سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


فيه مايه كتير أوي نقدر ننزل نسبح فيه ونتعلم السباحة 
رفعت رأسها للأعلى وقالت ببساطة
آه زي اللي قدامنا كده شوفتيه
حركت رأسها نافية
لأ
قالت جدتها بحنان وحب
هبقى اوريهولك
وأكملت الجلسة معها بكثير من الحب والحنان الذي يفيضان منها إلى ابنة ولدها وفلذة كبدها الراحل التي لن تتركها ترحل مهما حدث 
في الخارج سارت إسراء في الحديقة الخاصة بالقصر والذي كانت كبيرة للغاية إذا سار بها أحد لا يعرف معالمها يضيع داخلها إلا إذا أنقذه أحد 

ظلت سير في الحديقة وتتأمل كل شيء بها بتلك العيون الزرقاء الرائعة وهناك نسمة باردة تأتي عليها تحرك خصلات شعرها الذهبية الحريرية لتبقى سابحة في الهواء 
عيناها تنظر إلى النجوم مرة وإلى الطبيعة المحيطة بها مرة أخرى والهواء يأتي من النيل ورائحة المياة تفوح في المكان على الرغم من أنها تبتعد عن هنا بكثير ولكن ربما هي المياة التي بالخارج 
انخفضت لتعبر من أسفل تلك الأسلاك الموضوعة لا تعلم أهي حماية أم لتدخل في لحم جسدهم 
وقفت وقلبها يدق پعنف وخوف كبير وداخله يقرع من الفزع الذي تعرض إليه عندما استمعت إلى صوت غريب صعق أذنها
اقفي عندك
استدارت تنظر إلى الشخص الذي ارعبها فوقع قلبها بين قدميها ليس فقط اړتعب واتسعت 
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن 
سجينة جبل العامري
الفصل الثاني
ندا حسن
وقفت ثابتة لا تحرك ساكنا كل ما يتحرك بها عينيها الزرقاء المتسعة تنظر إليه پذعر ورهبة كبيرة احتلت معالمها وجعلت قلبها يدق أسرع وأسرع في كل ثانية تمر عليه شاعرة أنه سوف يخرج من مكانه بسبب كثرة الطبول به 
حركت عينيها عليه دون حديث تنظر إلى وجهه الغاضب وعينيه السوداء التي تنظر نحوها 
ذلك الطول الذي كاد يبتلع جسدها ويخفي عليها الضوء وهو يقف أمامها مع نظراته وذلك 
خرج صوته بخشونة يتسائل ناظرا إليها بعمق
تحرك أكثر من خطوة نحوها غير الذي ابتعدتهم ېصرخ عليها بغلظة وقسۏة
أنتي هتنقطيني بالكلام انطقي يابت بتعملي ايه هنا
أنا هنا مع أختي دخلنا سوا
أنتي هتستهبليني يا بت أنتي أختك مين دي اللي دخلت هنا تعالي دا أنتي يوم أهلك أسود
يجذبها خلفه وهي معه لا ترى من الأساس يسير هو أمامها بجسد ضخم طويل للغاية إن نظرت إليه ترفع وجهها إلى الأعلى وكأنها تنظر للسماء وعريض المنكبين يغطي
وجودها بعيون سوداء حادة جوا
تهكم عليها يلوي شفتيه هازئا
صدقتك أنا كده مافيش حد بيدخل قصر العامري في قوانين محدش بيكسرها يبقى اتكلمي أحسن
أجابه وهو ينظر إليها لا يحرك عينيه قائلا
واحدة من الرخاص اللي بيتحدفوا هنا كل يوم يا جلال بس المرة دي مش هسببها غير لما تقول مين اللي باعتها
اتكلمي أحسن ده مبيرحمش
والله قولتله أنا مع أختي هنا داخله الصبح من البوابة دي
نظر إليه عاصم وتساءل بجدية
شوفتها ولا شوفت أختها
أنا كنت معاك بره والحرس بيتعشوا دلوقتي
أكمل وهو يقترب منها بحركات ثابتة ونظراته نحوها لا تبشر بالخير
هتيجي تونسنا لحد ما الحرس يخلصوا ماهو مش معقول هندخل القصر ونزعج البشوات علشانك
عادت للخلف أكثر وهي تبكي وتنظر إليهم بهلع يحرك قلبها من مكانه بقوة 
الاثنين نظروا الآن إلى جمالها بعد كلمات جلال عيون زرقاء رائعة خصلات صفراء وجه أبيض وملامح بريئة وشفتين حمراء وغير كل ذلك 
والله بس كده
