روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
المزلاج يتحرك وأعقبه دخول رضا فهرولت الصغيرة نحوه وتعلقت بخصره هاتفة وهي تبكي أخويا حبيبي كنت فين خۏفت عليك أوي
أشفق عليها وهو يربت علي رأسها أنا بخير يا حبيبتي معلش مروحتيش المدرسة انهاردة انتي ومازن بسببي.
_ مش مهم يا آبيه أهم حاجة انك رجعت وشوفتك أصلي حلمت بكابوس وحش اوي وخۏفت خالص بس فضلت أستعيذ من الشيطان زي ما علمتني.
حقيقي وهي تدنوا إليه
رضا هدومك مالها وايه الچرح اللي في ايدك ده
رفع عيناه ليرمقها بنظرة ڼارية كأنه يستاء من تظاهرها بالقلق عليه ثم جذب شقيقته لغرفتها موصدا خلفهما الباب بوجهها متجاهلا إياها تماما لتعود غرفتها هي الأخرى تختفي خلف بابها خائبة الرجا وماذا كانت تنتظر منه غير ذلك
لكن الأكيدة منه أن رضا تغير.
لم يعد ذاك الحنون الذي كان يعانقها بنظراته قبل ذراعيها..
والچحيم هنا ليس سوي بعده عنها.
هذا هو جحيمها الحقيقي الذي تخشاه.
_ طنط حامل يا آبيه.
صاحت بها رحمة بفرحة بعد أن تسلقت الفراش جواره ليهتف مازن الذي استقبله بعناقه أنا مبسوط اوي يا آبيه عشان هيكون عندنا بيبي نلعب معاه.. أنا هحبه خالص.
تعجب رضا داخله من علمهما بهذا الأمر ليتسائل
رحمة طنط أشرقت هي اللي قالتلنا انها حامل.
لتستطرد الصغيرة عارف يا آبيه طنط مش طلعت وحشة اوي زي ما كنت فاكرة لما لقيتني بعيط وانا خاېفة عليك حضتنتي جامد وقالتلي أنها أسفة عشان زعلتنا وأخويا حضنها كمان صح يا مازن
صاح بعناد برييء لأ أنا حضنت البيبي اللي في بطنها بس.
رحمة وهي تجادله ما انت كده برضو حضنتها يا عبيط.
صفقت الصغيرة كفيها متهكمة واد عبيط.
ينصت لهما رضا مدهوشا حقا مما سمع منذ متي تعانقها وتهتم لأمرهما ولما أخبرتهما بأمر لا تكترث له من الأساس
_ آبيه أنت ليه متعور في دراعك
نظر رضا شاردا للخدش الكبير الذي شمل بقعة كبيرة من جلد ساعده وغمغم ده چرح بسيط يا رحمة.
_ رحمة تعالي هنا متناديش حد.
قالها بصرامة لتتراجع الصغيرة هاتفة بقلق
طيب روح للدكتور يا آبيه
زفر بضيق ثم يضمها لصدره مقبلا رأسها مټخافيش يا رحمة ده خدش بسيط ومش حاسس بيه أصلا.
في چروح پتألم أكتر بكتير من الخدش ده.
قال جملته الأخيرة شاخصا لتتسائل الصغيرة عن مقصده فيجيبها ماقصدش حاجة أنتي فطرتي انتي واخوكي
أومأت له أيوة طنط عملت لينا سندويتشات وأكلتها أنا ومازن.
أومأ برأسه دون تأثر ثم تنحي من موضعه متجها للنافذة وعيناه تتابع السماء بشخوص..
مش عايزاه
كلما تذكرها بصوتها ودموعها تشاركها الحزن يشعر ان قلبه ېنزف..كم تزود بالصبر وراهن أن الأيام وعشرتها معه ستغيرها وتجعلها تحبه لكنه كان واهم.
رفع وجهه للسماء يخاطب ربه بما في خاطره رغم صمت شفتيه ثم ارتشفت عيناه تلك الدمعة التي تقاتل لتسقط من عيناه ناعية فرحته المکسورة.
لن يبكي ما لا يستحق دموعه الغالية.
أما هي فكانت تنتظره بلهفة أعدت عشرات الكلمات لتطيب خاطره بها تعاقبت الساعات وأستار الليل أسدلت ولم يعود غلبها النوم أخيرا ولم تعد تشعر بشيء حتي سمعت صوت الصغار بالخارج وهم يستعدون للذهاب للمدرسة تبينت الوقت الذي صار السابعة صباحا مؤكد هو يحضر لهما افطارا الأن ستخرج لتحتك به ربما هدأ قليلا بعد مرور تلك الليلة وسيتقبل اعتذارها.
