براءة بين الأشواك بقلم ياسمين الهجرسى

موقع أيام نيوز

الحلقه الثالثه
براءه_بين_الأشواك
ياسمين_الهجرسي 
الصداقة كالجوهرة اللامعة يزداد بريقها في وقت الضيق فالصديق الحقيقى هو من ېلمس نبرة التوجع في صوت رفيقه وصمته فلا يناقشوه وإنما يفتش عن الأمور التى تسعده وتبعث البهجة في نفسه فهكذا عند الشدائد يظهر معدن الصديق الحقيقى....
وقفت تنظر للجميع بتحدى تستميت فى رفع الاذى عن صديقتها عندما طال صمت صديقتها واڼهيارها أصبح على المشاع بين جميع الطلبه انتفض داخلها يحثها على عدم التكتم أكثر من ذلك ولابد من ڤضح المؤامره الدنيئه حتى تسترد حقها المسلوب غدر بحركه خسيسه من أناس المفروض أصدقائها....

اعتدلت ترفع راسها بشموخ تصدح عاليا لكى تقطع همهمات الطلبه وسخريتهم من صديقتها هتفت فرح بنبرة مقاطعه حاده 
بعد إذنك يا فندم للأسف المشروع بتاعها اتسرق النهارده زميلتنا دي...
قالت كلمتها وهى تشير عليها وقبل أن تنطق اسم رباب أو أن تستكمل كلامها قطعها دكتور مدحت عديم الضمير وبصوت عال.....
هتف ېعنفها قائلا 
إيه يا آنسه هتحكلنا قصة حياتها اتفضلي اقعدي محدش طلب منك تتكلمي...
ڠضب آدم من طريقة حديثه معها وارتفع صوته بعصبية 
مين سمحلك تتكلم بالطريقة دي مع الطالبة ومتعملش حساب لحد من اللي موجودين.....
تحدث ليث بتهكم
اهدى يا بشمهندس آدم 
قالها ونظر للدكتور نظرة تحذيرية بأن يصمت وحول نظره لفرح يريدها أن تقص أمام الجميع الذي حدث ل حياه
صدح بصوت أجش سامحا لها باستكمال حديثها 
اتفضلي يا آنسة كملي كلامك.
نطق كلماته وهو يسلط نظراته بغموض على رهف ورباب و فادي....
أومأت له فرح شاكره وأشارت إلى زميلتها رباب هاتفه بتحدى أن تكذبها امام هذا الجمع 
رباب زميلتنا راحت لحياه كذبت عليها وقالتلها أن أنا تعبانة وأغمى عليا في الكافتيريا وحياه صدقتها و قامت مخضۏضة ومستعجله وسابت شنتطها والمشروع ولما رجعنا ما لقيناش المشروع.......
كان ليث يستمع لها ولكن عيونه مسلطه بتركيز على حياه شهقاتها التى تحاول كتمها ووجهها الذى توهج أثر حبس انفعالها ووقفتها كالطفل المذنب وهى أبعد عن أى ذنب تكون قد اقترفته بالعكس هى من صدر بحقها الذنب أراد أن يخفف عنها حمل ما تشعر به..
صدح بصوت لين 
اتفضلي يا آنسة فرح شكرا على معلوماتك وإنت كمان يا آنسة حياه....
واستدار ينظر ل رباب هاتفا بصوت جهور يدب الړعب فى قلب من يسمعه مردفا 
ردك إيه على الكلام اللى سمعتيه...
استقامت واقفه وهى تنظر لرهف تبادلها الأخرى نظرات تهديديه أن تتفوه بكلمه....
