شغفها عشقا بقلم ولاء رفعت علي
المحتويات
و مازالت تبكي
ادعي لها بالله عليك يا يوسف أنا خاېفة يحصلها حاجة أنا بحب ماما أوي و مقدرش أعيش من غيرها
قامت مريم بمعانقتها و قالت بمواساة
يا حبيبتي ربنا يديها الصحة و يبارك لك فيها أدعي لها و هي هتقوم بالسلامة
اقتربت نحوهم ممرضة لتسألهم
مدام أمنية والدتك صحيت و عمالة تقول هاتولي مريم
قالتها الأخرى فأشارت إليها الممرضة
طيب تعالي معايا عشان هي عايزاك
و قبل أن تذهب أمسكت أمنية يدها و قالت لها
أنا عارفة إنها زعلتك كتير بس بالله عليك سامحيها هي قلبها أبيض و بتحبك
اومأت إليها و أجابت
اطمني يا أمنية أنا مسامحها من غير حاجة لأنها في مقام ماما الله يرحمها و ربتني زي ما ربتك بالظبط من غير ما تفرق في المعاملة
و رفعت يدها بصعوبة و تقول بصوت يكافح الخروج من بين شفتيها حيث هزمها المړض المفاجئ شړ هزيمة
تعالي يا مريم تعالي يا حبيبتي
ذهبت إليها و جلست على مقعد مجاور إليها أمسكت بيدها بين كفيها و ابتسمت لها قائلة
ألف سلامة عليكي يا ماما هويدا
هزت رأسها بالإيجاب و أخبرتها بامتنان
أنا عمري ما أنسي الحلو اللي قدمتيه ليا مهما كان مقابله مواقف سيئة خلاص تقريبا نسيتها
بس أنا ما نستهاش أنا فعلا جيت عليك كتير و المفروض كنت اخدت حقك من ابني لما كان بيتعدي حدوده معاك كنت خليت خالك يكملك تعليمك من غيرما تروحي تشتغلي و تتبهدلي كنت وقفت لجاسر و مخلتهوش يتجوزك أنا مكسوفة أطلب منك تسامحيني ده أنا مش مسامحة نفسي على كل اللي عملته معاك
أنا قولتها لأمنية و بكررها لحضرتك أنا مسامحاك من غير أي حاجة
و دنت منها ثم طبعت قبلھ فوق جبينها
ألف سلامة عليك
كم من قلوب نقية ق٦ذفت بالوحل فجاء الغيث عليها بغزارة لتعود إلي نقائها مرة أخرى.
و بعد ثلاثة أيام صرح الطبيب بخروج السيدة هويدا من المشفى و المتابعة من حين إلى آخر و تذهب لأخذ جلسات علاج بالمادة الكيميائية.
إيه القرف اللي هو عامله ده!
ذهبت إلى غرفة النوم وجدته يتمدد على بطنه فوق المضجع على الكمود جواره صينية عليها بقايا طعام من الوجبات الجاهزة تركت متعلقاتها و حقيبة يدها جانبا و أخذت ترتب هذه الفوضى حتي انتهت و داهمها الشعور بالتعب ارتمت فوق الأريكة فانتفضت عندما رأته يقف أمامها يسألها بلهجة حادة
أثارت كلماته غ٥ضبها حيث لم تتقبل وعيده علي صديقتها فصاحت في وجهه
حړام عليك ما تسيبها في حالها هي مش عايزاك و لا بتقبلك ماسك فيها ليه
قبض على عضدها بأنامله التي انغرزت بقوة في ذراعها فأطلقت صړخة پألم
أنت مالك أنا أعمل اللي أنا عايزه و أنت تسمعي الكلام و تخرسي خالص بدل و ربنا اللي هاعمله فيها هطلعوا عليك فاهمة و لا لاء
هزت رأسها بالإيجاب فنفض ذراعها و اتجه نحو المړحاض ملقيا عليها أمره
حضر لي حاجة أكلها عشان خارج
استدار إليها و أخبرها لإغاظتها
رايح أسهر مع بنات عندك إعتراض
نظرت إليه بامتعاض و أكتفت بالصمت و ذهبت إلى المطبخ لتعد إليه الطعام.
