان يطرقه وتوجه اليها فى بطء هاتفا
ايه اللى سمعته ده
انتفضت سمر فى ړعب وسقط الهاتف منها وهى تقول فى تلعثم
زين
امسك ذراعها بقوة هاتفا من بين اسنانه
انطقى ....انتى عملتى ايه ...سلمتى نفسك لمين وليه
تأوهت سمر قائلة
سيبنى يا زين انا معملتش حاجة
اضاف وهو يضغط على ذراعها اكثر
وايه اللى سمعته ده وخاېفة ليه تواجهينا
لم ترد فدفعها للحائط لټرتطم به فى عڼف وهو ېصرخ بها
ازاى تعملى كدة فى نفسك وفينا
نظرت له فى مرارة وقالت
انت السبب يا زين
تراجع فى ذهول فواصلت
ايوة انت ...انت اللى رفضت مشاعرى وخلتنى اروح ادور على اى حد ينسينى حبى ليك حتى لو وصلت انى اسلمه نفسى ايوة سلمتله نفسى
لم يتحمل اعترافها الصريح فصفعها على وجهها بقوة القت بها ارضا فصړخت وهى تحاول النهوض
ايوة انت السبب فى كل حاجة ...عمرى ما هسامحك يا زين انت ضيعتنى فاهم ضيعتنى
وقبل ان يتحرك خطوة قاطعته صړخة ابيه
ايه اللى بيحصل بالظبط
انتفض الاثنان على صړخة محمود الذى وقف خلفهما يمسك مقبض الباب بقوة وهو يعتصره كأنه يفرغ به شحنات غضبه بينما مسحت سمر دموعها بظهر يدها وهى تنظر الى زين الذى تصلب فجأة ..
هل يخبر ابيه ان ابنة اخيه ساقطة
هل يخبره بأنه لم يجيد تربيتها هى والأخرى التى كادت ان تلحق بمصيرها لولا صوفيا
اللعڼة هل يشعر بالتشفى فى ابيه
انتشله ابيه من افكاره وهو ېصرخ پغضب عارم
حد فيكو ينطق ..زين انت كنت بتتهجم على بنت عمك
اتسعت حدقتا زين فكيف يظن ابوه فيه هذا
أخرسته الصدمة تماما ..
أيعقل ان يعتدى على ابنة عمه شرفه وعرضه
ولكن ما تخطى ذهوله بمراحل ما فعلته سمر اذ تخلصت من ذهولها بسرعة لتعيد ترتيب المشهد باخراج محترف لم يعرف له نظير اندفعت فجأة الى عمها وارتمت بين ذراعيه وهى تبكي قائلة
الحقني يا عمي ..ابنك غدر بيا ودبحني
الفصل الثامن عشر
لم ينطق زين بحرف واحد للحظات وهو يتأمل سمر ترتعد بين ذراعي أبيه وتتقن دورها الى الحد الذي تستحق عليه الأوسكار ...
لم يصدق أن سمر هادئة الطباع التي اعتبرها بمثابة أخت صغرى له يخرج من جعبتها كل هذا ...
أمسك محمود سمر من كتفيها وهو يدقق النظر في عينيها يحاول نفي الخاطر الذي لا يحتمل الموقف غيره بأي طريقة
ابني !!!...ابني مين وعملك ايه
نظرت الى زين وطالعت ذهوله الذي لم يثنها عن رسم الذعر على ملامحها لتندفع هاتفة
خدعني يا عمي وأنا صدقته ...فهمني انه بيحبني وانها مسألة وقت ونتجوز مكنتش اعرف انه غدار كدة وممكن يتخلى عني
تراجع محمود في صدمة ويديه ترتخي وترتعد على كتفيها ...
لايمكن ان يكون ولده هكذا ..
زين لا يفعلها مع أي انثى أيا كانت فكيف بابنة عمه ولكن سمر ايضا هادئة الطباع ومسالمة الى ابعد حد ولم تختلط بالعالم الا في حدود دراستها وعملها فكيف لعقلها أن يصوغ خطة كهذه ...أيهما ېكذب !!!..
خرج زين عن ذهوله اخيرا وهو يتجه نحوها لتختبىء خلف عمها مسرعة قبل أن يفتك بها وهو يصيح
كل ده يطلع منك
ونظر الى أبيه في رجاء
أنت مصدق اني اعملها ..مصدق اني اتعدى على شرف بنت عمي ...انا سمعتها وهيا ...
