رواية فاطمه كامله
المحتويات
اجبلكم سندوتشات واجى
أدهم لا انا عايز اغير جو
هنروح احنا المحل وهعمل حسابك وانا جى فى سندوتشين زى بعضه
وغمزله ادهم فضحك مجدى
بس بعد ممشيوا
مجدى والله انا خاېف عليك يا صاحبى
احنا اللى زينا مينفعش يحب بنات الناس دى بس اقول ايه
ربنا يستر عليك ومتصدمش فى الاخر
سارة هنروح فين
أدهم لا لا عربية ايه مش مستهلة ده هو خطوتين
سارة بسعادة ماشى الكلام
واحس أدهم بأن روحه تخرج منه لتستقر فى جسد سارة
واحلام وردية رسمها بخياله
وهما يسيران معا بجانب بعضهما البعض حتى وصلا الى المطعم
وطلب ادهم مجموعة من السنوتشات والمياه الغازية
كأنها لم تذق طعام قط وأدهم ينظر اليها بحب وفرح انها تاكل وسعيدة بالرغم من بساطة الاكل
سارة بصت لادهم فلقيته عمال يبصلها
فخجلت وقالت معلش اكلت كتير اصلوا بحب السندوتشات دى جدا
بس انت ايه مش هتاكل
وسيبنى اكل لوحدى
أدهم وكأن السعادة اشبعت نفسه
وتبادلا النظرات والابتسامات وكأنهم فى عالم تانى ولا يشعرون بمن حولهم
سارة تنظر للساعة ياه انا اتاخرت اوى
ولازم اروح الكلية دلوقتى عندى محاضرات مهمة وانا اخر سنة وعايزة انجح واخلص بقه
أدهم انتى فى كلية
سارة ايوه انا اخر سنة فى كلية التجارة
ادهم بالتوفيق يارب تحبى اوصلك
وميرسى جدا على الاكلة الحلوة دى
ادهم لا شكر على واجب
ومفيش تعطيل ولا حاجة
سارة طيب استأذن انا يا استاذ وتضحك
تصور كل ده ومعرفش اسمك
أدهم ولا أنا !
انا أدهم وانا سارة تشرفت بمعرفتك
ادهم طيب ممكن تشرفينا بالزيارة تانى لو حبيبتى طقم جديد تانى
ادهم ومتنسيش تقرئى الكتاب
سارة اكيد وهقولك رأيى على طول بس ممكن رقم الموبيل
أدهم هتلاقيه على كيس المحل اكيد
سارة ايوه صح
أدهم خلاص هستنى منك مكالمة قريب حتى عشان اطمن عليكى
سارة اكيد ان شاءالله
ادهم اتحرج يقلها عايز رقمك
وهى حست بكده
فطلعت ورقة وكتبته وعطتهاله
ومشت سارة سعيدة وتتبعها نظرات ادهم حتى غابت
ورجع ادهم للمحل ومجدى كان بيبصله نظرات عتاب
أدهم ايه مالك
مجدى مفيش
أدهم لا فيه انت متقدرش تخبى حاجة عرفك
مجدى مش عايزك تتعلق بحبال دايبة وبعدين تقع
ادهم بنظرة كاسرة وحزينة طيب اعمل ايه
ڠصب عنى انا عن نفسى مش عارف عملت كده ازاى
مجدى ألحق نفسك من اولها بدل ماتغرق وټندم
أدهم تفتكر!!
