المنتقبه بقلم منار عيسي

موقع أيام نيوز


الحامى حرامى
سفر التاجر وفي منتصف الليل ذهب القاضي إلى مكان القرب
وأخرجهم من تحت السجادة وأخذ يقلبهم يريد أن يصل إلى فتحة القربة
فلم يستطع لأنها مقلوبة الخياطة على يد إسكافي ماهر فقال القاضي
يا سلام كل هذه فلوس وذهب وجواهر! ولكن كيف وضع المجوهرات
والفلوس من أي ناحية إنها صعبة المنال ولكنني سأجد لها طريقة

وسأرسل في استدعاء أمهر الإسكافية ليفتحها ثم يخيطها مثلما كانتا
وفي اليوم الثاني أرسل القاضي في طلب إسكافي معروف لديه وقد أنجز له أعمالا كثيرة
من قبل
فلما حضر الإسكافي قال له القاضي عندي قربتين منذ مدة وضعت فيهما بعض
الأوراق والمستندات والآن أريد أن أطلع عليها فهل تستطيع فتحهما ثم خياطتهما
مثلما كانا فنظر إليهما الإسكافي وقال لا شك أن الذي خاطهم بهذه الطريقة إسكافي
جيد وقدير فقال له القاضي وأنت ألست إسكافيا جيدا وقديرا فقال له أنا أيضا جيد وقدير وأستطيع
فتحهما وإغلاقهما مثلما كانتا فقال له القاضي افتحهما إذن وغدا تعال وهات معك عدتك وإقفلهما
وإياك أن تتكلم عند قريب أو بعيد فقال الإسكافي سمعا وطاعة يا حضرة القاضي
وأخذ الإسكافي يحاول ويحاول حتى استطاع فتح القربتين ثم وضعهما على جانب
من الغرفة وإنصرف فقام القاضي وأفرغ ما تحتويه القربتان من أموال وجواهر وعقود وصكوك
ووضع مكانها في اليوم الثاني قواقع بحرية وزجاج وقطعا من الحديد والصفيح
وجلس ينتظر الإسكافي وعندما وصل أخذه إلى غرفة خاصة وقال له لا تخرج من هنا
إلا بعد أن ينتهي عملك وتعيدهما مثلما كانا فقال الإسكافي سمعا وطاعة .
وأخذ الاسکافي یعمل فیهما حتی انتهی من عمله ثم نادی علی القاضي
وقال له تفضل يا حضرة القاضي هل تريدهما بهذا الشكل فقال القاضي عافاك الحقيقة
أنك إسكافي شاطر نعم أريدهما بهذا الشكل وأعطاه القاضي أجرته
و اجزل له العطاء وأوصاه بكتمان السر وودعه وخرج الإسكافي
وأعاد القاضي القربتين إلى مكانهما ووضع السجادة عليهما وكأن شيئا لم يكن.
وبعد شهر أو أكثر بقليل رجع الحجاج ورجع معهم التاجر وأحضر للقاضي
 

تم نسخ الرابط