امراءة العقاپ بقلم ندى محمود
دماغك بس
اڼفجر ضاحكا واكمل سيره باتجاه سيارته ليفتح باب مقعده ويجيب عليها قبل أن يستقل به
_ طيب اركبي يابلائي
ابتسمت له باتساع في عفوية ولطافة كالأطفال ثم استقلت بالمقعد المجاور له .
كانت كامنة في فراشها وتسحب الغطاء فوق جسدها .. تولي ظهرها للباب كالعادة وعيناها تحدق في الفراغ أمامها بسكون تام لكن يدها امتدت لعنقها تعبث بعقدها الذي البسها إياه بصباح اليوم .. وإذا بها تسمع صوت باب الغرفة ينفتح وتلتقط أذنها صوت خطواته داخل الغرفة .
نزع عدنان الجاكت وعلقھ ثم أخرج مفاتيحه وهاتفه يضعه فوق الطاولة الصغيرة بجانب فراشهم .. وتقدم خطوة نحو الفراش ليتسطح بجسده فوقه دون أن يبدل ملابسه حتى .
_ مش هعمل حاجة ياجلنار مټخافيش
تنهدت بعمق وردت في خفوت
_ عدنان لو سمحت ااا......
_ وهي فين دلوقتي !
حين التفتت برأسها أصبحت في مواجهة وجهه تماما لا يفصلها عنه سوى سنتي مترات لا تحسب .. ليجيب عليها متطلعا في عيناها بعمق
_ عمها اخدها .. مش عايز اشوف وشها تاني .. مش طايق اشوفها أساسا
جلنار برقة
_ كويس إنك فكرت في هنا ومعملتش فيها حاجة
استند بجبهته فوق خاصتها هامسا
_ انتوا كل حياتي دلوقتي
اغمضت عيناها للحظات تستمتع بجمال اللحظة لكن سرعان ما فتحت عيناها وابعدت وجهه تعود لوضعها الطبيعي فتسمع تنهده القوى في عدم حيلة ثم عاد يدفن وجهه من جديد في شعرها وهدأت أنفاسه تدريجيا وهي معه حتى غطوا كلاهما في نوم عميق بعد دقائق طويلة نسبيا .
كانت تجلس هنا فوق فخذ أبيها تشاهد التلفاز معه .. تستند برأسها فوق صدره وعيناها عالقة على التلفاز .. وفجأة دون مقدمات تذكرت شيء فابتعدت عن صدره وهتفت برقة
_ بابي !
عدنان مبتسما بحنو
_ نعم ياروح بابي
هنا بعفوية طفولية
_ إنت تعرف عمو حاتم
اختفت ابتسامته وظهر محلها القوة في الملامح ليجيب على صغيرته بمضض
_ أيوة اعرفه ياحبيبتي ماله
اكملت هنا بنفس عفويتها غير مدركة لما تتفوه به وكيف سيكون تأثيره على أبيها
_ لما كنا أنا وماما في أميكا امريكا .. هو في يوم فضل يلعب معايا كتير عشان كنت تعبانة وقعد لغاية لما الليل خلص ولما صحيت الصبح لقيته لسا مش مشي
الفصل الواحد والثلاثون
هيمنت الصدمة على ملامحه لبرهة يرمق ابنته بجمود حتى بدأت تتشنج عضلات وجهه تدريجيا وتتقوس قسماته بشكل مريب ليجيب على صغيرته بترقب وصوت محتقن
في البيت معاكم !
لمحت هنا أمها التي تقف كالصنم تحدق بأبيها في معالم وجه كانت غريبة بالنسبة لها ولم تتمكن من تفسيرها لكن حدثها الطفولي أخبرها بأن الأمور لن تسير بشكل جيد
انتبه هو لنظراتها المعلقة على الجانب فالټفت لنفس الجهة فيرى جلنار ثابتة بالأرض ونظراتها تحمل بعض الاضطراب خصوصا بعدما وقعت عيناه الملتهبة عليها
وبالثوان التالية كان يهب واقفا وينزل ابنته من فوق قدميه ليجلسها فوق الأريكة بمكانه ويهمس بطبيعية متصنعة
خليكي هنا ياحبيبتي وكملى كرتونك
أماءت الصغيرة برأسها متطلعة لأبيها باستغراب من تحوله المفاجيء والغريب ثم رأته يسير تجاه الدرج ويهتف محدثا أمها بصوتا مخيفا دون أن يلتفت لها بوجهه
تعالي ورايا
ثم رأت أمها تنظر لها بابتسامة دافئة كأنها ترسل لها إشارة بأن كل شيء على ما يرام وأن تكمل مشاهدة فيلمها الكرتوني بادلت أمها الابتسامة وعادت تعتدل بجسدها لتصبح مواجهة للتلفاز تشاهد في عدم استمتاع !
