ست البنات بقلم زينب سمير

موقع أيام نيوز

ثم للارض بالاسفل وتلك المياة التي توجد عليها وبدون سابق انظار كانت توقعها عمدا علي تلك المياة ثم راحت تصرخ بافتعالالحقي ياصباح عبايتك وقعت في المية الموسخة في الشارع
جاءت صباح مسرعة وشبت علي الشرفة لتنظر ل الاسفل حيث كانت قصيرة للغاية وراحت تنظر ل العباية بحسرة وهي تقولحرام عليكي يارضوي كدا توقعيها في مية المجاري دي كانت غالية قووي دا انا جيباها بخمسة وتمانين جنية بحالها من السوق
قالت رضويمعلش بقي وقعت ڠصب عني
وثم وجهت نظرها بعيدا عنها وهي تلعب في خصلاتها كي لا تكتشف صباح


كذبها عندما تري تلك البسمة التي تجاهد لتخفيها
ضړبت صباح يد علي الاخري وهي تقولهخلي حد يجبهالي وهغسلها وهخليها في البيت واستعملها حتي لو هستعملها فوط للمطبخ
وتركتها ودخلت لتقول رضوي بهمسيخربيت بخلك ياصباح وبعدين دا انا رميتها مخصوص علشان نخلص من عمي الالوان اللي بيجلنا بسببها
حيث كانت تتمتع العباءة باللون الاحمر والاصفر وتلك الالوان التي تكاد تصيبك بعمي الالوان 
نظر لهذا الحوار كله بضحك حاول ان يخفص فيه نبرته حتي لا تسمعه
وثم دخل بعد ان دخلت هي ل الداخل وهو يهمسمچنونة والله
___
طرقت جنات علي باب غرفة ولدها ودخلت لتجده جالسا علي مكتبه في الغرفة يستذكر دروسه بهدوء فراحت تراقبه بحب وحنان وهي تتقدم منه وتقول بحنو بالغكفاية مذاكرة عليك كدا يامهند
نظر لها وهتف بهدوء يتجاوز سنواته العشرعندي امتحان بكرة وعايز اقفله ياماما
قبلت جبينه وهي تهتف ببسمةياحبيبي انت شاطر ومن غير مذاكرة هتقفله بأذن الله
ابتسم وهو يتساءلاومال فين منة
_في الحضانة لسة مجتش 
اؤما بحسنا لتكمل هيبعد ما تخلص انزل العب شوية تحت مع كريم ابن عمك واصحابكم
مهندبس انا مش عايز العب
قالت بنبرة حاسمةيبقي تيجي تقعد معانا تحت .. المهم متقعدش لوحدك
قال بغلبحاضر
لتنهض هي من جواره حيث كانت تجلس وثم تغادره والحزن يغلف قلبها عليه 
لا تعرف هو لما لا يشبه بقية الاطفال الذين في سنه
هو لا يتمتع بطفولته قط يحب الهدوء والسکينة والوحدة
عكس شقيقته وابن عمه الاخر
لا تجد تفسيرا لذلك ابدا والغريب في ذلك انها ربما الام الوحيدة التي تطلب من ابنها ان يلعب وان يترك دروسه قليلا
بالاسفل....
راحت صباح تصرخ وهي تقف امام المنزل ل كريم الذي كان يلهو في الشارعيابني اطلع ذاكر كلمتين ينفعوك في ايامك السودة دي ولا حتي اغسل وشك
حرك يده بمعني في وقت اخر بعدين 
وراح يكمل لهوه مع اصدقائه لتقول بغيظياميله بختك ياصباح شوفي حظك في جوزك وولدك وشوفي حظ جنات في ولدها وجوزها ولدها اللي لو اتحط علي الچرح يطيب من هدوئه
ثم نظرت لولدها الذي يتحرك وسط زملائه بحركات سريعة وهو يلعب معهم وهتفتمش عزرائيل اللي انا جيباه دا اللي مبيترزعش في مكان
حقا غرباء هم .. جنات تريد ان يلعب ابنها كالبقية ويعيش طفولته
وهي تريد ان يصبح ابنها مثل ابن جنات !!
في منتصف النهار عاد حسن لحارته اخيرا بعد ان اطمئن في الضراء ان نوران استقلت سيارتها بخير وانها الان علي وشك الوصول لمنزلها
وقف امام ورشة ابيه بدراجته وهبط منها وثم اتجه ل الداخل
ليقول بصوته المرح ل العمال الذين يعملون فيهامساااالخير يارجاله
حياه الجميع بايديهم وكلماتهم المسرورة بزيارته لهم وثم اتجه هو لمكتب ابيه الموجود في الورشة
طرق عليه عدة طرقات عالية بمرح وهو يتغنييابا يابا يابا 
جاء صوت شوقي العصبيادخل يازفت
نظر ل العمال الذين سمعوا صوت ابيه وقال بحرج مصطنعابويا بيحبني قوووي 
وتركهم ودخل لتتعالي ضحكاتهم عليه
قال شوقي بعصبية خفيفة وهو يري حسن امامهمش هتبطل حركات العيال دي
اتجه له وقبل يده ورأسه بحنان وثم التف وجلس علي المقعد المواجه له وهو يقول بتأكيدمستحيل انا دمي عبارة عن مية بسكر يابا يعني التفاهة دي طبع عندي
غمغم شوقيربنا يكملك بعقلك واشوفك مرة عاقل ياحسن قبل ما اموت يارب
حسنبعيدا عن سيرة المۏت .. انا مستحيل ابطل تفاهة
ثم قال بصوت منخفضاقولك علي سر
قال والده بانتباهاية هو 
قال بنفس الهمس الخطېرانا اللي قټلت موفاسا
قال والده بزهول وصدمةقټلت .. قټلت مين ياابن الكلب
تعالت ضحكات حسن في المكان ولم يستطيع ان يكبتها ووالده تتطاير من عينيه نظرات الخۏف ظنا منه ان ابنه بالفعل ارتكب چريمة كتلك
اخيرا هدأت ضحكاته فنظر له واجاب ببسمة واسعة بريئةيابابا دي حتة من كرتون كنت بطبقه علي الواقع
مرر شوقي يده علي وجهه بعصبية وثم نظر له وتشدق پغضباقسم بالله ان ما مشيت من قدامي دلوقتي يازفت لاكون انا اللي قاتلك
وقف وبمرح هتفوعلي اية الطيب احسن
وتركه وخرج تاركا الاخر ينظر ل مكانه الفارغ بحسرة
متي انجب هو هذا الشاب .. من اين يملك كل تلك التفاهة
متي سيصاب بجلطة بسببه !!
خرج حسن من مكتب والده واتجه لمكتب همام المجاور له لم يطرق الباب ودخل علي الفور ومن المفاجأة انتفض همام مكانه
قال بسخرية وهو يتجه ل المقعد المقابل له


