رواية بقلم ماجدة بغدادى

موقع أيام نيوز


على اسمه ! نعم اسمها نعمة أحمد الأسيوطي ابنة عمه وخالته أيضا !! قطعا هو يفكر أنها تنتفض من الحمى ولكن ما بها أشد من الحمى التي تعصف بأوداجها .
أمسك بكف يدها اليمني بيمينه ليحيطها بذراعه الأيسر ويكاد يحملها وهما يخطوان نحو غرفة الطبيب .. يا للحړقة .. قلبها يكاد يقفز هاربا من ضلوعها .. ما عاد يتحمل مثل هذا الشوق المؤلم .. كل برهة ټخطف نظرة لوجهه وتلوم نفسها ثم تعود لټخطف أخرى ويستمر ضميرها في اللوم

أفيقي يا فتاة أنت أخته ولن تكوني غير هذا .. حتى اسمك يخطئ به .. لقد جعلك أخته سواء رضيت أم رفضت
سألها الطبيب 
_ بتشتكي من إيه 
نظرت له ثم نظرت للطبيب مرة أخرى وتنهدت 
_ من غسيل المواعين
حجظت عيناه .. أأصبحت تهذي ! ألهذا الحد مريضة ! يالي من قاسې لأتركها تذبل من مرضها حتى تهذي
برغم تعجب الطبيب سألها 
_ ماله غسيل المواعين 
_ حط نفسك مكاني أصحا م النوم اغسل مواعين قبل ما انام اغسل مواعين اكل اغسلهم ماكلش اغسلهم برضو لما جابولي التهاب رئوي وضيعو مستقبلي 
فلتت من فم الطبيب ضحكة عالية .وبرغم غيظه من أسلوبها المرح حتى وهي مريضة إلا أنه كاد ينجح في كتم ابتسامته التي هربت رغما عنه 
زفاف نهى اليوم و نعمة لم تعد مريضة وتعلو ضحكاتها ومزاحها في أرجاء البيت مما ضايق أحمد 
انتي ياللي اسمك نعمة .
سمعت ندائه وهي بالأسفل في ردهة العائلة الكبيرة وفي فمها طعام فقامت تهرول لترد بسرعة فتطاير نعلها فلم تأبه له وجرت بفردة واحدة 
ايوة .. حاضر .. أيوة يا آبيه
لاقته على السلم وكادت تصدمه ويسقطا ولكنه كمن اعتاد فلم يصطدم أو يهتز بل أمسك ذراعها و أوقفها 
ايه الوش اللي انتي عاملاه م الصبح ده 
عادي يعني يا آبيه فرح بأه وكده كل سنة وانت طيب وعقبال فرحك وانت بالصحة والسلامة 
ايه ايه بس اخرسي انتي ماصدقتي .. مش عايز أسمع صوتك
ليه بس !
البيت فيه ناس بيعلقوا الأنوار و الولاد طالعين داخلين بلاش قلة ادب 
استدار وانصرف لغرفته تاركها تتحلطم وتنفخ 
ياربي يعني بلاش حتى نفرح ف الفرح ايه البني ادم الخنيق ده يا سااااتر 
البيت يعمه الفوضى والشغب والحركة فاليوم زفاف نهى والكل يتأهب من ېصرخ ومن ينادي ومن يبحث عن قطعة من ملابسه وأحدهم يبحث عن المكواة والفتيات في غرفتهن .. بل الأفضل أن نقول في عنبر الفتيات فالغرفة كبيرة طويلة بها العديد من الأسرة ذات الأدوار المزدوجة أولها يخص نهى و نعمة والمجاور لفتاة صغيرة لم تتجاوز العاشرة بعد سمية في السرير العلوي بينما في الأسفل توأمان صبيان صغيران دون الخامسة سامي و أسعد و في الطرف الآخر من الغرفة كاميليا و سناء مازلن في المرحلة الإعدادية .. خمس فتيات حقا عدد كبير ومعهما أيضا صغيران .
في المقابل من الجهة الأخرى غرفة الفتيان على هو أكبر الفتيان في الغرفة في الجامعة ثم عبد الكريم و حامد في المرحلة الإعدادية و سرير أخر لم يكتمل فرشه بعد ينتظر التوأمان الصغيران .
أما أحمد فغرفته له وحده هو أكبرهم جميعا .. ربما العدد كبير جدا ولكن يزول العجب إذا ما علمنا أنهم ليسوا جميعا أشقاء .
في غرفتهما يجلس الحاج أحمد الأسيوطي الكبير مرتديا بذلته وينظر لزوجته بينما لم تزل تحاول ضبط غطاء رأسها.. تأفف من الانتظار 
ما كفاية تأخير كده بأه .. خلينا نروح القاعة قبل ما الضيوف يوصلوا .. انتي حلوة كده خلصي ياللا
نظرت له في المرآه ثم ابتسمت واستدارت له 
صحيح لسة شايفني حلوة .
ضحك وهو ينظر لها ثم وقف واقترب وتناول كفاها 
طبعا وشايفك أحلى كمان .. أنا اللي كان يقولي قبل ما نتجوز اني هحب مرات أخويا وأخت مراتي الله يرحمهم كنت قلت عليه مچنون .. كنت شايفك أختى .
و دلوقتي !
دلوقتي إنتي حبيبتي و مراتي وأم ولادي كلهم و أم العروسة اللي هنتأخر على فرحها
ضحكا والتقطت حقيبتها وتأبطت ذراعه 
خلاص أنا جاهزة ياللا بينا .
في غرفة الفتيان لبس الجميع وانطلقوا إلى القاعة المقام
بها حفل الزفاف ومعهم الصغيرين سامي و أسعد أما الفتيات مازلن يتأنقن و يجلس أحمد بغرفته يزفر مللا وضيقا بتأخرهن فهو الذي تحمل مسئولية إيصالهن .. قام وخرج من غرفته بعد أن نظر في الساعة وحسم أمره ونادي بصوت عالي 
ياللا يا بنات اتأخرنا أوي .. كله يجي هنا حالا .
خرجت الفتيات سريعا في فوضى منهن من تمسك بحذائها تحاول انتعاله و أخرى مازالت تحاول احكام اغلاق أزرار في فستانها وتتمايلن وتسندن على بعضهن وتتدافعن فصړخ فيهن ثانية 
كل ده ولسة مخلصتوش ! اقفوا عدل .. اللي مش هيعجبني لبسها فيكوهتفضل ف البيت ماحنا مش هنتعطل عشانها.
انتظمت الفتيات في وقفتهن وتابع ببصره ما يرتدينه 
ايه اللي بيلمع ده يا ست كاميليا هتشتغلي رقاصة والا ايه !
ماله بس يا أبيه دا فرح .
ولا كلمة
 

تم نسخ الرابط