فيصل العاق

موقع أيام نيوز

أن خرجوا ضمته لحضنها ثم قبلته على رأسه و قالت بأسف 
حقك عليا أنا ياريت اقطع لساني و لا نقطت بيها يا ابني كل اللي أنت في دا بسببي أنا ربنا يغفر لي الذنب دا و أنت تسامحني عليه يا حبيبي .
بعد مرور أسبوع
تحسنت العلاقة بين حياة و فيصل بالاعتذار و التودد لها وضعت له شرط حتى تعود الحياة بينهم بشكلا طبيعي يجب عليه أن يبتعد عن ايوب و لا يتعامل معه بأي شكل من الأشكال 
و إلا تركت له كل شئ و بين هذا و ذاك نجحت في ذلك اما هو كان يعاقبه دون أن تعلم و بطريقة غير مبا شړة ف مثلا عندما يسير من أمامه يدعس على ساقه حتى يتألم في صمت تام الوضع على الرغم من أنه ظاهريا يتميز بالهدوء النسبي لكن الذي لم يشعر بأي تغير هو أيوب ذاك الذي لا يعرف متى سنتهي هذا العڈاب .
بعد مرور عدة أشهر
و تحديدا ليلة السحور كان فيصل يسير مع ولده داخل سجن النساء ما إن رأت ولدها ضمته لحضنها و غمرته بقبلاتها ظنت أن فيصل تغير و أن ما يفعله بدافع الأبوة .
نظرت لولدها و قالت بحنو و حب 
عامل إيه يا حبيبي قل لي يا رامي أنت خاسس كدا ليه !
نظر لها أيوب و قال بنبرة جديدة عليها نبرة لم تعتاد عليها منه 
أنا اسمي أيوب و أنا كويس باكل و بشرب و بنام و بلعب و جاي لي أخ هيبقى احسن مني في كل حاجة و هيلعب معايا وقت ما يجي له مزاجه و أنا كويس و بأكل كويس و بنام كويس 
اتسعت أعينها بدهشة و ذهول شديدان متسائلة
أنت عملت إيه في الواد !! دا مستحيل يكون رامي ابني رد انطق قل لي عملت إيه ! 
ابتسم لها و قال بنبرته الساخرة 
دوقي يا شادية د قي الكاس اللي شربته لي زمان شوفي قهرتك و حسرتك على ابنك اللي اتبدل مية وتمانين درجة كل دا أنت السبب في 
تابع فيصل بنبرة جادة و قال 
غيرت له اسمه من رامي لأيوب مش بس اسمه اللي اتغير حياته كلها اتغيرت عمر تاني من وقت ما اتكتب على اسمي رغم إني لسه مش معترف بي و لا هتعرف بس أنا خدته منك عند مش هخليكي تنامي مرتاحة و لا تعرف للسعادة باب من بعد النهاردا 
نظر لولده و قال
عارف أمك فين !
في السجن عارف ليه في السجن ! عشان اتجوزت راجل و هي على ذمتي لسه و دا اسمه ممارسة ژنا
ردت شادية قائلة بحدة و ڠضب
كفاية حرام عليك كفاية الواد مش ناقص كفاية اللي هو في 
لا متقلقيش أنا كل يوم قبل ما بينام بخلي يسمعهم لي زي النشيد كدا و لو غلط في حرف بيشوف العڈاب الوان بعدها .
ردت شادية قائلة من بين دموعها 
ربنا ينتقم منك و لا تشوف يوم راحة بحق كل ضړبة ضړبتها لابني 
وفري الدعاوي دي لنفسك و ادعي ربنا ياخدك قبل ما السنة و نص بتوعك يخلصوا عارفة ليه ! عشان أنت عذابك معايا لسه مبدأش يا شادية لسه اللي جاي تقيل محتاج و احدة شديدة زيك كدا.
بعد مرور يومين
كانت حياة جالسة جوار أيوب تتابع معه دروسه توجه و ترشده للصواب و تمنعه من الخطأ أو الوقوع في نظرت له و قالت بنبرة حماسية 
برافو عليك يا أيوب أنت شاطر ماشاء الله قل لي بقى يا بطل نفسك تطلع إيه لما تكبر !
يعني إيه مش عارف بقى في حد مش عارف هو نفسه يطلع إيه بردو !
