وبها متيم انا

موقع أيام نيوز


عندها ارتجاج في المخ ورضوض شديدة في كل اعضاء جسمها.
يا حبيب قلبي برضوا احنا نحمد ربنا ان موصلش لكسور ولا حاجة اصعب من كدة وان شاء الله تكون بخير.
قالتها تزيد من ضمھا له وقد وصلها الان حجم ما يشعر به من خوف.
انتبهت على اهتزاز الهاتف بجيب سترته فتناولته لتطلع على الشاشة قبل ان تخاطبه
دي كاميليا اختها هي اللي بترن هترد عليها....

ردي انتي انا مش قادر اتكلم أساسا.
في اليوم التالي.
دلفت كاميليا بخطوات مسرعة تقطع الرواق الطويل في المشفى بمرافقة زوجها طارق وفمها يغمغم بالتوعد والسباب
يوم كامل بليلته وانا ھموت من الړعب على اختي ولما اتصل بالباشا ميكلفش نفسه حتى بالرد عليا عشان اعرف في اخر الليل من والدته عن حاډثة اختي ان ما كنت اربيك يا كارم مبقاش انا وديني لو طلع له يد في اللي حصل لها ما هررحمه 
دمدم طارق بجوارها مهدئا
بلاش الظن السوء يا كاميليا احنا لسة مش عارفين ايه بالظبط اللي حصل اهم حاجة دلوقتي نطمن عليها. 
أكيد أكيد يا طارق.
تفوهت بها وتابعت الطريق نحو شقيقتها وفمها يردد بالدعاء حتى أذا وصلت لرقم الجناح المذكور فتحت على الفور ودون استئذان لتصعق باخر شيء تتوقع حصوله كارم كان جالسا بوسط السرير الطبي يضم شقيقتها اليه من الخلف حيث كانت مستريحة برأسها المتعب على صدره العضلي وبيده يطعمها بروية وصبر وكأنها طفلته اقترب طارق برأسه مستغربا تسمرها الغريب دون حراك ولكن مع النظر نحو ما تنظر إليه مال برأسه نحوها بنظرة ذات مغزى ولسان حاله يقول
صدقتي كلامي.
استيقظت على صوت الهاتف بجوارها اسفل الوسادة كما تضعه دائما حينما يغشاها النعاس ليلا تناولته لتجيب المتصل فتفاجأت بصوته الدافئ ولأول مرة تسمعه صباحا وعلى بداية اليوم
الوو صباح الخير.
تلجلجت تعتدل جالسة لتبادله رد التحية
ألوو صباح النور أهلا يااا مستر شادي.
تاني مستر برضوا
دمدم بالجملة بشيء من السخرية ثم اردف
انا كنت بتصل عشان اطمن عليكي حد من اخواتك ولا والدك زعلك مرة تانية بخصوص الموضوع اياه.
هزت براسها تنفي وكأنه أمامها ثم استدركت سريعا لتجيبه
لا الحمد لله الليلة مرت على خير هي بس كانت شوية مناوشات ومشادات بسيطة مع فراج اخويا أصله عصبي ودي طبيعتنا اساسا مع بعض عشان ما انا نازلة فوج راسه يعني ودا شيء طبيعي.
إيه يا صبا يعني ايه
وصلها صوت ضحكاته الرجولية النادرة على قدر ما اسعدها البحة الجميلة بها على قدر أشعرها بالحرج لتضيف بنوع من التصحيح
انا جصدي اني اخر نمرة بعده.
عارف يا صبا والله فهمت من غير ما تقولي 
قالها ثم توقف ليسألها باهتمام
طيب انا كنت عايز اعرف لو رايحة الشغل النهاردة ولا مكملة في استقالتك
ردت بثقة وبنية تامة على عدم التراجع
لا طبعا انا مصممة ع الاستقالة المكان دا لا يمكن ارجعله تاني غير عشان انهي الاجراءات والم متعلقاتي.
وصلها صوته يشوبه لمحة من رضا ليعقب قائلا
برافوا يا صبا وانا كمان هستقيل وأجري على الله.
سألته بجزع محتجة على قراره
ليه طيب تقطع عيشك انت كمان ايه ذنبك
مفيش ذنب يا صبا بس انا كمان کرهت الشغل هناك دا غير اني بصراحة يعني مش هتحمل اقعد في مكان انتي مش فيه.
هل هذا غزل ام هو شيء أجمل من الكلمات لفتة صغيرة منه جعلت ابتسامة رائعة تغزو قسماتها لتنثر بذور الفرح داخلها صمتت ولم تجد من الردود ما يناسب رقته فتابع لها
