بطل من رواية بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز


خفيفه متخبطه على الباب ثم فتح. 
كان يستمع بتركيز شديد لمراد
وهو يتحدث ولكنه صمت مع دلوف فتاه ذات وجه مستدير.. مضئ.. تبتسم بارتباك فتظهر غمازتيها.. عيونها الجميله يحدها كحلها العربى الأسود يزيد من سحرها.. بشرتها مشرقة بطبيعه ولامعه.. حتى ثيابها.. ترتيب تلك الجيب بقماسه بيضاء مخططه بخيط عريضة من الكحلى عليها تيشرت ابيض به رسمة بطوط ارتدت عليهم جاكيت من الازرق الزاهى وحجاب بلفه بسيطة.. كم هى انيقه حتى بترتيب ألوانها.. لا يعج وجهها بمساحيق التجميل... جمالها فى اختلافها وطبيعتها.

وهى.... هى لاتدرك انه يراها هكذا.. تشعر انها أقل من كل الحضور.. حتى لا ترى اناقتها لأنها دوما لديها حس فنى فى اختيار وترتيب الملابس حتى باتت معتادة على ذلك ولا تجد به شئ جديد او مميز من كثرة اعتيادها.
فاطمه... فتاه عاديه تمثل الكثيرات منا لانرى أحيانا مالدينا ويحسدنا عليه الآخرين.. أحيانا نحتاج أن نأخذ أعين الآخرين لنرى مايرونه بنا ربما وقتها نشعر باانعم التى نتمتع بها لكننا من كثرة الاعتياد نتوقف عن رؤيتها او الشعور بها.
عينه مثبته عليها بانبهار لم يحدث معه من قبل رغم أنه قابل كثيرا في حياته.
وهى من تخبطها تعثرت قدمها والتوت.. ولحسن حظها الجميل كسر كعب حذائها.
همممم حظها جميل جميل جميل... هى حقا كان ينقصها كسر حذائها وتعثرها بهذا الموقف المحرج واليوم أمام رامى عواد.
تقدم عماد سريعا يساندها ولكن سرعة رامى كانت أكثر منه.. اسندها من ذراعها وهى من تعثرها استندت عليه ونظرت له... ابتسم وهو ينظر بسحر وانجذاب داخل عيونها البنيه.
هى لا تشعر بكل ذلك.. فقط تنعى حظها السئ جدا من وجهه نظرها تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها.
وقفت بصعوبه مستنده عليه ولازال سحرها يفعل به الافاعيل وهى لا تدرى.
تركت ذراعه تحاول التماسك وتحدث هو بصوته الجميلانتى كويسه
كانت تنظر أرضا من شدة الاحراج تهز رأسها فقط فقال عماد رجلك بټوجعك عارفه تقفى عليها
إجابته شويه... شويه وهبقى كويسه.
نظر لعماد ببعض الضيق لم تنظر او تجيب سوى له.
تحدثت هبه بسخط سلامتك يا حبيبتى.
لم تجيب عليها.. هى لا طاقة لها اليوم.
تدخل مراد بكياسه ينهى ذلك الوضع والذى اخذ أكثر من حجمه على حد وصفه قائلاخلاص يا جماعه بسيطة إن شاء الله.. يالا نكمل اجتماعنا وانتى يا فاطمه تقدرى تعتذرى وتاخدى باقى اليوم اجازه.
فرصة جيدة للهرب قدمت لها على طبق من ذهب ولن ترفضها ابدا.. فتحدثت بسرعه وقالت شكرا جدا حضرتك.. عنئذنكوا.
خرجت ببطئ بعض الشئ فقال عماد استنى استنى.
توقفت فنظر هو لمراد قائلا بعد أذن حضرتك طبعا هوصلها بس تركب تاكسى واجى على طول.
فاطمه لا خليك انا هروح مكتبى واكلم عاليا تجيلى.
