شوق
المحتويات
علشان اقول اللي عندي واغور
كاد عساف ان يرفض.. فأشار له مهند بأن يجلس
_اقعد واسمعها خلينا نخلص من صداعها ده ..دي زنانة زي دبانة رخمة مش هتبطل وش.
ضحكت شوق ساخرة
_تشكر يا مهند والله هم يضحك وهم يبكي... المهم اني حبيت اجمعكم اهنه علشان اقولكم حاجة مهمة
اشار لها عساف بضجر
_لخصي ها مش في حصة احنا هنا
_اصبر انت اللي بتقاطعني اهو
_بصوا بقا من النهاردة وبم اني مديرة البيت اهنه فهيكون فيه قوانين اكده ثابته وقوانين تانية متغيرة حسب ظروف كل واحد منيكم... لكن القوانين الثابتة لا يمكن تغيرها او التراجع فيها... وانتم حضراتكم مجبرين على الالتزام بيها... معلش يعني ديه بعض اذنكم علشان نرتاح كلنا اهنه ونريح بعضينا
_متيجي تمدينا أحسن يمكن تكوني مبسوطة
_والله مش هخبي عليك نفسي اعمل اكده فعلا بس سايباها لوقتها اطمن.
_نعم ياختي
_عساف لو سمحت متقاطعنيش خليني اخلص اللي عندي... دلوك وقت العشا والفطور مش هتحدت فيه ليكم انتم حرية الوقت اللي تحبوا تفطروا وتتعشوا فيه او حتى متكلوشي خالص براحتكم تماما انما وقت الغدا ديه هيكون بمعاد محدد واني قررت الساعة ٥ واظنه مناسب للكل فيكم بناء على دراستي لحالتكم في اليومين اللي فاتم... تمام ممنوع تتأخروا عن المعاد ديه واللي هيجي قبله ملوش أكل ومهما حاول... اما بقا لو قررتوا تتغدوا برا زي النهاردة فياريت واحد فيكم يكلف نفسه بس ربع ثانية ويتصل ع عم سيد يبلغه بده بدل المجهود والأكل اللي بيروح ع الفاضي.
_خلصتي كل اللي عندك وارتحتي... على شغلك بقا ومشفش وشك قدامي خالص لتاني يوم
ليهتف مهند
_سندني يا عساف على فوق
_تعالى يا خويا خلفتك ونسيتك انت كمان مش كفاية التهمة اللي بابا بعتها دي
هتفت شوق في نفسها بغيظ بينما تشاهدهم يصعدون لأعلى
نظرت لامير الذي يلهو في هاتفه وعل ما يبدو انه لم يكن يستمع لما قالته
_وانت يا أمير
مش هتقوم على اوضتك انت كمان
رقع أمير رأسه إليها
_ها بتقولي حاجة يا شوق
_بقول جتها نيلة اللي عايزة خلف يا ضنيا...كنك مسمعتش ولا كلمة من اللي قلتها
_قوم يا أمير الأمرا قوم بدل ما أخلي البلغة اللي في رجلي تتكلم ابدالي.. قال قلتي حاجة قال
_يا بنتي سمعتك... بس بسأل قلني حاجة بعدها
_ياخويا قلت زي ما قلتش... قوم قوم والله انتوا هتعجزوني بدري بدري... اه يانا يامه... اتيتمت من بعدك يا حبيبتي... غريبة انتي يا حياة... بتاخدي مننا ناس كانوا لينا حياتنا... وبتعطينا ناس مصرين انهم يعطبوا حياتنا ويچيلوا أچلنا ..الحمد لله على كل حال.
في تمام الساعة السادسة كان عزت يقف ينظر في ساعة يده ينظر قدوم خالد الذي أخبره انه سينتظره في هذا المكان... في أحد الكافيهات التي يرتادها خالد باستمرار
انتظره عزت لأكثر من ساعة تعمد فيها خالد التأخير واستغلها هو في دراسة الملف الذي احضره له أحد رجاله وفيه كل المعلومات التي يريدها عن فداء وبعدها جاء وقال بمكر
_سوري اتأخرت عليك
كان عزت يتآكل من الغيظ لكنه أخفى ذلك ومد يده ليسلم بها على خالد
_لا أبدا يا خالد بيه ولا يهمك
_تمام اقعد اتفضل
جلس عزت منتظرا من خالد ان يتحدث لكنه لم يفعل فقال هو
_خالد بيه كنت قلت ان عندك حل بالنسبة للشيك يعني بتاعي.
_انت هتقدر تدفعه كاش وحالا
وقبل ان يرد عزت او ان يفتح فمه حتى قال خالد
_مأظنش ولا حتى بعد شهر من دلوقتي.