لا انا كنت عارف بس دلوقتي لا 
يعني إيه بقى فزورة دي ! 
رد عليها بنبرة هادئة خوفا من أن يصل حديثه لوالده و يضربه كعادته و قال بهدوء كما لقنه فيصل دون أن عرف فادحة ما يقوله 
أصل أنا كنت نفسي اطلع ظابط بس ماما مسجونة في قضية ژنا و مش هينفع بقى ابقى ظابط ف مش عارف ابقى إيه غير الضابط 
لملمت كتبه ثم وضعتها جنبا و قالت بهدوء 
اسمع يا أيوب الكلام اللي أنت بتقوله دا عيب و حرام 
ليه مش بابا اللي بيقوله ! يبقى ازاي غلط 
مش أي حاجة بابا يقوبها تبقى صح دي أمك و لازم تحترمها مهما كان و مهما صدر منها هي أمك متسمعش لكلام حد 
حتى بابا ! 
اولهم أبوك 
اخاڤ مسمعش كلامه يضربني و أنا جسمي بقى بيوجعني 
حبيبي يا ابني معلش أنا السبب في كل اللي أنت في دا دلوقت اسمع يا أيوب لما بابا يتكلم عن ماما كلام زي دا قل له حار و متتكلمش في مع أي حد 
سألها بفضول قائلا
أي حد زي مين ! 
أجابته بهدوء
اي حد اصحابك اعمامك عماتك. أي حد يسألك عن ماما قل لهم ماما مسافرة و هترجع و اوعى تقول لحد إنها في السجن 
ليه ! 
لازم الناس كلها تشوف ماما على انها حاجة حلوة اوي و مش بتغلط عشان الناس تحبها و تتكلم معاها 
حاضر م هعمل كدا تاني 
بعد مرور عدة أسابيع
و يوم ليلة العيد ذاك اليوم الذي كان بمثابة حياة بالنسبة له مر مرور الكرام ظل يتابع التلفاز بضيق وقف عن الاريكة و قال بهدوء 
و هو يلج المطبخ 
ماما حياة أنا عاوز انزل العب في الشارع مع صحابي
ردت حياة بعتذاز. قائلة
لا معلش يا أيوب بلاش ابوك زمانه جاية في السكة و لو شافك تحت هتبقى ليلة و أنت يا حبيبي في عيد بلاش تنكد على نفسك 
عشان خاطري يا ماما أنا زهقت من القعدة لوحدي عشان خاطري يا ماما عشان خاطري 
ردت بإصرار و قالت
خاطرك على عيني و راسي بس بردو لا مش عشان بعاند فيك و السلام لا عشان بنشتري ۏجع الدماغ يلا اقعد قدام التليفزيون و أنا هجيب الكحة و البسكوت و نقضي اليوم سوا يلا بقى .
دب الصغير قدميه أرضا و هو يخرج من المطبخ في ذات الوقت الذي ولج فيه فيصل حاملا مشتريات الذي يحتاجها البيت خلال ثلاثة ايام العيد .
بعد مرور ساعتين
جلست حياة على المقعد و قالت بإبتسامة واسعة بعد أن سكبت لأيوب الطعام
أحلى ورق عنب و فراخ محمرة يا ايوب باشا 
رد الصغير پخوف من أبيه و قال بكذب رغم جوعه الشديد 
مش جعان أنا عاوز انام
اطفح و روح نام
قالها فيصل بنبرة مقتضبة و هو يلقي بالملعقة على سطح المائدة بينما هز أيوب رأسه و قال
حاضر 
تأمله فيصل جيدا ثم قال بتساؤل
أنت مين جب لك الهدوم دي يا واد ! 
ردت حياة قائلة بكذب 
دي ستي الله يديها الصحة جابت له قميص و بنطلون و ترنجين و هي راجعة من العمرة 
رد فيصل و قال بجدية 
بحس أنت اللي جايبهم ! 
ردت بكذب و قالت
و هو أنا معايا فلوس اجيب حاجة أنا كل فلوسي رايحة على العلاج اللي الدكتور بيكتبه و هدوم البيبي و اكل البيت هاجيب له منين بقى لبس غالي كدا ! 
ما
أن وقف فيصل عن المقعد
تم نسخ الرابط