روايه حصريه بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

الصعود للدور الأخير حتى انقطعت أنفاسها ودخلت منزل شقيقها تلهث !
يادي الورطة اللي احنا فيها هو ده وقته! شوفتي يا أشرقت الأنبوبة خلصت فجأة گالعادة مين هينزل يجيب غيرها وعزت في الشغل و اخوكي بيجي جعان مابيصبرش علي الجوع
تعلم أن لا غيرها سيفعلها لتهتف دون ضغينة 
_متحمليش هم أنا اللي هنزل اجيبها يا رباب. 
الټفت الأخيرة إليها متصطنعة الاعتراض
لا يا أشرقت بلاش اخوكى يعملى حكاية ويقولى نزلتى اختى تشيل أنبوبة.
ثم ربتت على بطنها المتكور هاتفة بخبث وحياتك لولا بطنى و خوفى يحصلى حاجة بعد الشړ يعني كنت نزلت انا اجيبها..! العيال و ابوهم هايجو جعانين و لازم يلاقوا الغدا خلصان.
صورة أخرى من استغلالها تتأكد لها كل لحظة ثمنا لإقامتها بينهم ولقمتها الزهيدة حسنا ستتحمل هم في النهاية شقيقها وأطفاله قطعة قلبها و نقطة العسل الوحيدة التي تبتلع لأجلها علقم عيشتها و ذلها الذي تتغاضى عنه لأجلهم!
_خلاص يا مرات اخويا قلت انا هجيبها وان كان على اخويا اطمنى هنقوله الراجل طلعها عندنا.
_إن كان كده ماشي وانا اجيبلك الفلوس
_انا معايا لما اطلع نبقى نتحاسب!
وحملت اسطوانة الغاز الفارغة وهبطت على الدرج وبحثت عن أخرى ممتلئة وبمجهود جبار صعدت بها لشقة شقيقها مرة أخرى بقوى منهكة وهى تلهث بشدة و أنفاس متقطعة وجدت رباب غافية و الصغار علي وشك المجيء ولا مفر من بذل مجهود أخر لإعداد وجبة غداء لأجل الجميع.
يشعر بضجر شديد وكلما عاد وجد غرفته فارغة من زوجته لولا تحكمات والدته لأعادها للمنزل منذ زمن طال عقابها وتجاهلها و هو يتركها في منزل شقيقها الوحيد دون سؤال لم يرسل لها حتي نقود خاصة لها قرر ان يتحايل علي والدته بأي سبب كي يعيدها ثانيا فقد اشتاق لها ليس حبا فقلبه لا يفهم أو يعي هذا المعني هي بالنسبة له فقط وسيلة لإفراغ طاقته الرجولية وسيلة لا تكلفه شيء. توجه لوالدته الجالسة تتجرع أرجيلتها والأدخنة تعبئ محيطها برائحة كريهة لكنه يعتادها فهو يشاركها عادتها الكريهة هذه.
_ صباح الخير ياما عاملة ايه
تركت فم الأرجيلة وقالت صباحك عنب يا عزت. 
تنحنح قبل ان يبادر بقوله كنت عايز اقول يعني مش كفاية بقى كده ع البت أشرقت مراتي أنا بقول اروح أجيبها من عند أخوها واهي كده اتربت واتعلمت الأدب ومش هتطول لسانها على حد تاني ولا تعمل مشاكل!
نفثت دخان الأرجيلة من جديد وهتفت بتهكم 
_ أنت ضعفت وحنيت لها ولا ايه يا واد
بمراوغة أجابها مش قصة ضعفت وحنيت ياما بس دي بقالها تلات شهور سايبة البيت و انا بردو راجل وليا مطالب ومحتاج أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني زي أي راجل متجوز وانتى تفهميها و هي طايرة و مش محتاجة كلام!
أطلقت ضحكة عالية اهتز لها
جسدها السمين ثم نفثت بعضا من دخان أرجيلتها و قالت ومالوا روح رجعها البيت يا حنين واهو فرح اختك قمر قرب خليها تخدم على الناس اللي هتيجى تبارك وتنضف البيت اللي البرنسيسة اختك مش بتمد ايدها فيه وليل نهار تكلم المحروس خطيبها علي المحمول!
تهللت ملامحه متغاضيا عن الإهانة المبطنة لإعتبار زوجته مجرد خادمة لعائلته. لا يهمه سوى عودتها وممارسة حقه بها.
توجه على الفور لشقيقها جلال كي يعيدها لبيته
وجحيمه!