وقرر ادهم انه يمنع نفسه من الاتصال بيها والاطمئنان عليها
يا ترى هيقدر ولا مش هيقدر
فمن سغلب إذا فى هذا الأمر
عاطفة القلب ام راجحة العقل
اللهم اصلح لى دنياى التى فيها معاشى واصلح لى اخرتى التى فيها معادى واجعل الحياة زيادة اى فى كل خير واجعل المۏت راحة لى من كل شړ
ا
الحلقة الخامسة عشرة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لا يوجد هناك قسۏة أكثر من أن نسمع خبر ۏفاة من نحبهم فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل صحيح أن المۏت حق على كل إنسان في الحياة إلا أنه مفجع ويترك ألما لا يمحى مع الزمن ولا يبقى لدينا إلا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة
عانى الحاج ناجى من عدم رؤية ادهم لفترة لانه كان بمثابة الابن باللنسبة له
حيث رأى به ما كان يتمناه فى ابنه ايمن لكن للأسف ايمن خاب ظنه كثيرا
وكان يتمنى أن ېموت أن يرى به خيرا لكن للأسف ترك ايمن والداه حتى فى اصعب اللحظات التى يحتاج إليه فيها
وهى لحظات المړض والاحتضار
الحاج ناجى بحزن حتى وانا تعبان وبموت يا ايمن سايبنى وبتسرمح مع صحابك
اقول ايه بس ربنا يهديك يا ابنى
مش عايز ادعى عليك
وعندما زاد على الحاج ناجى المړض كثيرا فطلب من سائق سيارته أن
يستدعى ادهم على وجه السرعة
لأنه يشعر بدنو أجله
فأتصل السائق بأدهم يبلغه بمرض الحاج ورغبته فى رؤيته
ادهم بحزن لا حول ولاقوة الا بالله
ربنا يطمنى عليك يا حاج ناجى
ثم تابع بقوله
انا جى حالا مسافة السكة هكون عندك
ثم رفع يده بالدعاء يارب بارك فى عمره واشفيه عشان خاطرى انا مقدرش اعيش من غير بركة دعائه
فلبى أدهم بدوره النداء على الفور
فتوجه أدهم الى فيلا الحاج ناجى وحمدالله ان ايمن لم يكن بداخل الفيلا
حتى لا يمنعه من أن يذهب إلى الحاج ليطمئن عليه
فاستقبله السائق قائلا بسرعة يا ادهم الحاج مستنيك
ادهم هو تعبان اوى كده
السائق اه خلاص يا ابنى بيودع
فبكى ادهم فقال السائق لا امسك نفسك شوية وانت داخل عليه وقوله كلمتين حلوين يصبروه على وجعه والمه واجره عند الله
ادهم بحزن حاضر
ثم اسرع به إلى غرفة الحاج ايمن
تهلل وجه الحاج ناجى عند رؤية ادهم
قائلا بصوت ضعيف ادهم ابنى
فأسرع إليه ادهم مقبلا يده قائلا
الف سلامة عليك يا حاج
إن شاء الله تقوم بالف سلامة
الحاج ناجى مټألما خلاص يا أدهم
انا حاسس بنفسى عشان كده بعتلك ضرورى
قبل ما قابل وجه كريم
أدهم لم يتمالك نفسه من البكاء فقال بعد الشړ عليك متوقلش كده
هتقوم وهتبقى زى الفل
الحاج ناجى ادهم انت ابنى اللى مخلتفهوش وربنا عوضنى بيك
عن ايمن اللى ربنا يهديه
والله انا خاېف عليه من بعدى
وحاسس انه هيضيع اكتر مهو ضايع
وهيضيع كل اللى عملته وتعبت فيه
عشان كده بعتلك بس اوعدنى انك هتنفذ كل اللى هقوله
ادهم انا تحت امرك يا حاج فى كل حاجة تطلبها
الحاج ناجى الأمر لله يا ابنى
وعارف انك شايل من ايمن وزعلان منه وواخد على خاطرك منه
وانك مش بتميل ليه ڠصب عنك من معاملته ليك
بس لو لسه شايفنى كويس معاك وبتحبنى اسمع اللى هقولهولك يا ادهم عشان خاطرى
أدهم بإمتنان انت بتقول ايه يا حاج!!
انت خيرك مغرقنى ويستحيل انسى معروفك معايا طول عمرى
ولى عملته معايا هيفضل دين فى رقبتى ولا هقدر اسدده لانه كتير اوى والله يا حاج
ثم تابع بقوله
وايمن لو عمل ايه هسامحه عشان خاطرك
وهعمل كل اللى هتأمرنى بيه لو كان ايه
الحاج ناجى بضعف ده عشمى فيك برده يا أدهم
وانا معملتش حاجة كله رزق ربنا واحنا مجرد وسيلة
ومحمد ربنا أنه من علينا من فضله وكرمه
ادهم اللهم لك الحمد
ثم قال له الحاج ناجى
قرب كده واسمعنى بسرعة مفيش وقت
قابل ما اقابل رب كريم
فارتجف جسد ادهم
وبالفعل اقترب منه أدهم وسمعه يتكلم بصوت ضعيف ارهقه المړض وكأنه ينازع الروح
الحاج ناجى امسك الورقة دى الاول يا أدهم
أدهم باستفهام ورقة ايه دى يا حاج