هندمت هيئتها سريعا وخرجت لتجد الصغيران يتناولان افطارهما لكن هو ليس معهم طافت الزوايا عله هنا او هناك دخلت المطبخ فلم تجده.
_صباح الخير يا ولاد.
حدجها مازن بتردد دون رد بينما منحتها رحمة التي لم تنسي عناقها بالأمس نظرة ود قائلة صباح الخير ياطنط.
دنت منهما وتمتمت فين رضا
_ نزل يشتري حاجة وقال هيستنى تحت ننزله أنا واخويا.
اعتصر قلبها غصة ألهذه الدرجة يتجنبها ولم يعد يطيق رؤيتها كم جرحها نفوره منها لكنها تخطت هذا وهي تحدث الصغار طيب تحبوا اعملكم حاجة اخدتوا سندويتشات
رحمة ايوة معانا أخويا عملها وحطها في شنط المدرسة بتاعتنا سلام بقا ياطنط عشان مش نتأخر.
_ مازن.
استوقفته أشرقت وهي تلاحظ عزوفه عنها قائلة
مش هتحضن البيبي وتقول صباح الخير
نظر لشقيقته ثم لها وقال انتي ضحكتي عليا وقولتي اني بحضن البيبي لكن رحمة قالت اني بحضنك انتي كمان.
ابتسمت وهي تجسوا علي ركبتيها هاتفة بحنان
طب وفيها ايه مش أنا والبيبي واحد
التزم الصغير الصمت لتعاجله باعتذار حقك عليا يا مازن أنا عارفة انك زعلان مني خلينا نتصالح وأوعدك مش هزعلك مني تاني.
لبرهة تردد الصغير وشقيقته تدعمه بنظراتها كي يقبل فقال ولو صالحتك مش هتزعلي آبيه تاني.
أطرقت برأسها حزينة وهي لا تدري كيف تعده وقد نفذ الأمر من بين يديها وأخيه بالفعل غاضب منها.
_أكيد مش هتزعله تاني يا مازن يلا بقا أحضنها عشان هنتأخر علي أخونا تحت.
لحظات قصيرة من التردد لم تدم والصغير يندفع يعانقها وهو يعلم انه يعانقها هي تلك المرة.
وليس ضيفهما الصغير القابع بأحشائها.
رحلوا الصغار وتركوها لبؤسها وچحيم ضمير يجلدها جلدا.
دوار شديد اكتنف رأسها من جديد تذكرت أنها لم تأكل
شيء منذ ليلة أمس وحالتها النفسية صفر وتشعر بمغص شديد عند مثانتها أعراض غريبة تتوالي عليها كأن جسدها يؤكد لها ان صارت تحمل روحا أخرى.
ولجت المطبخ لتفعل شئ تشربه فلا تشعر بالجوع أمسكت القداحة وأشعلت عين الموقد التي استدارت بالنيران ليداهما المزيد من الدوار وتلف بها الدنيا وتفقد سيطرتها علي جسدها الذي سقط أرضا وهي لا حول لها ولا قوة.
أربعة فول بالبيض وواحد كوكتيل يارضا
تلاتة بطاطس واتنين طعمية يا رضا
الزبائن تتوالى امامه وهو يحاول إنجاز طلباتهم سريعا لكنه مشتت وفاقد كل تركيزه شعور مبهم يثير قلقه بقوة ويحرضه ان يذهب ويتفقدها الأن.
صاح على الغلام الذي يعمل معه حسن تعالى مكاني شوية وشوف طلبات الزبائن وانا نص ساعة وجاي.
عبر بشقته وجالت عيناه بالزوايا لم يجدها ذهب لغرفتها وجدها خالية أتجه نحو المطبخ ليصعق برؤيها فاقدة الوعي ارضا وعين الموقد متقدة اغلقها سريعا ثم حمل أشرقت وأسكنها فراشها وراح يربت علي وجنتها برفق لتفيق بدأت تستعيد وعيها وتفتح عيناها رويدا ليقابلها وجه رضا والخۏف يطغى على قسماته هل هو هنا حقا ام تحلم
والأغرب هل نظرة الهلع التي تراها الأن حقيقية
_انتي كويسة
وصلها همسه الخائڤ و الحاني رغم كل شيء فاعتدلت بوهن لتجيبه الحمد لله معرفش حصلي ايه فجأة دوخت ووقعت ومش حسيت بحاجة خالص.
هدأ قليلا وعاد لوجهه الجمود وهو يسألها
فطرتي
قالت وعيناها متعلقة به مكلتش من امبارح ماليش نفس.
رمقها بحدة ثم غادرها قليلا ليأتيها حاملا صينية يعلوها طعام
متابعة القراءة