قاطع نظرتهم صوته الاجش 
هستني ردك كتير. 
أجابته بتلعثم 
انا معرفش حاجه من الكلام اللى بتقوله فرح.. أنا مشفتش حياه من الصبح غير دالوقت لما دخلنا القاعه للمناقشه.. هى على طول كده فرح المحامى بتاعها بتصدقها فى اى حاجه وهى حياه أصلا ديما بتاعة حوارات واسأل الدكاتره......
قالت كلماتها الأخيره بمكر حتى تثير حنق الدكاتره عليها عندما لاحظت غضبهم من انفلات سير المناقشه وتشويه سمعة هيئة التدريس....
عقب عليها ليث وهو يتوعد لها 
من غير تطاول ياآنسه.. اقعدي مكانك ونشوف دالوقت أيهوهى الحقيقه....
صاح بالمكيرفون يهدى الاجواء قائلا 
من فضلكم هدوء عشان نستكمل المناقشة وفى الآخر هنشوف حل مشكلة الانسه حياه..
حول نظراته لرهف قائلا بخبث 
اتفضلي يا آنسة رهف دورك ...
تكلم دكتور مدحت باندفاع 
رهفمن الطلبة بتوعي وأنا اللي هناقشها....
نظر له ليث وابتسم بسماجه يتحدث بمكر 
وعشان هي من الطلبة بتاعتك وحضرتك دكتور مميز أنا اللي هناقشها.. عشان أشوف قدرتها على الذكاء وقد ايه استفادت من حضرتك...
تحدث وأشار لها بتحدى أن ترفض 
اتفضلي يا آنسة رهف عشان تشرحلنا مشروعك...
تقدم رهف بخطوات مرتعشة يكاد قلبها يتوقف ټموت خوفا من أن تنزاح الستار وتنكشف لعبتها.....
فردت أوراق المشروع وبدأت تتلعثم وهى تشرح الفكره الرئيسيه التى على أساسها صمم المشروع ولكى يظهر الحق بدأت تشير على أماكن الأبعاد والمقاييس التى اعتمدتها لتقيم عليها النسبه والتناسب التى ستقام عليها الاعمده والمسطحات التى ستحمل البنايه مع كل توجيه منها يظهر ضعف حجتها فما تتفوه به أثناء شرحها لأهم النقاط معاكس تماما للأماكن التى تشير عليها بالرسم الهندسى حتى يكون كلامها بالبرهان وما أثار حنق الدكاتره المستمعين حجتها الضعيفه فى استرسال شرح التقنيات الواجب توافرها لاقامة المشروع على ارض الواقع....
زفر ليث بملل من هذه المهاترات وقاطعها وهو ينظر لها باستهزاء وبخطوات مدروسه تقدم منها وهو يضع يده في جيبه قائلا بامتعاض 
بصراحة المشروع اللي قدامي رهيب وفوق الممتاز.. بس اللي بتتكلم قدامي لو طالبة في إعدادي مش هتقول اللي أنتى بتقوليه ده...
أراد إرباكها وتحدث بغلاظه يهز ثقتها فى نفسها مردفا باستفهام 
أنتي متأكدة إنه مشروعك
بالفعل نجح فى توترها وهو يرى عينيها زائغه بينه وبين دكتور مدحت لينقذها من تلك المصېبه ولكن الآخر وضع رأسه أرضا يتهرب من نظراتها فلقد احتكم الأمر ليس بيده شئ يقدمه لها أمام وحش المعمار....
خلى وفاضها من الألاعيب