كل ذلك وهو يتابع حديثها هى وذلك الشاب بضيق يتفاقم شيئا فشيئا دون اى مبرر.
خرجت بصعوبه مصطدمه بحازم الذى أتى لتوه الآن.
نظر لها ببعض الڠضب وهى تجاوزته بلا اى اهتمام.
وصلت اخيرا لمكتبها وهاتفت عاليا تطلب منها أن تأتى وتأخذها بعدما تجلب لها خذاء بسيط تستطيع السير به.
بعد مرور ساعتين او اكثر.
كانت عاليا تسير سريعا للداخل.. تعلم لقد تأخرت كثيرا.. فاطمه تهاتفها كل عشرة دقائق تقريبا تسأل أين وصلت
انتهى أخيرا الاجتماع وخرج مع مراد يتحدث وهو يسير.. نجم سينمائي حقا.
الفتفت بعض الفتيات حول مراد يذكرنه بوعده بالتقاط باقى الصور فابتسم لمراد قائلا بمزاحماعلش يامراد.. هخلص معاهم واجيلك.
مراد مبتسما ماشى يا نجم... خلص ومستنيك في مكتبى.
سار متجها لمكتبه في نفس الوقت كانت عاليا تسير بجهل لا تعلم أين مكتب شقيقتها تحت

فى كل غرفة قليلا.
فجأة اصطدمت بأحدهم ورفعت نظرها له... لا تصدق.. انه البطل الصحيح بالهيئة المثالية لأجمل وأفضل رواياتها.
وهو لا يعلم لما شقت الابتسامه وجهه وهو يرى فتاه لطيفة وجميلة.. طبيعيه غير مصطنعة امامه.
كانوا يتبادلون النظرات بصمت إلى أن قطعه رنين هاتفها فانتبهت لوضعها.
نظرت له قائلهلو سمحت تعرف واحدة هنا اسمها فاطمه المحمدى.
ابتسم أكثر لها وقال اه تقريبا.
عاليا لا تقريبا ايه ماهو يا تعرفها يا لأ انا مش ناقصه فرهده.
اغمض عينه وضحك يهز رأسه.. طبيعيه وعفويه بطريقة غير عاديه.. محببه وقريبة جميله للقلب.
زمت شفتيها پغضب معتقده انه يسخر منها ومن اندفاعها بالتحديث.. طبيعتها وتعرفها.
تحركت من أمامه وهى على وشك البكاء.. لقد احرجها كثيرا بضحكاته التى لا داعى لها وقالت على فكره انا مش اراجوز كان ممكن تقولى انا مش عارف وخلاص.
شعر بحزنها وهو يرى ترقرق الدموع بعينها فوبخ حاله كثيرا وتحدث بندم يوقفهااستنى انا ماقصدش والله.. تعالى انا هوصلك لاختك.
نظرت له باستغرابوعرفت منين انى اختها وماتقوليش من الشبه عشان هى الشرق وانا الغرب.
رفع حاجبه بعبث قائلا لازم تبقى الغرب بعيونك الملونه دى.
ارتبكت كثيرا وهى ترى هيئته... تبا له أنه صورة طبق الأصل من بطل إحدى الروايات المشهورة التى اعادت قرأتها مئه مره... هل يغاذلها ام يتهئ لها
اكمل قائلا هى قالت إنها هتكلم اختها امممم.
ضيق عينه كأنه يتذكر مكملااممم عاليا صح
عالياصح.
مراد إسمك حلو اوى... زيك.
رفعت وجهها له بتفاجئ.. الا تتخيل بل
هو غزل صريح.
ابتسم أكثر وقال تعالى هوصلك بنفسى.
بدون اى تعقيب سارت لجواره تشعر بهيبته الطاغيه... له طله وحضور غير عاديين.
أوقف إحدى الفتيات قائلا فين مكتب فاطمه الى اشتغلت معانا جديد.
الفتاة بتهذيبآخر الكوريدور يافندم تحب اوصلها او اقولها حاجه
مرادلا لا روحى انتى.
