رواية جورى وشاهين بقلم مريم محمد
المحتويات
هاله بتلك الإجابة المبهمة و ظلت تدعو الله أن يوافق هذا الشاب على توظيفها
هاله ممكن اعرف مواعيد الشغل ايه
باسل أنا محتاج واحدة تكون مع والدتي طول اليوم و الأفضل أنها تقيم معاها هنا
شعرت هاله أن اقامتها هنا ستوفر المال الذي تدفعه شهريا في بيت الطالبات فأجابت على الفور
هاله معنديش مانع ابات هنا
عاليا پخوف هاله و الكلية
عاليا فكري كويس
هاله باصرار فكرت خلاص
لمعت عينا باسل و لم يفهم سر اصرار هاله على قبول هذا الشرط فقال لها
باسل انتي ممكن تحضري محاضراتك عادي
هاله غير مصدقة
بجد
باسل أصل والدتي بتصحى متأخر و هنا موجود مديرة للبيت و كذا شغالة
هاله تسمح تقولي المرتب كام
باسل 3000 جنيه
نظرت هاله الى صديقتها و كأنها تريد أن تتأكد أنها لا تحلم
هاله أشوف وشك بخير يا عاليا
عاليا و الدموع تملأ عينيها خلي بالك من نفسك يا لولو وأنا هبقى أكلمك على تليفون القصر علطول
عاليا باحساس صادق ربنا يوفقك و يكرمك
هاله السلام عليكم
عاليا وهي مودعة و عليكم السلام لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها و كانت تشعر پخوف و قلق و لكنها دعت الله أن يحميها و ييسر أمورها وصلت هاله الى بوابة القصر و هي تحمل حقيبتها الصغيرة و قرعت الجرس و فتح الباب لتجد أمرأة متوسطة القامة و شعرها به خصلات بيضاء
السيدة اهلا بيكي يا هاله اتفضلي انا مدام سامية مديرة البيت
هاله اهلا بحضرتك
سامية اتفضلي عشان أوصلك أوضتك
تبعت هااله السيدة سامية وهي تصعد السلالم الدائرية و التي تمتلأ جدرانها بالصور الشخصية لعائلة باسل العايدي و قد لفت نظر هاله صورة لسيدة باهرة الجمال بشعرها الأشقر و بياض بشرتها الشديد وعيونها الزرقاء و وظلت هاله تنظر لتلك الصورة و كأنها لا تستطيع ابعاد عينيها فأفاقها صوت سامية من شرودها
نظرت سامية الى الصورة ثم قالت
سامية عجبتك الصورة
هاله بصوت مبهور بذلك الجمال اوي هي ده صورة مرسومة ولا صورة حقيقة
سامية وهي تبتسم لهاله ده صورة رسمها سالم بيه والد باسل لكاريمان هانم
هاله ده ملكة جمال!!!
سامية فعلا هي كانت ملكة جمال مصر في السبعينات
سامية مفيش داعي تسألي عن أي حاجة تخص العيلة عشان تحافظي على شغلك هنا
هاله بخجل انا آسفة
سامية يلا عشان أوريكي أوضتك
دخلت سامية غرفة تقع في نهاية الممر الطويل و تبعتها هاله التي أحست أنها في حلم و ليس حقيقة
سامية انا هسيبك ترتاحي والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على كاريمان هانم
أومأت هاله برأسها و تابعت سامية بعينيها و هي تغلق الباب خلفها نظرت هاله الى غرفتها الأنيقة و سريرها الكبير المحاط بالستائر البيضاء و طاولة الزينة بمرآتها الكبيرة و اتجهت هاله الى دولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة ثم توجهت الى باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتجد حمام خاص بها به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولابا أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام ابتسمت هاله و قامت بخلع ملابسها و ملأت حوض الاستحمام بالرغوة المنعشه و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و
استمتعت بهذه الفخامة التي لم تجربها من قبل ففي قريتها كانت تستحم في حمام بسيط و في بيت الطالبات كانت تستحم في دقائق معدودة حتى تدخل زميلاتها خرجت هاله و لفت جسدها الجميل بمنشفة بيضاء كبيرة و جلست على الكرسي أمام المرآة لتجفف شعرها بمجفف الشعر و بعد ذلك وقفت أمام الدولاب لتختار قميصها الوردي اللون و بنطالها الجينز وحذائها الوردي و جمعت شعرها الأسود الطويل في ضفيرة واحدة للخلف وانتظرت الى ان دقت الساعة الخامسة ثم خرجت لتبحث عن السيدة سامية لتقدمها الى السيدة كاريمان والدة باسل و التي ستكون مرافقتها منذ الليلة
لم تجد هاله السيدة سامية في القاعة فقررت البحث عنها وجدت بابا اعتقدت أنه ربما يؤدي بها الى المطبخ فطرقت الباب ثم دخلت لتفاجأ بأنهها دخلت الى غرفة واسعة يوجد بها مكتبة ضخمة من الكتب و يوجد بجوار النافذة مكتب عليه الكثير من الأوراق و عليه جهاز كومبيوتر حديث فأحست هاله انها ربما تكون غرفة المكتب الخاصة بباسل فقررت الخروج بسرعة و
لكنها اصطدمت بصدر عريض تفوح منه رائحة عطر فرنسي و عندما رفعت عينيها رأت عينان تنظران اليها بغموض و سمعت صوته يقول باسل كنت عايزة حاجه
هاله و وجهها مكسو بحمرة الخجل أنا
متابعة القراءة