الفصل الثاني
بقدر سعادته لقدوم زوج أخته ليأخذها معه لبيته بقدر خوفه وقلقه عليها هو يعلم علم اليقين ان عزت ليس أمين عليها لو كان الأمر بيده لسعى في طلاقها منه زمن وجعلها تتعزز في بيته لكن كيف هذا ورباب زوجته لا تترك فرصة إلا وتعايره بمكوث شقيقته الذي طال في منزلها ليس أمامه إذا سوى التفاهم معه وتسوية الأمر.
_ أسمع يا عزت أنا مش هعاتبك علي الفترة اللي سبت فيها مراتك من غير ولا سؤال ولا حتى اهتمام لما عرفت أنها كانت حامل و سقطت ولا على تجاوز اختك اللي اتهمتها بالسړقة مش هتكلم في كل ده بس بما انك جيت انهاردة انا مش هقولك غير حاجة واحدة أتقي الله في أختي أشرقت كفاية ظلم ليها وخلي أمك تخف عليها شوية وتعاملها زي قمر اختك مراتك غلبانة و عايزة تعيش وانت عارف ده ومتأكد من كده اختي بنت ناس مش خدامة يا عزت وصدقني كرامة الراجل مننا من كرامة مراته لو سمحت بإھانتها تاني تبقي بتهين نفسك قبلها ارجوك حافظ عليها وحطها في عينك.
شعر داخله بالضجر الشديد من تلك المحاضرة لكنه أتي ليأخذها ولا ضرر من بعض التنازل والكذب كي ينال ما يريده غمغم بابتسامة صفراء طبعا يا جلال من غير كلام أختك أشرقت في عيوني وان شاء الله مش هزعلها تاني يلا بقا خليها تحضر نفسها عشان أنا هاخدها اعشيها برة عشوة معتبرة واراضيها قبل ما نرجع البيت.
ضوي وجه جلال واطمأن قلبه البداية تبدو مبشرة لتلك العودة مع النزهة القصيرة التي ستنالها شقيقته قبل عودتها علها ترضى عن زوجها ويطيب خاطرة المكسور فقال بحماس حالا هخليها تجهز و تنزل معاك.
عبر لغرفتها فوجدها مستعدة للرحيل مع زوجها اقترب منها و أحاط بكفيه وجهها قائلا أشرقت جوزك عزت ناوي ياخدك يعشيكي برة عشان يصالحك شكله فعلا جاي ندمان وعايز يراضيكي.
وتابع كڈبا عارفة كمان قالي أنه زعل اوي لما عرف بسقوطك بس اتكسف يجي وقتها ووعدني انه هيعوضك 
أومأت له بابتسامة لا تخلو من مرارة خفية داخلها هي خير من تعلم طبعه أخر همه ضياع طفلهما او راحتها و سعادتها عزت يحب نفسه ولا يسعى إلا لرضاه هو و مع ذلك سوف تتظاهر كڈبا أنها تصدق عودته النادمة ورغبته في صلحها فلا اختيار لديها غير ذلك اومأت لأخيها بعد برهة من صمتها هاتفة باقتضاب ربنا يهديه يا اخويا.
وجدته يدس بكفها ورقات من النقود و قبل أن تعترض أمرها جلال بحسم خديهم و بلاش مناهدة اهم قرشين معاكي بعيد عن عين جوزك لو نفسك في حاجة اشتريها واستطرد بصوت مكسور أنا عارف يا أشرقت اني ظلمتك بالجواز دي وانك كنتي مش مرتاحة عندي وان
رباب مراتي كانت... 
قاطعته بقولها خلاص يا جلال ده نصيب ومكتوب عليا والندم على اللي فات مش هفيد بحاجة دلوقت أما مراتك رباب ليها عذرها وانا كنت مبسوطة يا جلال مفيش حاجة ضايقتني بس كل الحكاية الواحدة فينا اما بتتجوز خلاص بتحس بالغربة في اي مكان غير بيتها وده الصح يا اخويا انت لك ظروفك وانا أكتر واحدة حاسة بيك.
ربت علي خدها بحنان وقال ببعض المرح طب يلا احسن جوزك مستعجل وشكله جاب أخره في بعدك. 
ضحكت ببعض الخجل واستعدت للرحيل وتدعو الله ألا تعيش أزمة جديدة علي يد والدة عزت المتحكمة الأولى بحياتها والسبب الرئيسي لكل مشاكلها لو كانت هي و عزت في منزل خاص ومستقل لعرفت كيف تروضه و تهذب طباعه لا لله الأمر من قبل ومن بعد.
مبسوطة بالعشوة المعتبرة دي يا بت يا أشرقت أنا دافع في الأكلة دي مبلغ محترم بس مش خسارة فيكي يا حبيبتي
ابتسمت
تم نسخ الرابط