عينيك وطنى وعنوانى بقلم امل نصر
المحتويات
لو كان كدة يابنتي.. برضوا لازم تقفيعلى راسه تشرفي وتراعي بنفسك عشان تطمني.. يعني مثلا انا لاحظت ان معظم الاكل هنا ملحه زايد ودي حاجة مش كويسة على صحة جوزك .. دا غير ان في حاجات كتير هنا الطباخ اهتم فيها بالمظهر والشكل لكن الطعم مش بنفس الحلاوة.
بهتت نيرمين وهي لاتجد ماترد به على تدخل سميرة السافر وتلميحاتها الغير مقبولة..التفتت لأدهم لتسبين رد فعله ولكنها وجدته يأكل غير عابئ ونفس الأمر مع الجميع .. واكملت سميرة.
اغمض أدهم عيناه پألم وكأن رائحة طعام زوجته اتت اليه من الماضي فقال باشتياق
انتي هاتقوليلي على اكلها ما انا عارفة وحافظه كمان . اخخخ.
لكز شاكر من تحت المنضدة بقدمه ساق زوجته بأعين محذرة حتى تكف على الكلام ولكن الرد جاء من حسين الذي اردف هو الاخر بخبث
تدخل شاكر بمزاح بعد ان لاحظ تأثر ادهم من حديثهم
لا بقى دي فرطت منك ياحسين .. عشان الحمام هنا قدامك عالسفرة ياحبيبي.. يعني شئ طبيعي تشم الريحة.
قالها حسين وانطلقت الضحكات ليسود المرح على الجميع عدا نيرمين التي كانت تغلي من الغيظ.. ولا تجد من يشاركها وكأنهم جميعا اتفقوا على اهانتها .
بعد انتهاءهم من وجبة الطعام أخذهم أدهم مع ابنائه الأثنان بجولة داخل البيت حتى انه عرفهم على شقة في الطابق الثاني والتي ستكون خاصة بحسين وشروق بعد الزواج ..والتشطيبات التي تسير فيها على قدم وثاق للأنتهاء منها خلال الشهور المتبقية للسنة الاخيرة في دراسة شروق.. على أن يتم الزفاف فور انتهائها من الاختبارات الاخيرة.. بعد ذلك دعاهم لشرب الشاي في حديقة منزله الخلفية.. خرج معه الجميع عدا فجر التي تسمرت مذهولة امام صورة اسرية معلقة بوسط بهو المنزل الكبير.. ضمت الصورة العم ادهم وهو اصغر من ذلك بسنوات طويلة.. واقفا بزهو وسعادة محاوطا بكفه على جسد علاء الصغير وهو يشبهه في الوقفة والتفاصيل الجسديه والكف الاخرى وضعها على كتف زوجته الجميلة زهيرة وهي تحمل ابنها حسين وهو يشببها كثيرا في طفولته بعيناه الخضروان وبشرته البيضاء.. تظهر الصورة مدى سعادة الأسرة وترابطها ومعبرة عن شخصياتهم الحقيقية دون تزيف.
انتفضت مجفلة على صوته الذي اتي فجاة خلفها.. فأكمل وهو يتقدم إليها بخطواته حتى اصبح بجوارها
معلش ان كنت خضيتك.. بس انا استغربت يعني لما لقيتك مخرجتيش معانا برة في الجنينة واما رجعت شوفتك واقفة متسمرة قدام الصورة .
ردت بابتسامة خفيفة ومحرجة
لا ولايهمك.. بس بصراحة ان الصورة شدتني اوي.. وڠصب عنيلقتني واقفة متنحة قدامها
انا كان عمري وقتها عشر سنين وحسين كان عمره ساعتها اربعة.. ابويا في يومها بقى كان واخدنا زيارة لمولد السيدة ودخلنا الاستديو ده عشان نتصور وتبقى ذكرة .
قالت هي
الصورة جميلة.. بس اللى تجنن فيها بجد خالتي زهيرة.. ماشاء الله عليها دي كانت قمر .
مط شفتيه وقال
هي فعلا كانت قمر ومازالت.. بس انا بسبب الصورة دي عملت اول خناقة في حياتي وروحت فيها القسم .
