_رواية الفراشة. _للكاتبة روتيلا

موقع أيام نيوز

محتاجانا وأنا وماما فكرنا كويس جدا واتناقشنا مع بعض يعني مش هانقول حاجة إلا في مصلحة بيتها بدون تحيز ليها أو لابيه ياسين ومش هانقول حاجة إلا وأحنا متأكدين منها فهمتي 
سارة لأ...الورق لية 
تضحك روتيلا تساعدة في شغلة كأنها بتشغل نفسها في البيت 
طيب ما هي اشتركت في دورات تعليم تنسيق الزهور وتعليم الطبخ الأسيوي 
أنت يا بنتي بتقولي أية اربع خمس ساعات في الأسبوع هايفيدوا في أية ..وبالنسبة لأبيه ياسين قال ليها أنا عايز أكل مصري بس وتنسيق الزهور أعتبرة هواية غريبة بس مناسبة لشخصية مي وبرستيجها يعني محركتش فية حاجة 
سارة وهي تضحك متفكرنيش كانت هاتنط من التليفون يوم ما قال ...تتكلم وهي تقلد ياسين ....أوعي تطبخي الأكل ده في بيتي ولا أشم ريحتة أنا أول حاجة كنت عايزك تيجي علشانها بسرعة هو الأكل المصري 
ويضحكا معا متذكرين حالة مي 
روتيلا بجدية اصبري علينا بس وشوفي التراكمات دي كلها هاتعمل فيه أية 
أم صقر تدخل الغرفة السلام عليكم يا بنات ..ها ..الورق خلص 
سارة ضاحكه والله خاېفة منكم انتم الأتنين على البنت الغلبانة دي ..والأكثر أنكم تطبقوه عليا 
ام صقر تغمز لروتيلا لية هو لسة مظهرش عليكي حاجة 
سارة تنقل بنظرها بين روتيلا وامها فترة قبل أن تنطلقا في الضحك بشدة عليها
........مي........
التي نقلت الحسابات بسرعة بعد أن أرسلته سارة بالفاكس ووضبت الورق على المكتب وفي نفسها ياربي علشان أنقله تعبت التعب ده كلة امال لوكنت عملته كله بنفسي كان هايحصل أية الحمد لله 
السلام عليكم 
مي وهي تقوم من وراء المكتب وعليكم السلام ورحمة الله 
ياسين بضحكة وهو يعلم أن مي ألزمت نفسها بمهمة صعبة بالنسبة لها و أنها بالتأكيد ستمل منها ولن تستطيع انجازه أنت تعبتي نفسك وعملتي الورق !!
تقرب مي منه طابعة قبلة على خدة وتتجة للخارج حمد لله على سلامتك ...تعبك راحة 
يذهب ياسين ناحية المكتب وينظر للاوراق التي راجعتها مي وبجانبها ورقة بالملاحظات سجلتها بخطها يرفع نظرة للباب مش معقول !!
يخرج ياسين من المكتب وهو ينادي مي...مي 
مي تخرج من المطبخ ايوة يا حبيبي 
عرفتي إزاي تخلصي الورق ده ..كلها حاجات معقدة 
مي بجدية ياسين ..هو أنا خريجة أية 
خريجة تجارة من تسع سنين يا مي ...وأنت عمرك ما اشتغلتي 
مي تتجة للمطبخ وتضحك لكن يا حبيبي بعرف واحد زائد واحد بيساوي اية 
ياسين الذي تبعها عايزة تفهميني إنك لسة فاكرة دراستك 
مي وهي تجهز الأكل لزوجها وتضعة على الطاولة اتفضل يا ياسين كل وقول رأيك 
ياسين الذي جلس وبدأ في الأكل مي ردي على سؤالي 
مي تنظر له وهي مبتسمة حبيبي النت مخلاش حد ينسى حاجة اي حاجة وقفت معايا كنت بدور عليها وكنت بطبقها ....عجبك الأكل 
روعة ....أنت الحقيقة ....
