روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
الغرفة تنظر للأرض التي تشربت دمائها حين ضبطها عزت بجرمها المشهود الأختناق تملك منها وكأن سکينه لا يزال مغروزا بها تشعر انها تحتضر حتى سعلت بقوة ثم ارتشفت بعض الماء وهي تلهث لتقع عينيها علي نافذتها الخبيثة لعالم ضرغام ذاك الحاسوب الذي شهد علي تجردها من كرامتها وأخلاقها فتحته لتتعجب بحق وهي تراه تبخر من صفحتها ومن قائمة أصدقائها التي لم تكن تضم سواه أين أحاديثهما كيف أختفي هكذا الأن أدركت أن المحقق لم يكشف أمر ضرغام ومع هذا استشعرت ريبته الشديدة كتبت أسمه المستعار الذي تعرفه وبحثت عنه فعثرت أخيرا عليه لتبدأ بمراسلته.
أنا لسه عايشة ولا فاكرني مت وخلصت مني يا و ا ط ي
أوعي تفتكر اني لسه عبيطة وساذجة أنا عندي اللي أهددك بيه لو مش رجعتلي فلوسي اللي اخدتها مني يا إما مش هسيبك في حالك وهتبقا غبي لو استقليت بيا أنا خلاص واحدة معندهاش حاجة تخسرها.
تجلي لديها أنه شاهد كل رسائلها ومع هذا لا يجيبها ظلت تكتب له وهو يرى تساؤلاتها تارة وتهديداتها تارة اخري وتصف كيف تخلي عنها وهي تنعته بالحقېر الذي غرر بها لم يجيبها ليصله أخيرا سبابها قبل أن تنطفيء العلامة الخضراء جوار أسمها وتغادر المحادثة نهائيا.
فتح حاسوبه من جديد وأعاد الكره للمرة الثانية بسلاسة ماحيا محادثتها معه قبل ان يمنحها حظرا كفيلا بجعلها لا تصل إليه مرة أخرى بهذا العالم الافتراضي ثم أستقام بظهره وابتسامة ساخرة تظلل شفتيه مع همسه الخاڤت
_رفعت كنت عايزة اطلب منك طلب.
أومأ لها وهو منشغلا بملاطفة الصغير
اتفضلي يا ماما أؤمريني.
تبسمت بحنان ما يأمرش عليك ظالم يا ابني.
وواصلت ببعض التردد كنت عايزة اروح لأخوك يومين.
رغما عنه جاءت نبرته حادة من جديد وهو يصيح عليها
_ماما مش شايفة ان زيارتك لاسكندرية بقيت زيادة عن اللزوم الفترة لازمته ايه تروحي تاني
هل هناك سبيل غير ذلك لتمضي بخطتها
هي وحدها من ستصنع الجسور بينه وبين مودة لتفرضها عليه كي يراها لن تنضب لديها الحجج
لتذهب دائما حتي يتحقق مرادها وتأتي مودة إلي هنا عروسا له لن تتراجع عن تلك الأمنية.
ظن صمتها ڠضبا منه فاعتذر بحنان أنا أسف يا ماما مش قصدي ازعقلك.
ابتسم وهو ينهض نحوها ملثما رأسها بحنان غمرها به مع قوله لا يا حبيبنيمش هزعل خلاص أخر الأسبوع نسافر.
_ وتبات معايا يومين عشان خاطري يا رفعت أفضل معايا يومين كده كده عندك أجازتك أخر الأسبوع
_ يا ماما بلاش اضايق مرات اخويا في بيتها وجودي غير وجودك.
لم يريد خذل نظرتها الراجية وربما هو يحتاج حقا لهذا التغير ولو لساعات قليلة حسنا لا يضر المكوث معها يومان ويعود بعدها لعمله.
_ عيد ميلاد رفعت!
هكذا أخبرتها نجوي عبر الهاتف مسترسلة أيوة حماتي مرتبة المفاجأة دي معايا من بدري بتقول عشان الفترة اللي فاتت رفعت انشغل في مشكلة طليقته وكان مضغوط نفسيا وحبت تفرحه شوية وفعلا جاية معاه أخر الأسبوع همتك معايا بقا يا فنانة محدش هيعمل تورتة العيد ميلاد غيرك.
كأنها تعطيها ألف مبرر لتغضب وهي تصيح عليها أنا تورتة ايه مين قالك أصلا اني جاية يا نجوى
عاتبتها كده برضه يعني عايزة تزعلي حماتي وتكسفي اختك اللي اتباهت بيكي قصاد حماتها وانا بقولها ازاي انك أشطر واحدة تعمل التورت وهي اللي طلبت مني انك تعمليها بنفسك.
