شوق
المحتويات
معانا هنا وهتكون المرافقه ليه كمان.
حرك قاسم راسه وقال بانزعاج وصوت حانق
_ كمان هتخليها تعيش هنا!!
_ وايه المشكله
_ المشكلة انها قليله الذوق يا ماما وانا مبحبش اللي بتجرأ على اسياده
هتفت جلنار بنبرة عالية غاضبة ومتزنة قليلا
_شوق مش خدامه هنا يا قاسم لازم تفهم ده ...شوق مدرسة يوسف ولازم تعاملها باحترام
_ليه بس طب قولي سبب واحد لرفضك ليها ده انت حتى لسه مشفتش مستواها مع ابنك عامل ازاي
_ هو كده انا مش مرتاح ليها وبعدين حضرتك جايباها منين دي
_ اتعرفت عليها صدفه وانا في الطريق ولما عرفت مشكله يوسف عرضت عليا انها تساعده وانا وافقت
_يا سلام يا امي بالبساطه دي تجيبي واحده متعرفش عنها حاجه وتدخليها بيتنا وتقربيها من يوسف كمان
زفر قاسم بحنق وأدار وجهه وهو يمسح بيده على شعره
ومن ثم أدار وجهه تجاه امه وقال
_تمام يا ماما اللي حضرتك شايفاه .. عن اذنك طالع اوضتي أغير هدومي
تابعته أمه بنظراتها ومن ثم قالت
_تمام بس نص ساعة اكون خلصت شاور
دخلت شوق الغرفة لتجد يوسف يتقلب في فراشه مغمض العينين ويبدو انه يرى كابوس مزعج
فاقتربت منه وامسكت بيده وهي تقول بحنان
_يوسف.. يوسف حبيبي ده حلم اصحى يا يوسف
فتح يوسف عينه وهو ينهج بشدة فقالت شوق بهدوء مع ابتسامة جميلة رسمتها على شفتيها
كان يوسف مازال متأثرا بذاك الکابوس الذي رآه فاستعاذ بهمس ولم يتكلم وانما ظل حزينا
لتجلس جواره شوق وهي تقول
_ ايه يا يوسف مفيش صباح الخير يا طنط شوق ولا حاجة
تنهد يوسف بحزن وظل صامتا
لتقول هي بحزن من اجله
_ ايه يا حبيبي شوفت ايه في الحلم مضايقك اوي كدا احكيلي يا يوسف
_شوفت ماما .. صحيح مش عارف شكلها ايه لكن كنت بتخيلها معايا لكل كنت كل ما اقرب منها علشان
قالها وهو يبكي لتضمه شوق بين ذراعيها
_يا حبيبي يا يوسف ده مش حقيقي ده كابوس متهتمش بيه وسيبك من اللي راح وفكر في اللي حواليك كلنا هنا معاك وبنحبك
_لا بابا مش بيحبني ولا بيسأل فيا ولا مهتم
ابتأس يوسف وأخفض رأسه لتقول شوق بنبرة كلها حماس
_طب تحب اقولك على حاجة تشيل الحزن من قلب ابوك!!
رفع يوسف رأسه تجاه شوق بسرعة وقال
_ايه قوليلي يا طنط بسرعة
_الحل ان تصر انك تتحسن يا يوسف
اعاد يوسف رأسه لأسفل مرة أخرى
_الدكتور قال مفيش أمل
_محدش يقدر يقول كدا لان الأمل كله في ربنا ومفيش مخلوق ليه يد ف دا وطول ما احنا بندعيه ومتأكدين انه قادر هيحققللنا كل اللي بنتمناه .. لكن بالصبر والعزيمة يا يوسف
_يعني اعمل ايه
_انت مش بتعرف تصلي!
_اه
_حلو في كل صلاة تشكي لربنا همك وتدعيه انه يشفيك ويوقفك على رجليك من تاني.