يانهار ابيض.. ليه بقى
اجابها
عشان في يوميها انا كنت راجع من الدرس ورايح استلم الصور من صاحب الاستديو.. بس ابن العبيطة بقى كان بيطلع في الصور قدامي ويبص بوقاحة.. لحد اما عاكس صورة امي قدامي وانا بقى الډم غلي في نفوخي قومت مكسر كاميرة التصوير فوق دماغه.. وبعدها روحنا القسم وابويا دفع تمنها وعملنا مع الراجل محضر صلح .. ولولا كدة كنت هاتحبس .
كانت فاغرة فاهها وهي تستمع له حتى سالته بذهول
يانهار ابيض.. على كدة بقى عمي ادهم ضړبك هو كمان بعدها ولا عاقبك
تبسم بتفاخر رجولي
بالعكس بقى دا فرح بيا اوي عشان طلعت راجل ومااتحملتش على امي كلمة .
سالته بفضول
هو قال ايه على خالتي زهيرة وخلاك اتعصبت كدة
تحمحم بحرج قبل ان يجيبها بتردد
ااا..قالي انها حلوة .
يعني ايه
قالتها بعدم فهم لبعض الثواني قبل ان تأتي براسها فقالت بمرح
قالك ماما حلوة
اومأ بعيناه وهو يدير راسه عنها بحرج ولكنها اعادها فور ان سمع ضحكتها التى صدحت في ارجاء البيت الكبير بصوت عالي قبل ان تحاول كتم فمها بكفها.. حدق بها عن قرب يرسم تفاصيل وجهها الجميل وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك.. بشقاوة لم يرها عليها قبل ذلك.. حتى اصابته هو ايضا العدوى.. فشاركها الضحك على حرج بسعادة يتراقص لها قلبه .
لبضع لحظات ظلوا غير قادرين عن التوقف هما الاثنان .. غافلين عن زوج عينان بنيتان تراقبهم من مسافة قريبة.. تتأكل من الغيظ.. انسحبت حتى لا تفتعل معهم ڤضيحة ويذهب كل تعبها وشقائها هباءا.. دلفت لداخل غرفتها وهي تقبض وتفتح على كفها حتى تستطيع السيطرة على هذه النيران المشټعلة بداخلها.. ضړبت بكفيها پعنف على تسريحة مراتها وهي تنظر لوجهها المحتقن بالڠضب المكتوم وصدرها يصعد ويهبط بسرعة من فرط انفعالها ونيرانها ..حتى اخرجها صوت الهاتف ينبأها بمكالمة واردة ..فور ان رأت الاسم فتحت ترد پغضب
نعم عايز انت كمان ومتصل ليه في الوقت ده اساسا
وصلها صوته المتهكم
صوتك متغير ليه يابرنسيسة هو انت مش مبسوطة مع ضيوف الهنا
قالت وهي تجز على اسنانها
والنبي ياشيخ وحياة الغالين عندك.. ارحمني من اسلولك المستفز ده.. انا فيا الليمكافيني.. هلاقيها منك انا ولا من جوز المضاريب اللي سيطروا على عقول الشباب وخلوهم زي الخواتم في صوابعهم .
سألها باهتمام
تقصدي مين يانرمين بكلامك ده
ردت هاتفة بصوت خفيض
اقصد الزفتة خطيبة حسين والحية اختها اللي لفت المعلم علاء وبقى عامل قصادها زي العيل الصغير.
تقصدي فجر يانرمين
ايوة زفتة ياسيدي.. اقفل والنبي انا مش متحملة. اقفل ينوبك ثواب .
في الناحية الأخر اغلق معها المكالمة وهو ينفث دخان الشيشية عاليا في الهواء و يردد بانتشاء
يعني الحكاية فيها فجر.. وانا اقول القديم بيتحفر فيه ليه اممم .. كدة بقى اكيد ليها حل!
.............................
بعد ان هدأت ضحكاتهم اكمل هو بتأثر وهو يحدق معها بالصورة
انا امي غلبانة اوي يافجر ..على قد جمالها دا كله لكن عمرها ما اتكبرت ولا شافت نفسها على ابويا.. بالعكس كمان دي من ساعة ماجابها من بلدها اللي في الأرياف وهي تحت رجله وبتخدمه وتقريبا نست بلدها من قلة المرواح هناك بعد ابوها ما ماټ وبقت عيلتها هي كل دنيتها لكن بقى المړض كسرها وهدها واثر كمان على جمالها..
ردت بسرعة
لا طبعا المړض مأثرش على جمالها ..خالتي زهيرة لساها زي القمر وتجنن
متابعة القراءة