حدثتها بضيق ليه كده بتدبسيني في قصة مش بتاعتي عيد ميلاد اخو جوزك أنا مالي ما تشتروا تورتة جاهزة.
_ لأ أنا عايزاكي تعمليها بنفسك عشان خاطري ولا هتزعلي اختك
_ معلش مش هقدر.
_ يعني ده اخر كلام عندك يا مودة
_ أيوة يا نجوي وماتزعليش مني أنا اصلا مش فاضية ومش هاجي عندك دلوقت خالص.
أنهت المحادثة مع شقيقتها متجاهلة ضيقها مضجعة فوق فراشها شاردة والحزن يفرض ظلاله فوق ملامحها لا تريد ان تتلاقى معه ثانيا لم تعد تتحمل هذا العڈاب مادام أنشغل لأمر طليقته التي ظهرت ثانيا فلتبتعد هي أكرم لها لا ينقصها چرحا لقلبها العاثر وحبيبها الوحيد لن يكون لها أصابعه تتشابك مع غيرها من جديد وعليها التواري متمنية له الخير رغم كل شيء.
المفاجأة أثلجت صدره مع نسيانه التام لتاريخ مولده دائما والدته هي ما تذكره وتهتم به الماكرة كانت تخطط لذلك وإلحاحها لمكوثه معها عند سامي أخيه لم يكن عبثا.
_ أنتي مش سهلة يا ماما.
ثم نظر لأخيه مازحا حتى مراتك طلعت مش سهلة وبتتأمر مع ماما عليا.
قهقه سامي وهو يفاجئه مش عايز اصدمك واقولك ان انا كمان كنت عارف ومرتب معاهم كل حاجة.
ضحكت نجوي وهو اللي نضف الروف زينه مع الولاد.
ليصيح أبن أخيه الأكبر وانا اللي نفخت البلالين كلها لوحدي يا عمو.
منحه رفعت نظرة حانية وعانقه ربنا يخليك ليا انت واخواتك يا حبيب عمك ومتحرمش منكم.
_ السلام عليكم.
حضورها كان مفاجئا للجميع عدا والدة رفعت التي لمعت عيناها برضا ومودة تستجيب لرجائها ودعوتها بالمجيء الصغيرة لم تخذلها حتى الأن وظنها أنها لن تخذلها أبدا.
كان رفعت أول من رحب بها مجيبا تحيتها قبل يمازحها أوعي انتي كمان تكوني مشتركة معاهم في خطة عيد ميلادي.
ابتسمت بوقار وهي تقترب نحوه بعد ان حية الجميع
كل عام وحضرتك بخير يا استاذ رفعت.
ثم قدمت هديتها قائلة عملت دي عشانك يارب تعجبك.
فك الطبق رباط الطبق المفضض ليجد قالب تورتة صغير شهي المنظر فصاح منبهرا بصدق الله شكلها روعة
لم تستطع منع نفسها من التفاخر ولو قليلا أمامه بقولها عمايل ايدي يارب تعجبك.
ارتفع حاجباه بدهشة بجد انتي اللي عاملاها والله برافوا دي زي الجاهزة.
صاح سامي وهو يقرب الأطباق نحو القالب هندوق ونحكم ولو اني عارف شطارة مودة في الحاجات دي.
لم يبخل الجميع بإبداء إعجابه بما صنعته مودة إلا نجوي التي عزفت عن تذوقه بل لم تحدثها بكلمة واحدة شقيقتها الكبري لا تزال غاضبة منها ويجب ان تراضيها.
_ عنك انتي يا نجوي انا هشيل الأطباق.
تجاهلتها الأخير وهو تتوجه بالأطباق للأسفل حيث شقتها لتتبعها مودة بإصرار.
_ منا جيت اهو زعلانة ليه بقا
الټفت نحوها نجوي مطلقة ڠضبها من عنانه
جيتي لما حماتي كلمتك قدرتيها لكن أنا مش مهم زعلي مع اني اختك الكبيرة ولازم تقدريني وتنفذي كلامي.
اقتربت وحاولت عناقها متدللة عليها
يا حبيبتي ده انتي كلمتك علي رقبتي بس والله ما كنت هاجي فعلا لكن حماتك لما كلمتني معرفتش اكسفها فعلا والله يا نجوي ڠصب عني وغلاوتي عندك ماتزعلي مني.
رق قلب نجوي وعانقتها ثم
متابعة القراءة