رواية شوق مهران

موقع أيام نيوز


تساعدك
لأ .. أنا أصلا حجاتى مش كتير
أسرعت لتهرب من أمامه وعادت الى غرفتها .. أغلقت الباب وجلست على فراشها .. لكم تتمنى أن تستيقظ الآن فتجد أن كل هذا مجرد حلم وسينتهى .. لا .. يكفى هروبا هذا ليس بحلم .. افيقي يا ياسمين .. واجهى واقعك .. جمعت كل أغراضها .. وجلست على فراشها .. لا تعرف ماذا تنتظر .. وماذا تنوى أن تفعل .. اتصلت سماح .. ردت ياسمين بلهفه 
سماح
ياسمين انتى كويسه
أيوة كويسة
شكلك مكنش مظبوط النهاردة
سماح انتى قولتى ل أيمن حاجه
لأ طبعا انتى حلفتيني ما أقولش
تنهدت ياسمين قائله 
أيوة متقوليش 

ثم قالت بأسى 
سماح أنا تعبانه أوى .. ومحتارة أوى .. أنا تعبانه أوى يا سماح
قالت سماح بحسرة 
ياسمين لو مش عايزة تتجوزيه ......
قاطعتها ياسمين بمراراه 
انا خلاص اتجوزته يا سماح .. عايزانى أطلق للمرة التانية .. وبعدين .. هعمل ايه .. هروح فين .. وبعدين أنا خاېفه أوى .. لانى عارفه انى لو طلبت الطلاق من غير سبب قوى دى حاجه عقابها كبير أوى عند ربنا .. عقابها ان الجنة تتحرم عليا .. وأنا مش عارفه هل السبب اللى عندى ده كافى انى أطلق ولا لأ .. مش عارفه محتارة وحسه انى ضايعه .. حسه انى حتى مش عارفه أحس .. كل اللى حساه .. ان جوايا ألم وخوف .. أنا مش قادرة أتعامل معاه كزوج .. مش قادره أتخيل ده
صمتت قليلا ثم قالت 
ساعات بحس انى بحبه .. وبحس انى مطمنة أوى وأنا معاه .. وبحس انى مش عايزة أبعد عنه .. بس لما بفتكر اللى عمله بحس انى مش طايقاه .. بحس انى خاېفه منه .. بحس انى قرفانه منه .. بحس انى عايزة أبعد عنه .. حسه انى مش ممكن أبدا هقدر أسامحه .. مش ممكن أبدا أتقبل جوازى من واحد عمل چريمة بشعة كده .. مش ممكن أفضل أحافظ على نفسي طول عمرى عشان فى الآخر أتجوز واحد زانى .. أنا حسه بحاجتين عكس بعض والحاجتين دول بيدمرونى كل حاجه فيهم بتشدنى نحيتها .. لحد ما حسه انى خلاص بتقطع من جوه
قالت سماح 
احنا محتاجين نعد ما بعض يا ياسمين مش هينفع كلام فى التليفون ولازم الموضوع ده نعرف أصله وفصله .. ومحتاجه أسمع منك كل التفاصيل عشان نقدر نفكر مع بعض
قالت ياسمين بإستسلام 
ماشى وأنا فى أقرب وقت هجيلك .. لانى فعلا محتاجه أتكلم معاكى
أغلقت ياسمين مع صديقتها وتمددت على سريرها .. تركت لعبراتها العنان .. تلك العبرات التى كانت تحبسهم منذ أيام .. حتى لا تتأثر ريهام بها وبحالها .. قالت فى نفسها .. يارب الحاجه الوحيدة اللى مصبرانى .. هى انى عارفه ان كل حاجه فى حياتى هى من اختيارك انت .. يارب انت عالم الخير فين .. وأنا فعلا محتارة .. يارب ساعدنى .. يارب ريح قلبي .. يارب خرجنى من حيرتى .. وقويني على نفسي .. يارب أنا بحسن الظن بيك .. يارب أنا واثقة انك هتختارلى الخير .. أنا راضية بكل اللى انتى تختاره .. يارب ريح قلبي .. أنا حسه انى ضعيفة أوى .. حسه انى وحيدة أوى .. مليش غيرك يارب ..
لم تشعر بالوقت وهى نائمة ممده على فراشها .. غفلت .. استيقظت على طرقات الباب .. نهضت مفزوعه .. قامت لتفتح .. وجدت عمر امامها .. قال لها بحنان 
كنت واثق انك نمتى .. كان باين عليكي الارهاق النهاردة
حاولت استجماع أفكارها ثم قالت 
معلش نمت ڠصب عنى
ابتسم لها قائلا 
ولا يهمك يا حبيبتى .. عارف انك عايزة تنامى ..بس مش حابب انك تنامى هنا لوحدك وبيتك على بعد خطوتين منك
شعرت بالإضطراب .. دخل عمر دون دعوة وأمسك بحقيبها قائلا 
ليكي حاجه تانيه هنا 
لأ
طيب يلا
نزلت ياسمين معه تسير فى اتجاه بيت المزرعة وهى تشعر بأن الشئ الوحيد الذى تتمناه الآن هو .. الهرب .
دخلت ريهام بيتها الجديد .. وقفت تنظر اليه فى بهجة .. التفتت تنظر الى كرم .. الى زوجها الذى يبتسم لها فى سعادة .. نظرت اليه نظره بثت فيها سعادتها وفرحها وشوقها وخجلها ...
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد .. البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل .. وها هو وقد أصبح بيتها .. استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما .. تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار .. نفس المشهد .. نفس الاحساس .. نفس خفقات قلبها المتسارعة .. نفس الحزن .. نفس التوتر .. نفس الرغبة فى الهرب .. نفس الإحساس بالضياع .. لكن شئ واحد هو
المختلف .. نظراتها .. لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط .. بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم.

