رواية بقلم اسراء عبد الطيف

موقع أيام نيوز

فى أحد الاحياء الراقيه بالقاهره تقف فتاه أسفل أحد العقارات جميلة الشكل ذات البشره البيضاء و العينان الزرقاوتان و الشعر البنى المسترسل ترتدى ملابس خاصة بالمدرسه و لكن تغطي ملامح وجهها الجميله كميات من مستحضرات التجميل !! 
و من تكون غير بسمه ... !
أخرجت بسمه الهاتف الخاص بها من حقيبتها و ظغطت على بعض الارقام لتجري اتصالا 
بسمه 
_ أيوه يا مريم أنا تحت البيت بقالى ساعه مستنياكي ...أنجزي يابت فى يومك ده .
_ حاضر ... حاضر نازله اهو .... سلام .
_ سلام 
و بعد مده قصيره نزلت فتاه ليست جميله لدرجة الجمال و لكن ملامح وجهها الصافى البرئ تعطيها جمالا هادئ ذات العيون البنيه الواسعه و الانف الدقيق و الشعر البنى التى تتعمد أن تجعله غجري رغم نعومته و قد ربطته على هيئه كحكه .

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حضنت مريم بسمه ابنة خالتها و ساروا معا إلى المدرسه و هن يتبادلن الاحاديث ..
مريم 
_ أيه يابت خالتي ... أنا اتأخرت أطلعيلى ده حتى خالتك بتسأل عليكي .
_ معلش بقى يوم تانى أجى معاكى مخصوص ... بس قوليلي أيه التأخير ده لولا إنى عارفه إنك ملكيش فى جو الميك اب ده كنت قولت بتظبطى نفسك .
قالت بسمه هذه الجمله وهي تغمز 
بعينها لمريم و تلكزها فى كتفها بخفه .
تنهدت مريم بهدوء و بنبره هادئه و رومانسه أردفت 
_ هعمل أيه ياستى كنت سهرانه بخلص على روايه رومانسيه .
أطلقت بسمه صفيرا خاڤتا و أردفت 
_ بركاتك ياعم عمر على أول السنه كده و البت مقضياها روايات .... إنتى مش ناويه تعرفيه يابت و لا إيه ...!! 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تنهدت مريم بأسي و أردفت بحزن 
_ما أنتي عارفه إنه مسافر و لما بينزل أجازه بالعافيه بحاول أقنع ماما نروح عند خالو مجدي 
_ طيب ما تقولي لخالو مجدي .... جوزني ابنك ياا خاااالو .
قالت بسمه هذه الجمله و هي تمزح .
_ بطلى هزار يا بسمه ... أنا بتكلم بجد عمر ده أحلى حاجه في حياتى ... أول حب و أخر حب .. و أكيد هييجى يوم و يحس بيا .
_ يا أمى يحس بيكي أزاى و إنتى بالشكل ده ...!! 
هو روش و عارف بنات كتير و يحب البنت الروشه المهتميه بنفسها لكن إنتى علي طول جينز واسع و تيشيرت و مفيش أى حاجه مزوقه وشك و كله كوم و النضاره دى كوم .... يبقى هيحس بيكي أزاى و إنتى شبه صاحبه كده ..!! 
أردفت مريم بأسي 
_ مش كل حاجه الشكل و هو لو هيحبنى هيحبنى زى ما أنا كده .
_ حبيبتي إنتي مش وحشه إنتى زى القمر بس لو تسبيلى نفسك و أنا أظبطك .
_ لا ياستى سبتلك إنتى التظبيط أنا عاجبنى شكلى كده .... المهم أحنا عندنا مجموعه بعد المدرسه عند مستر رامى .
_ آآآه مستر رامي .... و هشوف كريم النهارده فى المجموعه ... 
قالت بسمه هذه الجمله وهى تتنهد برومانسيه و هدوء .
_ اهاااا .... هي فيها كريم و أنا أقول الحلاوه دى كلها مش علي الفاضى .... بسمه كريم مش كويس و كله عارفه .
_ بس بس يابت إنتى كريم ده مفيش زيه و على فكرة محمود صاحبه لسه برضوا عينه عليكى .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أطلقت مريم تنهيده طويله بهدوء قالت 
_ يووووه فكك بقى و يلا بقى ندخل المدرسه وصلنا أهو و شكلنا هنترد باللى إنتى عملاه فى وشك ده .
