سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


بقوة وهي تتابع حركاته الرومانسية التي تخرج إليها هي فقط هتفت اسمه بنعومة ورقة
عاصم
استمع إلى اسمه من بين شفتيها فتخدرت مسامعه من بعدها ينظر إلى وجنتيها الحمراء وملامحها الخجولة وعقب قائلا
قلبه
لم تكن تقلل من حديثه أو تشك به أنها تثق به ثقة عمياء ولكن حديث شقيقتها أيضا تثق به وتعلم تمام العلم أنها لا تريد لها إلا كل الخير لأجل ذلك عارضت ما قاله ووقفت أمامه ولكنها تحبه وتبغاه كما هو يتمنى أن تكون له وملكه وحده 

خرج صوتها بخجل وخفوت
أنا موافقة اتجوزك دي مش أول مرة أقولها ليك
حرك عيناه عليها بهدوء تام يشبعها بنقاء ملامحها وجمال روحها يروي ظمأه برقتها وخجلها وطفولتها المسيطرة عليها وشراستها في بعض الأوقات 
خرج صوته الرجولي قائلا
وأنا لو اتجوزتك ابقى سعيد الحظ ومحدش قدي في الدنيا دي كلها أنتي حاجه متتوصفش ومتتكررش
بقيت واقفة معه تنظر إليه تبادله نظرات العشق والغرام يحركهما الوله نحو بعضهما البعض تشبع عيناها من ملامحه الرجولية وحديثه الرحيم ونظرته الحادة الشامخة 
بقيت تتحدث معه بخجل ورقة يبادلها بالمرح وكلمات الغزل المتخفية بنظرات الغرام على عكس مظهره الذي لم يوحي إليها يوما أنه رجل عاشق لم يوحي إليها يوما أنها ستقف أمامه بهذه الطريقة مسلوبة الإرادة تسير خلف مشاعرها التي تنجرف نحوه بكل حب وسعادة 
دلف جبل إلى غرفته يبحث عنها بعيناه ليجدها تقف أمام المرآة ترتدي قميص طويل من الحرير لونه بنفسجي يعلوه الروب الخاص به تطلق خصلات شعرها السوداء الحريرية إلى الخلف تنظر إلى ذاتها تقيم مظهرها برضاء وابتسامة وهي ترى جمالها الهادئ الطبيعي 
استدارت تنظر إليه 
لأ كده بتاكلي حقي الليل لسه مجاش ليا حق فيه
اتسعت ابتسامتها متحولة إلى ضحكة خلابة ټخطف أنفاسه لتقول بخفه وهدوء
خلاص تاخده معنديش مانع
ضيق ما بين حاجبيه ينظر إليها باستغراب مشككا بها يسألها
ودلوقتي
أومأت إليه ضاحكة يخرج صوتها بنبرة مرحة
تاخده بردو معنديش مانع
شدد يضمها إليه أكثر قائلا بهيام وعشق
هو أنتي حتى لو تنظر إليه باستغراب مبتسمة قائلة بهدوء
ده ايه الكلام الحلو ده
تغزل بها أكثر يلقي عليها كلمات غريبة
عنه أصبح يعتاد عليها لأجل أن تخرج من قلبه عبر شفتيه إلى قلبها مباشرة
مشوفتش الحلو غير معاكي وعلى ايديكي
ضيقت ما بين حاجبيها ودققت النظر إلى عيناه الخضراء وملامح وجهه تسأله بغرابة
للدرجة دي يا جبل
تنهد بصوت مسموع يقترب منها رقيقة سريعة ويعود يستند بجبينه على جبينها يتحدث بعشق
وأكتر صدقيني وحياة غلاوتك عندي ما شوفت الحلو غير معاكي
أكملت على حديثه برقة تحرك مشاعره نحوها مع تحركات أنامل يدها في خصلات شعره
وأنا كمان يا جبل مشوفتش الحلو غير معاك أنت ومحستش بنفسي غير معاك
تابعها للحظات ثم سألها وهو يعود للخلف
مبسوطة يا زينة
تحدثت سريعا ولم تعطي لنفسها الفرصة في التفكير بل قالت كل ما أتى على خلدها في لحظة بنظرات سعيدة نحوه
طبعا مبسوطة جبل أنا لقيت كل اللي بتمناه هنا كان نفسي في ضهر وسند حد ارمي نفسي في حضڼ قلبه يسمعني ويطمني ملقتش غيرك أنت
نفى حديثها وهو يعكس ما قالته عليه يؤكد أنها هي من كانت السند والمكان الأمن له
بس كل مرة كنت أنا اللي برمي نفسي في حضنك وأنتي اللي بتسمعيني
ابتسمت باتساع فرحة بأنها هي ملجأه الوحيد ومكانه الذي يلقي فيه أحزانه وأفراحه
ده بالنسبة ليا الدنيا واللي فيها أنا مكانك الوحيد يا جبل ده مش كفاية
أكملت بسعادة أكثر تنظر إليه بهدوء
وبعدين أنت أماني وسندي بجد
