رواية أنت حياتى بقلم سارة مجدى
المحتويات
انت حياتى ...... الفصل الاول
كانت تركض فى اروقه المشفى .... تبحث بعينيها التى لا تتوقف عن زرف الدموع .... انه سندها فى الحياه ... اغلى شخص فى حياتها .... كيف سيتركها ... ولماذا الكل يتركها ويرحل .... عندما كانت تنظف المنزل وتقوم بتجهيز الطعام ... جائها ذلك الخبر من دقدق صبى المقهى .. ان اباها سقط مريض فى عمله ونقلوه الى المستشفى العام القريب ....
لم تشعر بنفسها وهى تسحب اسدال صلاتها وتخرج من باب البيت تهرول فى خوف وفزع
كانت تنظر فى كل الاتجاهات حتى رأته انه سلطان ذلك الشاب صاحب الورشه الذى يعمل بها ابيها .... دون وعى ركضت اليه وامسكت زراعه فى راجاء سائله
اهدى يا مذمذيل رحاب ان شاء الله الأسطى يبقا بخير
اشوفه انا عايزه اشوفه
الدكتور عنده دلوقتى
وقفت بجانبه تستند الى الحائط تنظر الى باب الغرفه برجاء ... وكانه هو من بيده الامر
كان لسانها لا يتوقف عن الدعاء .... ودموعها تسيل من عينيها انهارا حتى فتح الباب رقضت سريعا تقف امام الطبيب الشاب تسأله فى خوف
ابويا عامل ايه يا دكتور
أجاب الطبيب فى برود اكتسبه مما يرى يوميا ... ودون اهتمام لمشاعرهم ...اجاب قائلا
شهقت بصوت عالى ... ولطمت صدرها بيديها ليقترب سلطان سائلا
و لحقته مش كده يا دكتور
الحاله جت المستشفى متاخر .. مفيش فى ايدى حاجه اعملها عن اذنكم
كانت مازالت تبكى وتنتحب ... تلطم خدها وصدرها مع كلام غير مفهوم
تقدم سلطان منها قائلا
مش هتدخليله يا مذمذيل
رفعت عينيها اليه كانت لا تراه من غشاوه الدموع فى عينيها ولكن هزت راسها بنعم وتقدمت من باب الغرفه وفتحته
كان ابيها ممدد على السرير الابيض فى صمت ... مغمض العينين .... المها قلبها بشده وشعرت ولاول مره بالخۏف حقا من فقدانه ... هو كل عائلتها ..... هو حمايتها فى الحياه.... تقدمت من ذلك المستسلم وچثت على ركبتيها بجانب السرير وامسكت بيده البارده ونادت
وانحنت تقبل يده مرارا .... حتى سمعت همسته الخافته ينادى باسمها
رفعت راسها تنظر اليه ... عيناه تنظر اليها فى حزن شديد .... قائلا بصوت ضعيف
معلش يا بنتى ده قدر ربنا بس انا عارف انك بمېت راجل .....
تدخل ذلك الواقف عند الباب يشاهد ما يحدث فى صمت واشفاق على تلك الزهره التى يعشقها من كل قلبه ....
الټفت اليه الرجل فى زهول وكائنه لاول مره يراه
لا حول الله ... شد حيلك كده علشان خاطر المذمذيل رحاب .
اشار له الرجل فى وهن ان يقترب .... وحين اقترب منه مد الرجل يده برجاء و بضعف شديد وقال .
اتجوز رحاب يا سلطان .... مش هطمن عليها غير معاك يا ابنى ... انت راجل بجد هتصونها وتحافظ عليها ... روح هات المأزون .... اعمل يا بنى فيا الجميل ده وخلينى اموت وانا مطمن عليها
كانت رحاب فى حاله زهول مما قاله والدها ... وكان نظرها مثبت عليه ... غير شاعره بذلك الذى انتفض قلبه بين ضلوعه .... هل ستصبح له حقا ... انها حلمه الذى لم يستطع يوما التفكير فى تحقيقه ....
ربط سلطان على يده قائلا
حاضر يا اسطى ... انا ليا الشرف ثوانى و المازون يكون هنا
ونظر الى تلك التى تجلس على ركبتيها منكسه الراس ... فى سعاده حاول مدارتها وتحرك يخرج من الغرفه سريعا ... حتى ينفذ امنيه الرجل الاخيره ... وامنيته التى تتحقق دون اى مجهود منه
لا تعلم كيف ومتى ... ولكنها افاقت على جمله المازون
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير
هل حقا تزوجت الان ... هل اصبحت زوجه سلطان ..ذلك الضخم المخيف .... فرضها ابيها عليه فرضا .... استغل شهامه الرجل. وحبه
له وجعله يتزوجنى .... مؤكد سينتقم منها على ذلك الموقف .... لابد انه يشعر بانها بلاء عليه ... لابد من ان تتحدث معه ولكن لتطمئن على والدها الان فقط
اقتربت من ابيها وامسكت يده .... وقبلتها فى رجاء
انا كده يا بنتى اتطمنت عليكى .. سلطان راجل بصحيح ... كده بقا ليكى ظهر فى الدنيا ... وامشى وانا مطمن عليكى .
والنبى يا ابا بلاش الكلام ده ابوس ايدك ... شد حيلك كده .... علشان خاطرى
رفع الرجل نظره الى ذلك الواقف خلفها بمسافه قليله وقال
رحاب امانه فى رقبتك يا سلطان وانا عارف انك قدها . وعاد بنظره الى ابنته واكمل
سلطان جوزك دلوقتى اسمعى كلامه وطعيه .... واحترميه ... وقدرى تعبه ووقفته معانا دلوقتى .... هتوحشينى اوى يا رحاب
.
وارتخت يده
متابعة القراءة