دخلت كلا من مريم و بسمه المدرسه و هن يسرعن الخطى 
_ أستني يا بت إنتى و هى عندك هنا .
قالت هذه الجمله سيده فى منتصف الثلاثينات ترتدى حجابا و يظهر فى نبرة صوتها الحده ثم تابعت و هى تشير إلى بسمه 
_ أيه الهباب اللى فى وشك ده جايه فرح يااختى ...!! 
_ أسفه يا ميس بس أنا بحب أهتم بنفسى شويه .
_ خدى امسحي الزفت ده و على الله أشوفك بالمنظر ده تانى هعملك فصل .... فاااهمه .
تناولت بسمه المنديل من المدرسه و مسحت وجهها و هى تزفر فى ضيق .
_ يلا يااختى ع فصلكم .... بنات عايزه الحړق بصحيح .
سارت مريم
و بسمه إلى أحد الطوابق بالمدرسه و دخلن فصلهن و هن يتضاحكن على اسلوب المدرسه و تقابلن مع صديقاتهن و قبلوهن و ظلت بسمه تضحك مع صديقاتها أما بالنسبه لمريم فألتزمت بمقعدها على الفور و جلست تفكر .
أنتهي اليوم الدراسي دون أحداث مثيره فبسمه تسيطر عليها خفة ډمها أما لمريم فهى الفتاه الهادئه .
وصلن الفتاتين مع صديقاتهن إلى أحدى البنايات اللى يقطن بها مدرسهم الخاص .
...........................
داخل شقة المدرس ...
غرفه واسعه إلى حد ما تتوسطها طاوله مستطيلة الشكل يوجد على جانبيها مجموعه من الكراسى الخشبيه و قد خصصت ناحيه منها للفتيات و الناحيه الآخرى للشباب و على رأس الطاوله مقعد جلدى خلفه سبوره بأتساع الجدران .
جلست بسمه بجانب مريم و أمامها شاب له شعر اسود كثيف و بشره خمريه و أعين رماديه حاده و لكن تذوب ملامحه هذه بشئ من المكر ... حقا فهذا هو كريم ..!! 
_ أزيك يا بسمه أخبارك أيه ...و إنتى يا مريم ..
قالها كريم و هو ينظر إلى بسمه و تابع و هو ينظر لمريم نظرات غريبه ...!! 
_ آآها ... آآ ازيك يا مريم .
قال هذه الجمله شاب الطويل الجالس بجانب كريم و إبتسامة بلهاء على وجهه هذا هو محمود .
_ أزيك يا كيمو .... أنا كنت هكلمك أمبارح بس معلش نمت بدرى أنت عارف المدرسه بقى . 
قالت بسمه عبارتها الاخيره بغنج واضح 
كان كريم على وشك أن يتكلم حتى قاطعهم دخول المدرس لتبدأ الحصه ..
لم يخلو وقت المجموعه من بعض النظرات إحداها نظرات الاعجاب و الحب و بعضها الحقد .. !!! 
أنتهى الوقت و هم الطلاب بالذهاب حتى أوقف المدرس كريم قائلا 
_ كريم شد حيلك شويه مش معقول هتفضل سنه تانى فى الثانويه أنت زمانك تالته جامعه يابنى أنت ماشى فى الواحد وعشرين .
_ حااضر ...
قالها كريم بجمود قبل أن يخرج .
أسفل البنايه 
_ يا روما علشان خاطرى بليز تعالى معايا بليز بليز .
قالتها بسمه و هى تترجى مريم .
_ إنتى عارفه إنى مش بطيق اللى اسمه كريم ده ... و. بعدين إنتى أزاى هتخرجى معاه إنتى أتهبلتى ... !! 
قالتها مريم بشئ من العصبيه .
زفرت بسمه بضيق 
_ خلاص يا مريم ماتجيش و بعدين دى مش أول مره أخرج مع كريم و النهارده بمناسبة المدرسه بس ....علشان خاطرى يا روما متقوليش حاجه لخالتو يعنى أنا روحت مع رقيه مشوار تمام .
_ حاضر ياستى خلاص .
نزل كريم إلى أسفل البنايه و ذهب مع بسمه التى كانت فى انتظاره إلى أحدى الكافيهات .
أما بالنسبه لمريم فعادت للبيت لتتفاجأ 
بأحدى الكافيهات على النيل
جلست بسمه برفقة كريم على أحدى الطاولات .
_ ھموت و أعرف أيه التاتش اللى بينك و بين مريم لا أنت بطيقها و لا هى كمان .
