حى المغربلين بقلم شيماء سعيد
المحتويات
عندي...
لا تنكر أن أساس شجاعتها من البداية وجوده معها على الخط بث بداخلها الكثير من الأمان دون أن يأخذ باله مع رحيل فوزي بصقت على الأرض بقرف قائلة
_ اتفو عليك راجل نتن و أنت كمان عايز مني إيه مش كفاية الهم اللي انا فيه بقى بغل زي ده الشوكلاته تشتغل عنده خدامة...
بلحظة واحدة نسي كل شيء إلا كلمة شوكولاته التي قالتها بكل تلقائية و كأنها أكثر من مرحبة بها ابتسم بوقاحته المعتادة قائلا
توترت من طريقته خصوصا مع سيبان جسدها ليبقى مثل قطعة العجين يشكلها مثلما يشاء رغم أنها غير موجودة
أمامه إلا أن احمرار وجهها و دقات قلبها وصلت إليه بكل وضوح لتخرج منه ضحكة رنانة قبل أن يقول بعبث
_ أمشي لية طيب و المهمة اللي جاية عشانها هعمل فيها ايه!.
أجابها بحنان حتى لا ترتعب من الموقف
_ مش مهم أي حاجة المهم دلوقتي أنتي و بس أنا معاكي على الخط و في ستين داهية المهمة يلا اطلعي من غير كلمة زيادة يا أزهار مش عايز حد يحس إنك بتتكلمي في الموبايل....
_ يلا يا شوكلاته أنا جانبك أوعي تخافي...
همست إليه بنبرة متقطعة
_ خليك معايا أنا بيك مش خاېفة...
وصلت للبوابة تود الخروج إلا أن الحارس منعها قائلا بجدية
______شيماء سعيد_____
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الثاني عشر
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
_ يعني ايه ممنوع هو أنا جوا سجن أنا ليا أهل و بيت عايزة أروح لحد ما استلم شغلي...
البعد عنها أجابها بإحترام و كأنها بالفعل أزهار هانم مثلما قال
_ مقدرش يا هانم بلاش تعملي ليا مشاكل و لا لنفسك اتفضلي جوا لحد ما فوزي بيه يرجع دي أوامر لو على رقبتي مش هتنزل الأرض...
حسنا ربما ذلك الحارس المسكين لا يعلم أمام من يقف فهي أزهار سيدة الخضار بأعلى صوتها بدأت الصرخات المعتادة و يديها الاثنتين تزين خصرها
على الصعيد الآخر كان فاروق يغمض عينيه پغضب منها و من نفسه خائڤ عليها نعم هذه هي الحقيقة هو خائڤ عليها إلى حد چنوني الحمقاء تتصرف بكل عفوية كأنها بداخل حارتها...
ترك مكتبه بلا تفكير
متجها إلى قصر الخولي كل ما يهمه الآن هي و من بعدها الطوفان صعد إلى سيارته قائلا بصرامة
_ أزهار اسمعي الكلام و أدخلي جوا... نص ساعة بس هكون عندك بلاش غباء...
هي الآن بحالة لا ترى لا تسمع لا تتكلم سحبت الحارس من ملابسه و يدها الصغيرة تسقط عليه مثل الحائط صاړخة
_ ده عند أمك يا أبن المسيري مش أزهار اللي تخاف خاف على نفسك الأول يا موكوس اسبقني بس على القسم...
أهي مچنونة أم ماذا! هذا السؤال أتى بعقل فاروق و الحارس بلحظة واحد حاول الحارس السيطرة عليها فهي بصحة مئة ألف رجل قائلا بنبرة متقطعة
_ يا هانم عيب كدة أنا عامل حساب فوزي باشا... كان تصرفي مش هيكون كويس أبدا...
إجابته و أصابعها تزيل شعر رأسه خصلة خصلة بنفن أصيل
_ لا و أنا كدة خۏفت.. خليك راجل و دافع عن نفسك ده صحابك مفيش واحد منهم فكر يدافع عنك.. تعرف لو في الحارة كانوا اتلموا عليك زي الرز.. أصل إحنا حارتنا كلها رجالة...
عبر الهاتف بقلة حيلة أطلق فاروق ضحكته حتى بأصعب المصائب تفرض شخصيتها المرحة على الجميع حرك رأسه متذكرا جملة سعد زغلول الشهيرة مفيش فايدة يشعر بها و نبرة الخۏف بصوتها تصل إلى أعماقه زاد من سرعته قائلا
_ شوكولاته خدي نفسك و ابعدي عن الحارس أنا قربت أوصل.. اوعي تخافي قولتلك أنا جانبك..
هل عيناها أخرجت قلوب الآن! نبرة اللهفة اشتاقت إليها منذ ۏفاة والدها و ها هو يقدم لها الحنان على طبق من ذهب مثل المسحورة تركت ما بيدها ليسقط على الأرض رغم
ضعف جسدها إلا أنها أرهقت الرجل لأقصى درجة ممكنة بابتسامة حليمة همست
متابعة القراءة