شوق
المحتويات
أسرع منها في تلك اللحظة وأسرع ممسكا بتلك الزجاجة التي في يدها غير مبالي پألم يده ولا بأنه يقبض على زجاج قد غرز أطرافه القاطعة في يده المهم عنده أن ينقذ أخته من المۏت المحتم أخذ الزجاج وألقاه بعيدا عن متناول ايدي أخته
مد يده السليمة ليمسك بيد أخته ليرى ما أصابها پخوف ولهفة شديدة
_ميار... ايدك بټوجعك... الاسعافات بسرعة يا دادة
فقالت وهي تصرخ
_خالد لا أنا اسفة اوي مش قصدي اجرحك .. لاااااا.
قالتها ودخلت في نوبة عصبية لم تهدأ منها الا بعد أن اعطتها الدادة دواءها فغطت في نوم عميق.
أما خالد فظل يرمق أخته بتحسر على حالها وما آلت إليه أمورها من تهور في حالتها النفسية بشكل كبير وهو العاجز الذي لا يستطيع أن يفعل شيئا حيال الأمر... حتى أنه من شدة بؤسه أحس أنه كالغريق الذي لا يجد طوق نجاة لم يشعر أبدا بيده التي ټنزف بشدة من أكثر من مكان ولم يفق من شروده في أخته الا على تحسس المربية على يده بحنان في محاولة منها لتضميد جروجه ولفهما بشاش طبي لمنع الڼزيف
__
فلاش باااك
رآها في مكان أقل ما يقال عنه أنه غرزة للمدمنين والحشاشين
اقترب منها سريعا وأمسك ذراعها وجرها خلفه بحدة شديدة وأعين تشع چحيما من فعلتها بينما هي
وعندما وصلا للفيلا دفعها بحدة إلى إحدى الأرائك وهو يقول بعدم استيعاب
_مياار انتي اټجننتي ايه اللي عملتيه ده
أجابته بعدما أطلقت ضحكة رنانة أقسم فيها خالد أنها ان لم تكن تحت تأثير الكحول لكان كتم أنفاسها على إثرها
وردت هي
_ايه يا خلودي عملت ايه ايه يعني رفهت عن نفسي شوية زي ما بتعمل وشربتلي كاسين زي بردو ما بتعمل إيه المشكلة في كدا قولي ... ليه مسبتنيش أرقص شوية يا أخي.
_ااا.. خالد بيه ايه اللي حضرتك عملته ده... ددد....
هدر خالد بعصبية مفطرة
_ايه عملت ايه الانسة المبجلة جايبها من كباريه تصوري لولا ان السواق قالي ولحقتها بسرعة الله أعلم ايه اللي كان ممكن يحصل أكتر والانسة مش في وعيها كنتي عايزاني استنى يا دادة لما تجيبلي وتجيب لنفسها مصېبة يا دادة
_ما انت بتعمل أفظع من كدا هي يعني جت عليا... ولا انت مفكر يا خالد اني نايمة على وداني ومش عارفة بعمايلك... ولا انت عايز تحلل لنفسك وتحرمه عليا أنا... الحرام والحلال بين يا خالد ولو حرام عليا يبقى حرام عليك انت كمان
قالت ذلك ثم سقطت على الريكة بتعب وغطت في نوم عميق.
ليحملها خالد إلى غرفتها ويضعها على فراشها ومن ثم يدثرها جيدا وبعدها قال للدادة بلهجة آمرة وحزن ملأ قلبه
_ميااار ممنوع من النهاردة تخطى عتبة اوضتها يا دادة... ولو ده حصل في يوم من الايام هيكون عقابك انتي وهي عسير.
فاق خالد من شروده ودمعاته تهبط على وجنته بشجن شديد وأسف على أخته.. ظنت الدادة أن چروح يده تؤلمه لهذا يبكي بصمت وهي لا تعلم أن قلبه ېصرخ ۏجعا
_أجيبلك مسكن يابني.
