زهرة لكن دميمه بقلم سلمى محمد
يراقب الفراغ بعيون خاوية مټألمة
بمجرد أن دخلت غرفتها أنهارت جالسه على المقعد القريب من النافذة...غطت وجهها بيديها وبكت مثل الطفلة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع...همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها پغضب ...ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وڠرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه... شعرت بالإضطراب فهي أصبحت تشتاق له رغما عنها أصبحت تشتاق للمساته همساته الدافئة وهي بين ذراعيه...فهو دائما طيب وحنون معاها... عندما أصبحت زوجته فعليا كانت تتوقع النفور لكن العكس هو ماحدث كان رقيق معاها وضع مشاعرها في المقدمة لم يكن أناني حدثت نفسها پغضب ماحدث مجرد رغبة مجرد رغبة فقط لا غير فهو يمتلك من الخبرة ماتجعلك ترغبيه
أياد بلهجة ضاحكة_ براحة شوية
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت _ يبقا بلاش مدرسة النهاردة
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة...نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها...أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات..
عندما أنتهت هبطت الدرج مسرعة دون أن تنظر أمامها...عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة _ صباح الخير
ردت بلهجة باردة_صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال _ عاملة أيه في الكلية
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة _ كل
دي شنطة نوعها أيه مش شايفها كبيرة شويتين
توهجت نظراتها بلمعان خفيف وهي ترد _ على فكرة الشنطة دي عمليه أوي في الكلية واسمها توتي باج
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا_ مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله_ توصلني فين
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس_آه اتاخرت نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
حاول التكلم بهدوء فقال_ مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض پغضب_ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له_ عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب
زمت شفتيها ورددت منفعلة_ نعم راجل غريب...طب ماانا بتعامل في الكلية مع معيدين ودكاترة رجالة ايه الفرق ولا هو تحكم فيا وخلاص
نظر لها متأملا حمرة الانفعال على وجهها وعيونها اللامعة شرد للحظات غارقا في جمالها الخاص عند الڠضب فهي مميزة في جميع حالاتها...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات_مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_طب ماهو هيحصلني وهيبقا متابعني وانا في العربية في ايه لما أركب العربية
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة_ عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة
نظرت إلى الساعة ثم إليه رأت بداخل عينيه نظرة مصممة على رأيه وهي ستتأخر إذا لم تتحرك الأن
رفعت رأسها له وأجابته بحدة_ وصلني
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها_ ماكان من الأول
تملكها الڠضب أرادت جرحه على فرض رأيه فقالت ببرود _ لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الڠضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسۏة قائلا بسخرية_ يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
أرتعشت والتزمت الصمت... تجاهلها وسار الى الخارج ولم ينتظرها فأسرعت خلفه مردده بأنفعال _ أستنى أستنى أنا
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب