رواية بغرامها متيم ج2 من رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
على لسانه
واللي هيغير يا أم الزين على حد قوووي توبقى معناها ايه الغيرة داي يمكن علشان هحبك وكل لما اجي المكتب محبش إن يومي ينتهى والدقيقة الأخيرة تطول من عمري وعمرك علشان متسبنيش وتمشي
واسترسل حديثه باستفسار وهو مازال يتعمق النظر ببحر عينيها العسليتين
هو انت قلبك محسش بقلبي وبحبي لحد دلوك يا ام الزين
أني منفعكش يا جاسر انت لسه الدنيا قدامك تختار منها اللي تناسبك وتستحق توبقى معاك أما أني مجرد واحدة عايشة وخلاص بتقضي أيامها ولياليها بقلب م يت .
مين قال إنك متنفعنيش ! بنيتي احساسك وحكمك دي على أي أساس !
هو القلب اختارك انت وأمور القلوب ملناش يد فيها وبعدين ليه هتستكتريني عليكي انت مينقصكيش اي شئ عن أي ست وبالعكس أني حاسس أننا شبه بعضنا قووي نفس الهدوء نفس الرزانة في الأمور فندي لبعض فرصة نتعرف أكتر وكل طرف فينا يدرس التاني عن قرب من قبل ما تحكمي .
صدقني يا جاسر أنا منفعش اكون معاك ولا مع غيرك ولا انفع اربط انسان بيا علشان أنا جوايا حطام وعندي تفاصيل ۏجع تكفي الدنيا بحالها
واسترسلت حديثها وقد تعمقت عينيها بالنظر داخل عينيه كثيرا وهي تبتلع ريقها
منكرش اني حسيت معاك مشاعر عمري كست وكأنثى عشتها مع غيرك حسستني اني كست متشافة ومهمة بكل المواقف اللي هتعملها معاي وبكل كلامك الجميل اللي يجذب أي ست بس صدقني أنا وأنت مننفعش مع بعض لازم تختار واحدة انت اول راجل في حياتها محدش داقها غيرك ولا كشف تفاصيلها الحلوة غيرك تعيش معاها تفاصيل البدايات الحلوة اللي تبسط اي راجل .
على المنضدة بأطراف أصابعه والتوتر أصبح سيد الموقف بينهم ولكنه لم يقتنع بأي من كلماتها وما تفوهت به الآن هراء بالنسبة له ثم رد على كلامها بنبرة متشبسة بها بوجودها بجانبه
ليه مصممة تقفليها يامها ! لحظات السعادة بين أي راجل وست ملهاش علاقة بالتجارب ولا الزمان ولا المكان
ثم أشار ناحية قلبه بقبضة يده مكملا بإصرار لخوض التجربة وهو على ثقة في نجاحها
تغلغل الشعور بالفقدان داخلها ما إن ذكرها بكلمة الحضن فطالما عاشت امرأة متزوجة مايقرب من عشرة سنوات لم تعرف معنى الحضن معنى الدفئ ومعنى الاحتواء لم تعرف في تلك السنين غير الجفاء غير الشعور بالحرمان من اي احساس ومشاعر من حقها كأنثى وللعجب أن لحظات البدايات التي قالت عنها لجاسر ستجعله يحياها معها بشراهة فلم تجربها من قبل لم تجرب شعور الاحتواء بين أحضان رجل بالرغم من سنوات زواجها ولكنها تقل له أية أسباب كي تجعله
ولكن ايها المها إلى متي ستعاقبين حالك !
لقد حرمتي من كونك انثى سنوات لأجل الإحساس بجريمتك !
الى متى ستقحمين حالك داخل دوامة الماضي الأليم وتعاقبينها على أن نفسك مازالت حية تتنفس على قيد الحياة
لاحظ شرودها تخبطها ۏجعها تيهتها فأكد لها أنه يفهم ذلك بل ويعيه بشدة
طبيعي التخبط والتيهة والخناقات الكتيرة اللي جواكي دلوك مابين الحاضر والماضي والمستقبل طبيعي إنك تخافي تتقدمي خطوة أو انك تدي قلبك من جديد لتجربة جديدة وتتوجعي تاني بس مين فينا بيعيش لحظات السعادة كاملة ! مين فينا مش بتجي له أوقات بيحس أنه محطم وأنه كاره نفسه وكاره الدنيا وان الناس كلها وحشة وان الدنيا أضيق من خرم الإبرة في عنيه وبعدين لما يهدي ويفكر هنلاقي نفحات ربنا بيبعتها لنا تحسسنا إن زي ما فيه ناس حوالينا وحشين فيه كتيير قوووي حلوين وزي ما تجربة فشلت ننساها ونعيش غيرها وربنا يبارك فيها
واسترسل حديثه بنبرة راجية
ها ايه رأيك في
كلامي مش ننسي بقي اللي فات من حياتك وحياتي ولا اني عايز اعرف عنيها شئ ولا انت تعرفي عن حياتي القديمة شئ وندفن الماضي تحت التراب ونعيش ولاد النهاردة بمشاعر اتولدت جديدة على يدنا احنا الاتنين بشخصية مها الجديدة
اقتنعت باقتراحه نوعا ما ثم نطقت پخوف
بس حاسة پخوف ورهبة يا جاسر من التجربة .