ويجلساية ياهمام ما تنشف كدا ياعم 
نظر له بغيظ وهتفدا مهند يابني مش بيتعامل بالطريقة دي
هتف حسن بجدية تامةفكرتني صح انا مش عاجبني هدوء ولدك الغريب دا انا هتكفل بيه شهر ابوظه وارجعهولك تاني
همام بغيظهو تلاجة ياحسن .. وبعدين بص ابعد عنه احنا راضيين بالواد عاقل كدا وراسي
قال بسخرسةعاقل وراسي ! لا يااخويا وانا عمو وميعجبنيش الحال المايل دا
قال بزهوليابني هو بيشرب سجاير وانا بداري عليه .. دا محترم واحنا بنحافظ علي احترامه
قال بزهو وهو يعدل ياقة قميصهمينفعش عمه يبقي عايش ويبقي محترم .. لازم يطلع شمام قد الدنيا
امسك همام مفاتيحه التي توجد علي المكتب والقاها عليه بقوة وهي يهتف بغيظغور من وشي ياحسن .. غور بدل ما اتعصب علي خلقتك دي
وقف واتجه ل الخارج وقبل ان يخرج نظر له وهتف بصوت انثوي مائعوالله انتي الغلطان بقي حد يبقي معاه القمر دا ويطرده
نظر له بنظرات يخرج منه الشرر فخرج حسن من المكتب وهو يتمتم بهمس بكلمات غير مفهومة ابدا
ك طفل صغير هو .. وك شاب اهوج .. وك رجل عاقل
رن حسن جرس باب المنزل لكي يعطي انزار ل زوجات اخيه انه موجود ثم فتحه بالمفتاح الخاص به ودخل ليجد والدته تجلس في الصالة تقوم ب تقليم البامية وبجوارها تجلس منة تكتب الواجب الخاص بها
هتف بحنان وهو يقترب منها ويقبل جبينها بحبمش قولنا متتعبيش نفسك يافوز بشغل البيت
قالت ببسمة هادئةانت عارف اني بحب اعمل الاكل بنفسي ياحبيبي 
تركت منة ما تفعله وتقدمت منه وهي تسألفين الحلاوة بتاعتي ياعموو
اخرج بعض الحلوي من جيبه وقدمها لها وهو يقولخودي يااللي مفلساني دايما انتي
قالت والدته بخبثعلشان تعرف تتعود علي الصرف ياحسن وتجيب لعيالك بعدين
قال بنفس الخبثامهم تيجي بس الاول وانا هتعود علي كل حاجة .. هصرف واوكل واشرب ولو عايزين ارضع معنديش اعتراض
قالت بضيققليل الادب يازفت
تذكر نوران فهتف مكملا علي سبها لهومش محترم كمان
وظهرت علي وجهه بسمة جميلة
قالت فوز بجديةانا بتكلم جد مش دا الوقت المناسب انك تخطب
رد بهدوءانا مش مستعد دلوقتي
قالت بتساءللية يابني .. شقتك وجاهزه يعتبر دراسة وقربت تخلص وشغل وبتشتعل وعندك المطعم بتاعك انت وصحابك وتعرف بډخله تفتح بيت واتنين يبقي لية التأجيل
قال ببسمةعلشان لسة ملقيتش لللي ټخطف دا 
واشار لقلبه وثم اكملواللي في بعدها يتوجع
وثم اشار لعقله واكملواللي في بعدها دا ميبطلش يفكر فيها
وعندما انهي حديثه جاءت علي باله نوران وكم تمني ان يراها الان ..
نهض ولم يترك لوالدته فرصة ل الحديث وهتفانا هدخل اريح شوية ابقي صحوني علي الغداء
وتركها وتوجه لغرفته لينال قسطا من الراحة
__
كيف يمكن ل طرقنا ان تتقابل ونحن لا يجمع بيننا سوي الصدف !!
وصلت نورات لمنزلها اخيرا في منتصف النهار ودخلت وهي تقدم قدم وتأخر الاخري فهي تعلم ما سيحدث جيدا
ستدخل وتجد المنزل فارغا والخادمة ستضع لها طعامها تتناوله وثم تصعد لغرفتها واهاا والف اها من غرفتها
تلك التي رغم وسعها تشعر وكأنها ضيقة وتكبت علي صدرها تشعر وعلي رغم من دفئها بانها باردة
هي تشعر بانها وحيدة وهي بالفعل كذلك
لم يكن لها اي اخوة ووالدها لا يملك اشقاء وابنائهم وكذلك والدتها لا تعرف كيف تحصل علي صداقات .. فكل اصدقائها تجمعهم فقط صداقة سطحية ومن احبتها ومن تريد ان تصادقها يرفض والديها زيارتها لها
ماذا عليها ان تفعل 
اتبكي وتنوح .. ام تلتزم الصمت كما اعتادت
وتختفي بين جدران غرفتها الباردة 
اخرجها من افكارها صوت الهاتف لتقف في منتصف المنزل وهي تردسمر اخبارك
جاءها صوت سمرانا كويسة الحمدلله .. قولت زمانك خرجتي من الكلية و قاعدة لوحدك فأتصلت اكلمك شوية
ابتسمت وهي تكمل طريقها لحيث الاعلي وهي تردفعلا لسة واصلة البيت وهو فاضي زي ما اتوقعتي
قالت سمرطيب ما تيجي تقعدي معايا شوية 
قال بحزنللاسف مش هينفع دلوقتي .. ماما وافقت اني ازورك بس مينفغش اطلب من تاني يوم كدا 
ثم صمتت ل لحظة واكملتصح شوفتي اية اللي حصل انهاردة
سمر باهتماماية اللي حصل
_اسمعي ياستي .......
وراحت تقص عليها ما حدث صباحا امام بوابة الجامعة 
_____________________
الفصل 5 
بعد ان انتهي وقت الغداء وقف حسن في شرفته هادئا ينظر لما يحدث في الشارع بملامح شاردة علي غير العادة فيما هو شارد حقا