ابتسم ينظر إلى عيناها بنظرات غريبة كليا عليها لتخرج كلمة واحدة من بين شفتيه بعشق خالص وهيامه بها يظهر على كافة ملامحه
بحبك
ابتعدت للخلف تترك رأسه تقول مبادلة إياه بغرام واضح عليها وصدق خالص
وأنا كمان
أكثر وهو يعود بها للخلف ناحية الفراش رقيقة تحمل كل معاني السعادة والحب 
يحتضن قلبها يشعر بخفقاته المبادلة لقلبه بقوة وقسۏة تعبر عن كم الجنون والشغف الذي داخلهما ينظر إلى السعادة البادية عليهم والعوض الجميل الذي أعطاه القدر لكل منهما 
لم تكن زينة إلا عوض له بعد كل عناء عاشه على يد الجميع حتى أقربهم إليه ولم يأتي على خلده يوما أن يتمثل العوض في زوجة شقيقه 
وكان هو العوض بالنسبة إليها أيضا بعد عناء عاشته في خفاء لم تدري بوجوده إلا بعد رحيل زوجها ولم تتخيل يوما أن تكون زوجة أحد من بعده أو أن تترك ذكراه وتنسى ما قدمه إليها ولكن أتضح أن كل ما قدمه ما كان إلا خديعة محت على يد شقيقه الذي تمثل إليها في جنون الحب والهوس المصاحب له 
أخذها بين ذراعه متنهدا بعمق تستند برأسها على صدره تنعم بدفء أحضانه 
تحدث بهدوء وجدية
عاصم عايز يجي يتكلم معاكي بخصوص إسراء أنتي عارفه اللي بينهم وأنا قولتله يجي بالليل
رفعت بصرها إليها بجدية وقالت
بس أنا مقدرش 
قاطعها يكمل حديثه بجدية واضحة
أنا قولتله يجي وبس يا زينة إنما القرار قرارك أنتي في النهاية اللي عايزة تعمليه أعمليه أنا ماليش دعوة
اعتدلت مرة ثانية كما كانت وأومأت برأسها موافقة تهتف
طيب يا جبل ماشي
تحدث مرة أخرى يملي عليها ما الذي من المفترض فعله بعدما تحدث معه عاصم وشرح له الموقف
ابقي فهمي إسراء اللي حصل عرفيها أنه مش شغال في السلاح اتسرعتي وقولتي ليها وهي ما صدقت
قالت بجدية وصدق فهي حينها كانت تريد أن تبعدها عنه خوفا عليها
مكنتش قدامي حل تاني أبعدها عنه غير كده كنت خاېفة عليها ومش واثقة فيه
أومأ برأسه يشدد بيده على جسدها يقربها منه قائلا بتعقل
اديكي عرفتي كل حاجه ابقي عرفيها
أومأت إليه موافقة
طيب
أكملت تسأله ترفع وجهها مرة أخرى تنظر إليه بعمق
تمارا ليه لسه هنا
أجابها بهدوء وهو يعتدل في الفراش ومازال يحاوطها
أمي طلعت تجبها لقيتها مش قادرة تتحرك قولتلها خلاص خليها لبكرة الصبح
نظرت إليه بجدية شديدة وتخلل القلق قلبها فتابعت متسائلة
ممكن تعمل حاجه
ابتسم بتهكم ساخرا عليها يتذكر مظهرها وهي تترجاه أن يتركها ترحل ثم أكمل حديثه بقسۏة
مشوفتيهاش أنتي وهي بتترجاني تمشي الله وكيل لو فكرت بس لأكون قاتلها
ترجته هي بقلق تضع يدها عليه تحثه على اللين تجاهها
لأ علشان خاطري خليها تمشي بس مش أكتر من كده
مط شفتيه قائلا بجدية
ده اختيارها هي بقى يا تمشي من سكات يا تتقتل
ضيقت عينيها عليه قائلة بجدية بعدما فكرت قليلا مؤكد أنها تريد الخروج من هنا دون أي ضرر بعدما فعله بها
أكيد ندمت بعد اللي عملته فيها وهتفكر بعقل مش هتتهور أكيد
قال بقسۏة وغلظة ليست غريبة عليه أبدا وهو يعني كل كلمة يقولها
أنا اتمنى ده علشان لو حصل غيره مش هرحمها وأنا لحد دلوقتي رحيم معاها
أبعد نظرة من الفراغ إليها يميل عليها قائلا بضيق
سيبك من الكلام ده بقى
وقلب مشتعل بالنيران المتوهجة تشعل جدرانه بالهوى المچنون 
في المساء وقفت زينة تعدل من ملابسها تستعد للهبوط إلى الأسفل لمقابلة عاصم كما قال لها جبل وهذا بعد أن تحدثت مع شقيقتها وسردت عليها كل ما علمته بخصوصه فقط هو وجبل من الناحية العملية 
ما قالته لها لم يكن إلا حديث كاذب لم تدرك أنه
هكذا إلا بعدما اعترف لها جبل بكل شيء 
