امجد المشير

موقع أيام نيوز

إليها وأردفت
.. _ وأنا عمري ما قلت إن عادي بيظلمني لكن وجود والدته وتدخلها فكل كبيرة وصغيرة خنقني يا منار دي مش بتسيب حاجة إلا وتسال وتدخل وعايزة تمشينا على مزاجها وأنا تعبت أعيش حياتها هي على حساب حياتي.
تابعت منار حركات شقيقتها المضطربة وأردفت
.. _ عارفة يا عفاف أنت مشكلتك فين
حدقت عفاف بها بتساؤل فزفرت منار قائلة
.. _ مشكلتك أنك شيفاها عايزة تعيشك على مزاجها علشان كده مش متقبلة أي حاجة منها وهي شايفة أنك أخدتي ابنها منها خصوصا لما سافر وسابها علشان كده كل واحدة فيكم شايفة التانية عدوتها على الرغم من إنك لو سالتي نفسك هتعملي إيه كمان كام سنة لما ولادك يكبروا وكل واحد يعيش حياته وتلاقي نفسك بعيد عنهم هتعرفي أنها ست فجأة لقت نفسها لوحدها بعد ما ولادها كل واحد بعد عنها والحياة سرقتهم منها.
أطرقت عفاف تفكر بكلمات شقيقتها لتنتبه لقولها
.. _ حبيها يا عفاف واتقبلي وجودها واحتضنيها واتعاملي معاها على أنها ماما وقتها هتلاقي حياتك بقت أسهل وأريح وكل واحدة بتكمل التانية علشان الحياة تمشي وازرعي جوا ولادك أزاي يبروا بيكم ببرك بوالدة عادل.
غادرت منار غرفتها فوجدت والدها ينظر إليها سعيدا فابتسمت بحرج وأردفت بهمس
.. _ عرفت تلعبها صح يا بابا عموما اطمن عفاف دقيقة وهتلاقيها راجعة تقعد مع حماتها وهتعرف تحتوي كل حاجة من تاني.
ربت شهدي كتفها وقبل جبهتها قائلا
.. _ طيب وأنت يا قلب بابا
مش ناوية تطمني قلبي عليك
ازدردت منار لعابها لتخفي غصتها وابتسمت بزيف قائلة
.. _ ما أنا بحاول يا بابا عموما كلها سنة وأخلص وتشوف منار تانية خالص.
جذبها شهدي لتجلس بجواره وأردف
.. _ أنا عارف أنك لسه موجوعة يا بنتي ومش عارفة تتأقلمي على الحياة من غيره بس هو.
وضعت منار يدها فوق شفتي والدها وأردفت
.. _ بابا أرجوك متجبش سيرته ولا تتكلم عنه تاني حقيقي أنا مش متقبلة أسمع اسمه خصوصا بعد ما عمو حمدان جالك وقالك على اللي عايز يعمله فيك ولولا أنه وعمو شكران والناس اللي ليها فلوس عندك عندهم ضمير كان زمانه أذيك.
انهمرت دموع منار ونكست رأسها بخزي وهتفت بلوعة
.. _ أنا لا يمكن كنت هسامح نفسي لو أمجد أذاك ولا مسك بسوء وصدقني من لحظة ما عرفت أنه كان بيخدعني وبيمثل عليا الحب وهو سقط من نظري ويمكن من قبلها من يوم ما عرفت أنه السبب فضياع الفرص مني علشان كان خاېف من نجاحي وظهوري.
كفكف شهدي دموعها وأردف
.. _ صدقيني يا بنتي البني آدم دا ميستحقش دمعة واحدة تنزل من عينك علشانه وربنا رحيم بيك أنه كشفه قبل ما تتورطي أكتر معاه ويا عالم لو كان اتجوزك كانت حياتك هتبقى شكلها إيه معاه.
أومأت منار قائلة
.. _ أنا بحمد ربنا ليل نهار وبصلي كل ليلة وبشكر ربنا أنه كشفه ورحمني من ابتلاءه.
أحاط شهدي وجه ابنته وأردف
.. _ طب وسامر يا منار
هربت منار من ملاحقة عينه لها وأردفت
.. _ لسه بدري على أي خطوة يا بابا والمهندس سامر أنا بحترمه بس حاليا هبقى بخدعه وبظلمه وبظلم نفسي لو قلت أني ممكن أقبل بيه فأرجوك أديني وقتي أنسى وۏجعي يخف قبل ما أفكر فموضوع الارتباط وليك وعدي وكلمتي إني لو فأي وقت حسيت بأي مشاعر ناحيته أو ناحية أي حد تاني هتكون أول واحد أتكلم معاه حتى قبل ما أتكلم مع نفسي.