قالتها بسمه بمزاح بعد أن أرتشفت بعض من عصير الليمون .
_ بنت خالتك دى واحده معقده أصلا و عامله زى الشباب أنا مالى بيها .
قالها كريم و هو ينظر حوله بهدوء .
_ مريم طيبه جدا و جدعه بس هى طبيعتها كده ... بس تعرف هى رومانسيه جدا يمكن أكتر منى كمان .
نظر اليها كريم بجانب عينه و بأبتسامه جانبيه قال 
_ هو إنتى فى حد زيك برضو يا بوسى .
_ حياتى يا ناس .... أنا بجد بحبك أوى يا كريم .
قالتها بسمه وهى تنظر إلى كريم بحب و عيناها تتراقص فرحا .
وتابعت 
_ بس جامده العربيه الجديده دى يا كيمو شد حيلك بقى علشان نكون فى جامعه واحده و نتجوز بقى .
_ إن شاء الله يا حبيبتي .... 
فى منزل مريم ...
وصلت مريم لشقتها التى تقطن بها مع والدتها فقط لانها وحيده و والدها متوفى .
أغلقت مريم الباب خلفها و ظلت تنادى على والدتها .
_ أنا هنا يا مريم تعالى .
أتاها صوت والدتها من غرفة الصالون فأتجهت اليها و ما شرعت بدوخلها حتى تسمرت مكانها و أزدردت لعابها بصعوبه و أتسعت عيناها حتى كادتخرجا من مقلتيهما
_ آآآآ .. عمر ....!!
_ تعالى يا مريم سلمى على عمر ابن خالك لسه جاى من السفر أمبارح .
ما كانت مريم
قادره على النطق و أخيرا خرج صوتها مبحوحا 
_ آآآآ .. أز ..أزيك يا عمر .
وقف ذلك الشاب البالغ من العمر خمس وعشرون عاما شاب طويل ذو جسد رياضى و شعره بنى قصير و عيناه بالون الزيتونى و لحيه خفيفه جدا .
مد عمر يده بعد أن وقف ناحية مريم و قال بأبتسامه تعتلى ثغره .
_ أزيك يا مريم أخبارك أيه ....!
هزت مريم رأسها عدة مرات إلى أعلى و أسفل .
_ تصدقى أنا أول مره أشوفها بلبس المدرسه يا عمتو .
_ كويس إنك لحقت تشوفها بلبس المدرسه دى أخر سنه ليها .
_ آه ما أنا عارف هى و بسمه بنت عمتو راويه ثانويه عامه ربنا معاهم بقى .
جلست مريم على أقرب مقعد لها و هى تنظر إلى عمر ذلك الشاب الوسيم و الفرحه تطاير من عينيها و شردت بخيالها و أحلامها الورديه حتى أفاقت على جملة والدتها 
_ مش عمر ساب شركة الهندسة اللى كان شغال فيها فى اسكندريه يا مريم
_ بجد يا عمر
قالتها مريم بتلقائيه و الفرحه تتراقص فى عينيها .
_ بجد يا مريم ... إنتى عارفه طبعا إن ابن خالك مهندس شاطر و مطلوب كمان فاجاتلى فرصه أستحاله أضيعها ...
قطبت مريم حاجبيها و تسألت بأستغراب 
_فرصة أيه دى ...!!
_ سفر للامارات هشتغل في شركة هندسة كبيره بمرتب خيالى لمدة خمس سنين .
وقعت هذه الجمله كالصاعقه على مسامع مريم و باتت مصدومه حتى كادت الدموع تزرف منها.
و أخيرا خرج صوتها بصعوبه 
_ خمس سنين ... و مش هنشوفك .. !!
_ لا طبعا أزاى هنزل أجازات طبعا و بعدين دى فرصة أستحالة تتعوض ليا علشان أبنى مستقبلى . 
قالها عمر وهو يبتسم ويتحدث بحماس .
_ هتسافر أمتى ياابنى ...
_ بعد اسبوعين إن شاء الله يا عمتو .
_ طيب عن أذنكم أنا هروح علشان أغير هدومى 
قالت مريم جملتها هذه بجمود و شرعت بالخروج و أوقفتها جملة والدتها .
_ مريم ... خالتك رباب كلمتنى و سألت عليكى أبقى روحى أقعدى معاها شويه هى و جدتك و جدك .
_ حاضر يا ماما .
دخلت مريم غرفتها بسرعه و هى تبكى
تم نسخ الرابط