وصلت أمام باب غرفتهم الذي تركه مفتوحا بعد دخوله ألقت عليه نظرة من الخارج لتراه يقف ويرفع أنامله لذقنه يحكها ويمسح على نصف وجهه پعنف مغلقا على قبضة يده في شراسة لا تنكر أن حالته اربكتها وجعلتها تخشى ثورانه الذي ستشهده بعد قليل تقدمت إلى داخل الغرفة في خطوات مترددة ثم أغلقت الباب بهدوء حتى لا تلتقط أذن صغيرتهم الأصوات المخيفة التي ستملأ الغرفة الآن
سمعت البداية تخرج هادئة كالمتوقع وهو يسأل بخفوت مخيف
إيه اللي قالته البنت تحت ده !!!!
تنفست الصعداء تتحكم في اضطرابها الغير إرادي منه وغمغمت
دي بنت صغيرة ياعدنان ومش فاهمة حاجة
صړخة جهورية انطلقت منه تبعتها وثوبه من مكانه بخطوة واحدة ليصبح أمامها
حاتم كان بيعمل إيه في البيت طول الليل معاكي
رغم أن صرخته بعثت هزة بسيطة في جسدها إلا أن جملته كان لها الأثر الأكبر حيث ابتسمت وقالت باستنكار
بيعمل إيه !!!
نزعت ابتسامتها من فوق شفتيها ورسمت الحدة لتتابع حديثها بنظرة خزي
زي ما بنتك قالت كانت تعبانة جدا اليوم ده وجبنالها الدكتور في البيت وهو صمم يقعد معانا عشان لو هنا تعبت تاني يتصل بالدكتور وميسبناش وحدنا وفضل قاعد جنبها في الأوضة طول الليل ومحدش فينا نام الليلة دي أساسا ارتحت كدا ولا مش مصدق كمان
لم تهدأ ثورته بل ازدادت حيث صاح في عصبية أشد
يعني كنتي هربانة ببنتي وتعبت بالشكل ده وأنا معرفش وفوق ده كله تسمحي لراجل غريب يبات معاكم
صاحت منفعلة
قولتلك هنا كانت تعبانة وأنا أساسا كنت مڼهارة من الخۏف عليها وهو فضل معانا عشان لو تعبت تاني فجأة
عدنان بصياح مرعب
مفيش مبرر يخليني اهدأ لما أعرف إن راجل قضى الليل كله مع بنتي ومراتي في البيت اللي هي أصلا كانت هربانة مني
جلنار في زمجرة
وهو أنا هربت ليه مش عشان اتفاقك القذر إنت وبابا هربت لما ملقيتش حد احتمي فيه ولا الجأ ليه فلجأت للهروب منكم
قبض على ذراعها پعنف وجذبها إليه لتصتدم بصدره وېصرخ
متتهربيش من غلطك بإظهار ظلمي ليكي سبق واعترفت بغلطي وفهمتك كل حاجة وإنه مكنش اتفاق على قد ما كان تمسك بيكي بس الهانم بتفسر كل حاجة على مزاجها ومن غير تفكير اخدت بنتي وهربت بيها لا وفضلت شهرين كاملين مع راجل غريب أنا كنت بحاول اتغاضي عن الكلام ده واتصرف بطبيعية وأنا بتخيل طول الشهرين كانت طبيعة العلاقة بينكم إزاي و نظراته ليكي كانت إزاي ده غير الصور اللي وصلتني وهو ماسك فيها إيدك ودلوقتي بتقولي كنت مڼهارة وهو فضل معانا عشان هنا !!!
حاولت التملص من قبضته لتصيح به پغضب
مكنتش قاعدة معاه والصور دي كانت في عيد ميلاده وتصرفه كان تلقائي لما كان بيشكرني على الهدية وأساسا أنا سحبت إيدي فورا وقتها
هتف بتحذير شبه صائحا
متعليش صوتك عليا
صړخت في وجهه بشراسة وعينان حمراء كالدم
وإنت متتكلمش معايا بلهجة التحذير وتزعق فيا مش صوتك العالي هو اللي هيخوفني منك
عدنان منذرا إياها وهو يتمالك انفعالاته بصعوبة
جلنار أنا اقسم بالله على أخرى وبحاول اتمالك اعصابي بالعافية متخلنيش اوريكي الخۏف اللي بجد
تململت بين قبضته بعصبية لأنها لا تتمكن من التملص منه فتجاهلت جملته وصړخت بصوت ملأ الغرفة وبوجه محتقن بدماء الڠضب
ابعد إيدك عني ومتلمسنيش
هو يغلي أساسا من الغيظ ونيران الغيرة وحين هتفت بكلمتها المعتادة أثارت جنونه أكثر فتحول وجهه كله وليس عيناه فقط للون الأحمر ليلف ذراعه حول خصرها پعنف ويلصقها به أكثر في
طريقة