رواية ادم بقلم زينب سمير كامله
المحتويات
السائق يتعلل بالانشغال لثواني قبل أن يلمح اثنين من الرجال قادمين أليه ليتقدم ناحية كارم ويلكمه علي وجهه پعنف في حركة مباغته لم يستطيع ادم صدها لكن سرعان ما لكمه هو أيضا
وبتلك اللحظة وصلت الرجلان الآخران ليقتربا من كارم ويقومان بضربه مع الآخر وكالعادة سار المثل الشعبي عليه .. فالكثرة تغلب الشجاعة دوما
ظلوا يضربون حتي أصبح هناك ظلام دامس يظهر أمامه معلما عن سقوطه في غيبوبة مؤقته
ليقول أحد للآخرين
_هل سنأخذه أم سنتركه هكذا
رد أحدهم
_بالطبع سنأخذه السيد منتظر عودته معنا منذ زمن
هتف اخر
_اذن هيا لنحمله
وحملوه ثلاثتهم ووضعه بالسيارة وتحركوا نحو المجهول بعيد تمام البعد عن المطار وعن ارض مصر
كانت تنظر من النافذة بانتظار قدومه بعدما غفي السيد عبد العزيز منذ قليل تاركا إياها وحيدة
لتشرد يعقبها ثواني كانت كفيلة بأن تجعلها لا تري من دخل لمنزلهم إلا عندما استمعت لطرق علي الباب
اتجهت لفتحه وهي متأكدة بأنه بالطبع يحيي
لكن صدمت وهي تجد ذلك الشاب أمامه .. يماثلها عمرا ومشابها ليحيي كثيرا
هتفت بصړاخ وهي تحتضنه بقوة
الفصل العاشر
بعد مرور شهر من تلك الأحداث كانت الحياة تغيرت كليا أو ربما نسبيا علي جميع الابطال
مازال كارم مفقود ولا احد يعلم اين اختفي بينما ادم لم يقابل همس مرة أخري ولو صدفة
وفي منزل البحراوي...
كانت تجلس همس مع اخيها نادر والذي يكبرها بعام فقط وهو ذلك الذي رضعت عليه في صغرها كان نادر ذو شخصية فكاهية تتميز بالجد في بعض الأحيان يمكنك أن تفعل به ما تريد لكن احذر اياك المساس بهمس فهنا بالضبط يجن جنونه كليا
قالت همس وهي تنظر لهاتفها
_كارم سارة عيزاني اسافر معاها شرم اية رأيك تروح معايا
_وهو مين اصلا وافق انك تروحي
ردت ببساطة
_لسة هقول ل بابا وانا متأكدة أنه هيوافق
زم شفتيه بسخرية مجيبا
_مفيش مرواح .. حضرتك في خطړ
قالت بضيق
_ولا خطړ ولا حاجة انتوا اللي مكبرين الموضوع علي الفاضي ما هو طلع اهو من شهر ومحصلش حاجة
نادر
_بيعطوكي الامان بس
ردت بتعجب
_يعني أية
_يعني فسريلي اختفاء كارم لدلوقتي معناه أية
ردت بعدم معرفة
_ملهوش معني .. واحد واختفاء انا دخلي أية
رد عليها بهدوء
_ليكي دخل طبعا .. هو كان بيساعد ادم فحصله كدا أما انتي فخرجتي ادم
_علي فكرة هو كان هيطلع اصلا
ردت بضيق
_يعني مش هسافر شرم
_اها مش هتسافري
وقفت واتجهت للخارج وهي تقول پغضب
_اوف اوف اوف ياريتني ما كنت مسكت القضية الزفت دي
رد بصوت عالي لكي تسمعه
_قولتلك متأففيش ياهانم
قال تلك الكلمات ثم ضحك بصوت عالي فهو يكاد يشتم لحريقها الداخلي .. هي لا تدرك مدي الخطۏرة التي تحاوطها ومايزيد قلقه بالفعل اختفاء كارم الذي لم يظهر للان ولا احد يعلم اين يكون قد ذهب
بالخارج...
كانت تذهب باتجاه المطبخ لتجد يحيي أمامها الذي نظر لحالتها بتعجب وهو يقول
_مالك كدا يابنتي مش طايقة نفسك
كانت قد تخطته بخطوات عادتهم سريعا عندما حدثها وقالت پغضب وسرعة
_اخوك مش راضي يخليني اسافر مع سارة شرم وانا كنت موعداها اني اسافر معاها وأجلت الموضوع شهر يجي دلوقتي برضوا يرفض اومال اسافر أمتي لما اموت
رفع يديه ووضعها علي فمها وقال
_اششش يخربيتك ويخربيت نادر علي سارة علي بيتي انا الغلطان اصلا اني كلمتك ... كملي طريقك ياهمس كملي طريق
ودفعها للامام وتركها وذهب
لتنظر له بغيظ وتقول بضيق
_قاسي .. مستبد زي اخوك
ليقول بصوت عالي افزعها
_سمعتك علي فكرة
لتركض باتجاه المطبخ سريعا بينما هو كان قد أتاه اتصال من آدم ليرفع الهاتف علي إذن ويجب بمرح
_كنت لسة بفكر فيك
رد الاخر
_كداب .. المهم تعالي عايزك في موضوع مهم
يحيي بتعجب
_اجي كيف دلوقتي الساعة واحدة الليل
ادم بضيق
_ياعم تعالي واخلص مفيش وقت
_تمام تمام ربع ساعة وهتلاقيني عندك
اغلق معه لياتي نادر من الخلف ويسأل بتعجب
_مين دا اللي هتقابله
_ادم .. بيقول في حاجة ضرورية
تقدم نادر منه أكثر وهتف بصوت حازم
_طيب قوله إنه يحل مشاكله وقضاياه بعيد عن همس يايحيي انا مش مستعد اخسرها علشان ادم .. وزي ما هو ډخلها في الدايرة دي يطلعها
ربت يحيي علي كتف نادر و ردد
_مفيش حد هيخاف علي همس اكتر من آدم يانادر
نظر له نادر ولم يتحدث وتركه وذهب
بينما اتجه الاخر لغرفته ليغير ملابسه سريعا ويتجه لمنزل ادم
في منزل ادم ...
في غرفة مكتبه وقف أمام الحائط الزجاجي يتطلع للخارج متذكرا ما حدث منذ شهر ويومين تحديدا حيث في مقر شركاته
فلاش باك .. يوم الحاډث ..
جلس ادم مقابلا لعلوان والبرود يظهر علي ملامحه والاخر كانت نيران الڠضب تتصاعد داخله وهو يقول بصوت مكتوم من غضبه
_يعني أية عايز تنهي الصفقة
قال ببرود جليدي يسيطر علي صوته
_يعني مليش مزاج
متابعة القراءة