الحاج ناجى امسك بس الاول يا ادهم
فمسكها ادهم
فقال الحاج ناجى ده تنازل منى ليك بيع وشړا عن المحل اللى عطتهولك
وكمان عن الشقة اللى قاعد فيها
وفيه كمان شقة تانية كتبتها لمجدى تعويضا له عن الايام اللى نام فيها فى الشارع بعد مطرده ايمن
أدهم بإمتنان بس يا حا ج ده كتير اوى
والحجات دى مش من حقى
دى حق ايمن بيه فسامحنى مش هقدر اقابلهم
الحاج ناجى انت وعدتنى تنفذ كل اللى أقولك عليه
وده تعويض عن اللى عمله فيك ايمن
وكمان هقولك الحقيقة انا حاسس ان ايمن هيضيع كل اللى انا عملته بتصرفاته الھمجية وعدم حسن التصرف وعقله الطايش
فانا لما اديك دول يبقى بحافظ عليهم من الضياع وانهم فى يد أمينة
وكمان عايز اوصيك على ايمن لو احتاجك انك تقف جمبه ارجوك
متبعدش وترفض وخليك جمبه وحاول تنصحه بقدر الامكان لعل وعسى ربنا يهديه
ادهم بحزن على حال الحاج حاضر عشان خاطرك يا حاج
ومتقلقش خالص عليه صدقنى هحطه فى عينيه الاتنين لو طلب مساعدتى
فنظر له الحاج ناجى بإمتنان
ثم شخص بصره وقد سكنت جوارحه وثقل لسانه فشعر ادهم انه خلاص بېموت فعلا
فحاول يلقنه الشهادة والدموع تجرى كالانهار من عينيه
اقول ورايا يا حاج اشهد ان لا اله الا الله
وان محمد رسول الله
الحاج واخر رمق وقد جحظت عيناه وقال بصوت خاڤت مع رفع اصبع التشهد اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
وخرت يده بجانبه ولقى وجه كريم رحمه الله وغفر له وجزاه كل خير على حسن صنيعه مع أدهم
حزن طويلا أدهم على فراق الحاج ناجى
ودخل فى مود اكتئاب طويل وحاول معه مجدى بكل الطرق ان يخرجه من جو الحزن ولكن فشل جدا
حتى انه رفض ينزل للمحل ومكث فى الشقة حزينا
ولم يفق سوى على صوت هاتفه
واذا بالمتصل حبيبة القلب سارة تردد أدهم فى انه يرد عليها فقد وعد نفسه ان لا تتعلق بحب مصيره الفشل
فهو من ساعه لحظة فراقه معاها حاول كل وقت الاتصال ويخرج اسمها ويضغط على زر الاتصال ليطمئن على حالها ويسمع صوتها
ولكن فى اخر وقت وقبل ان يرن
ينهى المكالمة فى الحال
وفعلا لم يستطع أدهم الرد وكان ينظر الى الهاتف وهو يرن بآسى وانكسار قائلا سامحينى ڠصب عنى
بس انا فعلا منفعكيش
ولا انفع لحد اصلا
ثم انهمرت دموعه مرة أخرى على حاله وعلى حزنه على فراق الحاج ناجى
وبعد أن انقطع رنين الهاتف نظر له بحزن ثم قام بإغلاق الهاتف كى لا تعاود الاتصال به مرة أخرى
فيضعف إذا اتصلت مرة أخرى ويجيب على اتصالها
سارة بقلق ايه ده مرة ميردش ومرة مغلق !
هو فيه ايه بالظبط
ده وعدنى انه يطمن عليه
معقول يكون نسانى بالسرعة دى
بس هو وحشنى اووى
ونفسى اشوفه واسمع صوته
فلم تجد سارة مفر سوى الذهاب للمحل والاطمئنان عليه بنفسها
فارتدت التونك والطرحة التى اهداها اليها وغادرت المنزل واستقلت سيارتها متجهة إلى أدهم
وبالفعل وصلت للمحل ودخلت ثم نظرت هنا وهنالك فلم تجده فعبست وزاد قلقها وتوترت
سارة بتوتر إلى مجدى لو سمحت هو فين أدهم
مجدى باستغراب واعجاب مما تحولت اليه سارة من لبس ڤاضح الى ساتر وسبحان الله فقد زادها رقة وجمالا
مجدى بترحيب مصطنع اهلا انسة سارة
سارة بترقب اهلا بيك هو فين ادهم
احس مجدى فعلا بلهفتها فى السؤال والتغير السريع فى نوع ارتداء الملابس
انها فعلا تميل لادهم
وهو يعلم ايضا انه يبادلها نفس الشعور فرأف لحاله وحالها وقال
صراحة ادهم فوق فى الشقة مش راضى ينزل منها بقاله كام يوم حزين ومكتئب على مۏت الحج ناجى
سارة بإندهاش ايه ده والده ماټ !
مجدى بحزن لا مش والده
بس فى مقام والده وكان بيحبه اووى
سارة وللدرجاتى حزين اوى كده ومش بيشوف شغله
مجدى ايوه واكتر
وادهم كمان من النوع الحساس اوى وكمان بيقدر الجميل جدا ومش بينساه
ازداد اعجاب سارة بادهم كثيرا ورأت فيه انسان فيه كل المواصفات اللى بتتمناها كل بنت فهو راجل وذو مروءة واخلاق عالية
سارة بخجل طيب لو سمحت انا عايزة اشوفه
مجدى
متابعة القراءة