رواية بقلم اسراء عبد الطيف
المحتويات
و تضع يدها على فمها حتى تكتم شهقاتها من الخروج و ما إن وصلت غرفتها حتى ألقت نفسها علي الفراش و ظلت تبكى بحرقه و مدت يدها أسفل المرتبه و أخرجت صوره خاصه لعمر و ظلت تنظر إليها و الدموع تملأ مقلتيها .
_ ليه كده يا عمر عايز تبعد ليه ..... بس لو تعرف قد أيه انا بحبك...... آآآآه
غفت مريم و هي تبكي و لكن ايقظها صوت رنين هاتفها .
_ الو .... ايوه يا خالتو رباب
_ مريم حبيبتى إنتى بتعيطى ... !!
_ لا أبدا يا خالتو ..أنااا..
_ عمر عندكم مش كده و قال على موضوع سفره .
و ما سمعت مريم جملة خالتها هذه حتى أنفجرت بالبكاء .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ أهدى يا مريم خلاص أنا هتصرف ... متقلقيش إنتى .
أغلقت مريم هاتفها و أنهمكت فى بكاء مرير بينما بالخارج أستأذن عمر من عمته للرحيل و وعدها بأنه سوف يأتى مره آخرى .
فى أحد الاحياء و بالتحديد بالقرب من مكان شقة بسمه
التى تقطن بها مع عائلتها توقفت سياره فارهه يجلس بها كريم خلف المقود و بجانبه بسمه .
_ سلام أنا يابيبى لازم أنزل بعيد شويه .
_ ماشى يا حبيبتى سلام ... خلى بالك من نفسك .
_ من عنيا يا بيبى وانت كمان .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ بسمه ....
ألتفتت بسمه خلفها فزعه حتى صدمت و لم تستطع النطق فخرجت الاحرف متقطعه و أزدردت لعابها ......
_ ... آآآ عمر ... !!
_ أيه يابنتى مالك ..للدرجه دى أنا خضيتك ... !!
قالها عمر بمزاح و هو يتجه نحو
بسمه لمصافحتها .
_ لا ...لا أبدا ... أنت أيه اللى جابك دلوقتى .!!
_ ياساتر علي طريقة ردك .. بدل ما تقوليلى أهلا يا ابن خالى نورت و الجو ده ... لا ده أنا أمشى بقى أحسن طالما غير مرحب بيا .
_ أستنى هنا هو دخول الحمام زى خروجه أنت مش جاى عندنا يلا بقى أطلع معايا .
صعد كلا من عمر و بسمه إلى شقة راويه و دخلوا و ذهبت بسمه إلى غرفتها لتبديل الملابس بينما سلم عمر على خالته راويه و زوجها عبد الله و أبنتهم الكبرى المتزوجه مروه و كذلك يوسف البالغ أربعة عشر عاما و أخبرهم أنهم سوف يتجمون اليوم جميعا فى بيت جده و سوف يذهبوا معا ..
فى منزل مريم
أبدلت مريم ملابسها بأخرى عباره عن بنطال من الجينز الواسع و تيشيرت أبيض بأكمام طويله إلى حدا ما و جعلت شعرها على هيئة ذيل حصان و خرجت من غرفتها لتجد والدتها جالسه بالصاله و معها أوراق بيدها و ما أن رأتها حتى قامت بتخبئة الاوراق و لكن رأت مريم والدتها و هى تخبئ الاوراق فور ظهورها و لكنها لم تعلق .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أنحنت مريم على ركبتيها بجانب مقعد والدتها و أمسكت يديها
ربتت الام على كتف إبنتها و قالت بنبره يشوبها الحزن
_ أبدا ... آآآ .. أنا بس افتكرت باباكى الله يرحمه كان بيحبنا أوى .
_ الله يرحمه يا ماما .
_ و بعدين أستنى هنا إنتى هتروحى و تسبينى لوحدى .
قالتها الام بمزاح و هى تلكز إبنتها فى كتفها .
_ و أنا أقدر برضو ... تحبى تيجى معايا ..
