شوق
المحتويات
بالظبط
ضحك مهند ضحكة مطولة
_ طب ما دي حاجة كويسة ايه المشكلة بقا الولد بيعبر عن الجماال اللي شايفة ليه يكتمه في قلبه
_ يا سلام يا خويا انت شايف اكده
_ طبعا.. بس قوليلي علم على مين المرة دي
أشارت شوق للصغيرة لوجي
_على الغلبانة داي وجاية تشتكيلي منيه
اقترب مهند من لوجي وحملها مقبلها اياها بقبل كثيرة في أنحاء وجهها
قالها ثم نظر مرة أخرى للوجي
_حبيبة عمو مهند يا ناااس..مين حبي انا
لوجي ضحكت ببراءة وقالت بفرحة _ لوجي
قبلها مهند مرة أخرى وقال.
_ وحبي أنا زعلان من يزن ليه..مش دا يزن ابن عمك حبيبك
_ اه
_ يبقوا تلعبوا مع بعض ومحدش يزعل من بعض أبدا ومهما كان ماشي!
_ماشي بس خليه مش يقولي انتي حلوة تاني
ليهتف مهند بإدعاء الجدية
_ ولد يا يزن متقولهاش انتي حلوة تاني
ليهتف يزن بحنق
_طب اقولها ايه انتي وحشة اكدب يعني!!
حاول مهند كبت ضحكاته وقال راسما ذاك الوجه الجاد
_هي كلمة يا يزن مفهوم.. مش عايزة تزعل الحلويات بتاعتنا تاني
_ماشي يا بابا
أمسكت شوق بيده وقربته منها معانقة إياه
_يزن حبيب ماما شوق.. العاقل يا ناس وربنا بحبك يا ولا .. هات بوسة كبيرة لماما شوق
قبلها يزن وقال
_وانا بحبك اوي يا ماما شوق قد الدنيا دي كلها
_ياااه كل ديه حب .. دا ايه الهنا اللي اني فيه ديه.
لينظر مهند للوجي ويغمز لها .. ومن ثم ينزلها إلى الأرض ثانية فيتوجهان نحو شوق ويقبل كل منهما شوق كل من جهة
وقفت في شرفة غرفتها تنظر لساعة هاتفها تارة وللطريق من أسفل تارة أخرى
_اتأخرت إكده ليه يا يوسف.. لازم تخلي قلبي يأكلني عليك لاه وكمان محمولك غير متاح .. اعمل فيه ايه الواد ديه يا ربي.
جلست مكانها على الكرسي تنظر في هاتفها في محاولة منها لالهاء نفسها بأي شىء إلى أن يعود
فوقع بصرها على لفحة أبيها الرمادي شال المعلق في شماعتها
عندما كانت معه بالمشفى تستغل الفرصة لتكون بقربه
ولكن عندما وجدته يحرك جفنه واصبعه قالت بفرحة
_الحمد لله أخيرا هيفوق.. ايوة اكده يا بوى .. قاوم وعافر وارجعلنا من تاني
وبعدها أدركت أنه لا يطيقها
_لاه أني هخرج وهنادي الدكتور يطمن عليه.. بلاش يشوفني فيتكدر وهو مش ناقص.
وقال
_الحمد لله دا مؤشر كويس انه رجع للحياة اخيرا وبدأ يفوق من الغيبوبة بس لازم يتخطى الموقف اللي سببله الأزمة النفسية والا ممكن يرجع يتعب تاني
_ان شاء الله هيتخطاها يا دكتور ربنا كبير.
انتظرت شوق بالخارج إلى أن جاء عساف
_شوق انزلي مهند تحت منتظرك بالعربية وهيرجعلي تاني هنا يلا
طالعته شوق بفرحة
_حقيقي فرحانة وبحمد ربنا ليل ونهار انه رزقني بإخوات رجالة يعتمد عليهم... اخواتي اللي ربنا اكرمني بيهم بعد السنين دي كلها.. وربنا انتوا أغلى نعمة في حياتي.. وتعرف ايه اللي مفرحني بيكم أكتر... هي وقفتكم جنب ابوكم في محنته مقلتوش لاه ديه كرشنا من دارنا.. ديه حرمنا من فلوسه...ديه سوى وسوى.. لاه مترددتوش لحظة في انكم تقفوا جنبيه.. وربنا فرحتي ماهي ساعياني على قد حزني على اللي حصل لأبوي.. ربنا يحفظكم ويباركلي فيكم يا حبايب قلبي.