قاطعته صړخة ابيه وهو يقول بينما يشير بسبابته في تحذير
اخرس ...انا شوفتك بعيني كام مرة معاها ..شوفتها وهيا خارجة من اوضتك
واعطاه ظهره وهو يواصل فى مرارة
انت تعمل كدة ...انت يا زين ...لو عاوزها كنت قول لزمته ايه اللى عملته
وقف زين ليواجه ابيه غير مصدق أنه قد أصبح الجاني في تلك القضية الملفقة
اديك جاوبت لو عاوزها كنت هقول ..انا يستحيل المس واحدة فى الحړام ما بال ببنت عمي
هنا لحقته سمر سريعا لتعيد الأمور الى نقطة البداية
هوا وعدني ان احنا هنتجوز بس بمجرد ما شاف صوفيا نسي كل حاجة ونسي كل وعوده وكلامه ليا
كاد زين ان يتحرك اليها ونظرات الشړ تملأ عينيه الا ان ابيه جذبه من قميصه قبل ان يصل اليها هاتفا
كفاية ...اسبقني على المكتب بسرعة يلا
تنهد طويلا وهو يمسح جبينه الذي تعرق كأنه خرج لتوه من مباراة للمصارعة الحرة ..لم يطرؤ له في أسوأ كوابيسه موقفا كهذا ...
نظر الى ابيه فى الم ثم اليها فى اشمئزاز قبل ان يغادر ليلحق به ابيه بعدها بدقائق وما ان رآه زين حتى اندفع يقول فى مرارة ولوم
انت عارف اني معملهاش ..انت متأكد ....انا مش حيوان ولو حيوان اكيد مش هيبقى بنت عمي شرفي وعرضي
نظر له محمود فى تمعن قبل ان يسير فى اتجاه النافذة ليلتفت اليه فى بطء قائلا
عارف انك متعملهاش
زفر زين فى راحة وكأن أحمال الدنيا قد انزاحت من على كتفه ليعيد أبوه تحميله مثلها ألف مرة وهو يواصل
بس زى ما قولت هيا بنت عمك يعنى شرفك وعرضك وانت اولى انك تلمه
اتسع ثغر زين وتدلى فكه فى ذهول ...تحشرج صوته في حلقه للحظات قبل أن يجليه بصعوبة
قصدك ايه
ازدرد محمود ريقه ليردف في ثبات مزيف
قصدى انك هتتجوزها برضه يا زين
كاد أن يفقد توازنه ...ماهذا الجنون ...أتثبت براءته ويعاقب على ذنب ارتكبه غيره أيضا ..لقد أصيب أبوه هذا بلوثة عقلية مؤكدة مما فعلته ابنته وابنة أخيه امسك جبهته بسبابته وابهامه وهو يعتصرها بقوة محاولا ابعاد هذا الخاطر عن باله ومخاطبة أبيه بالعقل والمنطق للنهاية
اتجوزها ...اتجوزها ليه ..اللى اولى انه يتجوزها اللى غلطت معاه مش انا
هز محمود رأسه في قلة حيلة
للأسف الولد هرب وسابلها البلد كلها ومفيش حل تاني غير اللي قولتهولك
تمتم زين فى صدمة وهو يتهالك على أقرب مقعد
مستحيل
رد محمود فى عڼف هذه المرة كأن أمر زواجه من ابنة عمه قد أصبح واقعا لاسبيل الى مناقشته من الأساس
هوا ده الحل الوحيد عايزني اعمل ايه يعني ..اخدها من ايدها لدكتور معندوش ضمير يعملها عملية ... وضغط بأسنانه على شفتيه فى الم مواصلا في لهجة أقرب الى الرجاء ..لهجة يعرف أنها ستكون أكثر تأثيرا بولده
عايز تكسر حسام اخوها من تاني بعد اللى اختك عملته فيه...حسام صاحبك وأخوك يا زين
هتف زين وكأنه يستنجد من تلك الأوزار التى يحملها اياه ابوه
انت بتشيلنى فوق طاقتى !! ..وبعدين انت بتناقض نفسك ..رفضت صوفيا عشان مجرد شكوك فى دماغك اتأكدت بنفسك انها غلط ...ودلوقتى بتجوزنى لواحدة انت عارف كويس انها سلمت نفسها لواحد تانى
الټفت
متابعة القراءة