امبراطور الرجال بقلم رحاب ابراهيم
وقالت پألم _ آه كنتي قوليله..على الأقل كنت هفضل قدامه صادقة مش كدابة.. طرحت سها الحديث بلوم ومعاتبة _ ياما نصحتك تبعدي عن الشلة دي يا للي حتى لو قولتله الحقيقة مكنش هيصدقني لأنه شافك وسمعك بنفسه وأنتي بتتراهني عليه..للأسف أنتي اللي حتطيتي نفسك في الوضع ده من البداية..اللقا كان مكتوب ما بينكم وكنتوا في جميع الأحوال هتتعرفوا على بعض لكن أحنا اللي بنختار الطريق اللي نمشي فيه وأنتي اخترتي الطريق الغلط..انا كنت عارفة أني لما اقوله كده هيزعل وهيثور بس قلت هفهمه كل شيء بعدين..لكن اتفاجئت باللي قاله.. ابتلعت للي ريقها بمرارة وعين ممتلئة بالدموع..قالت بحزن _ أنا راجعة مصر على أول طيارة..مش عايزة افضل هنا.. بموقع العمل الجديد وقف جاسر يتحدث مع بعض الرجال العاملين بالمعمار ويتساءل ويجيب في الحديث فيما بينهم بجدية ودقة في التفاصيل..تطلعت إليه جميلة ببعض الشرود!! كأن لا يليق به سوى الجدية! ربما لو كان هكذا منذ البداية لما احترست منه كل هذا الحرس..انتبهت على صوته وهو يقل بصوت شبه عال جميلة!! توتر جسدها بإنتباه..دعت أن لا يكن لاحظ شرودها به فتعرف أن لا زال بداخله بعض المكر الرجولي..فلاحظ بالفعل ورمقها لبرهة بتسلية ثم أخفى انتباهه وتصرف بجدية مبالغة _ ياريت تكوني خدتي بالك من كل اللي قولته أراد إرباكها..فهو يعرف أنها لم تنتبه لشيء أو ربما انتبهت للقليل ولكن شرودها به قد قطع اتصال التركيز..انتظر إجابتها ببسمة خفية بداخله..تلعثمت جميلة بتوتر وقالت كاذبة _ أ..آه..ولسه هعرف أكتر الايام الجاية.. استطاعت أن تتهرب بمهارة أو ربما حالفها الحظ ولكنه تعجب من نفسه للحظات..ما بتلك الفتاة يجعله شغوف بإيقاعها في براثنه ! أتراه ذلك العناد بصوتها ! لم يتذكر أنه رافق سوى العاھړات!! ولكنه مع جميع بقاع الكذب والمجون به يعترف بلا ريب أنها بريئة..نقية!! الشيطان لا يستطيع أن ينكر صدق الملائكة..هكذا كان.. للحظة تخيلها بين ذراعيه..جريئة مٹيرة تتمنى قربه بهمس كلماتها الخافته..أن لا تكن بتلك النظارات اللعېنة واللعڼة لو كانت تحبه وقتذاك..شرد بها للحظة..ما هذا الذي يشعر به!! احمرت وجنتي جميلة بخجل من تطلعه بها..هل ضاقت من نظرته أم تاقت لمرحه ! قال وقد استعاد ثباته ومكر خطته خلصنا..يلا نرجع المكتب سارت بجانبه دون أن تجيب بكلمة..قلقت أن يلاحظ توتر نبرتها فيشمت بها..وتعجبت! لما يفعل بنا الصمت أكثر ما يفعله الحديث! ربما لأن الصمت مغلف بالغموض والحيرة والإجابات الكثيرة دون تحديد..بينما الحديث يضيء طريق واحد..لإجابة واحدة.. هبطت درجات السلم برفقته حتى الطابق الأرضي..استندت على السور الخاص بالسلم وهي تهبط..ضاقت من نفسها لهذا المشاعر الجديدة..ليته ظل مستهترا لا يعبأ لشيء.. في وهج شرودها وهي تحرك قدميها للأسفل دون تركيز التوى كاحلها بحجر صغير لم تنتبه له.بأول دقيقة كان غير متعمدا في ذلك بينما تلا الدقائق التالية رمته بنظرة ڼارية وتحاملت على قدميها وركضت للأسفل بعد ذلك..ظل واقفا للحظات بدهشة من نفسه..هو نفسه لا يعرف لما !! أشد اا !! ربما لأن تلك الفتاة صعبة المنال واستفزت غروره..هكذا اقنع نفسه.. خرجت جميلة من الموقف وانزلقت دمعة على خديها..شعرت أنها اخطأت خطأ فادح في دق قلبها لقربه..استغفرت ربها كثيرا وهي بالطريق عائدة للعمل..قالت بصوت الصمت بداخلها.. ما اتعمدتش يقربلي وكان الموقف صدفة..بس ليه حسيت أني مبسوطة! استغفرك يارب وأتوب إليك..أنا نفسي أكرهه.. بمكتب آسر انتهى الرباعي المهندسين من التصميمات النهائية لأول خطوة بالمشروع الجديد..قالت ندى بإرتياح وهي تحتسي قهوتها _ الحمد لله كده تمام..التصميم ده تعبني أوي أنا والفريق.. ابتسم آسر لها بلطف وقال أنا عارف أنك شاطرة يا ندى..ومازن واسعد دول التوب في الدفعة اصلا.. جلس مازن بضحكة مرحة وقال _ احسن حاجة أنك فتحت المشروع ده بجد خطوة كبيرة ولو شديت حيلك هيبقى ليك