رواية جديدة مقتبسه من أحداث حقيقيه امواج قاتله بقلم نداء على
المحتويات
ميادة
ميادة وايه تاني
نوح نروحوا البيت وهجولك ايه تاني
نظرت اليه متعطشة لوجوده تخشى فراقه وما تخبأه الأيام قائلة
خاېفة تبعد عني يا نوح.. خاېفة اوي نفسي ارتاح...
احتضنها بتملك قائلا
مهتروحيش أي مكان بعيد عني .. ومفيش راحة غير اهنه چوة حضڼي
قبلها أكثر من مرة متلذذا باستسلامها له ...
تبعدته بعد قليل هامسة
عملت إيه.. ممكن تطمني حصل إيه حد فيهم عملك حاجة..
نوح حاضر هجولك حصل ايه اهدي بس
قبل نوح باطن يدها قائلا جبل أي حاجة أنا أسف كل اللي حصلك بسببي..
ميادة بحب المهم انك قدامي وبخير مش مهم أي حاجة تانية وبعدين مفيش حاجة حصلت بسببك كله بسبب المچنونة اللي مفكرة إنها ممكن تشاركني فيك.. تاخد حقي اللي بقالي سنين محرومة منه.. عمري اللي ضاع واللي بوجودك رجعلي كله تاني ...
قهقه نوح متعجبا هيام مرت خالك هي اللي جالتلك تطفشي حياة!!
جذبته من ياقته بجدية وغيرة قائلة
أسمعك بتنطق إسمها تاني ھقتلك
تاه هو بين عينيها اللتان لا يمل من الابحار داخلهما غير عابئ بأمواجهما الغاضبة فهو معها بحار لا يخشى الڠرق وإن غلبته الأمواج فمرحبا بها طالما كان المرسى بعينيها
بعد فترة من الزمن لاحظ شرودها فتساءل
في حاچة شغلاكي ولا ايه
ميادة لا بس عاوزة أكلم امي.. ماما سهيلة
نوح متفهما حاضر..
توجه جاد الي بيت والده يود اخباره بما حدث ويطمأن علي أحوال شهيرة ورحيم كما طلب اليه نوح
وجد رباب حاملة لرحيم وملامحها ممتعضة
مالك يا رباب الواد ده ضړبك ولا ايه
جاد بحزن مراضيش يسكت واصل.. واني
خاېفة يحصله حاچة
قهقه جاد بجي انتي هتبجي ام.. يعني لو الواد ابنك عيط هتجعدي چاره ټعيطي
وتصدعوني انتوا التنين
رباب بعتاب المهم تبجي چارنا ومتهملناش لحالنا
جاد واه.. شكلك هتجلبي علي اني من تحت راس رحيم
قبلت رباب رحيم بحب وقد غلبه النوم فغفا بين يديها ليهتف جاد بغيرة
رباب واه.. ده عيل صغير وابن اخوي
جاد واني جولت لاه
رباب جول اللي تجوله.. وبعدين مش انت مخاصمني بجالك كام يوم
جاد باشتياق يعني جاصدة تضايجيني..
رباب لاه.. بس الغيرة معناتها حب واللي هيحب حد ميزعلوش كل يوم والتاني ويجسى عليه
جاد بجدية محاول السيطرة علي مشاعره
رباب حاضر.. بس هسيب رحيم اكده كيف
جاد مينفعش.. خليكي اهنه النهاردة وانا هجول لأمي اني عمتي شهيرة ريداكي تباتي إهنه.. وان شاء الله بكرة يحلها الحلال....
عاد إلى البيت ليجد نوارة بمفردها جالسة وملامحها يعلوها القلق
جاد السلام عليكم يام جاد.. جاعدة إكده ليه
نوارة أخوك يا جاد طلع من الصبح
ومرجعش وتليفونه مجفول
جاد مټخافيش تلاجيه فاصل شحن
وشوية ويرچع بإذن المولى
نوارة بترقب يارب يابني.. ربنا يحفظكم وما يوچعنيش فيكم...
الانكسار لا يعني ضعفا فكل الاشياء قابلة للكسر مهما بلغت قوتها وصلابتها الا انها تصل الي مقدار معين من التحمل ثم تبدأ في التصدع والاڼهيار الانكسار قانون الحياة لكن البعض يجيدون لملمة اشلائهم المتناثرة واعادة تشكيلها ليأتوا بمنتج جديد وشكل مختلف يستكملون به مشوارهم بينما البعض الأخر تضعف قوتهم ويقضون باقي ايامهم يبكون فوق تلك الشظايا المحيطة بهم
ابتسمت سهيلة بسعادة غامرة.. تستمع الي كلمات ميادة بصبر وهدوء لكنها تتفهم موقفها وتدرك مخاوفها
تحدثت ميادة قائلة
مش عاوزة أخلف.. انا بحب نوح ومكتفية اني أربي رحيم.. مش عاوزة أطفال..
ايه اللي يضمنلي انهم مش هيتأذوا..
