وبها متيم انا

موقع أيام نيوز


بها وتحركت نحو المطبخ على الفور أشعلت موقد الغاز سريعا على اواني الطعام ثم توقفت خلف حائط المطبخ تتابع بابتسامة ارتسمت على وجهها بمرح همسات والدها نحو زو جته بصوت خفيض لا يمكنها من معرفة الكلمات ولكن الابتسامة المشاكسة وهذه النظرة التي يرمقها بها..... تجزم انها تحمل اعظم كلمات العشق بها وهي الصامدة تدعي الجمود حتى عندما لكزها بمرفقه استدركت سريعا تلملم ابتسامة كانت على وشك برزانة زادت من ذهول صبا فإن كان والدها رمز العشق في محيطها الواقعي ف والدتها بطل العالم في الدلال المتقن دون ميوعة.

تنهدت بثقل لتتراجع وتعود إلى داخل المطبخ لتنتبه على ما تفعله وتزيح من رأسها هذه الافكار فهي تعلم اخر ما ينتظرها وقد حصر والدها الفرص أمامها وهي اختارت الحرية.
 
في اليوم التالي .
استيقظت مبكرا في الصباح بعد ذهاب والدها إلى عمله لتؤدي روتينها اليومي في تنظيف المنزل وترتيبه حتى انتهت لتخرج الكيس البلاستيكي الأسود للقاذورات وتضعه في الصندوق الكبير بجانب الدرج حتى ياتي بعد ذلك عامل النظافة ويأخذه.
فور أن وضعته وقبل أن تستدير جيدا سمعت همهمة بالاستغفار من خلفها ف التوي ثغرها بغيظ وقد علمت بهوية الشخص من صوته هذا المدعو شادي ومن بكن غيره الټفت تتجنب النظر إليه وخطت سريعا حتى دلفت لداخل منزلهم وصفقت الباب خلفها .
لا تدري بمن وقف مزبهلا محله خلفها بجوار المصعد بعد أن اربكت برؤيتها هكذا ومن بكرة الصباح لقد تفاجأ بها فور ان خرج من باب منزله نحو الذهاب إلى عمله فتسمر يردد بالأستغفار كعادته دون تركيز وقد تذكر حديث شقيقته عن رغبتها الملحة في العمل وتصميمها على المضي في البحث حتى تجد مخرجا يبعدها عن الزواج من ابن عمها .
ابتلع ريقه وحيرة تكتنفه منذ الأمس لا يريد لها العمل خوفا عليها وعلى برائتها وجمالها الافت للأنظار والدليل هو قصة الرجل الذي طلبها من أول مقابلة في العمل ولكنه وبنفس الوقت لا يستطيع الوقوف والانتظار حتى تمل وتستلم لتعود للصعيد وترضى بما رفضته سابقا في الزو اج.... بأحد أقربائها.
تنفس بعمق وقد حان وقت الاختيار بين خيارين صعبين ولكن لابد له من الحسم اما السير على الأشواك والخطړ أو المۏت المحقق. 
ولكنه فضل الأول!
.
في منزل شهد 
وقد كانت غائبة منذ الأمس عنه لتثير القلق داخل افراد العائلة واولهم كانت رؤى التي هتفت پغضب نحو والدتها وشقيقتها
عاجبكم كدة الفضايح اللي اتحطينا فيها ولا شهد اللي غايبة من امبارح وما حد عارف مطرحها فين
ناظرتها امنية بامتعاض تلوي فمها وتغمغم بالكلمات الحانقة ردت والدتها بصوت باكي كعادتها حينما تؤنب أو تلقى التوبيخ على خطأ ما تفعله
طب وانا ذنبي إيه بس يا بنتي هو انتي مشوفتيش بنفسك واټخضيتي زيي على شكل الدم اللي كان مغرق الدنيا اتصرفت بطبيعتي وصړخت من خۏفي هي دي حاجة اتحاسب عليها يا ناس 
همت أن تبكي ولكن رؤى صړخت بوجهها توقفها من البداية
كفاية الله يخليكي يا ماما انا فيا اللي مكفيني ثم مين قالك اني بحاسبك على خۏفك على بنتك انا بتكلم ع الفضايح يا ماما هي بعملتها السودة وانتي بصريخك....
قاطعتها أمنية بحدة قائلة
لمي نفسك يا ست رؤى واعرفي انك بتكلمي اختك الكبيرة يعني تحترمي نفسك......
احترميها انتي الأول وبعدين ابقى احترمها انا .
هتفت بها رؤى هي الأخرى تقاطعها بتحدي لم تفهم الأخرى لتسألها بعدم فهم
انتي قصدك على مين
تبسمت رؤى تجيبها ساخرة
