اسانسير بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
رأسه غامزا
مش خاېفه يا سوسه وانا اللي فاكرك مؤدبه !
ايه ده في ايه! ما تتلم يا راجل انت!!
رمشت بحرج لتجيب
ليه يعني ما انت زي الفل اهوه اصلا هي بتحبك يابني بس عندها مشكله مش بتعرف تعبر!
رمقها بطرف عينيه ليجاريها
علي يدي ياختي !
قرصت جانبه بدلال فدفع جبينها بجبينه بخفه قائلا
المهم دلوقتي احنا بنتكلم عن امك ليه معلش!
ابتسمت بخجل وهي تعبث برابطه عنقه سعيدة بتفادي الحديث عن والدتها لتردف
انا عارفه اسأل نفسك!!
انتقلت عيناه بتوق تلتهم ملامحها مرر علي وجهها ومال لخطڤ بشغف لكنها ابتعدت بخجل قائلة
ايه تاني
احنا لازم ناكل و نصلي ماما قالت كده!!!
فرك رأسه و وجهه بقوه قبل ان يتنهد باستسلام قائلا
اتفضلي نتوضا و ننجز بقى هاه ننجز !!
حركت رأسها من اعلي للأسفل وهرعت للغرفة كي تغلق الباب خلفها فاتبعها سريعا قائلا وهو الباب
حيلك حيلك وانا هغير فين ولا هصلي بالبدله و الشراب اللي عفن من فرهده الفرح !!
انكمشت ملامحها باشمئزاز لكنه نجح في التخلص من توترها فقالت
بالله عليك في حد في الدنيا يبدأ حياته الزوجية بالكلام ده!!
تأفف بمرح وهو يتخطاها لإحضار ملابسه ليقول
وبالفعل ما ان انتهيا من اداء الصلاة حتي املت عليه وصيه والدتها الثانيه و اوصلها لمائده الطعام لكنها لم ټخطف سوي لقيمات صغيرة فقط لأضاعه الوقت لاحظت حماسته و نظراته المترقبة لانتهائها فاحمر وجهها متسائلة
مش هتاكل
لا شبعان كلي بس انت و رومي عضمك عشان البلاوي السوده اللي هتحصل !
حمحت و
ابتعلت بصعوبة لتستكمل بخفوت
بطل رخامهانا اكلت خلاص!
اتسعت ابتسامته خلفه سريعا نحو الغرفة فهتفت بتوتر
في ايهبراحه هتوقعني !
قالها وهو يستدير نحوها بتأفف لتقول بعناد وهي تعقد ذراعيها
لا مفيش!
طيب مفيش ادني احساس بالمسؤولية
قالها بمرح و حاجب مرفوع فكبتت ابتسامه قبل ان تجيب بذات المرح
تؤ مفيش!
لا بردو!
حاول فابتعدت هاتفه
استني!!
المأذون
إمضاءك اذا سمحتي!
دفع بدفتر امامها مشيرا لرقعه بيضاء فارغه منتظرة خطوط بحروف اسمها ارتعشت وجففت عيونها لكن دون جدوي رفعت انظارها ترمقه مره اخيره بنظرة تملئها خيبة الامل و الضياع قبل ان تغمض جفنيها وبنفس عميق وقعت عليها......
إذن هكذا يعتصر القهر القلوب شعور موحش موجع لا يرحم خيم الوجوم وجهه غير آبه للمأذون المتكلم معه و رفضت عيناه اطاعته والابتعاد عن صوره وجهها الحزين وبعد ثوان انتقلت عيناه الي قطعه الورق الملقاة امامه و المحددة لمصير قلبيهما مرر اليه
المأذون القلم وارتعشت اصابعه وهو يلتقطه علت انفاسه تماما كأنفاسها المضطربة ساد الصمت الحذر المكان وتأهب جسده لكل ما هو حوله حتي شهيقها المكتوم صار يسمعه التقت اعينهم بعتاب تصرخ عيونها باتهام وتخبره بأنها تخلي عنها حين حان الوقت و لمر يرد لها ما فعلته من قبل ليعيده قلبه الي موقف واحد.....
دلف الي المنزل
لا لا متقوليش اني وحشتك للدرجه دي ده انا متأخرتش حتي!
اجابته بابتسامه واسعه
لا طبعا موحشتنيش للدرجه دي!
لوي فمه ساخرا
طيب اكدبي عليا اخدعيني و استغلي الموقف!
ضحكت وهي تتقافز بحماس بين ذراعيه فتساءل
يا ماما اهدي وبعدين طالما مش وحشك فهميني اي سر سعادتك ده
جالي وظيفه احلامي من بكره هبقي في المركز الاداري للشركة!
اتسعت ابتسامته تدريجيا بفخر ليقول
يابت اللعيبة الف مبروك!
انت مبسوط عشاني صح
اجابها سريعا
اه طبعا أيه السؤال السخيف ده
اصل في حاجه تانيه..