لا يعلم ولكن في نهاية افق شروده البعيدة هذة يلمح عيون يعرفها جيدا عيون زيتونية غامقة تظن انها سوداء في بداية الامر
تشبه غابات زيتون سيناء وجمالها عيون رغم روعتها الا انها تائهة خائڤة ومتوترة تجمع فيها ما بين البراءة والتحدي
جمعه بها موقفين لا اكثر كلا منهم مر كسرعة البرق حتي نظره العين لم تطول بينهما ولكنه يتذكر تلك العيون جيدا
كأنها سحرته او كأنها باتت تخصه !!
استمع لصوت سمر من الشرفة المقابلة تحادث احدهم وب لحظة تركيز عرف انها تحادثها هي .. تلك الفتاة التي تشبه البدر في ليله تمامه
ارهف السمع حتي استمع لسمر تقولانتي لسة متعودتيش يعني يانور علي انشغاله الدايم 
صمتت ل لحظة ثم اكملتعارفة انه بيأثر فيكي بس اتعودي يعني هو بيعمل دا كله لية .. مش علشانكم انتوا وعلشان تعيشوا مرتحين ومتحتاجيش حاجة
كان يستمع وليته ما استمع .. لا يفهم شيئا من هذا الحديث
من هذا الذي لا تعتاد علي انشغاله وتعاني منه الي هذا الحد .. هل هناك من هو مرتبط قلبها به
هل هناك من تتمناه وتحادثه بحالمية وتتدلل عليه
عند هذا الحديث تعصبت ملامحه ورمق سمر وحيث موضع الهاتف علي اذنها بغيظ وڠضب وثم دخل
ولم يستمع لحديث سمر الذي اكملتوبعدين كفاية انه بيحاول يبقي معاكي يانور هو ومامتك .. حالك والله احسن من حال ناس كتير 
وغام الحزن عيونها وهي تتذكر
تم نسخ الرابط