طب انا هقفل دلوقتي بس كان نفسي اطمن يعني لو في اي معلومة بخصوص الطلب اللي طلبته امبارح من السيد الوالد.
ردت بابتسامة متوسعة
للأسف ياريت كنت اعرف ابو ليلة محدش يجدر يعرف اللي في رأسه. 
إجابة ماكرة تعلقه بالأمل ولا تروي عطشه ولكنه استمرار في محاولاته بسؤالها مباشرة
طيب وإجابتك انتي بقى
انتظرها لحظات حتى جاءه ردها على نفس النمط السابق
لا طبعا انا مليش رد ردي هيكون مع ابويا .
ضحك بصوت مكتوم يهزهز رأسه بقلة حيلة وقد فقد حكمته وعجز بتفكيره السليم عن الدخول لعقلها الماكر ليخرج صوته اخيرا
اممم ماشي يا صبا نستنى ونصبر ان شالله العمر كله حتى بس بقى ربنا يقرب البعيد.
يارب.
تمتمت بها بصوت خفيض كالهمس مع نفسها والابتسامة مازالت تزين ثغرها
بداخل المكتب الذي أصبح مكانها منذ ايام حيث كانت تعمل بجد واجتهاد على مجموعة من الملفات التي وضعتها أمامها شقيقتها لتحسب ميزانيتها والمصروفات التي تحتاجها باندماج شديد حتى أنها لم تنتبه على من دلف إليها متبخترا بخطواته حتى وقف 
يتابعها بصمت وحينما طال انتظاره خرج صوته بإلقاء التحية نحوها
صباح الخير يا أمنية 
رفعت رأسها إليه مجفلة لتجيبه بنبرة فاترة عادية
صباح النور اهلا يا ابراهيم. 
لم يعجبه ردها فاقترب ليجلس أمامها دون استئذان مرددا خلفها باستنكار
اهلا يا ابراهيم ايه يا بت السلام البارد ده خلاص يا ختي نفسك مسدودة حتى عن رد عدل
اغلقت الملف بيدها واضعة كفها پعنف عليه تقول
وعايزني ارد بنفس ازاي ارقص مثلا وانا بنطقها في ايه يا ابراهيم انت جاي تتخانق معايا ع الصبح
ضغط يكبح لجام لسانه عن الرد بسبة وقحة أو شتيمة قاسېة تعيد هذه المعتوهة لصوابها وتذكرها بمن هو ابراهيم ولكنه تراجع حتى لا يزيد الأمر سوءا فقال ملطفا بعتب
كدة برضوا يا أمنية وانا اللي جايلك مخصوص عشان اصالحك وجايب عربية الواد حوكشة عشان افسحك بيها هي دي معاملتك ليا انت قلبك اسود اوي.
حبست بصعوبة دمعة حاړقة مع تذكيره لضربها واهدار كرامتها بالطرد المهين والمذل ليخرج صوتها بارتجاف مع احتداد أنفاسها
اعذرني يا بن خالتي ما انا فعلا جاحدة وقلبي اسود وبيني استاهل الضړب صح
ضړب بكفه على سطح المكتب بسأم وزفر حانقا يقول مشددا على كلماته
وايه لزوم تلقيح الكلام ما انا جاي اصالحك اهو مستلف عربية صاحبي وعامل حسابي بمبلغ حلو افسحك واشتري حاجة حلوة.
قابلت عصبيته ببرود أدهشه لتفاجأه بردها
كتر خيرك والله وتشكر بس المشكلة بقى ان الوقت غير مناسب اختي اتصلت بيا من شوية وعايزيني اروح اسد مكانها عشان في لجنة جاية تعاين الموقع الجديد اللي هي شغالة فيه.
ولما تروحي انتي تسدي مكانها ست الحسن والجمال هتروح فين
قالها بتهكم لا يخفي حقده فردت بما جعل حمم الډماء تغلي بأوردته
اختي وراها مشوار مهم مع خطيبها تبع المصلحة اللي شغال فيها الله يكرمه بيعمل المستحيل عشان يكبرها ويكبر شغلها ابن أصول. 
أبن أصووول 
نطق بها وغليل صدره يدفعه لخنقها وتكسير عظامها أو قطع لسانها الغبي حتى يخرسها للأبد وقد تأكد الان من ظنه بهذه الحمقاء التي تردف حديثها عن قصد أمامه وكأنه تكيده او توضح الفرق الهائل بينه وبين الآخر ثم هذه النظرة التي تطل من عينيها بتحدي في انتظار انفعاله واستشكاف المزيد عنه.
نهضت فجأة تلملم الملفات لتضعها داخل داخل درج المكتب لتقول بعملية تنهي الجلسة
انا مضطرة اسيبك دلوقتي يا ابراهيم يدوبك اللحق مشواري
 

تم نسخ الرابط