الخاتمة.
بدت حياة منار تسير بنجاح ما بين دراستها وعملها الذي رسخ أقدامها بين أقرانها من كبار المصممين والمهندسين وها هي بعد عام أوشكت خلاله على إنهاء مشوار دراستها الأكاديمي تشعر أنها نالت ما صبت إليه نفسها خاصة بدعم والدها ومعاملة سامر الراقية لها فعلى الرغم من رفضها الارتباط به إلا أنه عاملها بحيادية ودفعها لتقدم أفضل ما لديها وزاد ثقتها بنفسها بما أضافه لها من مسؤولية فجعلها ترى نفسها بصورة مخالفة لما كانت تراها باتت أكثر ثقة وجدية مما جعلها تنظر نحوه من منظور آخر ولكنها أبت أن تعطي لقلبها الفرصة لينبض من جديد فما زال جرحها الغائر ېنزف سرا.
بينما دفع ضياء ليان لتعود إلى عملها وتشاركه مسؤولية المؤسسة وهو الأمر الذي أعادها للحياة بعدما غمرها بمحبته وأغدقه عليها برعايته أكثر من السابق فبدأت ترى كل شيء بصورة أوضح ولم يعد لأمجد هيمنة على أفكارها وقرارتها وباتت لا تذكره إلا لملما بل أصبحت تراجع تصرفاتها السابقة لتدرك أنها كانت على خطأ يوم سقطت في حب صورة زاهية الالوان لا معنى لها.
وبأحد الأيام وبينما هي تجلس وتداعب صغيرها أحمد أختلست النظر إلى والدها وزفرت تستحضر شجاعتها وأردفت
.. _ بابا هو أنا لو طلبت الطلاق من أمجد حضرتك هتزعل
لاحق ضياء ملامحها بحثا عن بوادر ندم ولكنه لم يجد إلا الراحة والرجاء بعينها فابتسم قائلا
.. _ متأكدة من قرارك دا يا ليان
أومأت بحرج وأجابته
.. _ بصراحة يا بابا دا أكتر قرار أنا متأكدة منه وشايفه أنه الأصح ويمكن كمان أكون متأخرة أني أخده.
تطلع ضياء إليها بحيرة وسالها عما تعنيه فأطرقت برأسها قائلة
.. _ بابا أنا مش هخبي على حضرتك أنا ليا فترة براجع حياتي يمكن من يوم ما رجعت أشتغل فالمؤسسة من تاني واحتك بالحياة العملية وبصراحة أكتر أنا اكتشفت أني انبهرت بالهالة اللي كانت حوالين أمجد ووهمت نفسي أني حبيته وللأسف عشت معاه الكام سنة اللي فاتوا وأنا تحت تأثير سكرة الحب وأدماني معاملته ليا.
رفعت ليان وجهها وواجهت والدها بنظراتها وزفرت بقوة واستأنفت حديثها
.. _ فاكر يا بابا اليوم اللي اتكلمت معاك فيه وكلمتني عن زوجات سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أهو
أنا من اليوم دا وبالتحديد من اللحظة اللي دعيت فيها ربنا أنه يرفع عن عيني الغشاوة وأنا بدأت أفوق لنفسي وأشوف أمجد بصورة تانية غير اللي كنت بشوفه فيها خصوصا لما بقى قاعد معايا ليل نهار وقال إنه عايز يراعيني بنفسه مش عارفة ليه بقيت بحس بنفور ناحيته ومكنتش بحس بالراحة لما يقرب مني ولما قال إنه مسافر وقتها حسيت بالراحة وحمدت ربنا أنه بعده عني علشان كده أنا عايزة أطلق منه وأعيش لنفسي ولابني ولو ربنا كتب لي أني يكون لي نصيب مع حد تاني أكيد هفكر كويس وهختار حد ميلغيش شخصيتي ولا يهمشني ولا يخدر مشاعري بشوية كلام على الفاضي.
جاءت إجابة ضياء على طلبها مختلفة عما توقعته ليان فهي تعلم مبلغ حب والدها له ولكنه بدد مخاوفها بضمھ إياها إلى صدره وربته ظهرها فأحست بالأمان خاصة حين سمعت همس حمده لله ولم تدرك أن والدها كاد يسجد لله شكرا لإزالة الغشاوة عن عينها ورؤيتها حقيقته دون الحاجة إلى معرفتها بما فعله ذلك النذل.
بينما باءت حياة أمجد من سيئ إلى الأسوأ خاصة بعدما تفنن ضياء بإذلاله وأفسد حياته وبدلها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فبات بلا عمل وبلا مستقبل وأضحى ظلا لا كيان له كما أجبره على
تم نسخ الرابط