الفصل الثامن والثلاثين
Part 38
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد .. البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل .. وها هو وقد أصبح بيتها .. استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما .. تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار .. نفس المشهد .. نفس الاحساس .. نفس خفقات قلبها المتسارعة .. نفس الحزن .. نفس التوتر .. نفس الرغبة فى الهرب .. نفس الإحساس بالضياع .. لكن شئ واحد هو المختلف .. نظراتها .. لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط .. بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم.
اقترب منها عمر ببطء .. كانت تشعر بشعور مختلط .. كانت متوترة .. شاردة .. اقترب منها ووقف أمامها .. ابتسم لها .. لم تبادله الابتسام .. نظرت الى الباب خلفه تود الهرب .. لكنها تعلم ألا مجال للهرب .. كان عمر يراقب الانفعالات على وجهها .. ونظرات عينيها الفارغة .. توترها .. اضطرابها .. والأهم حزنها .. ابتسم لها قائلا 
نورتى بينك
لم تجب .. كان يبدو عليها التعب والإرهاق .. كانت كعصفور صغير كسر جناحه .. فلم يعد يقوى على الطيران .. أمسك يدها بيده فأجفلت .. واضطربت .. صعد بها السلالم وتوقف امام احدى الغرف .. شعرت يقلبها يدق بشدة .. فتح الباب ..لم تدخل ولم تنظر حتى الى الغرفة .. أشاحت بوجهها .. وهى تحاول اخفاء تعبيرات الألم الموجودة على وجهها .. يارب ماذا أفعل .. هل أرضى بالأمر الواقع .. وأنا يتيمة وحيدة ضعيفة .. أم أثور على هذه الزيجة التى أرفضها .. ماذا أفعل .. تأملها عمر قائلا 
ياه .. كل ده جواكى
نظرت اليه فى دهشة .. مستفهمه عن معنى ما قال .. فقال برقه 
انتى ليه خاېفه منى .. ايه غيرك من نحيتي .. نظراتك بقت غريبة .. أكنى جرحتك .. أو هجرحك .. ليه بتبصيلي كده .. ليه مش مبسوطه انك معايا 
صمتت ياسمين ولم تجب .. فأكمل 
أنا عارف ان ممكن يكون مۏت والدك مأثر عليكي .. وكمان عارف انك شوفتى فى حياتك كتير .. بس مش عايزك تخافى طول ما انتى معايا .. لانى بحبك أوى يا ياسمين ومش ممكن أسمح لاى حاجه انها تضايقك أو تأذيكي
نظرت اليه .. التمست الصدق فى كلامه .. ليس لديها ذرة شك فى حبه لها .. هى تعلم أنه يحبها .. بل يعشقها .. لكن مشاعرها هى المضطربة .. غير مستقرة .. اقترب منها فجفلت .. أمسك برأسها وقبل جبينها قائلا 
يلا ادخلى
شعرت بالخۏف .. نظرت الى غرفة النوم فى وجل .. حبست أنفاسها .. اقترب منها مرة أخرى وقال بحنان 
دى أوضتك انتى
رفعت عينيها اليه فى دهشة وقالت 
أوضتى أنا 
ابتسم وأشار الى الغرفة المجاورة قائلا 
ودى أوضتى 
لم تصدق ياسمين ما تسمع .. ماذا يقصد .. أخرجها من حيرتها وهو ينظر الى عينيها المندهشه بحنان وقال 
أنا مقدر كل اللى انتى فيه .. ومستعد استنى عليكي الوقت اللى تحبيه .. الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى هو انك عايشه معايا فى نفس البيت .. مقريبه منى .. أنا عارف ان جوازنا جه بسرعة بالنسبة لك .. وانك لسه مش مستعدة للخطوة دى .. 
نظرت اليه غير مصدقه ما تسمعه .. فقال لها بحنان 
أنا بحبك جدا يا ياسمين .. وعايزك أوى .. بس مش هقرب منك غير اذا كنتى عايزانى زى ما أنا عايزك .. وبتحبينى زى ما أنا بحبك .. أنا قولتلك قبل كده مش ممكن أجبرك على حاجة واضح جدا عليكي انك مش عايزاها
نظرت اليه ياسمين وكأنها تتعرف عليه لأول مرة .. ابتسم لها .. فبادلته ابتسامه خجوله .. استغربت .. كيف نجح فى ازاله التوتر بداخلها .. كيف أشعرها بالراحة وبالأمان .. أشار الى الغرفة برأسه قائلا بحنان 
يلا ادخلى .. غيري هدومك وانزلى عشان نتعشى سوا 
قالت بحرج 
معلش أنا اسفه بس بجد تعبانه ومحتاجه أنام
قال عمر بإهتمام 
طيب أجبلك الأكل فى اوضتك
قالت بسرعة 
لأ ..شكرا .. بس أنا بجد جعانه نوم
تأمل عمر وجهها المتعب ثم قال بحنان 
ماشى يا حبيبتى ولا يهمك .. ادخلى نامى .. تصبحى على خير
.. دخلت الغرفة .. كانت غرفة جميلة .. جيدة الأثاث .. لها طابع كلاسيكى كما هو الحال فى الأسفل .. أخذت دشا وتوضأت وصلت .. وارتدت بيجامتها ثم دخلت الى فراشها واستسلمت للنوم ..
بعد عدة ساعات من النوم شعرت ياسمين بحركة غريبه فتحت عينينها فجأة لتجد عمر واقف بجوارها .. شعرت بالفرع .. طمأنها قائلا 
متخفيش أنا دخلت بس أطمن عليكي .. لقيتك مش متغطية
 

تم نسخ الرابط