الحب لا يمحو الماضي
وبياخد نفسه بالعافيه...ومش راضي يصحي...أنا خاېفه اوى تعالي بسررعه.
...هرول زايد مسرعا الي شقه فارس حاول مرار وتكرارا ايقاظه ولكن دون جدوى...فاتصل بسيارة اسعاف لنقله الي المستشفي...ركضت رهف خلفه وانتظرت خارج حجرة الاستقبال...حيث تم وضعه علي جهاز التنفس الصناعي لمحاوله افاقته
وبالفعل ما هي الا دقائق وانضبط نفسه وتمت افاقته ليصر الطبيب علي عمل فحوصات لازمه له ...خضع فارس للعديد من الاشعه والتحاليل اللازمه...وبعدها تم نقله الي غرفه عاديه...لتدلف له رهف لتجده نائما لتخشي انه ما زال علي وضعه...فطمأنها زايد ان هذا طبيعيا...حيث أعطاه الطبيب حقنه مهدئه لاستعاده جسده وضعه الطبيعي بعد الفحوصات...خرج زايد يستعلم عن نتيجه الفحوصات وترك رهف مع فارس جلست بجانبه..لتتأمله بحزن تداعب بأصعابها خصلات شعره تتذكر كل الاحداث المريرة في حياتهم بدئا بحاډثه والداها ووالده واصابته النفسيه وبعد عنها فترة طويله ورجوعه وعدم تقبلها لرجوعه ومعاملتها الجافه له في بادئ الأمر وتخبطها وتخبط مشاعرها لتعض علي أناملها من الندم ...تذكرت أيضا محاوله قټله علي يد أمها فتساقطت دموعها علي بشرته الباهته وأغمضت عينيها ليأتي في مخيلتهاتعذيبها له وتحريم نفسها عليه وابعادها عنه ...وموقف سليم اللعېن... لتبغض نفسها وبشده ...قائله
انت تعبت اوى يا فارس في حياتك. .ولازم ترتاح...عارفه ان أنا السبب في اللي انت فيه...بس وحياتك لا أتغير علشانك...وان كنت
سامحت فده لغرض في دماغي...مسيرك تعرفه
سمعها فارس في غفوته ففتح عينيه ببطء قائلا بصوت مبحوح
أنا مش تعبان ولا حاجه يا رهف ده مجرد ارهاق...وبعدين أنا أي تعب بتعبه في حياتي يهون...قصاد قعدتك جمبي دلوقتي...اللي فكرتها في يوم مستحيله.
تنهدت رهف بارتياح وبسمه باهته قائله
ازيك دلوقتي يا حبيبي...كده يا فارس تخضيني عليكي...عارف كان احساسي عامل ازاي...وانت مش عارف تاخد نفسك...ومش بتصحي ترد عليا حتي
أغمض فارس عينيه بتعب قائلا
أنا كويس يا قمر...اطمني...ده كله ارهاق شغل مش أكتر..او جايز الفرحه اللي في قلبي...قلبي نفسه مش مستحملها...أسف يا حبيبتي اني خضيتك.
أراد الاعتدال في جلسته فقامت باسناده ووضع الوساده خلفه لتريحه ثم جلست بجواره لتضع يدها علي كتفه قائله بحب
بلاش تتأسف يا فارس .أنا بصراحه بقالي فترة...مش مرتاحه لحالتك...علي طول همدان وبتنام كتير...وكان نفسي أقولك تروح تعمل فحوصات...بس عارفه انك هترفض...بس سبحان الله اللي حصل ده خلاك تعمل الفحوصات...ونطمن عليك.
وضع رأسه علي صدرها ليستمع الي دقات قلبها المتسارعه قائلا بحنو بالغ
للدرجه دي حالتي أثرت فيكي يا رهف أنا حالتي دي متجيش نقطه في بحر من حالتي زمان...ولا تكوني خۏفتي لأرجع لحالتي القديمه
أخرجته رهف من بين أحضانها ووضعت يدها علي وجهه قائله بحب صادق
أولا انت لو بحالتك القديمه أنا راضيه...ثانيا أنا بخاف عليك حتي من نفسك...ثالثا بحبك أوى يا فارس حياتي من غيرك ضايعه...انت لو سيبتيني يبقا بدمرني تاني ...دمار هيخليني أموت
كاد ان يتناسي أنه بالمشفي ويلتهم باقي حروف كلماتها في شفتيه لولا دخول زايد المفاجئ عليهم قائلا بمرح
اثبت عندك لتولع....في المستشفي يا فارس .مفيش خشي ...مفيش أدب...ولا قلت تغير المكان...ارحمونا بقا...هنا هييييح وعند رنيم و هيثم هيييح..وأنا معايا العيله اللي مش فاهمه حاجه.
زفر فارس بحنق قائلا
انت مفيش فايده فيك...هادم اللاذات...والله أقسم بالله من يوم ما اتجوزت ما أنا متهني بسبب عينيك دي...لا ومن هبلي روحت أقولك ان كل حاجه تمام.
شهقت رهف ووضعت يدها علي شفتيها تعض عليها بخجل قائله
انت اټجننت يا فارس ازاي تقول كلام زى ده...افرض فضحنا ولا راح قال لهاديه و قالت لرنيم مش ده ممكن يحصل...لولا انه أكيد عاقل ومقالش.
