شوق
المحتويات
كان يزجرها أخيها لتقول بذلك التحليل لكنه وجد المكان به أناس آخرون فتنهد بقلة حيلة وتابع صعوده وهو يسأل نفسه
_انت بتعمل ايه يا عساف بتدور عليها ليه !
لكنه سرعان ما اجاب على نفسه
_مجرد اشفاق عليها بس مش أكتر انت ناسي انك كنت في يوم من الايام زيها وفي نفس الحجم تقريبا وياما عانيت كتير من تنمر الكل حواليك حتى من مامتك اللي كانت بتمنعك انك تخرج من اوضتك علشان مش هينفع أصحابها يشوفوك بالحجم دا انت ناسي انك كنت تعبان وقتها قد ايه ومش لاقي حد جنبك يساندك ويأخد بإيدك انت ناسي كم ليلة كنت بيغمى عليك من كتر التعب والبكا ليل ونهار انت ناسي محاولاتك الكتير في انك ټأذي نفسك وتخرج بطنك على اساس انها زي الكورة ويمكن لو عملت كدا هتخس وان حياتك كانت قاب قوسين او ادنى من المۏت لولا ربنا ستر!!
فاستوقفها قائلا بينما هي لم تنتبه له
_ااا.. هاي ازيك
رفعت بصرها لتنظر لمن يحدثها
فما ان رأته حتى ارتبكت مكانها وتغيرت أصوات نبضات قلبها لتصبح أكثر قوة وسرعة وكأنها ستقفز من مكانها
ابتسم قائلا
_انتي فاكراني!!
هتفت باسمة
_طبعا وانا أقدر أنسى اللي حضرتك عملته علشاني
بادلها الابتسامه
_على فكرة انا معملتش حاجة يعني
_لا بس ده من تواضع حضرتك.. ربنا يكرمك
_انتي جاية تعملي ايه هنا تاني اوعي تقولي انك تعبانة
تراقص قلبها طربا لكلماته فهو على ما يبدو قلقا بشأنها فقالت
عادت له البسمة ثانية
_الحمد لله طمنتيني .. طب جاية ليه هنا
_اخويا عمل حاډثة وانا هنا معاه
هتف بلا مبالاة
_أحسن يستاهل ادي جزاة اللي عمله فيكي واللي انا متأكد انه ياما أذاكي بكلامه
هتفت پخوف على أخيها
_لا حرام مهما كان عمري أبدا ما أتمنى لاخويا كدا حتى لو قتلني بإيديه.. ممكن اكون كنت زعلانة منه صحيح لكن اللي حصله ده متمناهوش لعدو علشان اتمناه لأخويا
الأمر الذي جعلها تثاب بالحرج وتخفض نظراتها وهي تهبط لأسفل مرة أخرى وهي تقول بأدب
_عن أذن حضرتك نازلة أشوف الدكتور يطمنا على التحاليل بتاعته
أفسح لها المجال واستند هو بجسده على الترابزين وقال
وعندما هبطت بضع خطوات وجدته يقول بلا وعي منه
_حد قالك انك جميلة أوي
وقفت محلها ورمشت بأعينها عدة مرات وبعدها لفت وجهها له في نظرة سريعة لترى بسمته الساحرة ومن ثم ركضت سريعا لأسفل وهي تتوراى ببسمتها منه بعد أن تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل وفرط السعادة التي هي بها تحت تأثير كلماته.
