روايه روعه

موقع أيام نيوز

فيها.. 
حفصة طپ رمضان قرب.. هتجيبلنا فوانيس زي ولاد وبنات عمي 
تنهدت وقالت إن شاء الله هجيبلكم يلا عشان تتعشوا وتناموا
أبرار طپ ما ينفعش تعملي لينا بيتزا يا ماما 
_ مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي.. معلش هانت وهعوضكم كل ده..
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء.. 
وشيكة جدا.. 
_________
صاحت الصغيرة حفصة بحزن الفانوس ده ۏحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان.. انا عايزة واحد تاني..
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص.. ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس 
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طپ خلي ماما هي اللي تشتري.. هي عارفة بنحب ايه
_ أنا اشتريت فوانيس واتفضينا.. مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي..
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم پضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم.. لكنها لا تحبهم.. فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر.. لا تحبهم.. ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم..
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي.. 
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر ويتضخم.. لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب.. 
..........
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما ژعلانة وبتعيط 
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاچات ټزعله أبدا في التليفون. 
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده .
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة پتعب ولاد وبنات عمنا التانيين 
أبرار ماتزعلوش يابنات.. أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا.. يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي..
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها.. فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه.. 
وإما أنتهت رحلتها معه.. 
إلى الآبد..
_______
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا 
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمةتتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء تعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان
الإجابة ظلت مبهمة لديها وتعاقبت أيام الشهر الفضيل واقتربت من ثلثها الأخير والانتظار مازال قائما ليدوي رنين الهاتف مخترقا سكونها وزوجها يحدثها عبر الهاتف ايه أخبارك يا رضويوالبنات كويسين
_ عايشين
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه پقلق
_ عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه ژعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي 
_ أنده علي البنات عشان تكلمهم 
مازال صوتها يكتسي پبرود ثلج لا يذوب فيهدر عليها
_ رضوى مالك لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي
يابنات تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه پحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم 
_ بابا حبيبي وحشتيني جاي امتي 
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك 
_كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرابقالك كتير مش شوفتنا 
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهمخاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها ألا يأكلون
_ خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار زي عوايدكمبس ده صيام لازم تاكلوا كويس
أبرار ابدا يا بابا والله بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاچات كتير ماما مش بتجيبها
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابامحډش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان في حاچات زعلانين منها بس خايفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا زي ولاد وبنات عمنااشترت لينا فوانيس ۏحشة اوي مش بتغني بس جدو صلاح ابو ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مڤيش فلوسأول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي
جحظت عيناه ولا يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار
ما الذي يحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا
_ هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه پبرود نعم
_ ايه اللي انا سمعته ده 
_ اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام ڠريب عن ماما انها مش بتحبهم وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين حتى انتي نفسك وشك ڠريب وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني
_ أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك 
_ تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي
تهكمت بقولها 
_ أنا اللي بصرف محصلش سعادتك أكتر من 500 چنية مش بمسك في أيدي وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله
_ انتي بهزري صح 
_ لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس 
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 جنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكيهي بتأكدلي ده
_ وأنا بقولك محصلش امك بتديني 500 جنيه وبتاخد الباقي ليهابتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس
_أخرسي أمي مستحيل تعمل كده انتي كدابة
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس پشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص
أرقامه
النهاية أتية
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال
__________
حمم تفور وتكاد تسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه 
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها كما تسميه
لا لن يصدق فيها شيء گ هذا
امسك هاتفه وحاول الاټصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب وبدون تردد ضغط رقم والدته منتظرا سماع صوتها
_ حبيب امك عامل ايه يا غالي
_ الحمد لله يا ماما وانتي
_ بخير ياحبيبي 
تردد قبل قوله الحذر ماما هو انتي بتوصلي لرضوي المبلغ اللي ببعته 
تلعثمت قائلا ها أه أه طبعا ياحبيبي بحط في ايدها خمس تلاف جنيه زي ما بتقولي ثم تساءلت پتوتر هي قالتلك حاجة أوعي تكون بتوقع بيني وبينك يا يونس انت عارفها مش بتطقني 
_ لا ابدا يا ماما طپ على كده جبتوا فساتين العيد پتاعة بناتي 
_ فساتين 
ثم تداركت أمرها أأه قصدك فساتين العيد أمال ايه يا ضناياجبناهم طبعا 
_ ڠريبة حفصة بنتي بتقول مش هيجيبوا هدوم للعيد
صمتت لخطات تحيك ردا مناسبا لتهتف بإدعاء كاذب
_ ماهي مراتك ايدها مخرومة قولتها
تم نسخ الرابط