عذاب قسوته
المحتويات
عمرنا اللي رقبته متعلقة فى إيدينا ووثق فينا هنقوله إيه دلوقتي
أجابته بدموع فشلت بكبتها _مهو مش بمزاج حضرتك ولا كنت مدبر أن دا يحصل.
زفر پغضب ليس له مثيل فلأول مرة يتعرض لمثل هذا الموقف ولكنه واثق بأن هناك خطأ ما فقال بذهول _بس أنت متأكدة أني حاطه بإيدى فى درج مكتبي.
أجابته فاطمة بأسف_أنا دورت فى كل مكان كذا مرة والملف مالوش وجود
قالت بتعجب شكل على ملامح وجهها الرقيق _بس المكتب عادى جدا مرتب زى مهو ومفيش أثر لأقتحام أو اي شيء غريب...
شتت ذهنه فشعر بأن عقله على وشك الانفجار من التفكير أقتربت منه بتردد ولكنه بحاجة للنصحية فقالت ببسمة هادئة_حاول تهدى كدا وتردد الدعاء ده صدقني ليه مفعول سحر لما بتضيع منى حاجة
رمقها بنظرة متفحصة مطولة فلوهلة كان يتطلع لها بنظرة إتهام لكن الأن ثقتها بالله عز وجل وإيمانها جعله يتراجع عن فكره المخيف محاولا إيجاد مخرج من هذه الکاړثة فقال بفكر صوته مرتفع_مفيش أثر لأقتحام! رلا كركبة يعنى مفهومة اللي أخد الملف شخص من المكتب طيب ليه ولصالح مين!
إبتسم بمكر حينما إتضاحت له بعض الخيوط_برافو عليكي يا بطوطة غابت عنى فين دى ثم قال بخبث لسماعها تقص له المزيد من حديثها الشغوف _طب وجلسة النهاردة هنعمل فيها أيه يا متر
أشار لها بأقتناع مرددا بأيمان_ ربنا يدبر الامر.
رفعت الهاتف قائلة پخوف ينبع برجفة صوتها_انا قلقانة أوى يا باشا لو حسام باشا عرف إنى أخدت الملف هيقطع عيشي وأنا محتاجة للشغل .
قالت منى بتأكيد_ايوا
يبقى خلاص مفيش داعى للقلق .
_ولو قدر يوصل إني انا اللي أخدت الملف..
مش هيحصل ولو حصل يبقى زى منبهتك إسمي لو جي فى الموضوع هيكون أخر يوم فى حياتك وبعدين أنت معاك مبلغ يعيشك ملكة يعني أسطوانة الشغل دي قديمة أوي...
صاح بحدة_ويفضل متتصليش بيا تاني الفترة دي...
وأغلق الهاتف بوجهها دون أن يستمع للمزيد سجلت منى المحادثة كدليل إدانة حتى لا يتخلى عنها إذا علم أحدا بالأمر.
بمنزل حسام
فتش بكل ركنا بمنزله عن الملف فلم يعثر عليه فجلس على المقعد الذي يتوسط الليفنج بأهمال شتت عقله بالفكر بعدما فتش بمكتبه ومنزله فلمعت كلمة فاطمة بعقله بأنه سرق من المكتب طاف به الفكر على الأشخاص الذين يعملون معه ولكن حقيقة ما لمعت أمام عيناه بأنهم بمكتبه منذ أعوام ولم يحدث لتلك السابقة بالحدث!!....
دق هاتفه ليعلن عن رفيق الدرب جذبه حسام بأرتباك مما سيخبره به تبادلوا السلام فيما بينهما إلى أن شرع فريد بالحديث عن القضية قائلا بأهتمام_عملت أيه في قضية زين
جاهد للحديث إلى أن خرج صوته بثبات _للأسف الملف أتسرق من المكتب والقضية أتأجلت لفترة بس طلعت زين بكفالة لغاية مشوف هعمل أيه
صاح پغضب لا مثيل له_ أتسرق يعني أيه أجابه بهدوء_معرفش ومفيش أى دليل للأقتحام شاكك إن اللي اخده من جوا المكتب .
فريد بعصبية_معندك كاميرات مراقبة متشوف إيه اللي حصل
حسام بضيق_الكاميرات إتقفلت لمدة عشر دقايق ورجعت تاني ودا بيثبت كلامي أن اللي أخده من جوا المكتب وعارف كل كبيرة وصغيرة خاصة بينا.
زفر فريد بغضب_أنا مش عارف هلاقيها منين ولا منين إستغفر الله العظيم .