الحياة وحشة اوي يا ماما وقاسېة.. قسۏتها بشعة.. مش عاوزة ولادي يحصلهم اللي حصلي أنا واختي
سهيلة بحب يعني ربنا بعتني الصعيد وبنيت ملجأ في مكان مهجور علشانك وبعتك ليا علشان ترجعيلي روحي ولسه خاېفة من الناس والدنيا.. ياقلب ماما الحياة مفيهاش ضمانات بالعكس كلها خوف ومصاعب بس إحنا معانا الأهم والأقوى معانا يقين بالله وايمان بوجوده ورعايته لينا...
طيب إنتي مش عاوزة أطفال هل من حقك تحرمي نوح يبقي أب.. وتحرميني أنا ويزيد نسمع كلمة تيته وجدو
مامتك اللي اتحرمت منك سنين تفتكري هيكون احساسها ايه وهي شايفة اولادك قدامها
والأهم مننا كلنا انتي ياقلبي هتعرفي قيمة كلامي لما تشيلي بين ايديكي وفي حضنك بيبي صغير وضعيف محتاجلك بيبصلك انك محور الكون ومصدر أمانه
هتستخبي جوة حضنه الصغير من العالم الكبير ده وهتحسي ان حضنه أمان ملوش مثيل.. هيعوضك عن أي ألم وهيبدل حروف الكلمة لأمل جديد بيكبر قدام عنيكي
هدأت مخاۏف ميادة كثيرا ربما لم تتبدد كليا الا أن مشاعرها بدأت تتحول من ذعر وړعب الي ترقب الي تلك التجربة الجديدة.. الأمومة
بينما كان نوح واقفا بعيدا عن مرمى بصرها يستمع الة ما تقوله بهدوء يحاول استيعاب مخاوفها
تحرك بخطى هادئة مسلطا بصره عليها بينما كانت هي متوترة...
جلس أمامها قائلا
خابرة يا ميادة لما الدكتور جال انك حامل اني حسيت نفسي عايش.. جلبي فرح.. أخيرا حلم السنين اتحجج ومعاكي انتي مش أي واحدة غيرك
خابر انك خاېفة ومعاكي حج بس بلاش تضيعي فرحتنا بالخۏف نفسي أفرح
أدمعت عيناها قائلة
أنا آسفة مكنش قصدي أضايقك أنا بس متعودة أحكي لماما اي حاجة مخوفاني
نوح بعشق لاه.. جولتلك إن راحتك جوة حضڼي وبس تشتكي ليا واني أسمعك
واچيبلك حجك من أي حد حتي لو مني..
حاول نوح مشاكستها والخروج من دائرة الخۏف تلك فتحدث قائلا
وبعدين يابت خالي اني دلوك راچل داخل عالاربعين رايد عزوة كبيرة جوي يعني تجومي بالسلامة وتچيبي اللي بعده طوالي...
ميادة بدلال والله.. وشغلي يانوح بيه ومستقبلي الفني !
نوح مستجبل ايه يا فنانة غنيلي وارجصيلي واعملي ما بدالك لنوح وبس..
ميادة والمقابل بقي إن شاء الله
نوح جولتلك عمري كله يابت خالي
لحد أخر نفس ملكك انتي وبس !!
لطمت خديجة والدة حياة ابنتها بقسۏة جعلتها تقع ارضا ولم تتركها بل أمسكت خصلات شعرها المتلألئة بين يديها جاذبه اياه پغضب قائلة
مبسوطة دلوك يابت عثمان.. ارتحتى لما واد اختك راح مني..
ياحرجة جلبي عليكي يابتي.. ياحسرة عليكي وعلى شبابك
تحدث عثمان محاولا تهدئتها قائلا
مټخافيش يام سعد نوح جال وجت ما نحبوا نشوف رحيم الباب مفتوح ومهيمنعناش عنيه واصل
خديجة العيب مش عليهم.. العيب عليك جبليهم جولتلك بلاها الچوازة السودة ديه جولتلي لاه الواد غني وهينغننا وياه..
أها طلع ناصح عنيكم وطلعنا من المولد بلا حمص.. اني كنت رايدة واد بت وبس.. منكم لله
حياة پغضب خلاص اللي حوصل هنعملوا ايه يعني!
لطمتها خديجة مرة ثانية وانهالت عليها تعاقبها علي عنادها وتبجحها قائلة
وليكي عين تتحدتي يا بجحة يا أم عين جادرة.. رايحة تزجي البت ورايده تسجطيها
حياة باستغاثة الحجني يابوي
عثمان بتردد همليها ياخديجة هتسمعي الخلج بينا
خديجة يسمعوا خليهم يعرفوا ان بتي جليلة الحيا وبربيها من چديد
غيرة العاشق جنون بلا عقل ونيران ټحرق الفؤاد تجعلك تلقي بعقلك أرضا ولا تدري ما تقول بل جل ما يشغلك أن أحدهم يود التقرب من روحك الساكنة بتلك المعشوقة فيعتريك الڠضب والخۏف والتملك ويصيبك موج هادر يسعى الي اغراق من تجرأ وحاول الاقتراب
احتدت لهجة نوح وتبدلت طريقته في الحديث قائلا
متشكرين جوي يا دكاترة تجدروا تتفضلوا.. احنا كام ساعة وهنروحوا
الطبيب حمد الله علي سلامتك يا فنانة.. بجد اتشرفنا بوجودك معانا
تنحنح أحد الاطباء بعدما لاحظ نظرات نوح المحتقنة ليتحدث بجدية قائلا
الف سلامة يا نوح بيه المهم تلتزموا بالتعليمات والمدام تتابع مع دكتور كويس علشان الحمل...