_أكيد أيوه و غير كده خالك مجدى رايح و كمان خالتك راويه و عيالها أصل جدك عايزنا فى موضوع ياستى... خليكى هنا هروح أغير هدومى و نروح سوا بالعربيه .
دلفت الام رانيا إلى غرفتها و قامت بتبديل ملابسها بأخرى و بالفعل أتجهت مع إبنتها إلى منزل الجد .
فى الساعه الثامنه مساءا كان الجميع حاضرين فى منزل الجد عبد الحميد الرجل ذو الهيبه و الوقار و الشعر الابيض السائد على رأسه و الشارب الكثيف ..
كان يسكن الجد ببيت مع زوجته كوثر و إبنته رباب تلك السيدة فى منتصف الثلاثينات طيبة القلب كانت قد تزوجت من قبل مره و لكن لم يشاء الله أن ترزق بطفل فأنفصلت من زوجها و لم تتزوج ثانية و عاشت مع والدها و والدتها .
أجتمع الجد و الجده بأحد الغرف بالمنزل مع أبناءهم الاربعه مجدى و راويه و رانيا و رباب .
تكلم الجد بهدوء
_ أيه الاخبار لحد دلوقتى يا رانيا يابنتى ...!
_ مفيش أمل خلاص يا بابا الدكتور قالى إن أيامى خلاص معدوده و أنا راضيه بنصيبى .
قالتها رانيا و الدموع فى مقلتيها فاحتضنتها كلا من أمها و أختاها و نظر مجدى إلى أخته بحزن شديد و كذلك الاب
فاطمه
_ متقوليش كده يابنتى كل حاجه قسمه ونصيب إنتى هتعيشى إن شاء الله و تفرحى ببنتك و تشوفى عيالها كمان .
_ بنتى ... بنتى ربنا يتولاها برحمته ...!!
_ ليه و أحنا روحنا فين يا رانيا ... !!
قالها مجدى و هو ينظر إلى أخته پغضب .
_ أنت كده سهلت عليا كتير يا اخويا .... أنا كنت عايزه أطلب منك حاجه بس مكسوفه .
_ خير يااختى ..
_ بنتى ... بالله عليك لو جرالى حاجه تجوزها لعمر ابنك ... عمر راجل و أنا هطمن على بنتى معاه أحسن من الغريب اللى يكون طمعان فيها و فى فلوسها .
_ من غير ما تقولى يااختى أنا كنت ناوى أعمل كده أصلا ... أنا هفاتح عمر فى الموضوع النهارده ...و هقنعه ما يسافرش ..
_ أيوه أقنعه و لو على الشغل ياخد شقه فى العماره بتاعتنا يفتحها مكتب هندسه .
عبد الحميد
_ خلاص يا جماعه عمر لمريم و مريم لعمر ده قرارنا .
نظرت رباب إلى أختها و إبتسامه تعلو ثغرها و أتجهت
للخارج بينما كان هناك من لا يعجبه هذا الكلام و من غيرها راويه ... !!
كان عمر يجلس مع بسمه و يوسف و مريم و كالعاده بسمه بمرحها الزائد تتبادل الاحاديث مع عمر بينما مريم قابعه فى هدوء تشاركهم بعض الاحاديث حتى دخلت رباب
_ واد يا عمر تعالى عايزاك و سيبك أنت من قعدة البنات دى .
قالتها رباب بمرح و هى تجذب عمر للخارج .
أردف عمر بمزاح
_ واد يا عمر !! ... واد !! ..ليه كده يا عمتو .
_ تعالى بس .
ذهب عمر بصحبة رباب إلى أحدى الغرف .
_ قولى بقى يا واد هو أنت فيه حد فى حياتك .
ضحك عمر على طريقة و سؤال عمته فقال ضاحكا
_ بعد واد دى ... لا مفيش ... أيه جايبالى عروسه و لا أيه ... !
_ و مش أى عروسه دى بنت زى العسل آدب و جمال و كفايه إنها قريبتك و بټموت فيك .