في اليوم التالي وجدت شوق السيدة جلنار تنظرها في الحديقة
_اه يا شوق اتقضلي اقعدي عايزاكي في موضوع مهم
هتفت شوق مازحة
_استر يا رب ايه لو فيها طرد فأني متعودة لكن من غير شتيمة الله يكرمك
فهي متأكدة ان قاسم بعد ما قالته له بالأمس فلم يتركها في الفيلا يوما واحدا بعد
ضحكت جلنار بوقار
_طرد ايه بس يا شوق.. تفتكري بعد اللي بتعمليه مع يوسف وبالسرعة دي ممكن أفكر ف حاجة زي دي حتى لو العالم كله أثر عليا بدا
_ايوة يبقى أبو ڠضب طلب منك ديه فعلا
_ابو ڠضب مين
_قصدي قاسم بيه .. متحطيش في بالك انتي
ابتسمت جلنار
_ده صحيح مش عارفة ليه قاسم مصر على انك تمشي بس انا طبعا رفضت ده رفضا قاطع فمعلش يا شوق اتجاهلي أي حاجة يقولها ليكي قاسم
_يا جلنار هانم أني مش جاية اهنه اتطفل عليكم انتي عارفة اني جاية علشان يوسف وبس ووقت ما تخلص مهمتى اني من نفسي همشي لكن طبعا مش همشي أبدا قبل ما احقق اللي جاية علشانه بعون الله يعني لا قاسم ولا اللي ألعن منه هيقدروا يمشوني... ما اني حكيالك اني تخصص طرد بس أني جبلة
رغما عنها ضحكت جلنار على كلمتها تلك
فتبسمت شوق
_اضحكي يا هانم محدش واخد منها حاجة .. ولو هو ديه الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه فاطمني أني مش ههتم بكلامه
_لا في الحقيقة انا كنت عايزة أقولك اني لقيت دكتور كويس وحددت معاه معاد كمان ومهمتك تقنعي يوسف انه يوافق على المتابعة معاه لان أخر مرة زي ما كنتي شايفة يوسف كان مڼهار ورفض انه يتعالج تاني
_لاه اطمني قوليلي المعاد امتا وأحنا هنكون مستعدين
_دلوقتي لو ينفع وأنا هكلم الدكتور تاني واقوله اننا جايين
ابتسمت شوق
_سعيدة انك مهتمة بعلاج يوسف
_ده حفيدي يا شوق وزي ما المثل بيقول عندكم أعز الولد ولد الولد
_صح ربنا يخليه ليكي يارب.
صعدت اليه غرفته فشاهدته يأكل قطعة من الشوكولاتة فقالت مازحة
_ايوة ايوة ايوة .. بقا اني انزل من هنا الاقيك تأكل الشوكولاته لوحدك وفي الخباثة ماشي ماشي
ضحك يوسف
_انتي مش بتحبي الشوكولاته
كشرت بوجهها
_بس أني بحبها يعني من هنا ورايح النص بالنص يا چو
أخذت منها قطعة صغيرة واعادتها له ثانية
_اخدت منها حتة صغيرة علشان متقولش عليا طفسة
ضحك يوسف
_لا لا خديها معايا غيرها.. وفي ليكي كمان اتفضلي
جلست جواره وقالت بطفولية
_ايوا اكده احبك أوي يا يوسف
_وانا كمان بحبك يا طنط شوق
لتهتف شووق بسعادة
_يااااه يا ناااس ايه ديه أني مش عايزة حاجة من الدنيا تاني غير كدا يوسف حبيبي بيحبني يا ناس
_بتحبيني بجد يا طنط شوق
_وديه سؤال.. انت ربنا طرح حبك في قلبي من اول ما عيني وقعت عليك ربنا يبارك فيك يا حبيبي .. تعرف أني بعتبرك أخوي الصغير.. وعلشان أكده يا يوسف مفيش طنط من النهاردة قولي يا شوق في اخ بيقول لأخته يا طنط!
هز يوسف رأسه
_موافق
ومن ثم أمسك بقطعة شيكولاته قام باختيارها خصيصا لها وقال
_اتفضلي دي هتعجبك اوي بالبندق
_تسلم ايدك يا قلبي من يد ما أعدمها أبدا.
قالت هي تأكلها
_بقولك يا سيفو
_نعم
_تيتة جلنار اخدت معاد مع دكتور كويس وعايزانا
نجهز علشان نروحله
انزعج يوسف وقال بضيق وهو يضع الشوكولاته جانبا
_لا مش هروح لدكاترة تاني
لتهتف شوق بانزعاج هي الأخرى
_ااه هو ده الاصرار والعزيمة اللي اتفقنا عليهم يا يوسف
_الدكتور قال مفيش فايدة هنتعب نفسنا ونتعشم ليه
_الدكتور ده يعرف الغيب يا يوسف!
_يعني ايه
_يعني في حد غير ربنا يعرف بكرا فيه ايه
_لا طبعا
_طب ليه مصدق كلام الدكتور دا
_هو قال كدا
_يقول اللي يقوله ومها قال مش هيتحقق الا لو ربنا قال كن فيكون ربنا وحده اللي قادر على كل شىء حتى لو كنت شايفه مستحيل اوعى تفقد الأمل آمن بالمعجزات .. ابني جسر من الأمل على نهر اليأس اللي انت غرقان فيه.
ليقول يوسف
_وعلشان بابا صح
ابتسمت محاولة مداراة الألم
_وعلشان بابا
متابعة القراءة