اعاد النظر مره آخرى لعاليا وابتسم قائلا يالا.
عاليا پصدمه لا استنى استنى.. هو انت صاحب المكان ده
مراد مين قالك 
عاليامن طريقة البنت معاك.
اكمل سيره وهى لجواره وقال بهيبهايوه انا.
نظر لها بنظرات خبيرة تخترق قلب اى فتاه وقالبس عايز اوصلك.. ممكن ولا لأ
لم تجيب عليه إنما ظلت تسير متسعة العين والفم مبهوره ومشفقه على قلبها الصغير.
اوصلها فدلفت اولا مع صړاخ فاطمهساعه يابنت ال... قطعت حديثها وهى تجد مالك الشركة يقف لجوارها متسع الأعين بزهول وعاليا تنظر لأختها بغيظ ثم نظرت له وقالت ماعلش... اهو احنا كده.. مابسترش فى اى حته.. جينات بقا هنعمل ايه.
لم يستطع.. إنما قهقه عاليا بطريقة زادته وسامه قټلت قلب تلك المسكينه.
وعلى صوت قهقهته حضر رامى عواد يقول ونظره مسلط على فاطمهايه يا مدير.. بدور عليك وانت هنا... ازيك دلوقتي يا فاطمة
فاطمه الحمدلله كويسه... عنئذنكوا... يالا يا عاليا.
رامى سريعا طب هتروحوا ازاى وانتى مش عارفة تمشى كده
مراد مؤيد نفس الفكرة لازم حد يوصلكوا.
ولكن تدخل هادم اللذات فورا يقول ماتقلقوش يا جماعة انا هوصلهم.
نظر كل منهم لذلك العماد بسخط وهو يكبت ضحكاته عليهم.
الفصل التاسع
مر يومين ولم تحضر فاطمه لعملهارغم بساطة الامر ولكن...
لا تعلم ما الشئ الذى يجعلها غير راغبة او.. ربما تهرب من الذهاب لعملها.
دلفت امها لغرفتها قائلة انا بقالى اد ايه بقولك قومى البسى خلينى اروح اكشف عليكى.
فاطمه مانا كويسه او يا ماما.
نعيمة كويسه ايه يابت.. عدى يومين ورجلك مزرقه.. قومى نروح نشوف فى ايه.
فاطمه ياستى والله تمام اسمعى منى... ماتقلقيش.
نعيمة انا عديت النهاردة على عياده الدكتور الى جنبنا ودفعت الكشف.. عايزه الفلوس تروح عليا.. قومى بينا يالا زمان دورنا جه.
تنهدت فاطمه بقلة حيله وحاولت الوقوف قائلة ماشى يا نعنع...ربع ساعة وابقى وراكى.
نعيمة خلصى على ما اكلم اختك زمانها قربت تيجى تبقى تسوى هى الملوخية.
اغمضت فاطمه عينها تلعق لسانها مرددههممممم ملوخيه... انا جوعت ولا ده انا لسه واكله من ساعه.
ارتدت ثيابها الأنيقة كعادتها بلا أدنى مجهود وخرجت مع امها.
بنفس الوقت
جلس آدم شاردا وهو بمنزله يتكئ على احد الكراسى الهزازه.
ابتسامه حالمه ترتسم على وجهه وهو يتذكر لقاءه بها... يالله.. لكم اشتاقها هو.
كم كانت جميله ورقيقه بالطبع على عكس طبيعتها الثرثاره كثيره المشاكل.. ليكن منصف هى ليست مشاكل.. احقاقا للحق هى كوارث.
هى بحد ذاتها ودون اى شئ كارثه متنقله ولكنها....
ابتسم باتساع أكثر وبريق عينه يزداد وهو يقر غير مدرك للسانه الذى فقد سيطرته عليه ونطق وحده بس كارثه لذيذة.
وجد من تجلس لجواره على مايبدو منذ فتره وهو لا يشعر تقول باستغرابهى مين دى الى کاړثة لذيذة يا آدم.