ابتسم زايد ببلاهه قائله
لا لهو انتو متعرفوش...أنا قلت لهاديه علي أساس تفهم ...أصل مش بتفهم...راحت ما كدبتش خبر...وقالت لهيثم و رنيم والحمد لله فضيحتكم بجلاجل.
عض فارس علي شفتيه قائلا
عرفت ليه يا زايد بقول عليك نحس ورأس البومه...لاني من يوم ما قلت ليك...والحمد لله الحياه بقا لونها كحلي...وأخرتها مرمي في المستشفيات...عاجبك كده
لاحظت رهف عصبيه فارس فخشت عليها فربتت علي كتفيه لتهدئه قائله
اهدي يا فارس .محصلش حاجه لكل ده زايد أكيد بيهزر...مش يقصد...وبعدين ما انت عارفه...علي طول بيضحك ويتريق...سيبك منه .
هدأ فارس نوعا ما وهو يذغر الي زايد ليطمأنه علي نتيجه التحاليل فهم الأخر فرد قائلا
ايه مالك بتذغرلي كده ليه...خاېف ليكون فيك حاجه...مفيش يا سيدي...دمك زى العسل مفيش فيه اي حاجه والاشعه كمان سليمه...وصحتك عال العال .
تنهد فارس قائلا
الحمد لله...انت بس ابعد عينك عني وهي تفضل عال العال...وبعدين أنا عايز أخرج من أم المستشفي دي...حتي لو هقعدك مكاني...بس هخرج.
انتفض زايد پخوف مصظنع لتتعالي ضحكات رهف قائله
لا حرام عليك يا فارس خضيته...متخافش يا زايد هو طيب...ومش هيقعدك مكانه...وانت بلاش تمشي الا لما الدكتور يكتبلك علي خروج...أنا هروح اجيبلك عصير انتي والغلبان اللي نشف ريقه من خضة امبارح.
رفع زايد يده الي أعلي بمرح قائلا
الهي يخليكي...ويعلي مراتبك بين الامم يا رهف يا بنت انتصار لااااا بلاش .يا بنت نديم الألفي لراجل الطيب...وحسنه قليله تمنع بلاولى كتيرة.
خرجت رهف من الغرفه مسرعه تكتم ضحكاتها لينزل زايد يده من أعلي ويفتح بين اصابعه وينظر من بينهم لفارس پخوف ليشاور له فارس باصبعه بعلامه ان يأتي أمامه في الفراش ...ذهب له زايد مطأطأ الرأس وجلس أمامه كما يجلس الطفل أماما أبيه ليمسكه فارس من ياقه قميصه ويميله نحوه قائلا بغيظ
أنا بقا متكذبش عليا...وتقولي أنا عندي ايه بالظبط...با اما يمين بعظيم...أحبسك هنا في قلب المستشفي...وانت عارفني أعملها ولا يهمني...حوارك كله مدخلش عليا.
ابتلع زايد ريقه قائلا بارتجاف
وأنا ايه اللي يخليني أكذب عليك يا فارس يا أخويا بس...ما انت عارفني فضيحه...وكنت هتعمد أقول الحقيقه قدام رهف
علشان تغصبك تتعالج.
تركه فارس وأخذ يتظر الي الفراغ أمامه بشرود قائلا
أنا بجد يا زايد حاسس اني تعبان ومن فترة...بس كنت بكابر...بس الموضوع زاد عن حده امبارح بليل...وده اللي خلاني شاكك انك مخبي عليا حاجه.
هز زايد رأسه بالرفض قائلا
أبدا انت صاغ سليم...التحاليل كلها مبينه ان مفيش في دمك أي حاجه ..لو حابب ممكن كمان أسبوع نعمل تحاليل تانيه...لان في ساعات حاجات مش بتبان من المرة الأولي
كاد أن يجيبه لولا دخول رهف بعلب العصير اليهم فقبض علي شفتيه مبتسما لها حتي لا يقلقها عليه مقسما بين نفسه لو تكررت الحاله سيعرض نفسه علي أخصائي في فرنسا...ابتسمت لهم رهف وأعطتهم العصير فتناوله زايد وجلس بأريحيه حتي ذغر له فارس ليتركهم بمفردهم...لوى زايد شفتيه وهض هو يزفر بحنق وخرج من الغرفه....ابتسمت رهف بخبث وقالت
ليه عملت كده يا فارس كنت سيبه...يقعد معانا شويه...والله كتر خيره...من امبارح وهو معاك ومش راضي يسيبك...انت قاسې قوى ي فارس
جذبها من ذراعها لتسقط في أحضانه قائلا
أنا عايزة أخرج من هنا...لأحسن هولع في المستشفي وفي الدكاترة وفي الزفت زايد أنا خلاص فوقت...وعايز أرجع لبيتي...وأعيش حياتي.
وضعت رهف يدها علي وجهه ونظرت له بأسف قائله
بصراحه أنا مصدقتش كلام زايد لما قال انك كويس...وخصوصا وأنا شايفاك اليومين اللي فاتوا بتدمر قدامي...خرجت بحجه اني هجيب عصير...وسألت الدكتور عن حالتك...قالي انك كويس...بس لازم تفضل تحت الملاحظه أربعه وعشرين ساعه.
قطب فارس جبينه وزفر بحنق قائلا
أربعه