سحب زناد مسدسه وثبته إلى وجهها ثم صړخ بها قائلا بقسۏة
أنتي اللي اختارتي بقى
وكأنها بداية حرب أو ما شابه في محاولة منها التوجه إلى الداخل لا تدري كيف والبوابة مغلقة ولكنها استمعت إلى صوت طلق ڼاري أوقفها في
منتصف الطريق معتقدة أنه أصابها مع صوت صړخة أخرى عالية للغاية خرجت منها
ووصلت إلى عنان السماء 
توقف قلبها الذي كان يقرع وحبست أنفاسها داخلها وقفت تعطي إليهم ظهرها تخاف من اقترابه الغير مرئي إليها 
صړخ بها عاصم بعصبية وعڼف
اقفي عندك قسما بالله يومك أسود
فتح باب القصر طلت من خلفه زينة ووالدة جبل السيدة وجيدة ظهر على ملامح زينة القلق والتوتر الشديد وهي تتقدم إلى الخارج وتعلم أن شقيقتها بقيت في الحديقة وقع قلبها بين 
في ايه يا عاصم
صاح مقتربا يقبض على ذراع إسراء مرة ثانية وهو يجيب بهدوء
متقلقيش يا هانم اتفضلي إحنا هنتصرف
شيل ايدك دي إزاي تتجرأ تعمل كده وتمسك أيدها
يلا نمشي من هنا خلينا نمشي يا زينة
دفعتها للخلف بخفة ونظرت إلى وجهها وحالتها المزرية
ايه اللي حصل مالك
كادت أن تتحدث زينة ولكن صوت عاصم اخترق أذنها
مين دول يا هانم وإزاي دخلوا القصر وجبل مش موجود
نظرت إليه بحدة وأردفت مجيبة إياه بصوت عال توبخه على ما فعله
دي زينة مرات يونس الله يرحمه وإسراء أختها أنت عارف أن محدش بيدخل القصر إلا بإذن مننا ايه لزوم اللي عملتوه ده
أخفض وجهه أمامها وتحدث بهدوء معتذرا
هو ايه اللي آسف يا هانم القصر كله ملغم حراس في كل مكان هتنط من على السور إزاي 
تعالي يا زينة معلش يا حبيبتي هما مايعرفوش تعالي أنا هفهمك 
نظرت إليه شزرا بعصبية وكأنها تود أن تنقد عليه لأنه مس شقيقتها ثم
سارت خلف والدة زوجها إلى الداخل لتفهم ما الذي حدث 
نظر جلال إلى عاصم وتساءل قائلا
هو ايه اللي بيحصل
حرك الآخر رأسه ورفع كتفيه يهتف
مش عارف
جلست في الداخل في صالون القصر الكبير جوار شقيقتها التي مازالت تزيل دمعاتها بيدها نظرت إليها وتفوهت بالسؤال بجدية
ايه اللي حصل اتكلمي
رفعت بصرها إليها بعينيها الزرقاء المنتفخة أجابتها بشهقات متقطعة وهي تحاول الصمود
ابتعدت زينة بنظرها إلى وجيدة تنظر إليها بحدة واستغراب في ذات الوقت وما حدث في الخارج يؤثر عليها في حديثها الحاد بنفس الطريقة
دي أوامر يا زينة مش مطلوب إننا نخالفها
تذكرت حديث زوجها الكثير عن تلك الأوامر الذي تصدر عن شقيقه ولا يستطيع أحد مخالفتها أبدا ولا يجب ذلك أيضا وكأنهم يعيشون بسجن كبير يخرجون ويدلفون إليه ومنه فقط وهو حاكمه وعليهم السمع والطاعة 
تحدثت بخفوت
عن
اذنكم هطلع الاوضه
أومأت إليها والدته قائلة
اتفضلي يا بنتي ارتاحي
بعد مرور يومين
جلست زينة مع وجيدة و جبل لتتحدث معهم في أمر حصولها على ميراثها هي وابنتها من زوجها الراحل مرة أخرى بجدية أكثر من المرة السابقة لأنهم ربما لم يفهموا جيدا حديثها فهي لم تكن آتيه إلى هنا حتى تجلس وتستريح بل أتت لتأخذ ما لها هنا وترحل في أسرع وقت 
تعلم أن جميع الأمور لن تحدث إلا بأمر من جبل فنظرت إليه وأردفت بجدية
جبل بيه أنا لما جيت اديتكم خلفية عن سبب وجودي هنا بس تقريبا أنت مأخدتش الموضوع بجد لأن محدش كلمني فيه وبصراحة أنا مش حابه أطول أنا عايزة أرجع
كان يضع يده على وجنته اليمنى فاردا إصبعه السبابة على وجنته يستند بذراعه على المقعد ناظرا إليها بعدم اهتمام وخرجت الكلمات من فمه بلا مبالاة
والمطلوب!