ازدرد عزت ريقه وقال
_بس بس انا ناوي ادفعهم اكيد يا خالد بيه ومتأكد انك كريم وهتصبر عليا مش كدا
_طبعا عنيا ليك يا عزت بيه اومال ايه
اتسعت ابتسامة عزت
ليهتف خالد بينما يعود بظهره للخلف واضعا قدما فوق الاخرى
_مستعد اتنازل عنهم تماما ... بس بشرط
_بجد يا خالد بيه... بس شرررط ششرط ايه
_بنتك فداء... عايز اتجوزها قلت ايه.
لم يعطي عزت لنفسه الفرصة للتفكير وقال ببابتسامة منفرجة
_موافق طبعا ولو هجوزهالك حالا انا مستعد.
ليرمقه خالد بمكر ويبتسم في تسلية
_حلو جيبهالي حالا
واراكم البارت القادم
بإذن الله
في امان الله أسماء عبد الهادي
شوق ١٠
أسماء عبد الهادي
___
احتار عزت من سرعة طلب خالد لابنته فداء بهذا الشكل لكنه على اي حال لم يتكلم فكيف يعترض وهو سيتخلص من ذلك الدين الذي يؤرق وجدانه فمثل خالد لا يتهاون أبدا في حقه وبالرغم من صغر سنه الا انه لا يتهاون أبدا مع أحدهم... وفي عمله صارم لأقصى حد.
ليهتف خالد قائلا بعد تفكير ارتاح اليه باله
_ولا أقولك سيبلي انا موضوع فداء وانا هفاتحها بنفسي متكلمهاش في حاجة الا لما أطلب منك ده
_اللي تشوفه يا خالد بيه المهم انك تقطع الشيك اللي عليا ليك.
تحدث خالد بغموض
_اليوم اللي هكتب فيه كتابي على بنتك هقطعه قدامك.
انشرح صدر عزت كثيرا لسماعه هذا الأمر وهنا جاء النادل وأنزل المشروبات ... فأمسك عزت كأسه بفرحة وشربه دفعة واحدة.
بينما شرد فيه خالد بانزعاج لبيعه لابنته هكذا بتلك السهولة
وعندما انتهى عزت من كأسه ونظر تجاه خالد وجده ينظر اليه بنظرات غريبة فرمقه بتساؤل
ليهتف خالد وهو على نفس شروده
_ليه
_ليه ايه يا خالد بيه
_ليه وافقت بالسرعة دي ده انت حتى مقلتليش لما تأخد رأي بنتك الاول ممكن متوافقش
_ومتوافقش ليه هو انت حد يترفض يا خالد بيه... هي تحلم تلاقي ضفرك.. هتوافق هتوافق متشلش هم الموضوع ده
_لا زي ما قلتلك أنا اللي هفاتحها
_زي ما تحب يا خالد بيه
نهض خالد من مكانه بغية أن يغادر... ليهتف عزت بتساؤل
_على فين يا خالد بيه مش هنتعشى بالمناسبة السعيدة دي
_لا اتعشى انت لو عايز
رمقه عزت بتوتر... ففهم خالد أنه لا يملك المال الكافي فابتسم ساخرا على الحالة الذي وصل اليها
_متقلقش أنا اللي هحاسب تقدر تطلب اللي انت عايزة
_كلك كرم وواجب يا خالد بيه.
__
في صباح اليوم التالي
استيقظ مهند من نومه في حوالي الساعة العاشرة صباحا وذلك لأنه نام مبكرا في الليلة الماضية بسبب تعبه أخذ حماما باردا وتأنق في ملابسه ونثر عطره المميز ومشط شعره بطريقة آخاذة وبعدها توجه للأسفل وهو يشعر بالجوع الشديد
__
كانت شوق تجلس بالأسفل على إحدى الأرائك وتفتح شاشة التلفاز على القرآن الكريم... تنصت له جيدا وتسترجع معه ما تحفظه من سور وآيات مباركة وبعدما انتهت من مراجعتها لهذا اليوم وهمت لتنهض من مكانها على رنين هاتفها فتوقعت ان المتصلة هي فداء لكنها كانت آيات تلك البنت الطيبة من بلدتها الصغيرة فتلقائيا ابتسمت شوق وردت عل الاتصال
_السلام عليكم والله اتوحشتك اوي يا بت يا آيات.. عاملة ايه يا بت وازي حالك
_وعليكم السلام والله وانتي كمان يا أبلة شوق أني كويسة الحمد لله ازيك انتي يا ابلة
_بخير يا بت طالما انك بخير وكل أهل البلد طمنيني عليكم كلياتكم
_ماشي حالنا الحمد لله يا أبلة
متابعة القراءة