يصمت ياسين وينظر لزوجتة التي تتحرك بخفة أمامة تضع الأكل وتتكلم عن عملة 
أنت الحقيقة .....
مي التي وقفت أمامة بكامل أناقتها التي تعودت عليها وبيدها طبق كانت ستضعة على المائدة عندما وقف ياسين وقرب منها .....وقرب .....ومد يده ناحية وجهها ثم رفعها لشعرها وأخذ ...قلم لمت به مي شعرها وهي في عجاله بتجهيز الأوراق 
مد يده بالقلم لها وهو يضحك بلمعة في عينية بهرتيني 
وضعت مي الطبق من يدها وأخذت القلم من يدة
ياسين الأكل لذيذ والشغل ممتاز وأولادي جنبي وأنت ....وأنت ..
وفي نفسة وأنتي حلم وخاېف اصحى منه ولا حقيقة خاېف تعلقيني بيكي وتسيبيني في حسره .. من يوم ما جيتي وأنا بصحى كل يوم ألمسك بأيدي علشان اصدق إنك فعلا جنبي ....ثم يمسك ياسين يدها ويقبلها تسلم ايدك 
ويخرج من المطبخ

بسرعة وتجلس مي التي أخذت نفسها بقوة بعد انقطاعها عن التنفس أو تخيلت ذلك أثناء قربه الحميم منها وابتسمت بفرح وهي تقبل القلم بحبك
........جناح صقر.......
روتيلا تتحدث لوالدها فجرا مثل كل يوم أية المشكلة ...خليني أروح أنا كان نفسي من زمان أروح للشقة 
هاتخالفي كلامي 
روتيلا تمسح دموع خفيفة لأ طبعا لأ .أسفة يا بابا خلاص زي ما حضرتك تقول 
الحاج راشد بحنان لما عمتك وخالد ينزلوا وعد أسمحلك تروحي خلاص يا روح أبوكي 
تبتسم روتيلا إن شاء الله 
خلاص يا بنتي أنا هاروح للصلاة اخواتك منتظريني 
أوكي سلملي عليهم .مع السلامه 
لا إله إلا الله 
محمد رسول الله 
حبيبتي ليه بټعيط كده أنا نهاري كلة مش هايبقى حلو 
تبتسم روتيلا لصقر الذي عاد من الصلاة و جلس بجانبها ويقبلها 
لأخلاص 
متأكدة ..طيب قوليلي أية اللي مزعلك 
بابا رفض أروح الشقة لوحدي ...
صقر وهو يحرك يده على ظهرها بحنية وهدوء صح حبيبتي بابا عنده حق
تضحك روتيلا بسخرية كلكم بتعاملوني كأني طفلة ...صدقوني أنا كبرت 
يضحك صقر عاليا أنت قلبك أسود أوي لسه فاكرة أنا مش صالحتك وعرفتك لما أكون مشغول متكلمنيش 
تبعد عنه ناظرة لعينة أيه الجديد أنت على طول مشغول 
يحرك صقر يده على رأسه ثم بعصبية على وجهه صح ..لكن شغلي زاد وخاصه مع تجهيزي للإنتخابات و مشاريع النجع 
ليه دخولك الانتخابات حقيقي لغاية دلوقتي مش فاهمة 
صقر يضع ساق على الأخرى و يريح ظهرة للخلف أية اللي مش فاهماه 
السبب الحقيقي .أنت فعلا مش محتاج العضوية وفي نفس الوقت بتخدم المجتمع كويس جدا ....يبقى ليه 
الحقيقة هي أننا أحيانا نعمل حاجات مش مقتنعين بيها لأنها بتفيد حاجات تانية ...ولكن في جميع الأحوال أنا عايزك تكوني متأكده أني مش بعمل حاجة غلط أو غير شرعية 
روتيلا بابتسامه أنا متأكدة من ده ..لكن مش مقتنعة أنك ممكن تعمل حاجة مش مقتنع بيها 
يمسك يدها يقبلها يعني روتيلا واثقة إني مستحيل أعمل حاجة مش مقتنع بيها 
ايوة 
طيب ..قوليلي إنت كمان كل حاجة عملتيها مقتنعة بيها 
طبعا 
كل حاجة ..كل حاجة
روتيلا أيوة ..الحمد لله 
صقر يمسح على وجها وبهدوء حتى جوازك مني ...أية.. كنتي تعرفيني قبل الجواز 
تضحك روتيلا مغرور 
صقر وهو يقرب من وجهها غارقا في عينيها جاوبيني 
روتيلا بثقة لأمكنتش أعرفك ومع ذلك كنت واثقة تماما أن قراري هو الصح 
ليه 
لأنه كان قرار بابا وأنا دايما بثق في رأية وقرارته 
يضحك صقر رورو طيب أرضي غروري 
أنت مش محتاج إني أرضي غرورك ..
