شوق
المحتويات
طول السنين اللي فاتت دي كلها لكن علشان يوسف كان عنده مشاكل في الدماغ ده أثر على علاج رجله اللي كانت استجابتها بطيئة او تكاد تكون معډومة.. مهتمتش لرجله اوي وركزت الأول على دماغه لحد الحمد لله ما ربنا كرمه ويوسف بقا انسان طبيعي وبيفكر بشكل كويس كأي انسان طبيعي وبعدها بدأت اتجه تاني لعلاج رجليه ورغم ان الدكتور أكدلي إن علاج دماغه هيشكل جزء كبير في علاج اعصاب رجل يوسف الا ان الدكتور ف اخر زيارة ملقاش اي استجابة خالص وفي الحقيقة مبشرناش وعلشان كدا يوسف كان مڼهار ونام من كتر البكا زي ما كنتي شايفاه.
فقالت بصوت بائس
_لا حول ولا قوة إلا بالله والله أني منيش عارفة أقول إيه هو فيه أم وأب بالجحود ديه لا إله إلا الله يارب وأبوة قاسم ديه قلبه مرقش لابنه طول السنين اللي فاتت دي ولا حتى لما سمع بمرضه ومعاناته
_للأسف لا بقولك قاسم مكانتش مشاعره اللي بتحكمه وتسيطر عليه أبدا كان بيتعامل مع يوسف ببرود شديد.. وقاله ان مامته ماټت لما يوسف بدأ يكبر ويسأل عن أمه زي بقية اللي حواليه عندهم أم ...
حاولت مع قاسم كتير انه يحب ابنه ويعوضه حنان الأم اللي اتحرم منه لكني مقدرتش وبالرغم من كدا عمر ما قاسم حرم ابنه من حاجة كل اللي بيطلبه بيجيبه ليه وكان بيطلب مني أروح لدكتور واتنين وعشرة علشان يوسف يخف لكن بدون ما يتدخل هوا مكانش بيبخل أبدا في علاجه وجابله الكرسي المتحرك الحديث ده علشان يعتمد على نفسه وبقا يجيبله المدرسين في البيت علشان يتعلم ...حتى السباحة جابله مدربين مخصوص ليه هو وبس وفاهمين في حالته
_هيفيد بإيه كل اللي بيجيبه ويعمله وهو عمره ما عطا الواد ريق حلو يفرح قلبه يا حبة عيني يوسف متأكد ان ابوه مش بيحبه ووصل بيه لدرجة انه مفكره بيكرهه ما هو مشافش منه حاجة يا نضري تروى ظمأ قلبه لا بسمة حلوة ولا حضن دافىء ولا ايد حانية تطبطب على ضهره وتخفف عنه اللي هو فيه... لا حول ولا قوة إلا بالله.
نهضت من مكانها وارتدت حجابها وقالت بتأفف
_ما تهدى شوية ياللي ع الباب هو في ايه
فتحت الباب لتجده أحد الجيران وهو يقول بملامح وجه لا تبشر بخير
_الحقي بيقولوا بركات أخوكي عمل حاډثة.. عربية خبطت فيه وولاد الحلال نقلوه للمستشفى.
وقع قلب توبا في قدمها وتسمرت مكانها پصدمة في تلك الأثناء عادت أمها من السوق بالمشتروات وعندما وجدت ذاك الشاب يقف مع ابنتها أمام باب المنزل وابنتها تقف متخشبة مكانها حتى اكفهر وجهها وقال بصوت غاضب
لم تسمع أي رد من توبا اللى اشفقت على أمها من سماع الخبر فنظرت للشاب عله يجيب هو بدلا عنها
لتصيح بهم الأم
_ما تنطقوا انتوا الاتنين واقفين زي اصنام قريش ليه كدا بت يا توبا اتكلمي يا بت متسبيش عقلي يودي ويجيب
ليهتف الشاب بعد أن قرر أن يتحدث هو فتوبا على ما يبدو انها لن تستطيع التحدث
_مفيش حاجة يا ام بركات بسيطة ان شاء الله كنت عايزك تروحي المستشفى كدا
حركت رأسها بعدم فهم
_ اروح المستشفى أعمل ايه وهي ايه اللي بسيطة ما تنطق يا ابني علطول
هتف هو بارتباك وصوت متحشرج
_ بركات ابنك عربية خبطته والناس نقلته المستشفى
ضړبت هي على صدرها پصدمة وقالت بنبرة فزعة غاضبة
_ يا حبيبي يا ابني وانتي يا بت لسه واقفة عندك وسعي كدا خلينا نروح لأخوكي.
قالتها أم بركات وهرولت لأسفل الدرج بأقصى سرعتها
أما توبا فأدخلت المشتروات للبيت وأحكمت غلق الباب جيدا ولحقت بأمها عدوا وهي تنادي عليها
_ماااماا ... يا ماما استنى انا جاية معاكي.
__
قدمت الخادمة أمامها وقالت بهدوء
_ الغدا جاهز يا ست هانم
نظرت جلنار لشوق
_ يلا يا شوق نتغدى مع بعض أكيد انت لسه متغدتيش
_ مش هخبي عليكي يا هانم اني فعلا من امبارح محطتش لقمة في بوءي من امبارح... بس احنا هنآكل ازاي من غير يوسف
_ يوسف أمينة هتطلع ليه أكله فوق
حركت شوق رأسها بعدم استساغة ما سمعته
_ واه ازاي ديه هنسيب الولد في حالته دي ياكل لوحده
_ هو متعود على كدا وخاصة لما يكون متضايق مش بيأكل من أصله
_لا حول ولا قوة الا بالله يا حبيبي يا بني ... طب أني هطلع أحاول معاه مش هيهون عليا أكل وهو مهموم وحزين اكده
_ سبيه يا شوق مش هتقدري عليه انا ياما حاولت معاه ومش بقدر عليه
_ معلش يا هانم خليني أحاول
_ تمام أمينة اطلعي مع شوق وريها اوضة يوسف
صعدت شوق لغرفة يوسف وطرقت الباب
يوسف كان حينها يرقد على فراشه ويحمل التابلت في يده ويشاهد مقاطع الفيديو من خلاله
لم يهتم يوسف بالطارق وظل يتابع المقاطع باستمتاع
اعادت شوق طرق الباب مرة أخرى وهي تنادي
_يوسف أني أبلة شوق ادخل يا حبيبي
لم تجد منه ردا فقالت وهي تضع يدها على مقبض الباب
_اني هدخل يا يوسف
فتحت الباب وبحثت بعينيها عنه لتجده على فراشه مستيقظا
فقالت بتبرم
_يعني انت صاحي وسامعني يا يوسف ومش بترد عليا طب ينفع اكده
اقتربت منه وجلست على طرف الفراش وهي تقول
_ها قولي كدا مشغول في ايه ومش بترد عليا
وجدته يتابع أحد أفلام الكارتون فقالت بمرح
_يااه فكرتني بأيام الطفولة يا يوسف أني كنت بحب الكارتون قد عنيا وعلطول قاعدة طول النهار عليه زيك اكده وبنسى الاكل والشرب
كل هذا ويوسف يسمعها وهو يشاهد المقطع ولا يرد
لتقول شوق بتساؤل
_بس اسمه ايه الكارتون ديه اني مش عارفاه مكانش أيامنا ديه يا يوسف
لا رد من يوسف لتتابع شوق قولها وهي تنظر للشاشة
_يوه يوه يوه
متابعة القراءة