شوق
المحتويات
بالقوة والتسامح النفسي اللي هي فيه.. لو تتمنى ابنك يكون معاق نفسيا وينتكس كمان جسديا يا قاسم خليك على وضعك معاه بس خليك فاكر ان ساعتها هتخسرني انا كمان
أتي يوسف واقترب من شوق
_ شوق متعيطيش علشان خاطري هيكون كويس
لتهتف جلنار _ شايف الولد قد ايه حنين يا روحي عليه... فكر كويس يا قاسم قبل ما تخسر كل حاجة وساعتها الندم مش هينفعك
وما هي الا بضع دقائق أخرى واتصل عساف بمهند
_ ايوة يا مهند احنا نقلنا بابا لمستشفى الأمل اكيد عارفها وللاسف بابا اټصاب في رجله ودخلوه اوضة العمليات علشان يقوموا باللازم
سمعت شوق ما قاله أخيها فقالت
_ مهند قوم بالله عليك وصلني على هناك
هيهتف خالد
_ تعالي انا هوصلكم علشان مهند مش هيعرف بسوق..
_ فداء خدي بالك من نفسك انتي والبنات لحد ما نرجع
لتغادر شوق لتطمئن على والدها بعدما اوصت جلنار على يوسف حالما تعود
_ اطمني على يوسف.. روحي انتي اطمنى على والدك وطمنينا .
___
ما ان وصلت شوق للمشفى
حتى استمعت أحد الأطباء يقف مع عساف يقول
_ الاصاپة في رجله كانت بالغة جدا .. وللاسف علشان غريب بيه كان مريض سكر فالإصابة دي غلط عليه علشان كدا لازم يتم بتر الرجل فورا
_ بتقول ايه يا دكتور بتر وايه اللي وصل حالته لاكده!
_ للاسف غريب بيه كان بيعاني من مرض السكري.. ولكن تقريبا حالته النفسية في الفترة الأخيرة مكانتش كويسة وزاد ارتفاع ضغط دمه من غير ما يعالجه فده ډخله في دوامة القدم السكري واللي سببت تلف في انسجة واعصاب رجله ومع الحاډثة اللي اتعرض لها دي .. بقى البتر دا شىء لا مفر منه علشان صحته وعلشان
نظر الاخوة لبعضهم البعض بأسف
ليهتف عساف بأسف
_ والبتر دا هيكون لأي منطقة بالظبط
_ للاسف الساق كلها لحد الركبة دا اذا محصلش مضاعفات تانية ربنا يسلم دعواتكم
ضمت شوق شفتيها بأسف وقالت على عجل
اضطر عساف لان يوافق على الأمر فلا مفر منه
ليهتف أمير بأسى بعد أن رحل الطبيب
_ بابا مش هيتحمل دا ابدا يا شوق ممكن يروح فيها لو فاق وملقهاش رجليه مكانهم
شوق بارت
٥٤
أسماء_عبد_الهادي
____
فاق من اغماءته فلم يجد قدمه موجودة مكانها... مكانها خاويا موحشا فلم يستطع تقبل الأمر فأخذ ېصرخ ويصيح بكل قوته
_ لااا رجلي رجلي فين عملتوا ف رجلي ايه
حاولت الممرضات تهدئته وكذلك دلفت اليه شوق واخواتها
لتقول الممرضة
_ يا غريب بيه حمدا لله على سلامة حضرتك ممكن تهدا واحنا نفهمك
أجابها وهو ېصرخ بها
_تفهموني ايه... عملتوا في رجلي ايه رجلي كانت موجودة وانا جاي ع هنا أنا كنت فايق وشايفها قبل ما اغيب عن الوعي .. فين رجلي والا هطربق المستشفى على اللي فيها انا هدخلكم كلكم السجن
_ يا غريب بيه حضرتك عندك القدم السكري وكان لازم بتر لرجلك علشان متضرش بقيت الانسجة المحيطة وكمان اخدنا اذن اولاد حضرتك
_ انا مسمحتش بدا.. فين الدكتور هاتولي الدكتور حالا
لتهتف شوق
_ اهدى يا غريب بيه متعملش في نفسك اكده علشان صحتك
ليهدر بها غريب پغضب شديد
