رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
كويس و تلبس فالنتين عكس بعض عشان تحمي نفسك من البرد.
ابتسم لها وامسك جبينها بين راحتي يده ليقبل رأسها بكل حب.
حاضر يا ست الكل انت تأمري يلا السلام عليكم.
اردفوا اليهو عليكم السلام.
لحق بها قبل أن تبرح ساحة الشارع الرئيسيه و إذا به يقبض على راحة يدها بتملك.
شهقت من الخضة و حاولت جذب يدها من قبضته فزجرها بنظرة جامدة الجمتها لتصمت.
كادت ان تسقط على وجهها لذا اندفعت فيه صاړخة.
اه حاسب هتوقعني على وشي.
القى بمفتاحه على الطاوله و بدء في ټعنيفها كالعادة.
لما تبقى قاعدة في اي مكان و معاكي جوزك يا هانم يا محترمه اوعي تقومي من مكانك وتحاولي تمشي و ماتعمليش ليه اي اعتبار كده.
تمام هو كده و الله يا شذى
لو عرفت انك عملتي اي مشاكل و انا مش هنا لهتشوفي عقابك بجد لما ارجع من السفر.
هاتعمل ايه يعني انت اصلا مش قولت انك هتسافر لوحدك خلاص بقى مالكش دعوه بيا
يا سلام اومال ليا دعوه بمين انا اولا لازم تحترمي غيابي زي وجودي بالظبط وحسك عينك اعرف انك عملتي مشكلة مع والدتي او والدتك.
اطمن انا مش هاخرج من البيت اصلا.
مد خطاه و جلس بجانبها مريحا رأسه على حافة الاريكة من خلفه.
و مين قالك اصلا اني هاسيبك تقعدي هنا لوحدك انت هاتحضري نفسك و الصبح قبل ما امشي هاوديكي البيت التاني و هاتقعدي هناك لحد ما ارجع.
و هو انت يعني ماينفعش تقعدي من غير مشاكل يا شذى حرام عليكي بقى انا مابقتش طايق خناقك كل شويه و صوتك العالي ده
رمقته بنظرة طويله صامته و هبت واقفه و بخطوات سريعة اتجهت لتصعد الي الأعلى و هي تصيح.
التوي ثغره و هم بالوقوف هو الاخر لكن ليرحل عن البيت بأكمله.
وكأن خطاه تأخذه الي مكانه المعهود حضر الي الضريح ليودع صديقه و رفيق دربه مثلما عهد على ذلك
صلى فرده و جلس بجانبه يقرء في كتاب الله العزيز و ينتظر والده الي ان يفرغ من صلاته و يتحدث مع صاحبه هامسا.
شعر بيد تربت على كتفه لتطمئنه بأنه بجانبه فالټفت لصاحبها مبتسما.
حرما يا ابويا.
جمعا يا حبيبي ان شاء الله بتكلم نفسك و لا بتسلم على صاحبك كالعادة يا دكتور.
ان جيت للحق الاتنين يا حج قولت اجي اقعد هنا و اصلي ركعتين لله و اسلم عليك لاني هاسافر بكره بدري.
تروح و ترجع لينا بالسلامه يا حبيبي بس انت ماعملتش اللي قولت عليه يعني.
رفع عينه له ليحاول فهم ما يدور برأسه.
تقصد ايه يا حج
قصدي انك جيتني و انت حزين و قعدت تقولي انك هطلقها وتخليها تحت عينك بعد كده عشان تبقى مطمن عليها بحكم انها بنت خالتك وان مالهمش سند و قولت ماشي
بس اللي انا شايفه انك ماعملتش حاجة من دي.
احنى رأسه صامت أمام ابيه ليندهش و يهتف بضجر.
ارفع راسك يا مالك انا ماتعودتش اشوفك مكسور كده يا بني.
جحظت عينه
و سريعا ما رد علي ابيه.
لاء يا ابويا انا مافيش
حاجه كسراني و شذي زي الفل انا بس كل الحكاية.....
بتقول كلام مش مفهوم وعمال تتلجلج ليه يا دكتور.
عشان بحبها يا ابويا ايوا حبيتها حبيت فيها برائتها و طفولتها حتى جنانها بقيت بخاف عليها زي ما تكون بنتي مش بس مراتي يا ابويا.