صقر بهدوء عايزة اسمعها منك 
روتيلا بتساؤل صامت 
كلمة بحبك ...مش من حقي أني أسمعها ... حرماني منها
تبتعد روتيلا وهي تضيق بعينيها له وبهدوء يناسب هدوء صقر الكلمة مش صعب أني أقولها 
وليه مش بتقوليها ...إلا إذا كنتي مش حاسها هنا ...وهو يشير لقلبها ....في قلبك 
روتيلا تنظر للأمام سهل أنك تحكم على نفسك وتفهم اللي جواك لكن صعب أوي تحكم على غيرك ....متحكمش عليا بحاجة مش عارفها
صقر بتعجب فهميني
روتيلا بخجل هي جوايا وعلى طرف لساني 
لسة مش واثقة من حبي ليكي
يقف صقرثم يمسك يدها لتقف أمامة وبهمس لازم تفهمي كويس جدا مقدارحبي ليكي ...أكيد عرفتيها بتصرفاتي وسمعتيها لما قلتها بلساني وقلبك حس بقلبي ..صح يا فراشتي
روتيلا وقد زين وجهها بحمرة خجلها تشير برأسها بنعم 
سمعيني يا فراشتي ..نفسي اسمعها منك 
روتيلا برقتها وخجلها وبهمس يكاد يسمع بحبك 
صقر يقرب اذنه لها وبهمس مماثل مش سامع ..قلتي أية 
يبتسم صقرلحركتها ثم يبعدها قليلا و ينظر لعينيها الخضراء فيرى توهج الكهرمان داخلها متحرمنيش من إني اسمعها تاني وتاني عايز اسمعها منك على طول .....حقيقي بتحبيني يا فراشتي
روتيلا بابتسامة انارة وجهها وبرقتها التي تسحرة وحمرة خد لم تفارقها وعيون خضراء تتوهج فيها خيوط الشمس 
بحبك أوي
........نهاية الفصل الرابع والثلاثين.......
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة
.......الفصل الخامس والثلاثون.......
....لميس....
سبحان الله المكان هنا حلو أوي ركوبي الخيل كل يوم بيخليني أحس ..وتغمض عينها ...إني بتنفس 
كنت فاكره أن فكرة ركوبي للخيل هنا مستحيله لكن فوجئت بيوسف بيوفرلي مساحة واسعة من أراضيهم ممنوع أي حد يقرب منها ساعة يوميا من بعد الفجر يصلي ويجي يوديني بحس اني حرة 
انا حرة ...حرة ....
