مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى

موقع أيام نيوز


في محراب مقدس تحيطهما ملائكة الحب بأجنحتها الناعمة وتبارك عشقهما... 
تلاشى خجلها لتشعر أن كل جزء فيها قد خلق لهذا الرجل ...تركت جسدها له يدمغه بعشقه ويوثق حقه به 
لم تؤنبها كرامتها مطلقا وهي تهبه حق ملكيتها ... 
هي ملك يده فقط ..له فقط ..تتجرع الحب بين ذراعيه بأسمى الطرق...لا خوف ..لا ألم ..لا فراق ..فقد منحها يوسف البدري صك الأمان وهو يهمس بعشقه في أذنها الاف المرات .. 

واحتلت رأسها صدره بعد لقاء طويل بالروح قبل الجسد بحثت عن موضع قلبه لتريح وجنتها عليها تتلقى قبلاته على هيئة نبضات متسارعة تخبرها أن هذا موطنها وملاذها من اليوم فصاعدا.. 

أسكت جرس هاتفه للمرة السادسة وهو يلقي به بعيدا حتى سمع صوت استلام رسالة ففتحها ليجدها منها كما توقع 
والله لو مانزلت حالا لاطلعلك أنا وأنت عارف انى مچنونة واعملها 
لولا أنه يدرك چنونها بالفعل لما أطاعها وكان أمامها عند حوض الزهور الخاص به في الحديقة بعد أقل من دقيقة نهضت بسرعة حين رأته أمامها واقتربت تقول 
زين ..والله أنت فاهم غلط ...أنا عارفة اني غلطانة بس عايزاك تسمعني 
تخطاها ليجلس على طرف الحوض فهو بالفعل يريد ان يسمع منها مايبرد ڼار غضبه وحنقه عليها 
اتفضلي أنا سامعك وبسرعة عشان أنا مش عاوز مشاكل ..كفاية اللي حصل النهاردة 
ردت وهى تجلس فى المقابل 
الفستان اللي كنت هحضر بيه الفرح اتحرق وأنا بكويه ومكنش فيه وقت اشتري غيره ولبست اللي كان عليا أعمل ايه 
نهض في حنق من حجتها المستفزة ورد في صرامة 
مكنش لازم تلبسي سواريه أصلا كنتي البسي أي حاجة وخلاص 
هزت رأسها في اعتراض 
ده فرح ايلينا يازين يعني فرح أختي ..البس أي حاجة ازاي ...وبعدين أنا كنت مغطية نفسي بشال بس نسيته في الحمام ..ما انت عارفني دايما بأنسى حاجتي في كل حتة 
زفر في ضيق يسألها مجددا 
واللي انتي كنتى واقفة تهزري معاه 
اخفضت رأسها في خجل وهي تهمس تسترضيه 
مش هتكرر تاني 
هز رأسه وهو ينظر للأعلى ويتنهد فى غيظ فاقتربت لتمسك كفه قائلة 
خلاص بقا يازين قولتلك اسفة ومش هتتكرر تاني 
انتزع كفه من يدها قائلا في احباط 
بابا لما شافك النهاردة مقدرتش أدافع عنك قدامه ..مكنتش قادر أنطق 
عقدت ساعديها تخبره في ملل 
زين أنا اعتذرت عن اللي حصل هعمل ايه تاني 
نظر لها وقد بلغ غضبه من استهتارها أقصاه فزمر شفتيه في يأس 
ولا حاجة يا صوفيا ..تصبحي على خير 
وقبل أن يبتعد بخطواته الواسعة الټفت لها فجاة ليضيف في سخرية 
واه بالمناسبة شغل الجنان بتاع لو منزلتش هطلعلك أنا لو حصل تاني ..النتيجة هتكون أكبر من مجرد زعل بينا يا صوفيا 
اغمضت عينيها وهي تتابعه يذهب من أمامها بخطوات غاضبة ماذا كان بامكانها ان تفعل هل تخبره لو علم بما تنوي فعله سيعترض بالتأكيد ولكنها ستفعل كل ذلك من أجله هو وعدته فى سرها انها ستكون المرة الاخيرة..ستكذب لاخر مرة من اجله فقط . 

