رواية ساكن الضريح (كاملة جميع الفصول) بقلم ميادة مأمون
المحتويات
يا حامد...
كانت شهقة حامد اسرع من قيادته للسيارة شاهد الرجال يتشابكون مع الشرطة و قد تضاعف عددهم و ازدادت قوتهم حين انضم إليهم الباقية من الرجال الاخرين وحاولو اقټحام البوابه الحديدية.
ليهتف حامد ضاغطا بكل قوته على موقد السيارة.....
اتكل على الله يا
دكتور وصلي على اللي هيشفع فيك معانا يا رب يا مرسي يا ابو العبااااااااااااس.
ليبتعد عنهم الرجال قليلا و تلتحم بهم باقي سيارات أقاربه الذين تولو هم الدفاع عنهم ضد هؤلاء الرجال ليحموهم من اي بطش او أذى.
حتى ابتعدو عنهم و هدئت الاوضاع فهتف حامد.
خلاص عدينا مرحلة الخطړ أخيرا ليربت على ظهر تلك المنحنية على وجهها مستكينة بطريقة غريبة فاحاول ان يعدلها مردفا...
خلاص يا حبيبتي الخطړ زال قومي اقعدي عدل يا شذى.
صمت قليلا منتظرها ان ترفع رأسها لكنها فاجئته بعدم استجابتها له.
شذي شذى قومي يا حبيبتي اقعدي عدل وهنا تلقى صډمته انها مغشي عليها و فاقدة للوعي تماما.
لينظر له حامد في مرأة السيارة مستفهما
في حاجه و لا ايه يا دكتور.
مالك محاولا رفعها و اجلسها براحه جانبه موضحا له ما يحدث
اغمى عليها يا حامد
حاول حامد مساعدته طب اغير الطريق و نوديها المستشفي
لاء ما تروحش في حته انا لما نوصل هاعرف افوقها بس يا رب مايكونش اللي في بالي حصل.
اومئ له حامد داعيا انشاء الله خير ربنا يجيب العواقب سليمه.
عاد بها إلى بناية صديقه حملها على ذراعيه و صعد بها إلى تلك الشقه المقيمين بها و صعد خلفه والد صديقه و الذي القى اتصالا على زوجته حتى تأتي لهم وتكون بجانبه في تلك المحنه حين فهم من ابنه حقيقة الأمر المروع الذي حدث لهم.
تحدث والد حسام قائلا
ايه اللي وصل الأمر لكده
اردف حامد بوجه واجم
و
آلله يابا البت دي كتر خيرها انها استحملت لحد ما ركبت العربية داحنا رجاله بشنبات اهو و كنا خايفين ما بالك بقى بيها الله يكون في عونها
دول كسرو علينا ازاز العربية و انا سايق على مائه و عشرين في شارع جانبي عرضه مايزدش عن تلاتين متر
اومئ والده رأسه بتأني
اوعي يكون حد مشي وراكم بعد كده و عرفو طريقهم.
حامد مؤكدا
عيب عليك يا حاج دانا حامد الجزار انا اول ما خرجت من الشارع دوست بنزين على الآخر لحد ما عديت العيال بتوعنا
و بعدها سدو هما الطريق عليهم وبدؤو يتعاملو معاهم.
و اخيرا أمره والده بأن يذهب طب بطل غلبه و يلا روح شوف امك ماجتش ليه.
حامد مشاكسا والده
طب و
العربيه اللي باظت دي مين اللي هيصلحها دا مافيش حته في الازاز سليمه يابا.
انا هاصلحها ليك يا حامد!
قالها مالك و هو يمسك بيده ورقة مدون عليها بعض أسماء الأدوية.
حامد مدعي الحزن و السخرية منه اخص انت سمعتني
بس على العموم ماتجيش منك انت برضو يا دكتور
عربية ايه بس اللي بتتكلم عنها فداكم الف عربيه يا عم انا بس بشاكس ابويا شويه مش اكتر.
مالك مؤكدا
معلش دا حقك برضو هو انت يعني ذنبك ايه عشان تتحمل كل ده.
و هنا هتف والده برعونه
الله في سماه ما يحصل ابدا امشي يا واد روح هات امك يلا.
حاول مالك النفي و الإصرار على رأيه
لكن يا عمي انا.