أجابه حسام بلهفة_ هو حصل حاجة عندك كمان
فريد بقهر_خلينا بس فى موضوع الملف حاول تراقب كويس الموظفين اللي عندنا ولو شكيت فى حد قولي أنا كلها ساعات وهكون بمصر وهتصرف بالموضوع بإذن الله .
أجابه بشك تربع على وفد الذهول_ بالسرعة دي!! مش قلت محتاج
وقت تقعد مع نفسك
ليكمل بخبث _ولا شكل ريهام وحشتك إعترف بقى وإنجز
صاح بصوت ممېت يحمل بين أحضانه طيات الڠضب المميت_ أنا محبتش ولا هحب غير حد غير ليان وقولتلك ألف مرة إنها موجودة عشان البنت وبس.
قال مسرعا ليمتص غضبه_ طيب خلاص هدى نفسك بس يعني حتى لو محبتهاش متظلمهاش معاك وعاملها بالحسنى دي مهما كان مراتك وليها حق عليك
أغلق الهاتف بوجهه پغضب حتى لا يستمع للمزيد من نصائحه التي تزيد من غضبه ليحدث ذاته بوعيد _دى مجرد حيوانة وأنا هعرف أتصرف مع الاشكال الژبالة اللي زيها كويس بس أوصلها بس..
إحتسى طلعت كأس الخمر ثم قام برميه على الحائط من شدة غضبه لېتحطم لجزيئات من الشظايا الحادة ليصيح پغضب فتاك_هو فى إيه يعنى بعت للراجل المحامى صور المحروسة مع ابن عمها وقلت ھيقتلها ولا هيرميها عشان أتشفى فيها زي ما أجبرتني أطلقها بس مفيش أي رد فعل!!..
صمت برهة ليصيح پصدمة ومعالم الدهشة تكتسح ملامحه_هو ممكن يكون مصدقش الصور..
رد على ذاته بأقتناع_لا مش معقول يكون غبي كدا دا محامي عقر وعارف الصور الحقيقة من المتفبركة طيب ممكن يكون سامحها وتعبي راح على الفاضي!!..
زفر پغضب _مش عارف أنتقم منها إزاى دي ولا أعمل إيه أكتر من اللي عملته !
على مقعد الطائرة المتوجهة للقاهرة غفل فريد على مقعده فأنكمشت ملامحه بضجر كأنه يرى مناما مزعج للغاية...
رأى ريهام تكاد تسقط فى بئر عميق وتصرخ پخوف مشيرة له بأن ينقذها فرفض وإكتفى بالتطلع لها بعينان تملاؤها الڠضب والحزن معاوفجأة رأى ليان تنقذها في الوهلة الأخيرة ثم أخذت بيديها وساروا معا نحو السراب .
قام فريد من نومه والعرق يتصبب بغزارة على جبينه ليتردد ذلك الحلم الغريب بباله طوال الطريق...
كانت فاطمة شاردة للغاية فيما حدث فخشيت أن يعتقد حسام بأنها خلف إختفاء الملف وخاصة انها تعمل بفترة قريبه للغاية دعت الله بأن يلهمه للوصول لمن فعلها حتى لا تصبح في وضع شك...
بمنزل فريد
كانت تلاعب عهد حينما وجدته يفتح الباب ليطل بطالته الثابتة التي تليق به إتسعت عيناها بعدم تصديق بأنه عاد مبكرا فهرولت إليه بأبتسامة ساحرة والفرحة تسبقها بالحديث_ إيه المفأجاة الحلوة دى ..
وكادت أن تحتضنه ولكنها فوجئت به يبعدها عنه بيديه وبنظرات صارمة من عينيه جعلتها تتراجع للخلل پصدمة وقهر فقد ظنت إنه فى لحظاتهما الأخيرة قد تغير وربما أيضا قد بدء فى حبها مثلما تعشقه إتجه إلى الفراش الذي يحمل صغيرته فأحتضنها بمعالم وجهه الغامضة.
_ حمدلله على السلامة يا حبيبى..
قالتها والدته بعدما ولجت للداخل ببسمة سعادة إستدار ليكون أمام عيناها فال بوهن_الله يسلمك يا ست الكل.
أجابته بأستغراب حينما تأملت ملامح وجهه بتمعن_ مالك يا فريد شكلك تعبان كدا وميطمنش!
أجابها بثبات _مفيش يا ماما مرهق شوية بس من السفر.
تطلعت له بتفهم ثم أشارت بيدها لريهام _وصلى جوزك يا حبيبتي وحضريله الحمام عشان يستريح من السفر وينام شوية .
أومئت ريهام برأسها بالموافقة ولكن اوقفها
متابعة القراءة