تنهد عساف براحة وقال باسما
_لولا وجودك في حياتنا بفضل ربنا ما كنا على الحال اللي احنا فيها دلوقتي.. انتي انتشلتينا من الضياع يا شوق.. كنا عاملين زي اللي ماشي ف الصحرا تايه من غير دليل.. وانتي كنتي دليلنا.
_سبحان الله ربنا بيرسلنا لبعضنا البعض رحمات .. علشان نتراحم فيما بينا.. نهون على بعضنا ونواسي بعضنا لبعض نكون سند وعون لبعض.. لو عرف كل انسان على الارض حقيقة وجودنا في الدنيا لعشنا كلنا في سلام.. رحماك ياربي.
_سبحان الله فعلا... ربنا يجعلنا السند ليكي دايما يا حبيبتي
_ اللهم آمين يارب...اعقد خمسة اكده يا عساف عايزة أسألك عن موضوع
جلس عساف مع شوق في مقعد في الرواق أمام غرفة والدهم
لتهتف شوق
_كلمت والدتك يا عساف
_اه كلمتها
_وايه كان ردها وافقت ترجع لابوك فلوسه!!
ضم عساف شفتيه بأسف
_للأسف قالت ان الفلوس دي بتاعتها هي.. من شغلها وتجارتها هي.. وانها هي اللي تعبت فيها مش بابا وانها السبب في كل الثراء اللي كان فيه
_لا حول ولا قوة إلا بالله... طب ليه قلبت عليه أكده اول ما تعب .. ما هي مرته وفلوسهم واحد وطول عمرهم شغالين مع بعض
_دا مش حقيقي عمرهم ما كانوا واحد.. كان كل واحد منهم ف طريق مختلف عن التاني بابا ليه شركته وماما ليها شركتها... كان الرابط اللي بينهم مصالح مشتركة يعني لو حد احتاج سيولة بيلاقي التاني بيسد... لكن دلوقتي ماما شافت ان بابا خلاص مبقاش ليه لازمة على حد قولها.. فأخدت فلوسها وبعدت.
_لا
حول ولا قوة إلا بالله... بقى ديه اسمه كلام بدل ما تقف مع جوزها في محنته تكون اول حد اتخلى عنه.
_صدقينى الحياة اللي بينهم مكانتش أحسن حاجة كانوا مستمرين علشان المصالح والشكل العام مش اكتر
_حتى ولو انعدمت المودة لكن يبقى فيه رحمة يا عساف... أي حد يشوف الاي حصل لأبوك بيتأثر فما بالك بزوجته يعني عشرة عمره.. بس هنقول ايه ربنا يهديها
_يارب.
_وانت مش زعلان علشان الفلوس داي يا عساف زي ابوك!
_لا ابدا انا حابب اني اعتمد ع نفسي واكون نفسي بنفسي من خلال شراكتي مع خالد وأكيد في يوم من الأيام هنوصل.. هو بس مهند اللي متأزم من الموضوع دا شوية بس مسيره يتعود عليه.. وكمان ماما قالتلي انها مش هتمانع في اي وقت طلبنا مساعدتها في حاجة
_الله يصلح الحال يارب.. المشكلة دلوك في ابوك هيقدر يتخطى ديه ازاي
_لازم يستسلم للأمر الواقع والا هيضيع نفسه بنفسه
_صحيح بس اللي زي ابوك صعب يتغير في يوم وليلة بس ربنا قادر ع كل حال .. فما بين طرفة عين وانتباهها يغير الله من حال إلى حال..والله المستعان.
استمر الحال على ما هو عليه ..يتبادل الأخوة المناوبة على زيارة أبيهم لمدة شهر كامل
وفي كل مرة تستغل شوق الفرصة وتدخل إلى أبيها وتتحدث معه كيفما تشاء تفيض بمكنونات قلبها تجاهه.. ظنا منها أنه غافل لا يسمعها
لكنه في الفترة الأخيرة كان يستمع لكل لكمة تقولها بالرغم من انه مغمض العينين ولا يصدر أي حركة يود في كل مرة أن يعانقها ان يطلب منها السماح لكن كبريائه يمنعه في كل مرة.. لذا كان يدعي أنه نائم غافل مستمتعا بقرب ابنته منه
الى أن سمعها تقول
_ قوم يا بوي وهات يدك واحنا معاك ومش هنسيبك.. المړض مهواش أقوى منك... ولا حتى كنوز الدنيا تقدر تعوضنا عنك ... الفلوس بتاجي وتروح لكن انت متتعوضش يا بوي.. مسمحاك على كل جفا وقسۏة شفتها منك واتمنى تقوملي بالسلامة وأحب
متابعة القراءة