_ بجد ... !! يعنى هى قالتلك إنها بتحبنى بجد .
_ اه بجد بس هو أنت عرفتها يعنى .. !!
_ اه طبعا عرفتها و بحبها كمان و كنت ناوى أقولها لانى حاسس من تصرفاتها إنها بتحبنى ..
_ اه طبعا بتحبك دى م ....
و لكن قطع حديثهم دخول بسمه و مريم و يوسف و ظلوا جميعا يتبادلوا الاحاديث حتى أستطاعت رباب أن تنفرد بمريم
_ أيه يا خالتو فى أيه ... و مالك مبسوطه أوى ليه كده .
_ عمر يا مريم طلع بيحبك و عارف إنك بتحبيه من تصرفاتك و كمان خالك هيقنعه مش هيسافر و هيخطبك قريب .
_ بجد ... إنتى بتقولى أيه ... بتتكلمى بجد يعنى .
كانت الفرحه تتشكل فى عيون مريم فها هو أول حلم لها بات أن يتحقق .
انتى اليوم سريعا وعاد الجميع الى منازلهم .
فى منزل مريم
جلست مريم بفراشها و ظلت تتطلع إلى صورة عمر و تبتسم و أغمضت عيناها و شردت بأحلامها الورديه و مستقبلها الذى ينتظرها مع من أختاره قلبها و تنهدت بأرتياح شديد و قالت لنفسها .
_ أنا أسعد إنسانه أهو أول حلم ليا بيتحقق و إن شاء الله تخلص السنه دى و أدخل طب و كده يبقى عملت اللى نفسى فيه .
فى شقة مجدى
_ عمر تعالى عايزك فى موضوع .
قالها مجدى و هو يجلس على أحد المقاعد بالصالون .
_ حاضر يا بابا هغير هدومى و أجى .
دخل عمر غرفته و إبتسامه واسعه تزين ثغره و ألقى بنفسه على الفراش فى سعاده و قال فى نفسه
_ يعنى أنا احساسى صح هى كمان طلعت بتحبنى .. دا أنا مكنتش عارف أقولهالها أزاى لا و عمتو رباب الاروبه عارفه ..آها لو تعرفى بحبك قد أيه يا بسمه ...... !!
خرج عمر من غرفته و توجه إلى غرفة الصالون و جلس فى واجهة أبيه ..
_ خير يا بابا عايزني في ايه .... !!
_بص يابني أنا و أمك مش عايزينك تسافر .
قالها مجدى و هو يستند بظهره للخلف .
_ طيب أزاى يعني يا بابا هبني مستقبلى و أتجوز و أنا مش معايا فلوس ..!!
_ لا ما أنا وأمك فكرنا أنت هتتجوز و مش هتسافر ...
أنتصب عمر في جلسته و بكل أهتمام قال
_ و مين دى بقي اللى هترضي تتجوزنى و أنا مش عندى لا شقه و اللى معايا ميكفيش جواز ...!!
أبتسم مجدى إبتسامه أظهرت عن أسنانه الصفراء و قال
_ هتتجوز بنت عمتك يا عمر ...
وقف عمر مكانه صائحا
_ بجد ... بجد يا بابا ...
_ أيوة طبعا بجد و كله متفق علي كده
_ ياااه يا بابا لو تعرف قد أيه أنا كنت بتمناها ...
_ طبعا يابنى مريم بنت غلبانه أوى ..
_ثانيه واحده هو حضرتك تقصد مريم بنت عمتي رانيا مش بسمه ...!!
قالها عمر پصدمه ..
_ أيوة طبعا هو فيه غيرها ... شوف أملاكها كلها هتكون ليك لانها وحيده ...
_ بابا أنا لا يمكن أتجوز مريم ... أنا مش بحبها .
قالها عمر و هو يعقد ذراعيه أمام صدره ..
نظر له مجدى بصرامه و
الشرر يتطاير من عينيه و قال و هو يحرك سبابته أمام وجه عم
_ وانا مش باخد رأيك .... أنت هتتجوزها ڠصب
متابعة القراءة