_ انتي بتعملي ايه هنا امشي اطلعي براااا.. برااا
أخذت شوق نفسا عميقا وصمتت ليتولى عساف الأمر هو وأمير
عساف
_ بابا من فضلك إهدى علشان ضغطك كدا ممكن يعلى ويأثر على العملية
امسكه غريب من ملابسه
_ ازاي سبتهم يقطعوا رجل ابوك ولا سمعت كلامها وحققتوا انتقامكم فيا ماهي خلاص قدرت تعملكم غسيل مخ وبقيتوا تمشوا ورا كلامها زي المغيبين
اغمضت شوق اعينها
_والله يا بوي انت اللي مغيب... امتا بقا تفوق ولا حول ولا قوة الا بالله
ليقول عساف
_ يا بابا دا كلام الدكتور علشان ننقذ حضرتك
_ اغبيا.. كلكم اغبيا بتتصرفوا من نفسكم أنا صاحب الشأن أنا اللي أقول تعملوا ايه ومتعملوش ايه .. فاهمين.. هعاقبكم كلكم .. واولكم هيا مش هسيبها هندمها ندم عمرها
قالها وظل يبكي تحسرا على رجله المبتورة
ليدلف الطبيب وما ان رآه ع تلك الحالة
_ حضروا حقنة المهدىء بسرعة
طالعته شوق وهو يغفى شيئا فشيئا بينما يشير بيده تارة لرجله بحسرة ولها پغضب واڼتقام تارة اخرى
لتدمع أعينها حزنا
فيضع أمير يده على كتفها
_ متزعليش يا شوق انتي شايفة قد ايه الصدمة كانت كبيرة عليه وطايح في الكل ازاي
هتفت شوق بأسى
_ اتحملت أذاه في صحته مهتحملهوش في تعبه يا أمير... اني منيش زعلانه منيه قد ماني زعلانه عليه.. ربنا يشفيه
رتب حقيبة سفره وحملها ومن ثم توجه إلى حيث تجلس أمه مع شوق التي اتت لتطمئن على يوسف ومن ثم تعود لأبيها ف المشفى
_ السلام عليكم
الجميع
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نظر قاسم لابنه
_ يوسف يا تعالى
اقترب يوسف من أبيه بحذر
لتزداد ضربات قلب شوق وهي تراقب ما يحدث بترقب
ليقول قاسم وهو يخرج لعبة اخفاها وراء ظهره
_ الهدية دي ليك
_ الله ليا أنا يا بابا
_ اه ليك يا يوسف وهجيبلك زيها مرة كل شهر كمان بس بشرط أسمع عنك أخبار حلوة من شوق وتيتة جلنار
تبدلت تقاسيم وجه يوسف من الابتسامة للعبوس
_ ليه يا بابا انت هتسيبني ورايح فين
انخفض قاسم وجثا على ركبتيه وقال بأعين دامعة نادمة
_ سامحني يا يوسف انا عمري ما كنت اب كويس ليك ولا هكون.. علشان كدا فكرت ان أفضل حل ليك فعلا زي ما ماما قالت انك تعيش مع شوق
اغرورقت أعين يوسف
_يعني انت هتسيبني يا بابا.. هتفضل كدا مش بتحبني
عانق قاسم وجه ابنه بيده وقال
_لا يا يويف انا بحبك وبحبك جدا كمان انت ابني الوحيد اللي طلعت بيه من الدنيا لكن اللي اكتشفته اني انسان مشاعري باردة ولو فضلت معايا بالشكل دا هتتعب لأنك هتكون منتظرة مني حاجات مش بايدي اعملها... لكن كل اللي انا عايزك تعرفه اني بحبك يا يوسف.. بحبك علشان انت ابني.. فاهم يعني ايه ابني
_صحيح بتحبني يا بابا
_بحبك اوي يا يوسف والله
قالها وهو يعانقه بحرارة
لتهتف شوق ساخرة
_ماهو انت قدرت تديله اهو اللي هو عايزه صعبة دي يا قاسم بيه.. انت الظاهر بتتحجج علشان تهرب من مسؤليتك تجاة ابنك الظاهر الشغل عنديك اهم من اي حاجة
نهض مكانه معتدلا في وقفته وما زال ممسكا بيد ابنه_ جايز معظم كلامك صح جايز انا فعلا
متابعة القراءة