مرت أيام سافر فيها يوسف وايلينا لقضاء شهر العسل فى اسبانيا نزولا على رغبة الثانية فالأول كان يرغب في الذهاب الى سنغافورة وأمام اصرارها قبل باسبانيا حيث أرادت ان تصنع ذكريات خاصة معه فى أكثر بلد تحبه وتطلق عليه دوما الجنة المفقودة .. 
أما الجنة الحقيقية بالنسبة اليه فوحدها من تمتلك مفتاحها وتعرف كيف تأخذه اليها.. 
لن تختلف اسبانيا عن سنغافورة

أو حتى جناحهما المغلق في قصره بمصر فقد جاب العالم بأسره وتمنى لو عاد الزمن ليطوفه معها من جديد كي يزرع في كل وطن يذهبا اليه ذكرى مخلدة لعشقهما .. 
عشقه لها قد وصل حد الهوس وكأنه أطلق العنان لكل ما حپسه بداخله لينطلق دفعة واحدة بحرية ودون حدود كان يحتجزها أحيانا فى الفندق لأيام.. فقط لتبقى بين ذراعيه يشتم رائحة شعرها المموج الذى اصبح ادمانه . 
وفى الوقت ذاته سافر محمود مع سميرة الى الصعيد لعلة طارئة المت بأخيها لتصر على البقاء مع الأخير لعدة ايام فتركها الأول وعاد الى القصر اما زين فقد تحمل على كاهله اغلب العمل بعد غياب شقيقه وفي يوم بينما كان مشغولا بمراجعة بعض الأوراق الهامة على مكتبه تلقى اتصالا من ابيه جعله ينتفض واقفا في ڠضب ولولا أنه أبيه لارتكب چريمة بمن يتفوه بهذا الكلام ... 
صورة أرسلها له كادت أن تطيح بما تبقى من عقله ترك مكتبه على الفور وكل ما يفكر فيه أن يثبت له سوء ظنه انطلق بسيارته الى حيث العنوان الذى اخبره به وقف امام باب الشقة ينظر الى الرقم ليتأكد استند بجبينه على الباب للحظات وهو يلهث بشدة .. 
لا يمكن ان تكون صوفيا هكذا ابدا سيكون مدينا لها باعتذار عما سيفعله الان وللحظة فكر في التراجع ولكن اصراره أن يثبت لأبيه العكس لم يترك له فرصة التفكير من جديد ..أقسم ان لم يجدها فسيتزوجها رغما عن ابيه وعن كل عائلته ورغما عنها ان رفضت ... 
مد يده في تردد الى جرس الباب وهو يغمض عينيه في قوة ...ضغط عليه دون ان يرفع اصبعه فهو يعرف انه ان رفعه لن يعد الى قرعه من جديد تعالت دقات قلبه وهو يشعر بالباب يفتح التقت عيناه بعينيه قطب حاجبيه ليتذكر هذا الوجه المألوف لعينه البغيض لقلبه وبالفعل تذكره... انه هو ..نفس الشاب الذي كانت تمازحه فى حفل الزفاف ..اقترب منه يسأله في دهشة 
فيه حاجة ..انت مين 
لم يعد لزين أي ذرة عقل واحدة تحكمه وهو يزيحه من طريقه في عڼف ليدخل الشقة تراجع خطوتين فى صدمة وهو يراها بالفعل .. صوفيا .. تجلس على الأريكة فى شقة أعزب وحدهما .. 
انتفضت حين رأته وشهقت في خوف ...حاولت النطق فخرجت حروفها مبعثرة 
زيي...زين ..انا ... 
قال الشاب من خلف زين وهو يضع يده فى خصره 
هوا فى ايه بالظبط ..مين ده يا صوفيا 
تعلقت عينا صوفيا بعينى زين اللائي اتسعتا في صدمة ودعت الله ان يحدث ما تنتظره بسرعة مرت لحظات قصيرة قبل أن تأتي ايتن لينتفض الشاب لحظتها ويهتف في فزع 
ايتن 
الټفت زين فى بطء ليجد شقيقته خلفه فوضعت يديها على ثغرها وهي تشهق 
لا .. 
نظرت صوفيا الى ايتن والى زين الذى تخلص من ذهوله اخيرا ليجد الشاب قد استغل حالة الصدمة التى المت بالجميع وترك المكان اقتربت صوفيا وهى تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
زين ...ارجوك تهدى عشان نعرف نتك.. 
ولم تكمل جملتها اذ دفعها پعنف على الأريكة هاتفا 
احنا مفيش بينا كلام ...روحي كملي قعدتك واستني البيه لما يرجع ..انتي انسانة مستهترة معندكيش لا اخلاق ولا دين ...وجهة نظرهم من الأول كانت صح مهما أحاول معاكي مش هتتغيري ...وجودك فى الفيلا من الأول أصلا غلط ...ازاي مفكرتش انك ممكن تأثرى على أختي وتجريها معاكي لقرفك ده 
حناجر قاسېة اجاد تسديدها في جسدها بدقة ونفذت منه الى كرامتها وقلبها العاشق بحبه وكيانها الذي أصبح ينتمي بأكمله اليه .. 
نظرت الى ايتن الغارقة في صډمتها التي انتشلها منها زين وهو يجذب خصلاتها بقوة و ېصرخ بها 
ايه اللى جابك هنا ..انطقي 
ونظر الى صوفيا باشمئزاز ليضيف 
الهانم اللي عرفتك عليه مش كدة 
وضعت صوفيا يدها على صدرها وهتفت في الم 
كفاية بقا ..ايتن اتكلمي قوليله انا هنا ليه ...قوليله احنا هنا ليه 
ردت ايتن وكأنها فى عالم آخر 
يعني هوا كان بيضحك عليا ...كان بيخدعني يا صوفيا 
ارتخت قبضته لتترك خصلاتها ...انقلبت الموازين في لحظة ولم يعد يفهم ماذا يحدث بالضبط ...أمسك كتفيها وهزها پعنف 
انتي بتقولي ايه .. مين اللي بيخدعك 
وقبل ان ترد سمع الاثنان صوت ارتطام جسد صوفيا بالأرض وهي تسقط مغشى عليها تسمر زين فى مكانه ..بينما تحركت ايتن بسرعة وأخذت ټضرب على وجنتها في رفق وتناديها دون أي استجابة فنظرت الى زين وهتفت في هلع 
زين بسرعة ..حاسة نبضها ضعيف ..لازم ننقلها المستشفى 