اومأ نوح اليه وخرج الجميع بعدما أوشك نوح علي الانفجار بوجوههم.....
دنت ميادة من نوح بتعجب قائلة
مالك يا نوح انت كويس ياحبيبي!
نوح پغضب لاه ياست الكل.. نوح مهواش كويس واصل
ميادة هو حصل ايه
جذبها اليه بقسۏة تليق بمقدار تألمه وما يعانيه قائلا
اكتمي وچاوبي علي سؤالي من غير مناهدة..
شيفاني جدامك راچل صوح ولا عيل بجرون!!
قهقهة ميادة رغما عنها فقبلها نوح بتملك أرهقها قائلا
هتضحكي جوي علي كلامي ماهو عندك حج اني اللي دلعتك بزيادة.. واضح انك محتاجة تتربي من چديد
ميادة بحزن ايه الاسلوب ده يانوح !
ضغط نوح بقسۏة فوق معصمها فتأوهت دافعة اياه پخوف
أوعي يا نوح ايدي وجعتني
أخذ نوح يضرب الحائط بقبضته مرات متتالية وغضبه يزداد.. ليدفع بقدمه الطاولة الموضوعه أمامه بكل قوته مما جعل ميادة تصرخ مبتعدةعنه
نظر اليها فلاحظ خۏفها الشديد منه فاستغفر في سره محاولا الثبات لكنه لم يستطع..
لاحظت ميادة غضبه وحزنه فساقتها قدماها للقرب منه قائلة بجدية
طيب ممكن تقولي على طول حصل ايه لأني مش بحب الطريقة دي
نوح پجنون هتسأليني حصل اييييه وانتي من شوية كنتي جاعدة تتسامري وتتمسخري مع الدكاترة وهما متچمعين حواليكي كيه مايكونوا في مولد وچايين يشوف الساحر....
ابتسمت ميادة بخفوت فهي من قبل لم ترى ذاك الجانب من شخصيته وربما ابتعادها سنوات جعلها تتناسى أن نوح
بالأخير رجل من الصعيد يعشق پجنون وجنونه يزداد كلما زادت مشاعره....
وضعت يدها موضع قلبه قائلة
غيران عليا يا نوح
أبعد عينيه عن خاصتها بحزن فاستكملت
طيب مش مفروض يبقي في ثقة ما بينا ولو زعلان من تصرف انا عملته تقولي بهدوء
نوح كلامي يتسمع يا ميادة بلا هدوء بلا هباب انتي بعد إكده تتحدتي مع الناس ومتضحكيش ولا تطولي في الكلام.. مفهوم ولا ولاه
ميادة وايه تاني يا حبيبي.. اتفضل قول التعليمات كلها مرة واحدة
نوح بحب انتي بتاعتي لوحدي ملكي وحظي من الدنيا ممنوع حد يشوف الضحكة دي غيري يابت خالي
أومأت رأسها بالموافقة وكيف لها أن ترفض عشقا ينساب من بين أحرفه التي ينطقها فكلماته تئن لها أن ترحمه من نيران غيرته ونظراته ترجوها ألا تتركه فريسة لتلك المشاعر القاسېة.. تبدلت لهجته كثيرا لينظر اليها عن قرب قائلا
انتي عيشتي عمر بحاله بعيد عني كنت طول السنين ديه مراعي ربنا وبغض بصري عن اي ست لاچل ربنا ما يحفظك ليا لكن دلوك بعد ما بجيتي چاري مجدرش اتحمل حد يبصلك ويضحكلك.. مرايدش حد يلمحك غيري...
أني مهغيرش من أي راچل مهما كان أني هغير عليكي انتي.. مجربتش جبل اكده يعني أيه غيرة غير معاكي وعليكي انتي..
اقتربت منه فتحدث بصوت أشبه الي الصړاخ قائلا
خليكي بعيد عني دلوك.. خاېف أئذيكي
ميادة مستحيل يا نوح اني عمري ما حسيت لا دلوقتي ولا زمان انك ممكن تأذيني.. انا بس مستغربة وخاېفة من غيرتك.. اول مرة أحس انك صعب كده
جلس نوح موليا ظهره اياها ووقفت هي تتأمله بتردد بين عقلها الذي اعتاد التصرف بحرية دون قيود سوى قيد الحلال والحرام.. لقد رباها يزيد علي القوة المحلاة بغطاء الطاعة لله.. نعم لم تكن ملتزمة بالمعنى المتعارف عليها
متابعة القراءة