و في ساعة متأخرة من الليل يجلس داخل الملهي الليلي يحتسي الخمر بشراهة كلما يتذكر رفض مريم إليه و شعر كم هو أحمق لما يريد امتلاك أحد يمقته إلي هذا الحد تذكر السبب الرئيسي و الذي جعله يفعل هذا إلا و هو شقيقه يشعر اتجاهه دائما بالحقد و الضغينة.
ألحق بص كدة مش ده جاسر الراوي اللي أتجوز مريم اللي كانت بتشتغل في محل أبوه
قالها إحدى الشباب الجالسين بجواره فأجاب صاحبه
أيوه البت القمر عارفها ده كمان أتجوز بنت خالها اللى اسمه عرفة
عقب الأخر پحقد و سخرية
ده يا بخته و خسارة فيه
أخبره الأول و تعمد رفع صوته ليصل إلى سمع هذا الذي يسترق السمع إلي حديثهما عنه
ده أنا عرفت من البت نهي إنه أتجوز أتنين عشان يعمل لنفسه قيمة علي إنه راجل جامد و مفيش زيه و هو أصلا عيل أهبل و شكل مرتاته الأتنين بيدولوا على قفاه
نزل من فوق المقعد المرتفع بجوار البار و وقف أمامهما و يحثه الشيطان عن أن يق٥طع ألسنتهما
جري إيه يا حلو منك ليه عمال تلقحوا عليه بالكلام و أنا ساكت لكم أنا أهبل يا ولاد ال...
أمسكه احداهما من تلابيب قميصه
طيب ليه الغلط بقي روح يلا من هنا مراتك بتنده عليك
و ربت على خده بحدة فباغته جاسر بلكمة و يصيح في وجهه
ملكش دعوة بأهل بيتي يا...
وضع الأخر يده على أثر الض٧ربة فتناول زجاجة خ٥مر و قام بكسرها علي طاولة البار الرخامية فص٩رخت الفتيات و ابتعدوا و توقف الشباب يشاهدون ما يحدث فعل جاسر المثل و أشهر الزجاج المدبب نحو الأخر قائلا
لو راجل قرب و وريني نفسك
صاح الأخر پغضب مستطير قائلا
أنا أرجل منك و وريني هاتعمل إيه
بدأت المعړكة بينهما و احتدم الص٥راع بينهما ابتعد اللذين يقفون للمشاهدة من حولهما أتوا رجال أمن الملهي من الخارج ليلحقوا بهما.
أنت اللى جبته لنفسك
قالها جاسر بعد أن تمكن من إيقاع الشاب على الأرض و غير مدرك لما يفعله و هذا لأنه يقع تحت تأثير الخ٥مر رفع يده لأعلي بنصف الزجاجة المدبب و الحاد ثم وغزه بقوة في عنقه فأصابها بج٩رح قاطع و غائر أدي إلي قطڠ العرق النابض أخذ ينتفض جسد هذا الشاب و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
الفصل الخامس عشر
يتجمع العمال حول يوسف الذي وصل للتو ما بين الترحاب و بين يلقون عليه شكواهم من عدم أخذ رواتبهم منذ شهور نظير وعود شقيقه الواهية.
نورت محلك يا أستاذ يوسف
قالها احدهم فأجاب ترحيبهم الحار بنبرة مليئة بالأمل و التفاؤل
ده منور بيكم يا رجالة و المحل ده مش محلي و لا محل أخواتي ده محلنا كلنا هو و باقي السلسلة كل جدار شاهد على تعب و شقي سنين اتبني بعرقكم و مجهودكم مش عايزكم تقلقوا خالص أنا دفعت كل الضرايب بالغرامات اللي علينا كلها الحمدلله مش ناقص غير حاجة واحدة و هي أنكم تاخدوا رواتبكم المتأخرة و أنا بوعدكم هتاخدوها بعض ما أطلع علي اساميكم واحد واحد و مين اللي اشتغل طول الشهر و مين اللي غاب عشان كل واحد ياخد حقه بما يرضي الله اتفقنا
تعالت الهمهمات و صاح من بينها
ربنا يبارك لك يا استاذ يوسف و إحنا معاك و مش محتاجة سؤال طبعا اتفقنا
ردد الآخرون أخر كلمة في صوت واحد فأومأ إليهم قائلا
تمام يا
متابعة القراءة