وتنطلق لميس بحصانها وهي تستنشق رائحة الخضرة الندية وتقف أمام شط النيل وتنزل تجلس بجانبه يوسف 
خلصتي جولتك 
أيوه يا حبيبي .....يصمتا ليتأملا روعة النيل وجريان مائه ..ثم تنظر لميس ليوسف تأخذ نفس عميق .....وتغمض عينيها.... كل يوم بقيت أتعلم حاجة جديدة رجعت للنجع بعد أكتر من عشر سنين رجعت للهدوء وبعدت عن الأجواء اللي كنت عايشاها واكتشفت إني انتمي فعلا لهنا ..دا مكاني الحقيقي أيه اللي شدني لمجتمعات اختارت البهرجه وتقليد الغرب بحجة تقدمهم وتخلفنا ..الحقيقة مش فاهمه ايه التخلف في الحجاب ..ايوه الحجاب اللي كنت ناويه اقلعه بقيت معرفش اخرج من غيره وبقيت أكتر حرص حتى من يوسف في طريقة ارتدائه ..كتير بستفاد من روتيلا لما بتبعت ليا موديلات محتشمة جدا بألوان هادية مع حجابتهم البنت دي روعة يا بخت صقر بيها ..ربنا يهدية بس ليها 
عيلة يوسف ناس جميلة وخاصة عمتة منيرة ست كأن أتجمع فيها كل حنان الامهات وبتديه لينا بدون مقابل حقيقي مش خسارة فيها كلمة ماما اللي بتقولها ليها روتيلا حقيقي بتستحقها 
حماتي ست طيبة بس مش عارفة لية مبتحبش تيجي سيرة روتيلا أدامها هم بيحترموا رغبتها ومبيرضوش يلمحوا ليها لكن انا اعتقد ان الموضوع مش موضوع غيرة من امها الحكاية اكبر من كده متهيألي انها مبتحبش تفتكر حاجة لأنها دايما تقول ربنا يسامحنا يا ترى ليه ...الله اعلم 
عمي راشد ده معرفش اقول ايه ملاك طيب أوي رجعلي أيام بابا وجمالها الراجل بيدلعني جدا وخاصة الايام الأولى لما كنت بتعلم الطبخ كان يجي يدوق ويغمض عينة ويقول حلو اوي تسلم ايدك ويمشي وبعدين يبعت اكل من البيت عنده ويقولي الخير كتير لغاية في مره مشى ومبعتش اكل عرفت انه عجبه فعلا 
جمانه بنت سطحية وامها مدلعاها مكنتش اعرف من معاشرتي ليوسف ان السطحيه يكون ليها مكان في مجتمعه 
خالد ولد شقي بيفكرني بمروان بخفة دمة لكن هو شوية مچنون مبيتحكمش في اعصابة اتنين لو ذكرتهم ادامه يتعفرت روتيلا يتعفرت حب وخوف عليها والتاني صقر دايما بيمسك اعصابة ادامي شوية لغاية ما حد يجيب سيرة مشروعاته الخيرية في النجع وشه يحمر 
معلش يا مرات عمي أنا مستحيل انتخبه
تضحك لميس مش مهم بناقص صوت المهم متعملش دعايه مضاده 
يوسف يهمس للميس تحبي أخلية ينتخبه
ايه هاتغصبه 
لأ طبعا ..اصبري 
يوسف يعتدل ويضع رجل على الأخرى وبجدية خالد 
أيوه يا عمي 
روتيلا انهارده قالت اللي عايز يزعلني مينتخبش صقر 
ينظرخالد له بمفاجأه إزاي بس هي عارفة وقالت عادي 
معقول يمكن يا حبيبتي مش عايزه تزعلك 
خالد يقف يمسك

هاتفه ليتصل بروتيلا 
انت بتعمل ايه 
هاتصل بيها لتكون زعلانه مني ومش عايزه تقول 
يوسف بجديه ينفع كدة يا حبيبي يعني هي تقولي ومترضاش تقولك علشان متزعلش منها وخاصة انها عارفة رأيك تقوم تتصل بيها تكسفها 
صح خلاص انا هاغير رأي
تم نسخ الرابط