حاجه زي ايه
ارتفع حاجبه متعجبا من توترها قائلا
ماتتكلمي في ايه
اصل الوظيفة في محافظة تانية بس دي نقله كبيره لينا انا هاخد مرتب الضعف وحياتنا هتبقي احسن!
ازال ذراعيه من حولها ببطء و راقبت الجمود يغطي وجهه فأكملت بخفوت
هيبقي في مشكله
طالعها ثانيه قبل ان يخفض انظاره قائلا
مش عارف انتي رأيك ايه هينفع تسافري و تسبيني هنا
اسرعت بالإجابة
انت ممكن تدور علي شغل هناك بردو انت شاطر واكيد هتلاقي شغل بسرعه!
ابتسم بتهكم ليقول
تفتكري واحد معاه اعداديه هيلاقي شغل بالسرعة دي انا لولا خالي معلمني الصانعه دي كان زماني ضايع.... انتي فاكره ان من السهل الاقي شغل..
استدار وهو يفرك جبينه بتعب مستكملا
بالنسبه ليا شغله زي اللي انا فيها دي اعلي حاجه هوصلها مرتب ثابت و في مكان محترم و تأمينات و كلام ولا في الشغل الحكومي يعني لو سبته و دورت علي شغل جديد عمره ما هيكون كده!
يعني مش هينفع
القرار ده مش بتاعي انا مقدرش اقولك اهدمي نفسك عشاني انا عارف ان ده حلمك من يوم ما اتقدمتي علي شغل الكول سنتر في الشركه دي ومقدرش اقولك ضيعيه لكن
رفعت وجهه تطالعه منتظره تلك اللكن فاستكمل بلهجه مهزوزة
لكن انا مقدرش اسيب هنا و اجي معاكي ومش
عارف هتتظبط ازاي او لو في امل تتظبط اصلا!!
اغمضت عيناها و اعادت رأسها باستسلام وعقلها غارق في تحليلاته و معادلاته..... وضع ذقنه علي رأسها غارقا في حزنه ان قررت الابتعاد وساد الصمت بينهما فقط دقات قلبيهما و صوت انفاسهم ملئ المكان مر الوقت وهم علي هذا الحال قبل ان يسعل بخفه قائلا
انا هدخل اغير!
وانا هجهزلك الغدا...
عرضت فأجابها برفض
لا انا مش جعان دلوقتي انا هسيبك تفكري و تقرري هتعملي ايه...
لاحظت تفاديه لعيناها و لون وجهه المخطۏف و بحنان عاشقه لم تتحمل وجعه اوقفته بابتسامه صغيره راميه بالعقل وأفكاره الي الچحيم مقرره انقاذه من اضطرابه قائلة
مش محتاجه تفكير
اكيد هفضل هنا معاك الشغل طالما جالي مره هيجيلي الف مره لكن انت مش هعوضك في حياتي! كوني اني بصحي جمبك كل يوم الصبح دي بالدنيا و اللي عليها !!
اتسعت ابتسامته تدريجيا قبل ان يرفعها بين ذراعيه و يغرق رأسه في يستنشق عبيرها وقد ملى الرضا و السكون قلبه وعاد للحياة .....
مرر انفه علي جانب وجهها بتوق عاشق ليقول بصوت آجش
انا
بحبك اوي و عارف انك احسن حاجه حصلت او ممكن تحصل في حياتي!
مررت اصابعها بين خصلاته خلف رأسه لا تزال مغمضة الاعين وقالت بين ابتسامتها الرقيقه
انا بحبك اكتر!
اقسم بالله انا اللي بحبك و بمۏت فيكي!
هربت منها ضحكه خافته لتجيب بنصف عين
عبدالله كده هقلق عليك الرومانسيه دي خطړ علي صحتي و هتعبك معايا بعد كده!
لامس انفها بأنفه بعشوائية اغرقتها في ضحكاتها ليجيب
انا اسف يا روحي اني رومانسي بس متزعليش بعد كده وتقولي مش بتحبني!!.
كتم اعتراضها المرحه مره اخري حتي انتهي بهم الحال ككل ليله بين ذراعي الاخر بابتسامه راضيه و قلوب مغموره بحب و اكتفاء و هناء.....
يلا يا حبيبي امضي اللي مش باقي عليك متبقاش عليه!
اخرجه من اعمق ذكرياته صوت والدته الذي استطاع لمح نبره الحزن به علي حاله ولكنها تخفيه بقوه مزيفه انتهجتها وقاية من حماته العقربة علي حد قولها فهي ترغبه قويا ليس ذليلا امام غريمتها ....
الفصل الثالث
ضحكتيني و الله امضي يا بابا خلصنا من الشبكه السوده دي!
اجابت والده رحمه بتهكم فتجاهلها وعيناه تبحثت عن عيون زوجته امامه
متابعة القراءة