رواية فاطمه كامله

موقع أيام نيوز

مش بيكفى 
وعلى طول رايحة جاية بالطقمين اللى حيلتك 
حتى ابنك بتلبسيه قديم من هدوم عيال اخواتك 
وكل ده وبتقولى مش مصدقة وانه بيحبك 
لټنهار ليلى بس بس خلاص يا ماما كفاية ارجوكى 
وانتى جاية تقولى دلوقتى 
مقولتيش من زمان ليه 
ومش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان 
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست 
واضطريت انى اوافق وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم 
ثم تذكرت ادهم وقالت يا ترى هو عامل ايه دلوقتى 
اوصل ادهم سارة بعد أن فطروا معا فى المطعم ليتذكروا اول لقاء لهم معا 
ثم عاد هو الى المصنع 
فاستقبله العمال بترحيب حار 
مهنئين له على الزواج مع الدعوات أن يرزقه الله الذرية الصالحة 
سمعت سهام صوت عالى فى المصنع فخرجت من غرفة مكتبها لتشاهد ما الأمر 
فرأت العمال متجمعين حول شاب 
فاندهشت وقامت بالنداء على أحد العاملات التى مرت بجانبها متسائلة هو مين ده اللى العمال عاملين عليه هيصة وسايبين شغلهم 
العاملة دى ادهم بيه اخيرا رجع من السفر هو وعروسته 
والناس فرحانة بيه اصلوا صراحة يستاهل ياست سهام 
ده راجل مفيش زيه فى أدبه وأخلاقه وحنيته والله يا بختها الست مراته بيه 
ربنا يهنيهم ويسعدهم 
ثم تركتها وغادرت لتحدث سهام نفسها 
معقول كل الصفات الحلوة دى فى راجل واحد 
امال حظ ايه النحس اللى انا وقعت فى راجل خايب قليل النخوة طلقنى ورمانى فى الشارع 
بعد ما زهق منى وكنت تسلية بس كام شهر وبعدين يشوف غيرى 
الهى يحرقه بجاز 
ثم ولجت سريعا سهام إلى مكتبها فأخرجت حقيبتها سريعا وواخرجت مرآتها 
وأخذت تمشط شعرها سريعا ثم وضعت مزيدا من أحمر الشفاه 
لتحدث نفسها قمر يا بت يا سوسو 
بس للاسف الحظ مايل ونفسى يتعدل بقا 
ثم سمعت صوت خطوات تقترب من مكتبها فارتجفت قائلة ومالى مهزوزة كده ليه 
انا اثبت وأبين أن مفيش حاجة تهمنى 
ثم وقفت لتجد مجدى مصطحبا ادهم قائلا واحب اعرفك على سكرتيرة ومحاسبة كمان فى نفس الوقت ماشاءالله 
مدام سهام 
ليتعلق نظر سهام به وتحدق فى عينيه طويلا حتى أن ادهم نفسه شعر بالحرج من نظراتها إليه فغض بصره سريعا قائلا اهلا بيكى يا مدام سهام 
نورتى المصنع 
واهلا بأى حد من ريحة الحاج ناجى الله يرحمه 
ثم وجه حديثه إلى مجدى تمام يا مجدى يا بينا مكتبنا نتابع الشغل 
وتقولى ايه اخر الاخبار 
مجدى تمام يا صاحبى يلا بينا 
ليغادروا ويتركوا سهام شاردة محدثة نفسها لا مكنتش متخيلاه حلو اوى كده وصغير كمان 
كنت بحسبه اكبر عشان سمعته ومكانته فى السوق 
لا كده أن قلبى رفرف بجد من اولها 
بس يا بت يا سهام ده لسه عريس 
وزى ما سمعتى كان بيحب مراته اوى قبل الجواز 
ولكنها أجابت نفسها وماله الراجل المصرى معروف بجبروته 
وقلبه بيشيل من الحبايب الف مش هيشلنى انا كمان ولا ايه 
وانا راضية زى بعضه اكون زوجة تانية ومش هقوله طلقها عشان حرام 
ما انا عارفة مفيش فى طيبة قلبى 
ثم تابعت بقولها بس دلوقتى ايه العمل عشان ادخل قلبه سيادة ادهم بيه 
على العموم مش هغلب وهعرف نبتديها بالحنية 
لما اروح اعمله بإيدى فنجان قهوة مينسهوش ويطلبه على طول من ايديا 
سهام بدلال انا قولت اكيد حضرتك هتحتاج فنجان قهوة عشان تبدء شغل على رواقة 
تعرق ادهم وشعر بالحرج الشديد 
