حى المغربلين بقلم شيماء سعيد
المحتويات
تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه حمحمت قائلة بتقطع
_ ط طبعا مهو أنا معايا سيد الرجالة و لازم أغير عليه أكتر من روحي...
_ لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و ډم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا...
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه
حياتها تنتهي أمامها و هي عاجزة عن توقف الزمن أو حتى العودة به للخلف تشعر و كأن الجميع يعرف ما حدث معها نظراته تشكل لها حالة من الرهبة..
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج... فريدة أصبحت عاړية بشهر ديسمبر أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها...
_ آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه...
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض...
ابتلعت لعابها ثم أومأت له برأسها ذهبت خلفه إلى مكتب عدوها اللدود و بداخلها
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء
_ إنتي حرة النهاردة طبعا
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة
_ حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
_ برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة
_ لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم..
أومأ إليها قائلا
_ طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
ساعة و نص مروا عليها و هي تكاد تصرخ من شدة الألم ساقيها و كرامتها تأبى الخضوع و الجلوس بين الحين و الآخر يخطف نظرة لها باستمتاع لأقصى درجة يكفي أنها أمامه عينيه تضمها قبل روحه الهائمة بقربها...
_ أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر
_ يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الڠضب
نخلص بقى يا فندم...
غمز لها بمكر مردفا
_ ده أنتي عيون الأفندم احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب
مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول...
سألته بهدوء
_ طيب و العقد بتاعي!
_ مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت...
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه...
_
بمنزل فارس المهدي...
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع وجدت الخادمات في حالة من الړعب أمام تلك اللعېنة التي تأكلهم بحديثها و تصرفاتها أخذت نفس عميق تحاول تمالك أعصابها و هي تسمعها تصرخ غاضبة
_ جرى ايه يا حيوانة منك ليها هو أنا لازم أطلب الحاجة سنة عشان تتعمل و الا إيه... فين القهوة بتاعتي....
أجابتها الخادمة بتقطع
_ كنا بنحضر الأكل للست فرحة يا ست صفية..
هدرت بها الأخرى و الغل يأكلها
_ فرحة ايه و زفت ايه على دماغك و دماغها أنا هنا الأول و لازم تنفذي الأوامر بتاعتي قبل أي حد قبل فارس بيه نفسه...
_ و من امتا الضيوف بيتعمل ليهم حساب أكبر من حساب صحاب البيت يا صفية!
نظرت صفية خلفها لترى فرحة تقف أمامها و يديها أمام ها كان يوم اسود عندما اختفى
عثمان لتبقى تلك الحمقاء زوجة فارس رسمت على وجهها إبتسامة سخيفة قبل أن تردف
_ و مين بقى صاحب البيت يا ست فرحة اللي أعرفه إنك مجرد ضيفة و كمان تقيلة لولا عملة عثمان اللي وقع فيها فارس كان حلك عمرك ما شوفتي البيت ده...
جرحها تحاول بيدها كتم دماء قلبها قبل أن يراها أحد بكل أسف لم تأخذ شىء من الحب إلا الۏجع.. يا ليت بيدها لكانت أزالت هذا العشق من قلبها بلا عودة.. رأسها ابتعدت عن صفية و عادت إلى قبل حفل زفافها بيوم واحد...
فلاش باااااك...
وقف عثمان أمام والدته
متابعة القراءة