هتف يوسف بحماس_ ماشي هصلي
_وكمان تبعد الحزن والاكتئاب ده عنك ونحاول تفرح وتسعد نفسك علشان نفسيتك ده جزء أساسي في تحسن حالتك العب وامرح وعيش طفولتك يا يوسف .. اللي عرفته انك مش عايز تختلط بحد
_بيقلسوا عليا يا طنط نظراتهم بتكون كلها شماته بحس اني اقل منهم
_ بالعكس انت علشان شايف نفسك أقل منهم فبتحس بده لو حسيت انك انسان طبيعي زيك زيهم مش هتلاحظ النظرات دي ولا هتفرق معاك انت بتعيش لنفسك وبس متخليش أي حاجة تضايقك دور ع الحلو اللي حواليك لو عايز تتحسن يا يوسف قاوم اي شعور للحزن جواك
_اللي بتقوليه ده صعب اعمله ازاي
_انا معاك وهساعدك بس توعدني انك متخليش حاجة تكسرك
_ماشي
_ها قولي بتحب الدراسة
_مش بكره حاجة زيها
ضحك شوق
_تعرف اني كنت في يوم من الأيام زيك كدا الدراسة كانت عندي ابغض شىء في الدنيا
وبدأت تقص له حكايتها وهي صغيرة
_كنت صغيرة ومش بفهم حاجة على كلام المدرسين والكل كان بيتنمر عليا وكنت كل يوم بعيط واقول مش رايحة المدرسة تاني وبابا كان بيضربني علشان اروح لدرجة انه كان متضايق مني ومش بيحبني علشان مستوايا مش كويس لكن جه مدرس وساعدني وفضل معايا يشجعني كتير لحد ما قدرت اتغلب ع مشكلتي واتحسنت علشان كنت مصرة اني اتحسن علشان كان عندي اصرار وعزيمة
اعتدل يوسف في جلسته وقال بلهفة
_وباباكي حبك لما مستواكي اتحسن!!
ارتبكت شوق
_ها.. اه اه طبعا طبعا كان مبسوط وفخور بيا طبعا
ابتأست شوق فكيف تقول له غير ذلك
لتجد يوسف ينظر أمامه بشرود
فقالت هي بنبرة حماسية
_ها هتحاول ان يكون عندك الاصرار علشان تتحسن انت كمان
_وساعتها بابا هيحبني
_اكيد طبعا
_توعديني!!
صمتت شوق قليلا وقالت بقلة حيلة فهي لا تعلم بعد ما الذي ستفعله مع أبيه لذا قالت بتردد
_اوعدك .... ها هنفطر بقا انا جعت اوي انت مجعتش ولا ايه
_انا ھموت من الجوع
ارتدى غطاء سترته ليداري بها وجهه حتى لا يتعرف عليه أخيها فيتسبب في مشكلة معه كما أنه لا يريدها لأن تراه في حالتها تلك فټنهار لأنه رآها في أضعف حالاتها بالاضافة إلى أنه يعرف أنها لا تطيق حتى أن تراه من الأساس.
استقل سيارته وتوجه الى المركز التي تتعالج فيه ميار وسأل عن غرفتها ليعلم أنها في ذلك التوقيت في الحديقة بصحبة أخيها خالد وفداء فلعڼ
حظه
_ اوف على الحظ .. خااد ايه اللي جابه معاها دلوقتي مش هقدر أقرب منها أكتر من كدا
شاهد ميار تسير بروية بجوار فداء بينما خالد يجلس على الطاولة ويراقبهم بأعينه ....
وعندما التفتت قليلا ..استطاع أن يراها هو أمام عينه بوضوح فتراقص قلبه وعلت دقاته غمرت السعادة قلبه وعقله وسرى الدفء بين شرايينه
وقف لعدة دقائق مستمتعا بتلك السعادة التي تقفز من عينيه وهو يراها بخير حال تتحرك أمامه حتى لو لم
ولكن لحظات السعادة لم تدم طويلا فلقد تحرك خالد من مكانه وسار في اتجاهه خاف مهند من أن يراه خالد فانطلق فارا لخارج المشفى وكأنه لص يحاول الفرار من رجال الشرطة
وصل إلى سيارته وكشف عن غطاء راسه وهو يزفر بحنق وضړب زجاج سيارة
_ منك لله يا خالد قطعت عليا لحظات الهنا لسه مشبعتش منها انا مش عارف هغيب قد ايه
أنهت تناول الطعام معه ومن ثم اقترحت عليه لأن يذاكرا معا في حديقة المنزل فوافق ونزلا معا لتحاول شوق أن تتبع معه كل ما تعلمته وكل ما كان يفعله المعلم حسام لأجلها رفعت رأسها للسماء
متابعة القراءة