فاجئه برده القاطع لينفض يده برجفه عن كتفه وينظر اليه لبرهة ليست بقصيرة.
عم السكون بينهم و كل منهم مندهش على حاله ليعيد والده الحديث محاولا جذبه من متاهته التي ادخل نفسه بها.
بص يا مالك انا مش هاقولك انك غلطان في اختيارك بس هاقولك ان الحب عمره ما كان ضعف
يا بني الحب طول عمره بيقوي صاحبه اهم حاجة انه يكون للي يستهاله.
وهنا رفع رأسه ليجيب ابيه سريعا في الرد.
صدقني يا ابويا شذى هي اللي تستاهل قلبي و انا واثق انها بتحبني قد ما بحبها ويمكن اكتر كمان و أن كان على تهورها و صوتها العالي فسنها الصغير و اللي شافته من عيلة ابوها يشفعو ليها يا حج.
ابتسم الشيخ حسان ساخرا و همس له و هو يربت على قدمه.
وبقيت تدور ليها على أعذار كمان يا شيخ مالك
على العموم ماتكملش دي حياتك وانت حر فيها
انا المهم عندي و اللي اتمناه في حياتي أن اشوفك مبسوط و متهني في عيشتك يا بني و قبل اي حاجه انك تكون محافظ على تفوقك في مركزك و شغلك يا دكتور.
رد اليه الابتسامه و انحني على يده ليقبلها قائلا...
ربنا يخليك ليا يا حج و مايحرمنيش من دعواتك ليا ابدا
هههههههه طب يا سيدي ربنا يريح بالك و يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة اللي تملي عليا انا و امك البيت.
ضحك مالك لوالده و تملكته السعادة أثر تلك الدعوة التي اراحت باله بعض الشئ.
عاد الي بيته و على وجهه ابتسامة الرضا لقد أراح كلام والده ذهنه بعض الشئ على الاقل قلل من غضبه وقلقه الذي كان يخشى ان يتفاقم للأسوأ بينه وبين زوجته و عليه الان ان يريح ذهنها هي تجاه والده.
كان الهدوء يعم البيت على ما يبدو أنها لم تترجل الي الاسفل من وقت خروجه منه صعد الدرجات بروية و هو كله يقين بأن لا يحزنها هذه الليلة علي الاقل حتى لا يذهب و يتركها حزينة.
فتح باب غرفة نومهم المظلمة بالكامل اتجه الي زر المصباح الموضوع بجانب الفراش وانار ضوءه الخاڤت حتى لا يزعجها لكنه تفاجئ بعدم وجودها فيه
اړتعب قلبه عليها و انتفض في مكانه هما بالذهاب للخارج مفتشا عنها بجميع الغرف وهو يناديها.
شذي انت فين ردي عليا روحتي فين يا شذيييييي.
كانت ممدده بحوض الاستحمام تنعم بحمام دافئ يريح اعصابها من كل هذا الارق الذي قد ملئ رأسها
و على ما يبدو أنها من كثرة الراحة الذهنية التي تحصلت عليها قد غفيت و لازمها النوم.
لتنتفض جاحظة العينين أثر سماع صياحته المدوية كاقذائف تنزل فوق رأسها غير مبشرة بأي خير.
وقفت مسهمه وسط المياه لاتقوي على التحرك وكأن قدميها متيبسه في ارض جامدة فقط عينها جاحظة نحو الباب الذي يرتج أثر دقه عليه ومقبضه يهتز صعودا وهبوطا
وهي تسمع صياحه المندفع من الخارج بأسمها.
شذى انت جوه..
افتحي الباب ده قافله على نفسك ليه بقولك ردي عليا لاكسر الباب يا شذيييييى
خرج صوتها أخيرا بنبرة متحشرجه مرتجفه أثر صراخه عليها.
حاضر حاضر
تنفس الصعداء و هو يقف بالخارج عندما سمع صوتها حاول أن يسيطير على قلقه واخفض صوته عندما التمس خۏفها.
انت قافله على نفسك ليه افتحي الباب و اخرجي من عندك.