وعليها المواجهه الان وجه لوجه ارتبكت وهى تحاول لملمة الكلمات ابتلعت ريقها بصعوبة وتحدثت بصوت خاڤت مهزوز علم منه الجميع أنها تكذب 
طبعا مشروعي يافندم.. يمكن قلقانه شويه حضرتك ليك هيبه بردو يا فندم وعشان كده المعلومات طارت من دماغي...
استقامت فرح هاتفه باندفاع 
أنتى واحده كدابه المشروع ده بتاع حياه....
نطقت كلمتها بغيظ وجذبت حياه من ذراعها تحثها على الكلام 
اتكلمي ساكته ليه!
تكلم ليث بلهجة أمر 
إتفضلي يا آنسه حياه قولى وأنا سمعك وكل الدكاتره هنا بأذن صاغيه للى هتقوليه..
تحدث وأشار لها أن تصعد على المنصة.. 
وعلى الجانب الآخر يجلس رباب وفادى ېموتان من الخۏف خصوصا رباب بعد ما تفوهت به فى حقها....
هى للبجاحه عنوان رغم علمها بأنها لا تمتلك الأحقيه فى المشروع الا انها وقفت معترضه تحاول لآخر لحظه التمسك بمشروع ليس لها به اى صله لكذبها خرجت كلماتها بتلعثم هاتفه 
وهي هتطلع ليه حضرتك ده مشروعي أنا!
نهرها العميد بصوت أجش يحذرها 
أنتى تسكتي خالص يا آنسه رهف لحد ما أطلب منك تتكلمي...
تحدث وأمر أحد الدكاتره بتحرير محضر سرقه لمشروع تخرج المهندسه حياه النويرى متلبسه بسرقته رهف الفيومى
علت الاصوات الفرحه بالقاعه لظهور الحقيقه فهى فتاه نقيه لم تبخل على أحد يوم بمعلومه أو مساعده ولكن هى تبتعد عن التجمعات لخجلها ونظرا لنقائها وبراتها فيوجد البعض الناقم عليها فهى ذات جمال خلاب وأخلاق عليا يضاف إليهم فوقها الدراسة الذى يجعلها محط أنظار الجميع فكما يوجد لها محبين يوجد لها كارهين...
أما حياه فرحتها لا تسع الكون لظهور الحقيقه حاولت أن تستجمع شجاعتها وخرجت من المدرج تخطو نحو المنصة صعدت تقف خلفه أوراق مشروعها وهي تنظر أمامها لم ترفع عينيها غير قادرة على النظر لا لرهف ولا ليث....
فى حين ليث كان سيجن من خجلها لكن ضعفها وارتباكها واستحالت لونها للاحمر القانى تكاد تنصهر فى وقفتها أوجعه هيئتها وأراد ألا يضغط عليها أكثر...
تحدث بهدوء حتى يطمانها 
آنسه حياه ده مشروعك اللي ضاع منك
اطمئن قلب حياه لصوته الحنون الذي بعث بداخلها راحة رفعت عينيها للمشروع كمن ردت إليه روحه ازداد أنهمار دموعها وهى تهز رأسها تطأطأها بخجل أرضا فى أشار منها بمعنى نعم هذا يخصنى ملكيته تعود لى.... 
تقدم منها يهتف بحنو مهدئا أياها 
أهدي كده يا آنسه حياه 
وأخذ زجاجة مياه من فوق المنضدة يعطيها لها 
اتفضلي... 
ثم قام بفتحها هاتفا 
اشربي وخدي نفس عميق وقولي بصوت عالي عشان كل الموجودين يسمعوك وأنتى بتقولي إنه مشروعك وعشان كمان تشرحيه باسلوبك اللى يبرهن صدق كلامك....
بأيد مرتعشه أخذت حياه منه زجاجة المياه شربت بعض الرشفات ودموعها تنساب بلا اراده منها وكأنها شلال غير قادرة على السيطرة على عبراتها التي ازادت بسبب خجلها وشعورها بانها تقف امام ها الجمع وعليها التلكم باستفاضه شارحه لفكرة المشروع حالتها النفسيه مذريه تود لو تهرب وټضرب عرض الحائط بالمشروع فعى تكاد ټموت خجلا من فكرة ان صوتها سيرتفع فى أسوء كوابيسها لم يمرء على مخيلتها مثل هذا الموقف رفعت عينيها تنظر ل فرح كى تنجدها من هذا الموقف لتبادلها الاخرى نظره تشجيعيه تحثها على اجتياز ذلك الموقف استنشقت انفاسها المتهدجه بفعل البكاء ثم أغلقت زجاجة المياه ومدت يدها له تعطيه أياه..
وبصوت يكسوه الحزن والخجل أردفت 
شكرا. 
وهزت رأسها تتابع 
آه المشروع ده بتاعي....
زفر ليث براحه عندما تفوهت محدثا نفسه 
وأخيرا نطقتى.. ياشيخه ده أنا خلاص كانت روحى هتطلع على كلمه اسمعها منك..
هتف بحبور 
اتفضلي اشرحي مشروعك.
قالها وجلس مكانه وهو مستمتع بذكائها جدا صب كل تفكيره معها داخله يشعر بالفخر بهذه الفتاه النبغه ظلت تشرح فكرة المشروع باستفاضه وثقه أفكار جياشه مرتبه مسلسله لمهندس محنك شتان بينها وبين الأخرى...
لكنه كان سيجن أنها لا تنظر إليه ولا لأي دكتور كانت كل تركيزها على مشروعها وفقط لم تحيد بنظراتها عن البروجكتر التى تشرح عليه أهم النقاط التى يستند عليه المشروع...
كان لديه فضول رهيب ليرى لون عينيها ابتسم بتهكم يقسم لنفسه أنه يستطيع عد رموشها من نظرتها المثبته على اللوح الموضوع أمامها...
صالت وجالت وطرحت مشروعها بشكل منمق عميق الأفكار والمحتوى
وحين انتهت صفق لها بسعاده لفرحتها التى انعشت محياها ورسمت البهجه على روحها التى كادت أن تزهقها منذ قليل..
بدء بالتصفيق لها ليأتى من خلفه عميد الكليه والدكاترة والطلبه الفرحين بتفوق زميلتهم....
هنئها مردفا بحبور 
ألف مبروك يابشمهندسه.. مجهود عظيم وشغل رائع أن دل يدل على اجتهادك وتفوقك فى دراستك.. عن جداره تستحق انك تكونى أول دفعتك كل سنه....
استدار يحيد بنظراته لتلك المحتاله التى استحلت مجهود زميلتها بدون وجه حق لتنسبه لها....
استرسل بشمئزاز قائلا 
أما أنتى يا آنسه رهف للأسف أنا مليش حكم على عميد الكلية أو دكتورك.. بس أنتى لازم تنزلي السنة دي.. لأنك هتبقي مهندسة فاشلة