ولكنه لم يصمت واراد أن يلقنها درسا لا تنساه حتى لا تكررها مرة أخرى 
فنظر لها بإحتقار شديد قائلا اولا انا ما طلبتش قهوة 
ثانيا انا لما بحب اشرب قهوة بطلبه من عم عبده 
فياريت حضرتك تلتزمى بشغلك المأمورة بيه
هنا وبس 
مش عايزين من حضرتك اكتر من كده 
وياريت تتفضلى تانى على مكتبك يا مدام 
متجيش الا لما استدعيكى 
فشعرت سهام بالحرج الشديد واحمر وجهها غيظا وتمتمت بغيظ فى نفسها بقا كده يا باشا 
ماشى هعدهالك النهاردة بس ودينى مش هنسهالك 
وهتشوف منى شغل على أصوله 
يأما مبقاش انا سهام 
ثم أسرعت مغادرة المكان وجهها يعلن الحړب 
حتى أنها اصطدمت ب مجدى على الباب ولكنها لم تنتبه له 
فعبس مجدى بوجهه ثم ولج الى ادهم قائلا بأستغراب هو فيه ايه 
ملها طالعة متزربنة كده بتكلم نفسها 
ومش واخدة بالها منى حتة 
ادهم بلامبالاة سيبك منها يا مجدى استغفر الله العظيم يارب 
لولا أنها من طرف الحاج ناجى كان ليا تصرف تانى معاها 
مجدى بضحك هى طلعت شوق تانى ولا ايه 
فتذكر ادهم شوق قائلا بحزن ربنا يرحمها يا مجدى 
مجدى بإندهاش انت بتقول ايه يا ادهم !
قصدك ربنا يجحمها فى جهنم ست خاېنة 
هى وأمثالها كانت السبب فى اللى احنا فيه وإهانة الناس لينا طول عمرنا 
ولولا شوية الفلوس اللى عملت لينا قيمة بين الناس 
كان زمانهم داسوا علينا برجليهم يا ادهم 
ولا انت نسيت خلاص اللى حصلنا من ساعة ما كنا فى دار الايتام لغاية ما اترميت فى الشارع 
ورفض ابو سارة ليك فى الاول 
فأغرقت عين ادهم بالدموع قائلا بس ارجوك 
بس لازم تعرف أن ربنا سبحانه وتعالى هو بس اللى بيحكم على الناس مش احنا 
وانا يمكن ساعتها كنت قاسى فعلا مع شوق 
فنظر له مجدى بريبة قائلا انت بتقول ايه 
انت شكلك مش فى وعيك النهاردة 
ادهم متستغربش يا مجدى 
بس أنا معرفتش كده غير لما حبيت سارة وعرفت يعنى ايه معنى الحب 
وان احساسك انك ممكن تفقد الإنسان اللى بتحبه ده 
قد ايه بشع وصعب 
وتخيلت كمان لو سارة مكنتش بتحبنى والحب ده من طرف واحد بس 
كان زمان كان إحساسى ايه 
اكيد كنت هتعذب زى ما شوق اتعذبت 
والظروف رمتها فى طريق الريس متولى عشان يتيمة ومدهاش حقها من الحب والاهتمام 
وانا طبعا مش بررر الخېانة هى شىء صعب 
بس برده زى ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم 
لا تعينوا الشيطان على صاحبكم 
ويمكن هى اخدت جزائها فى الدنيا وربنا يرحمها فى الآخرة 
مجدى الله اعلم 
ادهم كمان مش الفلوس اللى عملت لينا قيمة يا مجدى 
ما انا روحت لوالد سارة وانا ادهم بيه وعندى كل حاجة 
وبرده رفضنى 
ووافق امتى 
لما اتأكد انى انسان كويس فعلا وجدير ببنته 
فالفاصل أن الإنسان بأخلاقه وتصرفاته فعلا يا مجدى 
ومنكرش أهمية الفلوس طبعا بس مش هى المحور الأساسى فى حياة الإنسان 
وطبعا منستش اللى حصلنا وعمرى ما هنساه 
بس الاهم من كده أننا نفتكر النعمة اللى احنا فيه دلوقتى 
ومحمد ربنا عليها عشان يدومها 
أما سهام فأكيد لما مش هتلاقى منى وش هتبطل حركاتها دى 
ويمكن وحدة وحدة ربنا يهديها وتلتزم بالحجاب 
مجدى ايوه يا حنين عرفك يا صاحبى 
ادهم بضحك اه طول عمرى طبعا يا خفيف 
ثم سئله وايه اخبار كرمة فى الحمل 
ايه عريس ولا عروسة ولا لسه معرفتوش 
مجدى الحمد لله طلعت بنوتة ومن ساعتها قالبة وش خشب انما ايه فل 
فضحك ادهم قائلا ليه كده 