على نفسك يا حلوة انتي شايفة انك محترمة نفسك
استشاطت أمنية من الڠضب وقد قصدت رؤى بتلاعبها بالالفاظ لأن تحرجها فضړبت بكف ي دها السليمة على ذراع المقعد پغضب هادرة بتوعد
اقسم بالله يا رؤى لو ما قفلتي بقك الزفر ولمېتي لسانك لكون جيباكي من شعرك وو..
قاطعتها رؤى للمرة الثانية وقد وقفت تقابلها بتحفز
وإيه يا ختى سمعيني واطربيني ولا اقولك تعالي تعالي وانا بقى هلم الناس واعمل ڤضيحة زي بتاعة امبارح عشان اعرف الجيران انك زي العفريتة اهو بصحتك وان كل اللي اتعمل امبارح كان تمثليلة رخيصة اوي منك .
ردها العڼيف كان بمثابة مطرقة ضړبت على رأس أمنية حتى صارت كالمشلۏلة تناظرها وتناظر والدتها بأعين جاحظة بشدة وفك متدلي بغباء تبحث بداخل عقلها ولا تجد من الكلمات ما ترد به على هذه اللئيمة التي لم تتعد الخامسة عشر وحينما يأست عادت للمسكنة وادعاء المظلومية بالبكاء الذي كانت تستحضره بشكل مفضوح
شايفة يا ماما..... شايفة يا ماما بتك بتعايرني وتذلني ازاي يارب كنت مۏت وريحتكم مني يارب اموووت اهيء اهيء 
وسقطت على المقعد خلفها لتدخل نوبة البكاء والشهقات بصوت عالي ومزعج جعل رؤى تتركها وتذهب لغرفتها بازدراء وقرف ووالدتها ټضرب كفا على الاخر بقلة حيلة.
على الطاولة التي جمعت مجيدة وابنيها الاثنان لتناول وجبة العشاء كانت المرأة لاتتوقف عن التحدث وفتح مواضيع شتى بحالة من الحماس تنتنابها كل ما جلس ولديها معها ليشاركنها الطعام بسبب المشاغل الدائمة للأثنين
بس بقى ورحت انا مزعقة في كل الستات اللي كانوا معايا وقولت محدش يشتري وقد كان كلهم سابوا اللي في إيدهم وكانوا هيخرجوا معايا من المحل ونسيبهالوا مخضرة.
ومشيتوا يا ماما
سألها أمين بانتباه لتجيبه مجيدو بزهو
ما هو ده اللي كان هيحصل يا حبيبي لولا بس انه اتحايل عليا ونزل للسعر اللي ماشي في السوق وربنا ما كنت هقبل ادخل محله من تاني.
هلل حسن مرددا
يا جامد هي دي الست الناظرة يا جدعان مترضاش أبدا بالحال المايل.
ازداد التحفز لدى مجيدة لتقول بعصبية
مش حكاية أبلة ولا استاذة يا بني بس انا مقدرش اسكت على حاجة زي دي يعني مش كفاية الغلا اللي احنا عايشين فيه عشان يستغلونا هما كمان التجار ويبقى كل واحد من دماغهم يزود وكل واحد على كيفه دا احنا على كدة ربنا يرحمنا .
أمين يارب. 
أممم بها حسن وخلفه رمزي الذي كان يأكل بصمت وهو يقلب في الهاتف يتابع الاخبار والمنشورات على وسائل التواصل فظهر له بوست الصفحة التي ينتظرها تظهر بطلتها الصباحية بملابس رياضية متحررة كعادتها تلقي التحية على المتابعين وتتهافت التعليقات في الأسفل لرد الصباح والثناء على جمالها الفتان بعد أن غيرت هيئتها بالكامل تقريبا لتصبح واحدة أخرى ليس تلك الرقيقة الهشة من رأها اول مرة في الفرح المشؤم لشقيقتها قبل ان تحل هي محلها وتتزوج بالعريس.
سرحان في إيه يا أمين
رفع أنظاره نحو والدته يحرك رأسه باستفهام لتردد له
يا حبيبي بسألك عشان لقيتك اتلهيت في التليفون.
تبسم لها ليرد وهو يغلق الهاتف سريعا
انا معاكي يا ست الكل اهو ومركز ها كنتي بتقولي إيه بقى
تدخل حسن يجيبه
كانت بتتكلم على نفس الموضوع يا عم آمين نفسها تفرح بحد فينا ونملى عليها البيت عيال .
توقف الاخير يناظرها بابتسامة زادت من غيظها لتهتف بسخط
بتضحك يا أمين انتي هتشلني يا ولد
جلجل مقهقا حتى كانت رأسه تميل للخلف معه مسمتعا بمنكافتها كالعادة ومعه كان حسن
 

تم نسخ الرابط