نظر تجاهها وحرك رأسه بالنفي ومن ثم نهض من مكانه وقال وعينه على اخته
_عينك عليها يا دادة وبعد كدا الأكل والسوايل في أي نوع تاني غير الازاز ممنوع الازاز يدخل اوضتها بأي شكل من الأشكال...اقولك خليكي مقيمة معاها اربعة وعشرين ساعة يا دادة هنا متسبيهاش لحظة
_حاضر يا خالد بيهمش هخليها تغفل عن عيني اطمن.
القى خالد نظرة بائسة أخيرة على أخته وانطلق خارجا وما إن خرجت من غرفة أخته حتى نظر في ساعة يده ليجده أنه الموعد الذي حدده لعزت لمقابلته وتنفيذ خطتته التالية.
___
هتفت بفرحة وهي تضع الهاتف على أذنها
_شوق متعرفيش مكالمتك دي جت في وقتها ازاي... انا فعلا كنت محتاجة حد زيك في الوقت ده
_القلوب عند بعضيها ياحبيبتي.. مش عارفة حسيت إني عايزة أكلمك واسمع صوتك أطمن عليكي... انتي كويسه يا فداء
_بصراحة يا شوق ومش هخبي عليكي لا... انا قلبي انفتحلك جدا.. رغم اننا منعرفش بعض غير النهاردة ورغم اننا منعرفش عن بعض حاجة بس حاسة بالارتياح ليكي اوي انا تعبانة
_مالك يا فداء فضفضي... يمكن الفضفضة لحد غريب بعيد عنينكي يريحك شوية ... فيكي ايه
_بابا يا شوق مبهدل حاله وتعابني معاه انا تعبت جدا يا شوق مبقتش قادرة اتحمل
_مالهم اكده ابهات اليومين دول حالهم اتقلب كدا ليه .. وبدل ما يزيحوا الهم عن عيالهم بقوا هما مصدر الهم ليهم ولا حول ولا قوة الا بالله
_معاكي حق يا شوق انا والله مبقتش قادرة اتحمل اللي بيحصل
_لا اجمدي اكده يا بت وخليكي قوية بس قوليلي في ايه اني مش فاهمة حاجة
_بابا يا شوق مدمن قمار لحد ما خسر كل حاجة وبقينا ع الحديدة حتى عربيتي اخدها مني علشان باع عربيته يسد بيها دينه اللي خسره ف القمار اتكلمت معاه كتير جدا لكن كله في الهوا ولا كأني بقله حاجة
_يوه يوه يوه... هي حصلت للقمار ربنا يعافينا ويعفو عنا... ده ايه النيلة داي... يا حبيبتي يا بنتي.. وانتي بتعملي ايه بتأكلي وتشربي منين دلوك من فلوس حرام
ربنا قال في كتابه الكريم
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
_لا اطمني يا شوق انا ليا شغلي الخاص بيا والحمد لله مش معتمدة على بابا في مصاريفي من زمان بس اللي هو فيه تاعبني اوي يا شوق بابا اتغير مكانش كدا... حاله اتقلب بعد ما كان عنده شركة وفيلا وحياته مستقرة ماديا بقا دلوقتي مديون وشركته اتصفت ده غير نفسيته اللي بقت تحت الصفر أنا معنديش غير بابا في الدنيا ديه... مش هتحمل زعله يا شوق... مش هتحمل يجراله حاجة
_يا حبيبتي هوني عليكي... ابوكي مهواش صغير يعني عارف كويس هو بيعمال ايه... وانتي بتقولي غلبتي معاه ومفيش فايدة... يبقى الحل انك تسبيه لحد ما يتقرص ويتلسع أكتر وساعتها هيقول ان الله حق ويرجع عن اللي بيعمله
_مش هتحمل انتظر لما اشوفه بيتلسع أكتر
متابعة القراءة