اتسعت عينيه وقد أدرك سماع أحدهم له.
اعتدل بجلسته قليلا يوقف مقعده عن الاهتزاز مردداامى...مساء الخير.. رجعتوا امتى
جالت بعينها على ملامح ابنها وقالت بشكمن شوية ياحبيبي.. بس اااا...
تحدثت ببطء وتلكئ عن عمد تنظر له بخبث ومكر شديدين تنطق بتلاعببس شكلك فى دنيا تانيه مع ذكرى لذيذة ولااا... لا لا كارثه.. كارثه لذيذه ما ما اتذكر مش كده!
قالت الأخيرة وهى ترفع حاجب واحد تنظر له بخبث وتشفى مخلوط بالتلاعب.
وهو يحاول رسم الجدية مع بعض اللامبالاة على وجهه

قائلا مش فاهم قصدك.. کاړثة إيه
زمت شفتيها تدعى الحزن على ذاكرة ابنها وقالت بأسى مصطنعياحبيبي... مت ضغط الشغل بقيت تنسى.. بس مش مهم سيبك من موضوع الكارثه وقولي.. قاعد كده وبتفكر فى مين
ارتبك قليلا.. يعلم ان أمره مكشوف امامها.. هى من ولدته وربته تحفطه عن ظهر قلب مهما كبر.
زاغت عينيه يمينا ويسارا يفرك مؤخرة عنقه قائلا شغل.. شغل يا امى.. عندى كارثه في الشغل بقول كارثه لذيذه عشان كشفتلى ناس مدسوسين عليا.
نظرت له بمعنى حقا!! وهى تزم شفتها السفلى للامام قليلا تقول بجد... لا الله يعينك يا حبيبي.. طيب حيث كده بقا اجهز عشان تبقى تروح تجيب نور من الحفله... فضلت مع صحابها وماحبتش ترجع دلوقتي فقولنا نرجع احنا وانت تبقى تروح تجيبها.
آدم اوكى يا امى حاضر.
تلاشى العبث والمرح وحلت الجديه على وجهها وهى تتعمق بملامحه قائله دفعه واحده بشك آدم.. انت بتحب
اتسعت عينيه بړعب... ليس منها... إنمااا..
من تلك الحقيقة التى قذفتها بوجهه كقنبله نووية ارعبته حقا.
اعترف انها اشتاقها.. يفتقدها.. يريدها لجواره ولكن... لم يعترف او بالاحرى يواجه ذاته انه... احبها.
جاءت والدته بلا اى مجهود او سابق إنذار كشفت له حقيقة مايشعر به.
تحول الشك ليقين داخلها وهى ترى صډمته... كأنها عالجته بالصدمة او دفعته للنبش داخله عن تفسير لما يشعر به.
تحدثت بهدوء تحسه على الحديثيبقى صح.. انت بتحب مش كده
اغمض عينه پألم وهو يتذكر لقائهم فرحته برؤيتها بعد كل
تلك الفترة وسهره يومان يتذكر هيئتها.. ملابسها.. رائحتها حتى نظرات عينها الكحيله.
كل ذلك شغله عن التفكير برد فعلها حين ادعت عدم معرفتها له....إنذار سئ.. ينم عن مدى الكره الذى أصبحت تبادل حبه لها به... تدعى عدم معرفتها وتطلب منه ان يذكرها بنفسه.. رغم كل هذا ابتسم بإعجاب ممزوج بالألم.. حبيبته أصبحت أقوى قليلا عما مضى.. تعلمت القوة وقصف الجبهات.
بينما امه تراقب تعاقب المشاعر على وجهه تتحدث وهى تحسه على الحديثقولى ياحبيبى.. هى مين نور مش كده
فتح عينه على الحقيقة المره.. لقد تمت خطبته على نور منذ أيام بناء على رغباته واصراره الشديد وتمسكه
 

تم نسخ الرابط