وزعت نظرها بينهم هم الاثنين ثم قالت بجدية وبعض من الحدة في نبرة صوتها
عايزة حقي أنا وبنتي علشان أمشي
أسرعت والدته تتحدث وهي تربت على يدها الموضوعة على ركبتها خوفا من أن يجيب جبل بشيء لا يروقها وهي لن تسمح بذهابهم
هتاخدي حقك وفوقه زيادة أنتي عارفه الخير كتير ويونس ليه كتير أوي أوي أوي وعمرنا ما نطمع فيه بس المسألة دي علشان تطلع مظبوطة وتاخدي حقك وعليه الزيادة لازم جبل يرتب أموره ويشوف حساباته واحدة واحدة وزي ما أنتي شايفة هو مش قاعد عنده شغل طول الوقت
وجهت نظرها إليه بعد أن استدارت مرة أخرى وطرق السؤال باب عقلها
هو حضرتك بتشتغل ايه
ظل ناظرا إليها بمنتهى اللا مبالاة وإصبعه على وجنته بهذا الشكل شعرت بالإهانة لتجاهله حديثها ونظرته الغريبة إليها فمرة أخرى أردفت والدته
جبل كبير الجزيرة والناس مشاكلها كتير وكل حاجه هنا مسؤولة منه
أكملت بجدية معاتبة إياها في نهاية حديثها لتسترقها تجاهها
كل اللي محتاجينه شوية وقت علشان نعرف نظبط الدنيا يا حبيبتي وبعدين هو أنا ماليش حق عليكم ولا ايه ووعد دي مش بنت ابني
نفت زينة حديثها وأكدت عليها
لأ طبعا ليكي حق
ابتسمت وجيدة باتساع وأشرق وجهها لأنها أخذت فرصة للحصول على ما تريد وقالت
يبقى خلاص أقعدوا معانا شوية كمان هو انتوا لحقتوا أنا ملحقتش أقعد مع وعد حتى
اومأت إليها زينة وأردفت بهدوء
أنا موافقة نقعد بس نحدد مدة أنا مرتبطة بمواعيد في دبي
استمعت إلى سؤاله الذي خرج بنبرة خشنة حادة
مواعيد ايه دي
الټفت تنظر إليه وأكدت مرة أخرى على نفس الكلمة بوضوح وبنظرة حادة مثله لأنه تجاهلها وتعمد فعل ذلك
مواعيد!!
أبعد يده من على وجنته وأعتدل في جلسته ناظرا إليها بعينه الخضراء
الحادة المخيفة وعلم أنها تعمدت لفعل ذلك فقال بجمود
سمعت! وسألت مواعيد ايه وبخصوص ايه
ابتسمت رافعة حاجبها الأيمن إلى
الأعلى قائلة بجدية
مش المفروض حضرتك تعرف بخصوص ايه ولا أنا المفروض أجاوب
تقدم للأمام في جلسته يهتف وعينيه تنظر إليها بحدة
لأ المفروض أعرف والمفروض تجاوبي طالما بنت أخويا معاكي
ضيقت ما بين حاجبيها باستغراب وأكملت على حديثه متسائلة
يعني ايه طالما بنت أخوك معايا بنت أخوك معايا من وقت ما اتوفى يونس وهي بنتي على فكرة
ابتسم بزاوية فمه وكأنه نال منها وهو يقول بخبث ومكر
اللي متعرفيهوش إنك جيتي الجزيرة ډخلتي القصر من
وقت ما ده حصل كل شيء اختلف
رفعت حاجبيها متسائلة عن مقصده
قصدك ايه
تدخلت والدته في الحديث سريعا وهي تعلم أن ابنها سيفسد الأمر إن طالت الجلسه أكثر من ذلك لأنه ليس الشخص الذي يتهاون في المعاملة
مقصدوش حاجه يا حبيبتي هو بس خاېف عليكم المهم اقعدي معانا أسبوع كده يكون جبل خلص شغله وطلعلكم حقكم
أومأت إليها قائلة
ماشي يا طنط
ثم نظرت إليه شزرا بعينيها السوداء وكأنها قطة بمخالب تود لو تنقض عليه تترك علامات أظافرها على جسده بأكمله لتنظر إليه وتبتسم بأنها انتصرت عليه بعد نظراته وحديثه معها وذلك التجاهل المتعمد منه ذلك الحيوان الذي يرى نفسه قائد على الجميع 
لكنه لا يعلم من هي إلى الآن ولو كان يعلم ما فعل هذا 
وقفت على قدميها واستأذنت منهم للصعود إلى الأعلى ولم تكن تعلم تلك الغبية من هو تعتقد أنه رجل كأي رجل أو كزوجها لم تفكر يوما بأنها من الممكن ان تقع مع وحش وذئب بشړي ترى نفسها تستطيع أن تتغلب على الجميع بسبب الفترة التي قضتها وهي ټصارع الجميع وكل من طمع بها لا تعلم من هو تعتقد أنها ستتغلب عليه أو تترك أثر به بل هو من سيترك أثر بها إلى الأبد 
وقف الحارس في حديقة القصر في مكان بعيد عن الأنظار وقد كان كل مكان بها بعيد عن الأنظار بسبب كبر مساحتها والأشجار الكثيرة بها 
أخرج هاتفه من جيب بنطاله ووقف يعبث به ثم وضعه على أذنه للحظات ومن بعدها أجاب بصوت رجولي خشن
أيوه يا طاهر
ايه يا رجولة اييه فين المعلومات اللي قولت
 

تم نسخ الرابط