قابلتها شقيقتها بالسعادة والفرح بعدما غزوا قلبها لأن ما قالته عنه ليس صحيح وما بدر منها نحوه ولن يتكرر مرة أخرى بل سيتقدم لخطبتها وهي موافقة بكل جوارحها على أن تكون حبيبة وزوجه له ولكن يبقى القرار في يد شقيقتها والتي إلى الآن لا تعلم ما الذي ستفعله لم تتحدث معها وتريح قلبها وقلبه كل ما فعلته أنها أثبتت براءته من تلك التهم التي نسبتها إليه وهي ليست متأكدة ناظرا إلى زينة يقول بهدوء ومرح
أنا هنا مع عاصم مش معاكي
ابتسمت بهدوء تومأ إليه برأسها فأكمل قائلا بجدية
وبصفتي وكيل عاصم يسعدني ويشرفني إني أطلب ايد أخت حضرتك الآنسة إسراء لعاصم
سألته بجدية وهي تعتدل في جلستها تنظر إليه بقوة
ممكن أعرف عاصم بيشتغل ايه
تحدث عاصم يعفي جبل من الإجابة قائلا
أنا رئيس الحرس هنا ونائب عن جبل والمتحكم بعده في كل أمور الجزيرة
أبعدت نظرها إليه تابعته ثم سألته باستهزاء
بس كده
شعر من نظراتها نحوه ونبرتها تلك أنها مازالت لا تطيقه تحدث بجدية يجيبها
عندي أرض ملكي على الجزيرة بتدخلي فلوس كويسه وعندي بيت بتاعي ده غير شغلي مع جبل وكمان عندي فلوس تكفيني طول حياتي كلها
رغم أنها كانت تسأل عن مصدر ډخله وتريد أن تتأكد من أنه سيجعل شقيقتها تكون في أفضل حال ولكنها غيرت حديثها قائلة بجدية
بس الفلوس مش كل حاجه
سألها باستغراب تحت نظرات الجميع
اومال ايه
بادرت بسؤال آخر ولم تعير سؤاله اهتمام
أنت أهلك فين
أجابها بقوة ينظر إليها بعمق وحدسه يخبره أنها حقا تبغضه
أنا معنديش أهل ماتوا أنا وحيد
قالت بهدوء مستفز
لو حبيت اشتكي منك في يوم اشتكي لمين أو إسراء تشتكي لمين
اعتدل في جلسته وتأكد من شعوره أجابها بقوة وثقة ينظر إليها بجدية شديدة
أنا مش هزعلها علشان تشتكي ومش هعمل حاجه تضايقك أنتي كمان علشان تشتكي بس لو حصل جبل أهو أظن ده أكتر واحد يقدر عليا وعلى الكل
مرة أخرى تترك حديثه دون اهتمام وتسأله باستغراب مضيقة عيناها عليه
اشمعنى إسراء وليه
أبعد نظره إلى إسراء ينظر إليها بحب وهدوء ونظرته تحولت مئة وثمانون درجة ثم قال بصوت رخيم
علشان بحبها بحبها بجد ومش مستعد أن ألاقي رفض منك
تهكمت ضاحكة وهي تستند بمرفقها على ذراع المقعد تنظر إليه بسخرية شديدة
ولو رفضتك
ابتسم هو الآخر يبادلها بلا مبالاة وبرود تام وخرجت الكلمات من شفتيه بصدق وثقة
صدقيني مش هتشوفيها تاني
اعتدلت زينة في جلستها تنظر إليه بحدة صاړخة بذهول
نعم! 
تدخل جبل سريعا محذرا إياه
عاصم
إنه يرى نظرات زينة نحوه يبدو أنها رافضة ولكن ما تفعله من أجل شقيقتها لأنها ترى موافقتها وحبها الكبير له تحدث عاصم بامتعاض يجيبه
أكدب عليها أنا بقولها الحقيقة علشان مترفضش وندخل في متاهات
سألته تنظر إليه بقوة وحدة
هتخطفها يعني
أومأ إليها برأسه مبتسما بسماجة
ابتسمت ببرود والقت ما قاله جانبا ثم هتفت بنبرة متزنة ونظرتها نحوه واثقة
إسراء أختي الوحيدة وعايشه معايا من زمان أوي وأنا كنت المتحكمة في كل حاجه في حياتها لأنها رقيقة وبريئة متقدرش تتصرف في أي حاجه لوحدها
أكمل على حديثها مؤكدا
أنا عارف ده
تابعت تكمل ما بدأته
أنا رفضتك في البداية لأن مش دي الحياة اللي أحبها تعيشها أنا كمان كنت رافضة أعيش الحياة دي لكن عيشتها وبرضايا فأنا مقدرش أرفض حاجه هي عايزاها
ثم نظرت إليها وزفرت بعمق
خصوصا أنها هي كمان بتحبك
سألها مضيقا عينيه عليها منتظرا إجابة واحدة منها لا غيرها
يعني أنتي موافقة
أومأت إليه وأبعدت وجهها إلى شقيقتها تبتسم إليها بسعادة
موافقة
تهللت أساريره وهو ينظر إليها بسعادة والإبتسامة من
 

تم نسخ الرابط