خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
وكانت علاقتنا ببعض زي الأخوات كنا بنزورها وبتزورنا كان بينا ود زي الأهل بالظبط لغاية ما جه فترة عليها حالها اتقلب و مبقناش عارفين مالها وزنها كان بيقل وعلطول حزينة وسرحانة ده غير انها بقت منعزلة وحابسه نفسها في البيت ولما كنت اروح ازورها كانت تقعد ټعيط وتقولي انها حاسة بالذنب علشان مقصرة مع عادل و محملاه فوق طاقته وهو مستحملها...حالتها كانت مطمنش ابدا بس أنا فضلت وراها ومكنتش بسيبها لغاية ما في مرة كنت عندها وتعبت اوي ولقيتها بتاخد مسكنات وحبوب تانية كانت بتخبيها من عادل ولما اصريت عليها وحلفتها إني مش هفتح بوقي قالتلي أن عندها المړض الخبيث وفي مرحلة متأخرة وإن الحبوب دي هي اللي بتخليها تعرف تتحمل الۏجع وتتعايش معاكم من غير ما تتحسسكم أنها تعبانة ...وقتها حاولت اقنعها تتعالج بس هي كانت رافضة وبتقول انها أضعف بكتير انها تخوض مراحل العلاج على الفاضي.
كدب... كدب أنت بتقولي كده علشان تبرأي نفسك ...أمي مكنتش تعبانة
هزت ثريا رأسها وأخذت تربت على خصلاتها القصيرة بحنو شديد مسترسلة بلا يأس كي تقنعها
ميهمنيش أبرء نفسي في عينك أد ما يهمني أنك تعرفي الحقيقة. أمك كانت بتحبك وكنت أنت نقطة ضعفهاوكانت دايما تبرر أن معندهاش استعداد تقضي الباقي من عمرها في المستشفيات ومع العينين كانت شايفة أن وجودها جنبك بالدنيا كلها وكأنها كانت عايزة تشبع منك قبل ما ربنا ياخد أمنته
لتستأنف ثريا وهي تتناول كفوف يدها وكأنها تدعمها وتأذرها
حالتها النفسية كانت بتسوء يوم عن يوم وفي الوقت ده ابوك كان هيتجنن ويعرف فيها أيه وكان دايما بيلتمسلها الأعذار بس هي كانت مصممة أن مفيش حد يعرف علشان ميتهمهاش بالجبن والضعف انها رافضة العلاج.
وفي مرة كنت بزورها طلبت مني... صمتت لبرهة تتطلع لملامح نادين المستنكرة تتوجس خيفة من مدى استيعابها للأمر ولكن الأخرى أخبرتها بنبرة مخټنقة متحشرجة على حافة البكاء
أجابتها ثريا بتلعثم بعض الشيء
اني اتجوز أبوك واربيك.
نزعت يدها من بين راحتها پعنف وانتفضت من جلستها وهي تنفي بسبابتها مستنكرة الأمر بكامل صوتها
لا لا لا لا لا لا لا مستحيل أصدق انت بتكدبي عليا صح ...كل ده من نسج خيالك أمي اكيد مكنتش بالسذاجة دي
أنت كدابة وانا مستحيل أصدقك
تنهدت ثريا بعمق وقالت بنبرة حزينة بائسة
الله يسمحك يا بنتي ...بس ربنا يعلم إني مكدبتش عليك ولا عمري قصرت معاك أنا رعيت ضميري وحافظت على امانة أمك ليومنا ده ومفيش يوم فرقت فيه بينك وبين ابني
كملي
هزت ثريا رأسها واستأنفت
انا عارضتها موافقتش وحتى ابوك رفض وقتها وكان هيتجنن لما اضطرت تقوله وحلفته ميجبلكيش سيرة عن مرضها كانت فاكرة أنها لم قالتله هتخليه يقبل بس هو رفض وكان علطول بيحاول يأثر عليها انها تتعالج بس هي خيرتنا يأما نتجوز انا وهو يأما مش هتتعالج ... وقتها كنا عملنا كل حاجة علشان ترجع في كلامها بس
هي كانت دماغها ناشفة ومكنش قدامنا غير نوافق علشان بس نريحها وتقبل تتعالج
لتفر دمعة من عين ثريا وتستأنف پألم
لكن هي مكنتش أد كلمتها ومقدرتش تتغلب على خۏفها وده كان خلاف دايم بينها وبين ابوك
لغاية ما في يوم جالي وقالي أنه اټخانق خناقة كبيرة معاها بسبب رفضها وأن يأس من اقناعها واضطر انه يتهمها بالأنانية ويهددها انه هيقولك علشان يأثر عليها مجاش في باله ابدا أنه هيخسرها بعدها.
مهلا الآن ترابطت خيوط الحقيقة مع بعضها فما قصته هي لتوها هو ذاته ما استمعت له بتلك الليلة المشؤومة التي لا تنساها مهما حيت فكانت تستمع لها بأنفاس متعالية وبعيون دامية يهطل منها دمعات حاړقة مټألمة تنعي بها سنين عمرها التي اضنتها وهي تسعى لأنتقام واهي ليس له أي أساس من الصحة أيعقل!
لا محال أن تستوعب كم الحقائق تلك دفعة
واحدة فحقا قد تلفت اعصابها على الأخير ولم يعد باستطاعتها غير البكاء ثريا منها كي تواسيها وتشاركها بؤسها إياها بقوة لدفء ودمعاتها تنسل تضامنا معها فما كان من نادين غير أن تتشبث بها و
يتعالى على أثر ذلك الحاني نحيبها الحارق التي كانت تكتم صرخاته وشهقاته المتقطعة بصدرها وكأنها تنعي بتلك الطريقة كل شيء حتى نفسها.
كانت تقف مفطورة من البكاء أمام غرفة العمليات لا تستوعب ما آل له حال رفيقتها فجارهم الطبيب اتى بها إلى المشفى التي يعمل بها وقام بإسعافها بنفسه. تأهبت عندما وجدت بابها يفتح ويظهر الطبيب لتهرول له متسائلة
طمني عليها الله يخليك
تنهد وأخبرها بملامح آسفة
هتبقى كويسة بس للأسف البيبي نزل ربنا يعوض عليها
شهقت سعاد