تفحص شفاها التي نطقت اسمه بذاك الهمس الرقيق رغم خۏفها فأراد أن يخرجها من دوامة الخۏف مرددا بدعابة أخجلتها وهو يسبل كلتا عينيه لها
يووه على جاسر وسنينه يا ام الزين كمان مرة وهشدك من يدك وعلى المأذون طوالي تكتب الكتاب ونعلى الجواب والأميرة جوة مدينة عشقه هتستكين والقلب يرتاح
ثم أكمل
بمشاكسة وهو يغمز لها بكلتا عينيه
بس العواصف العاطفية هتشعلل ووقتها هياجي دورك بقي علشان تطفيها وتهدي الن ار يا بطل .
ابتسمت برقة مصاحبة للخجل من مشاكسته لها ثم هتفت وهي تنظر جانبا
يوووه انت يادي بطل اللي كل شوية هتناديني بيها والله انت واخد فيا مقلب .
بنفس طريقته الدعابيه أكد لها
طب ما تيجي ابحث واكتشف بنفسي المقلب الجامد بالقووي اللي هتقولي عليه ووقتها هطلب منك مقالب ملهاش اخر ياأم الزين .
ضحكت بشدة على طريقته وملامح وجهه في الحديث معها التي تشعرها بعد الملل وأنها تريد المزيد والمزيد ولكنها شعرت أنها تأخرت كثيرا فنظرت في ساعتها ثم وجهت انظارها اليه قائلة
على فكرة الوقت س رقنا واني اكده اتأخرت وماجدة هتخليني اقعد من الشغل خالص .
حمل مفاتيحه وقام على الفور آمرا إياها
له وعلى ايه كل الا زعل جدة العيال وتقعدك من الشغل وأحتاس اني قومي يالا اركبي عربيتك ونتحرك حالا.
هتفت باندهاش
جدة العيال مين انت عليك كلام ...
قبل أن تكمل غمز لها
يدوخ صح ويجنن ويخليكي مش عايزة تمشي وتفارقيني يا أم الزين
حملت حقيبتها وهاتفها ثم قالت
لاااا دي انت لو قعدت شوية كمان معاك هتجبلي تروما من كلامك الغريب دي يامتر .
ضحكا كلاهما بشغف بقلبان يتفتحان من جديد لحياة يتمنوا أن تكون الافضل على الاطلاق كي تنسيهم أياما مريرة عاشوها في تجاربهم الفائتة ولكن ماذا يخبئ لهم الزمان
ونمضي بخيالنا إلى ذاك الثنائي المتعب آدم المنسي وزوجته مكة الجندي حيث مرت ليلتهم كئيبة عليهم بسبب عناد كلاهما وتيبس رأسهم هو يرى أنها لم تحتويه في أشد لحظات احتياجه لها وهي ترى أنه تركها في عز تعبها وهي في تلك البلدة وحيدة لا أم معها ولا أخت كي ترتمي في أحضانهم اوقات تعبها وليس لديها غيره تحتمي من أوجاعها داخله
ولكن هو لام نفسه كثيرا على تركه لا ولكن وساوس الشيطان هي من جعلته تركها في لحظة غضبه كانت حبيسة الغرفة على حالها ولم تريه وجهها منذ ليلة أمس فهي شعرت بالحزن منه
وقف أمام باب الغرفة التي تحبس حالها داخلها يقدم قدما ويؤخرها وهو في شتات بين كرامته وأوامر قلبه وفي الآخر استجاب لنداء قلبه ثم دق على الباب مناديا إياها
مكة أنا جهزت الفطار وعايز نفطر مع بعض ممكن تفتحي الباب
لم يجد منها ردا غير البكاء مما جعله يمسح على شعره بضيق من تركه لها فمهما كان ليس لها غيره ثم دق على الباب برفق مستجديا إياها باستعطاف
طب ممكن تفتحي الباب علشان تفطري اللي في بطنك على فكرة ملهوش ذنب في إنك تذنبيه من غير أكل والدكتور مأكد عليكي الغذا ووجبة الفطار بالذات علشان الانيميا اللي عندك وجسمك الضعيف وبعدين الأكل والشرب ملهمش علاقة بأي زعل بينا .
كانت في الداخل تبكي بدموع صامتة فهي تشعر بالضيق منه كثيرا ولكن كلامه صحيحا طفلها أمانة داخل أحشائها ووجب عليها الحفاظ عليه ثم قامت بأقدام بطيئة ناحية الباب وفتحته مما جعله ابتسم وهو يشعر بالانتصار لنجاح محاولته معها في جعلها تفتح الباب وتنير الكون بطلتها أمامه
ما إن رآها حتى جذبها إلى أحضانه حتى وهو يرى تملصها من بين يديه ولكنه كان يشعر بالارتياح ثم تاسف لها
بجانب أذنها
معلش حقك عليا اني سيبتك وانت تعبانة امبارح.
ثم أخرجها من ضلوعه وهو مازال يعتذر لها بكل الحب ولكنها أبعدته بيديها وهي تشعر بأن رائحة البريفيوم الخاص به تشعرها بالغيثان وتلك حالتها منذ أن حملت ثم دفعته وجرت مسرعة إلى الحمام وأفرغت ما في معدتها مما جعله اندهش من حركتها ودفعها له وفسر حالتها على انها مشمئزة منه أو لم تريد الاقتراب منه ثم نفخ بضيق من حالتهم تلك وذهب ورائها واقترب
منها كي يطمئن عليها ولكنها ما إن اقترب منها واشتمت رائحته مرة أخرى حتى ازداد غثيانها فابتعد عنها بعض السنتيمترات وهو يسألها بعتاب
قد كدة كارهة قربي ومش طايقة لمستي ولا وجودي جمبك يامكة ليه كل ده يعني ! اللي حصل بينا موقف عادي جدا وزعل بسيط أقل مابيحصل بين أي زوجين .
كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة فهي في الأسبوعين الأخيرين من ذاك الوقت وهي متعبة بشدة وحتى أنفاسها لاتطيقها ثم جففت وجهها المبتل
لاحظ شحوب وجهها وأن الموضوع أكثر مما يتصور أو يتخيل فمد يده لها كي تستند عليه وخرجا من الحمام ثم عللت له وهي تداري عينيها عنه لأنها مازالت تشعر بالضيق منه
معلش اني زقيتك اكده بس ڠصب عني ريحة البرفان بتاعك مش طايقاها بسبب الحمل مش عارفة ايه الاحساس الغريب دي .
أبعد يداه الممتلئة برائحة البريفيوم كي لايتعبها أكثر ثم عاتبها على تخبئة وجهها عنه
طب هغيره لنوع تاني إنت اللي هتختاريه بنفسك وتكوني متقبلاه بس ليه بقي بتداري عيونك عني انت لسه زعلانة
التمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر تركه لها ثم تمتمت بنبرة خاڤتة لائمة
أه طبعا لسة زعلانة منك قووي انت سبتني في عز ضعفي واحتياجي ليك امبارح علشان حوصل بيناتنا مشكلة صغيرة وشد في الكلام مني ليك أني معترفة اني غلطت معاك في أسلوبي وفي طريقة الحوار بس دي ميخلكش تسيبني وانا بتوجع وتهرب وتمشي وانت عارف اني اهنه وحيدة وبعيدة عن أهلي ومليش غيرك وكمان إن مكنتش انت تتحملني لو ضايقتك بكلامي علشان شهور الحمل الأولى الست بتوبقى نفسيتها صعبة جدا مين هيتحملني
أنهت كلماتها ودخلت في بكاء مرير ولكنه تذكر رائحته ثم ربت على ظهرها بحنو معتذرا لها بندم
طب معلش حقك عليا اني المفروض مكنتش اخلط بين خناقتنا واختلافنا وتعبك وعموما ياحبيبتي بوعدك اني عمري ماهسيبك تاني
ثم بدل طريقته المعتذرة إلى أخرى عابثة مرددا بشقاوة
انت لازم تشوفي لك حل في حكاية البرفيوم دي كدة مينفعش
متابعة القراءة