ان خرجت هكذا الان سيظن انها تفعل ذلك عمدا لتغويه إليها وقفت خلف الباب الموصود لا تدري ماذا تفعل الان
تلك الطائشة لا تتعلم ابدا من أخطائها ماذا سيظن بها و يقول عليها و هي على حالتها هذه
خرج صوتها مرتجفا خائڤا وتسمرت مكانها تضع اذناها على الباب وهي تهتف كفأر مذعور...
اطلع بره الاوضه الاول.
انت عايزة تجنيني اخرجي بقولك من عندك.
هكذا جائها رده القوي مصطحبا بركله من قدمه لتزيد من رجفتها بالداخل.
بطل زعيق يا مالك انت بتخوفني ليه انا كويسه
مافيش حاجه فيا.
أخيرا ما هدئت روعونته وضع جبينه على الباب هامسا لها.
بخۏفك ليه! اخرجي طمنيني عليكي.
طب لو سمحت اخرج من الاوضه انا انا......
علم انها خجله منه طبعا و كيف يسهو عن تلك العادة السيئة التي قد بدئ يعتاد عليها هو الاخر.
فقرر ان يشاكسها بمرح.
انت ايه كنتي بتاخدي شاور ونسيتي لبسك كالعادة مش كده.
تنهدت بقلة حيله نافخه زفيرها بضجر لقد علم عملتها وقضي الأمر.
ايوة ارتحت يلا اخرج من الاوضه بقى عشان البس.
طب ماتخرجي عادي يعني انا جوزك مش حد غريب.
ضمت حاجبيها پغضب وعزمت على أن لا تنوله ما يفطن في باله اذا كان هو يزعجها فهي ستطير النوم من رأسه هذه الليله.
مش هاخرج و انت موجود في الاوضه اطلع بره بقى الجو برد وانا عايزه البس.
تصنمت منصته خلف الباب الخشبي تستمع الي صوته و حين لم يأتيها الرد فتحت الباب بروية لتتأكد من عدم وجوده
مشطت الغرفه بأكملها و عندما لاحظت خلوها ترجلت من المرحاض تتغنج منتصره وهي تهمس.
ال اخرج وانا كده وانت موجود ال دا بعينك عشان تبقى تسافر لوحدك كويس.
و بلحظه وجدت قدمها لا تلمس الأرض وهي محموله بين يديه و يهمس لها بانتصار.
دا بعينك انت يا قلبي اني اسيبك النهارده طب و حياة خۏفي عليكي ما هاسيبك يا شذى.
انه اليوم الرابع له بعيدا عنها تعودت في غيابه ان تستيقظ على رنة هاتفه و تنام بعد أن يغلق معاها.
لكن اليوم قد ارقها النوم و لم تنعم بالراحة بعد أن هاتفها ليلا فهى في الآونة الاخيرة مزاجها كان متقلب واليوم تشعر بالغثيان دون أن ېلمس الطعام فمها.
و تريد الا تبرح فراشها ثانية واحدة نائمة معظم الوقت يتملكها الوهن و لا تعرف السبب.
لتلج عليها
خالتها مرتابة من رقدتها المستميتة هذه.
بت يا شذى ما تقومي يا بت احنا بقينا الضحى قومي فوقي كده الا هو جوزك اتصل بيكي ولا لسه.
فتحت عينها نصف فاتحه ليغلب عليها النعاس مره اخرى.
التليفون كان بيرن بس انا مش عارفه هو و لا مش هو يا خالتو.
يخيبك يعني التلفون رن وانت ماردتيش يا خايبة يوه انت مالك يا بت مفستكه كده.
رفعت رأسها محاوله الاعتدال ليتغلب عليها الوهن و ترقد مره اخرى.
مش عارفه يا خالتو انا تعبانه من امبارح باليل و معدتي بتوجعني و حاسه اني عايزة انام قوي.
شهقت الحجة مجيدة بفرحة غريبة و ازعنت انها تعرف السبب.
هاهه لا تكوني حامل يا شذى.
اتكأت على نفسها محاولة الاعتدال بريبة مندهشة هامسة
حامل!!! معقول بسرعة كده.
يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك أما اقوم افرح الشيخ حسان
متابعة القراءة