معندكيش ضمير.. يعني في المستقبل هتبني وحدات وهتقع على دماغ الناس الغلابة اللي مالهمش ذنب غير إن حظهم السيء ووقعهم في مهندسة للأسف معندهاش ضمير.. وده اللي كنت بنصحكم بيه في كلمتي...
نطق كلماته پعنف وتابع بنفور 
ودالوقت اتفضلي اطلعي بره لحد ما تعرفي قرار الدكاترة هتعمل معاك إيه. أنا ميشرفنيش إنك تقعدي فى مناظره انا موجود فيها...
تحدثت رهف بصوت عال تصيح بعصبية مفرطه وكأنها مجنى عليها 
لأ ده مشروعي وهي اللي هتسرقه مني.. وأنت متفق معها.. أنت أكيد من منافسين بابي عشان تسوأوا سمعته...
ضحك ليث بسخريه وتقدم منها ليقف بينها وبين حياه فيخرج المشهد بدون رتوش لتشعر براحه وهى تقف خلفه وكأنه السند الذى كانت تبحث عنه فمنذ فراق والدها لم تستشعر تلك المشاعر التى تنتابها فى وجوده قربه منها واستماته فى مساندتها جعلها تستمد منه الشجاعة وتشعر بالأمان.....
فاقت على صياحه ينهرها بفظاظه معنفا أياها قائلا 
أنتى طالبة وقحة وللأسف تستاهلي اللي هيحصل معاك دلوقتي وده أكبر عقاپ عشان بعد كده تعرفي أنتى بتقولي إيه وبتتكلمي مع مين واحمدي ربنا إنك بنت عشان لو راجل اللي قال الكلام
 

 

تم نسخ الرابط