استند الى الحائط وهو يثنى ركبته ليرتكز بقدمه عليه بينما يعقد ذراعيه وهو ينظر الى ايتن في حنق قائلا 
بطلي عياط وفهميني ايه اللى حصل بدل ما اعرف منك بطريقة تانية 
انتحبت وهي تحاول التماسك قائلة 
حبيته يا زين ..حبيته وهوا كان بيخدعني 
يخدعها !!! وصلت الكلمات الى أذنه فلم تحتمل سوى معنا واحد محته هي على الفور مسرعة 
اطمن محصلش حاجة ...أنا بس اټجرحت 
هتف فى نفاذ صبر 
اتكلمي بوضوح وقولي من الأول 
ردت وهي تمسح دموعها 
أنا وسامح كنا بنحب بعض او اتهيئلي انه كان بيحبني ..حبيته لدرجة انه لما طلب مني اسيب حسام واهرب معاه واتجوزه كنت هطاوعه ..لولا صوفيا هيا اللي عرفتني حقيقته 
استلقت فى تهالك على مقعد قريب لينهار جالسا الى جوارها فى صدمة لا يصدق بالفعل ان اخته الصغيره التى يعدها طفلة يصدر منها كل هذا واصلت هي دون ان تنظر اليه 
قالتلي أنه بالصدفة سمعت وعرفت أنه كداب وعاوز يخليني اهرب معاه عشان يبتز عيلتى بيا مش اكتر ..طبعا مصدقتش واتخانقت معاها وهيا قالتلي انها هتثبتلي انه مش بيجبني وكداب.. سمعتني تسجيل مكالمة ليهم سوا بيطلب منها تروحله شقة مفروشة عشان يتعرفو على بعض اكتر ..كان فاكر انها مجرد واحدة خواجاية سهلة ..برضه حبه كان عاميني ومصدقتهاش فقالتلي انها هتجازف عشان تثبتلي انى غلطانة ..فعلا قررت تروحله وانا كنت وراها بعربيتي طلعت موبايلها وفتحته بحيث اسمع كل حاجة بينهم وكانت مأمنه نفسها بجهاز وياها بحيث لو حاول ېتهجم عليها...وفعلا صوفيا استدرجته فى الكلام وسمعت كل حاجة بوداني 
ظل ينظر لها لحظات وهو غارق في صډمته وانكاره لكل ما يحدث ...هو في كابوس لا شك ... اخته تفعل هذا !!!.. 
اخته تفكر فى الهروب ولا تضع لهم أي وزن او قيمة وصوفيا المتهورة الغبية تجازف بنفسها الى هذا الحد لما لم تبلغه بالأمر لينهي كل شىء بيديه حتى لو اضطر لقتل تلك الحمقاء حاول ان يهدىء من انفعاله بقدر المستطاع حتى لا يفتك بها امام الناس فى المشفى فقال بصوت متهدج 
انتى يطلع منك ده كله ليه ...كنتي عاوزة تهربى وتفضحينا ...مش عاوزة حسام قولي اتمسكى برأيك ..ابوكى وعدك انه مش هيجوزك ڠصب عنك 
مدت اناملها الى كتفه فأبعدها فى عڼف ونهض هاتفا 
امشى من وشى دلوقتى بدل ماافقد اعصابى قدام الناس وحسابك معايا بعدين 
اخفضت رأسها وهمست فى حزن 
حاضر همشى
 

تم نسخ الرابط