اول مرة اشوف وحدة زعلانة أن ربنا هيرزقها بنت 
ده مفروض الراجل وغلط اصلا هو كمان يعمل كده 
كله رزق من عند ربنا محدش ليه فيه حاجة 
مجدى مهو عشان طلعت برده هرمونات الحمل 
وقالت انى انا زعلان بس مش مبين 
وان انا عايز ولد بس ساكت ولو طلعت خلفتها كلها بنات منها هجوز عليها 
فضحك ادهم ايه حكايتها أن كل شوية هتجوز عليها دى 
مجدى مش عارف والله يا ادهم 
انا اتجوزت عشان استقر واهدى وهى كل شوية تقلب عليا المواجع بنكدها ده 
ربنا ادهم على كتفه بحنو قائلا معلش يا مجدى 
كرمة اتربت زينا فى دار ايتام وحيدة 
وانت بقيت فى لحظة كل حياتها ودنيتها 
واكيد خاېفة يحصل حاجة تسبها وحيدة تانى فى الدنيا 
واظن ده بيطلع فى صورة نكد اللى انت بتشوفها دى 
مجدى معقول دماغها وصلت لكده 
طيب ايه الحل 
ادهم الحل انك تحاول تتطمنها بكلامك تديها الامان اللى هى مفتقداه 
ولو اطمنت انك يستحيل تسبها أو تشوف حد غيرها عليها 
اكيد هتبطل تنكد عليك 
فضحك مجدى قائلا لما اشوف بنت النكدية ايه اخرتها ايه معاها 
ثم تابع قائلا 
وانت اظن لسه عريس يا عمنا فمتأخرش كتير فى الشغل 
عشان ترجع لعروستك 
فابتسم ادهم قائلا ايون 
انت عارف كام مرة رنت عليا من ساعة ما سبتها للان 
مجدى ضاحكا كام 
ادهم عشرين مرة فى نص ساعة ومش عارف لو كملت لباقى اليوم هيحصل
ايه 
مش بعيد الاقيها قدامى هنا بټعيط 
مجدى لا ده انت حالتك صعبة يا ابنى 
وانا اللى كنت فاهم انى كرمة بس 
ده شكلوا كلهم دماغهم على قدهم 
ربنا يصبرنى عليهم 
ادهم دول احلى حاجة فى الدنيا 
بس عايزين معاملة بالمعروف والصبر طبعا هتاخد عقلهم كله 
مجدى ضاحكا اه يا حكيم زمانك انت 
طيب خلص وارجع للطفلة اللى اتجوزتها 
أنا مش ناقص زن كفاية كرمة عليا 
فضحك ادهم 
ثم غادره مجدى ليتابع عمله 
وللحكاية بقية 
يا ترى ما ستفعل سهام مع ادهم 
وكيف سيكون تأثير هذا على حياتهم الزوجية 
ومازال سالم فى طغيانه 
فما ستفعل زوجته ليلى عندما تكتشف خيانته لها 
تابعونى احبابى
نختم بدعاء جميل
اللهم اجعل لنا في هذا اليوم نصيبا من كل خير تقسمه وفي كل رزق تبسطه وفي كل ضر تكشفه وفي كل بلاء ترفعه 
الحلقة الخامسة والعشرون
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 
احيانا غلطة واحدة تكلف الإنسان عمرا بكامله نادما على تلك الغلطة 
واحيانا يظن الإنسان أنه يستطيع بمفره أن يصل إلى ما يريد ولكن فى الحقيقة أنه كله مقدر ومكتوب عند الله 
كما ذكر فى الحديث الشريف ما اخطئك لم يكن يصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك 
عتابت ليلى والدتها عندما ذكرت أمامها هفوات سالم زوجها مع النساء وأنها تعلم ذلك منذ فترة كبيرة لذا لا تطيقه وتسىء معاملته 
فعاتبتها بقولها مش هو ده اللى غصبتى عليا اجوزه زمان 
وقولتى انى كبرت وخلاص وعنست ولازم ألحق نفسى واتجوز قبل ما القطر يفوتنى 
واضطريت انى اوافق وسبت دار الايتام اللى كانت روحى فيهم 
ثم تذكرت ادهم وقالت يا ترى هو عامل ايه دلوقتى
ولو فعلا سالم طلع دى وبيصرف الفلوس دى كلها على الستات وهو مرتبه على قده 
بيبقى بيجيب الفلوس دى منين 
ثم ربطت الأحداث ببعضها البعض لټضرب رأسها بيديها 
مرددة معقول يكون اكل مال اليتيم وخان الأمانة اللى امنتهاله 
اه مش معقول ايه مهو خان عهده مع ربه اول حاجة مش هيخون الامانة
تم نسخ الرابط