جوازة نت بقلم منى لطفى

موقع أيام نيوز

فرح 
هنا فرح ابعدوا عن اللاب بتاع بابا لو شافكم هيضربكم انتم حرين 
ركضا كلا من هنا وفرح ذوات الثلاث سنوات هربا من أمهما التي أتت محاولة انقاذ الحاسوب الشخصي لسيف من بين براثن ابنتيها الشقيتين فهي تعلم أن سيف يحتفظ عليه بعمله كاملا جلست امام الحاسوب وهى تتوعدهما قائلة
ماشي يا هنا انت وفرح انا هكلم بابا أخليه ما يجيبش الشوكولاته اللي بتحبوها زي كل يوم ثم انتبهت الى شاشة الحاسوب امامها وهى تقول
غريبة أول مرة ينسى اللاب مفتوح هقفله علشان الزئرديتن دول ما يلخبطوش حاجه في الشغل بتاعه 
ما ان همت منة بضغط ازرار الحاسوب لغلقه حتى تراءى لها أسما غريبا في قائمة الاصدقاء لدى زوجها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والذي من الواضح أن سيف قد سهى عنه وتركه مفتوحا قطبت مندهشة من الاسم لا تعلم أي هاجس أسر لها بفتح صندوق الرسائل الواردة لتفاجأ بزلزال يهدم حياتها الهادئة مطوقا اياها تحت أنقاض حبهما الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامها وهي تقرأ شهادة ۏفاته المتمثلة في بضع عبارات تربط بين حبيبها وأخرى لتعلنهما زوجا وزوجة في جوازة نت 
لحلقة العاشرة
لم تعلم منة كم مر من الوقت وهي على حالها أمام جهاز الحاسوب الشخصي الخاص بسيف كانت كالتمثال في مكانها لا تنظر الى أي من بنتيها اللتان ركضا اليها مطالبينها باللعب معهما كانت نظراتها شاخصة على الكلام الظاهر أمامها في الشاشة وكأنها استحالت الى صنم لا شيئ يظهر
أنها كائن حي سوى دمعة وحيدة يتيمة نزلت من عينها لتلمع على وجنتها القشدية 
انتبه البنتان إلى صوت قفل الباب ثم خطوات أبيهما وهو ينادي بلهفة كعادته دائما
هنايا فرحي منايا انتو فين يا أغلى حاجه عندي 
دائما ما كان ينادي بناته بذلك فقد أسر لمنة أن سبب تسميته لهما بهنا وفرح أنهما هنائه وفرحه أما هي ف مناه 
دخل سيف الى غرفة الجلوس ليشاهد طفلتيه مفترشتين أرض غرفة الجلوس يلعبان بدماهما اقترب منهما ولم يكن قد انتبه بعد الى تلك القابعه خلف حاسوبه الشخصي وكأنها تمثال من الشمع 
مال فوق طفلتيه وقال بابتسامة
حبايب بابا بيعملوا ايه نظرتا اليه وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهيهما الملائكي واندفعا الى احضانه بقوة طرحته أرضا على ظهره بينما تعالت صدى ضحكاته وهو يسمعهما يقولان بلهجتهما الطفولية المحببة
بابااااا وحثتنا اوي اوي يا بابا ليحتويهما بين ذراعيه ويفترشا صدره بينما يقول بحب طاغ
وانتو وحشتوني اوي اوي يا حياة بابا اومال فين ماما وقبل أن تجيب أي منهما لاحظ جلوس منة امام الطاولة المنزوية في ركن غرفة الجلوس اعتدل في جلسته ليقف وهو يحمل كلا من ابنيته على ذراع وقال بابتسامة حائرة وهو يتجه ناحية منة
اللاه منة انت هنا انا ما اخدتش بالي منك اول ما دخلت لم تجبه بل لم يطرف لها رمش قطب جبينه في حيرة وتساؤل
منة حبيبتي فيه حاجه مالك حبيبي مالت فرح على أذنه وهمست كمن يسر له أمرا
ماما ثحلانه مننا بث أنا ليشي دحوه هنا هي اللي قالت لي نلعب كيمس جيمز واحنا قلنا لها كتييي اننا آثفين بث هي لثه ثحلانه 
ازداد عبوس سيف ولكنه ابتسم لأبنتيه وقال وهو يضعهما أرضا
طيب حبايبي روحوا العبوا في أودتكم دلوقتي وقبلهما ليركضا الى غرفتهما بينما تطلع هو الى منة القابعة في مكانها بجمود تام وكأنها ليست معهم 
اقترب سيف منها قائلا حيث كانت خلفية الحاسوب في مواجهته بينما استدار ليقف بجوارها مواجها لشاشة الحاسوب والتي لم يكن قد انتبه اليها بعد
ايه يا منون انت زعلانه من البنات فعلا يا شيخه دول أطفال سيبيهم يلعبوا انت ليبتر عبارته عندما فوجيء بصفحة الرسائل الخاصة به في حسابه الشخصي على موقع الفيس بوك وتحديدا الرسائل الخاصة ب قلبي دليلي أحد الاصدقاء لديه 
ترنح سيف في وقفته وانحسر اللون من وجهه ونقل نظراته بين وجه منة الشاحب والذي يحاكي شحوب المۏتى وبين العبارات المصفوفة أمامه بكل بساطة نسي الكلام لوهلة فتح فمه كثيرا ليتكلم فكان كالسمكة التي علق بفمها صنارة الصياد وكأن صوته قد غادره حتى أذا ما وجده تكلم بصوت مهزوز وهو ينظر الى منة بعينين مذعورتين مملوءتين بالتوسل والرجاء الحار
منة منة حبيبتي منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه منة أنا هفهمك ولكن لا حياة لمن ينادي رفع يده ليضعها على كتفها وهو يلح عليها بينما بدأت عيناه تمتلئان بدموع حارة أبت أن تنسكب
منة أنا هشرح وكأن مسا كهربائيا قد لمسها اذ انتفضت في جلستها لتطالعه بنظرات شرسة وهى تنفض يده من على كتفها هاتفة پغضب قوي
ابعد عني اوعى تلمسني هبت واقفة تنظر اليه بمنتهى الڠضب والحقد و الأسى وقف سيف على بعد خطوات منها وقال بصوت مترج مستعطف
منة منة ارجوك اديني فرصة أتكلم
تم نسخ الرابط