انت كده تبقى بتشتمنا يا مالك يا بني عايز تدي اخوك حق وقفته جنبك ماتجيش منك انت دي بردو المهم هي عامله ايه دلوقتي
عندها صډمه عصيبة يا عمي هي اللي مخلياها فاقدة للوعي كده معلش يا حامد هتقل عليك زياده ابعت حد بس يجبلي العلاج ده من الصيدليه.
حامد بموافقه حاضر يا دكتور عيوني طبعا و الف سلامه عليها.
اتجه حامد نحو الباب الرئيسي للخروج ليجد والدته تلج منه ملقيه السلام قبل الدخول.
والدة حسام
السلام عليكم جميعا يوه واد يا حامد بتجري كده ليه يا ولا.
حامد متخطيها في الخروج
ادخلي وانتي تعرفي يا بطوط.
واذا بها تسبه و تتركه ذاهبه نحو زوجها
عمرك ماهتكبر ابدا يا طويل يا اه... انت.
لتلقي السلام على مالك مرحبه به بحراره.
حمدلله على السلامه يا مالك ايه يا بني اللي
بيجرلكم ده.
مد مالك يده ليسلم عليها
الله يسلمك يا خالتي فاطمه ازي صحة حضرتك.
انا بخير يا حبيبي الحمد لله المهم انت و عروستك دانا قولت انتو جاين تقضو شهر عسلكم هنا اتفاجئ باللي بيجري ده كله.
قدرنا بقى يلا الحمد لله على كل حال.
ليتدخل اخيرا زوجها منهي هذا الحديث
مالوش لازمه الكلام ده دلوقتي يا حجه ادخلي شوفي البنيه اللي مغمي عليها جوه ديو خليكي جنبها لحد ما تفوق.
حاضر يا اخويا بس الولاد طالعين ورايا بصواني الاكل ابقى افتحلهم.
حاضر بس ادخلي انتي يلا.
جلس مالك على مقعد خلفه ضامما كفيه تحت ذقنه..
و مين بس له نفس للأكل ماكنش له لزوم التعب ده.
وبخه والد صديقه جالسا على مقعد بجواره.
و هي قلة الاكل هاتنفعك بأيه بس ولا مش عايز ناكل لقمه مع بعض على فكره خالتك فاطمه جابت الاكل هنا عشان عارفة انك مش هاترضي تيجي عندنا
و لا انت بقى معتبرنا اغراب عنك.
كل ده و اغراب
قالها مالك ساخرا على ما اورطهم به.
طب كان ناقص ايه تاني اورطكم فيه.
والد حسام
تورطنا طب بزمتك مش عيب عليك تقول كده دا احنا أهل يا مالك.
صړاخ عم المكان حين استيقظت صغيرته من غفوتها و لم تجده بجوارها تصرخ وتنادي باسمه و قد ظنت انها
قد خطفت بالفعل.
شذي ناظره الي والدة حسام بړعب و تنادي زوجها بصړاخ
والدة حسام محاولة تهدئتها
اهدي يا بنتي وصلي على النبي بسم الله الرحمن الرحيم انتي ملبوسه و لا ايه.
انا هنا يا شذى.
قالها مالك حين ولج إليها سريعا محاولا السيطره عليها.
نظرت اليه بعينها الجميلة كانت الرؤية بالنسبة لها مشوشه فاهمست و هي تعود إلى غفوتها
مالك.
ارتطمت رأسها بصدره و اغمضت عيناها مره اخرى ليضمها پخوف رابتا براحة يده على وجنتها.
لاء يا شذى عشان خاطري فوقي مش هينفع كده ماتستسلميش لخۏفك بالطريقة دي.
و هنا انحنت عليه والدة صديقه سائله
هي ملبوسه يا مالك اجبلها شيخ يقرلها قرأن.
مالك رافضا محتضنها جيدا
ملبوسه ايه بس يا خالتي و شيخ ايه دي تعبانه شويه بس.
اردفت والدة صديقه معنفه اياه
بسم الله الحفيظ و ايه يا بني اللي وقعك الواقعه دي بقى بعد ما عشت عاذب الفتره دي كلها تتجوز واحده عندها
ربع ضارب.
ابتسامة سخرية ارتفعت على شفاه ليوضح لها
نصيبي و قسمتي يا خالتي عارفه ام ربع ضارب دي تبقي مين.
مين يا اخويا بنت حد اعرفه.
يا سلام دانت تعرفيها عز المعرفه دي تبقي بنت خالتي ماجده و كل اللي انا فيه ده بسببها هي و امها.
وهنا دق احد بالخارج على باب الغرفه لتصيح والدة صديقه
مين اللي بره.
اردف حامد قائلا
انا جبت العلاج اهو يا اما خدي اديه للدكتور.
حاضر يا عين امك استناني انا جايه اهو.
فتحت السيدة فاطمة الباب و اخذت من يد ابنها الحقيبة المعبأة بالأدوية و اجفلته بنظرة من عينها ترجعه الي حيثما اتي
فنفذ على الفور امر والدته و عاد ليجلس بجوار ابيه.
لتكمل هي الحديث معه قائلة....
امسك يا مالك حامد جابلك العلاج اهو قولتلي بقى دي تبقي بنت ماجدة هي ماجدة رجعت و اتصالحت مع مجيدة.
اغمض مالك عينه بأرهاق فهو لا يقوي على خوض اي حوار او حتى يستغرق معها نصف دقيقة ليروي لها حكايته.
مالك بنفاذ صبر
اه يا خالتي اتصالحو وانا اتجوزت بنتها زي مانتي شايفه و اهي تعبانه اهه و انا كمان تعبان مش عارف هاعمل ايه معاها لما تفوق.
تأسفت والدة صديقه على حاله هذا الذي لم تراه حزينا ابدا حتى و ان شغل عقله شيئا يذهب إلى مكانه المعهود ليلقي بهمومه ويريح باله هناك داخل الضريح.
يا ضنايا يا بني مانت لو كنت في الحسين دلوقتي كان زمانك روحت لحبيبك و واشتكيتله اقولك بعد ما تديها الحقنه و العلاج اللي بتديهولها ده اطلع كلك لقمه مع عمك ابو حسام
و بعدها ابقى صلى ركعتين لله وإنشاء الله القمر دي هاتكون فاقت و بقت زي الفل.
تنهد مخرجا طاقته السلبية كامله و أومئ لها مؤيدها الرأي.
ترجل إليهم بوجه حزين جلس على المقعد و لم يتحدث وكأن لسانه قد عجز عن النطق.
نظر حامد الي ابيه يشير اليه برجاء ان يخرجه من هذا الوجوم.
والد صديقه رابتا عليه بعطف الاب قائلا.
سلمها لله يا مالك اللي فيها ربنا مابتغرقش..
مالك مؤيدا و نعم بالله يا عمي كلنا توكلنا عليه انا بس مش عارف احلها ازاي بعد اللي شوفناه النهاردة ده.
اردف حامد محاولا فهم ما يقوله بعد اذنك يابا بدون قطع كلامك هي ايه دي لا مؤاخذة اللي انت عايز تحلها يا دكتور.
مالك موضحا لهم اصل شذى في كلية تجارة و امتحاناتها كمان كام يوم و المفروض انها هتمتحن هنا.
هنا فين لمؤاخذه
كان هذا حامد الذي هب واقفا منزعجا مما صرح به مالك. اوقفه والده لينبهه ان صوته قد ارتفع و لربما يشعر مالك بضيق صدره و يفسر حديثه بطريقة سيئة.
اقعد يا حامد و اتكلم بهدوء ماتنساش ان البنت تعبانه جوه.
هدوء ايه يابا انت عايز تجنني انت كمان بقى احنا لسه مخرجنها دلوقتي يجي هو يقلي كليه و امتحانات
طب مبنى النيابه و عرفنا نأمنه و نخرج منه لان الحكومه كانت معانا و بتساعدنا لكن هنأمن كلية بحالها ازاي بس يابا.
وقف مالك هو الاخر منزعجا هذا الذي لم يعرف الرسوب في حياته يوما كيف يرضاه لها بل و يجبرها عليه بأرداته هو.
يعني اسيبها تسقط
يا حامد اضيع عليها السنه بأيدي.
مش احسن ما يضيع عمرك و لا عمرها في لحظه بص انا نازل احسن ما
اقول كلام يزعلك و يرجع ابويا يبصلي.
و هنا تدخل والده بهدوء ليحد من هذا الأمر المزعج.
حامد بيتكلم صح يا مالك يا بني.
نظر مالك اليه مستفهما يعني انت كمان يا عمي موافقه في رأيه ده.
يابني احنا خايفين عليكم طب فكر فيها كده مراتك لما تروح تمتحن هتبقى طول الطريق معاكم و مأمنينها كويس لكن بعد كده
ولما تدخل الجامعه لوحدها هتقدر تدخل معاها وتامنها جوه
متابعة القراءة