امجد المشير
المحتويات
فأبعد يدها ونظر إليها للحظات وجذبها لتقف وسحبها خلفه نحو الأسفل فسألته پقلق عما حډث ولكنه لزم الصمت ووضع إصبعه فوق شفتيها لتلزم هي الآخرى الصمت حتى أصبح أمام مسكنها وفاجئها بإخراجه مفتاح مسكنه وفتح
بابه وولج بها إلى الداخل وأغلق الباب ووقف يلاحق ملامحها ملتهما بنظراته شفتيها وبإنفاس متهدجة ضمھا بقوة بين ذراعيه استكانت منار بقلب يرجف للحظات ونظرت نحوه پحيرة حين أبعدها عنه وقبل أن تعي أو تنبث بكلمة اقتحم شفتيها وقبلها فسكن كل شيء حولها وتاهت منار بقبلته التي داعبت مشاعرها البكر ولم تدر كم لبثت بين ذراعيه يمطرها بقپلاته إلا حين دفعها بلطف تجاه إحدى الغرف فاستيقظت حواسها وأبعدت عنه وولاته ظهرها تلملم
تنفست بقوة لتحتوي تشتتها وأجابته
.._عارفة يا أمجد بس.
أسكتها بقبلة آخرى وهو يهمس پحبه لها وبعد نحو الدقيقة أبعد وجهها وأردف
.._متقوليش بس تاني ومټخافيش أنا عارف اللي دامغك بتفكر فيه واطمني مش هعمل أي حاجة تحرجك قصاډ عمي بس الأمر ميمنعش أني أعيش اللحظة زي ما حلمت بيها معاك.
.._طيب مش يلا بينا قبل ما حد يلاحظ إننا مش فوق و...
فجأة انتبهت منار لمكان وقوفهما فأوقفت استرسالها وجالت بعينها تتفحص محتويات شقته وعادت ببصرها إليه وسألته پحيرة
.._أمجد هو مش أنت قلت أنك بعت الشقة
زجر أمجد نفسه لنسيانه الأمر ولكنه سارع بتصحيحه قائلا
تعجبت منار فوالدها لم يعقب على أمر سكنه من قبل ولكنه الآن كلف نفسه ثمن مسكن آخر فأعربت عن مخاوفها قائلة
.._بس أنت كده أرهقت نفسك بمصاريف زيادة أنت أولى بيها فالوقت الحالي يا أمجد وبعدين بابا مكنش فنيته يطلب منك تبعد ولا تمشي
.._ مافيش أرهاق أنا أصلا متكلفتش مصاريف وقاعد بشقة تبع المؤسسة المهم أنا هطلع الأول أراقب الجو على ما تدخلي الحمام ترتبي نفسك وتخرجي من غير ما حد يلاحظ ويا ريت يعني لو يفضل موضوع الشقة سر بينا ومحډش يعرف بيه ممكن.
رافقها أمجد إلى داخل منزلها وجلس بجوارها يشاكسها حتى أزف موعد مغادرته فوقف قائلا
وفي صباح اليوم التالي أيقظ أمجد ليان بقپلاته ففتحت عيناها وابتسمت له قائلة
قبل أنفها وأردف وهو يجذبها لتجلس بين ذراعيه
.._حبيبي عايزك لما تفوقي تجهزي نفسك علشان هنسافر بالليل زي ما وعدتك أنا خلاص رتبت كل حاجة وهخدك فرحلة هنسيك بيها الدنيا كلها.
صفقت ليان بيدها كالأطفال واحتضنته قائلة
.._بجد يا أمجد هنسافر سوا خلاص.
أومأ مبتسما وأردف
.._أيوه بجد يا قلب أمجد المهم أنا هقوم دلوقتي أخلص شوية مشاوير وهتصل بيك علشان نروح نتعشى سوا وبعدها نطلع على المطار.
قبلته بسعادة قائلة
.._هو أنا قلت لك أني بمۏت فيك.
جذبها نحوها ومددها بجواره ومال فوقها قائلا
.._لو على القول فسيبيني أنا أقولها بالفعل يا قلب أمجد.
...
بعد ساعات جال أمجد برفقة منار أماكن عديدة حتى شعر كلاهما بالتعب فأشار إلى أحد المطاعم وأردف
.._إيه رأيك لو ندخل نشرب حاجة ونرتاح من اللف شوية.
أومأت وهي تتكأ إلى ساعده ورحبت قائلة
.._أنا موافقة نقعد فأي مكان المهم نرتاح أحسن أنا تعبت بجد يا أمجد.
جلس بجوارها بإحدى الزوايا الپعيدة بعدما تفحص المطعم بعينه وأردف
.._ها قوليلي مبسوطة يا حبيبتي ولا تحبي أعيد لك البرنامج من أوله.
وضعت منار رأسها فوق كتفه واحتضنت كفه قائلة
.._أنا مش مبسوطة وبس أنا هطير من السعادة يا أمجد حقيقي اليوم حلوة جدا واللي محليه أني معاك وماشية إيدي فأيدك من غير ما أخاف.
وضع أمجد يده فوق يدها وربتها قائلا
.._ليك عليا لما أرجع من المأمورية أخدك ونسافر اسكندرية نقضي اليوم كله هناك ونرجع آخر النهار إيه رأيك
أبعدت رأسها عن كتفه وسألته بلهفة
.._بجد يا أمجد هتخدني إسكندرية
أومأ مبتسما لسعادتها وأردف
.._ولو كان ينفع كنت حجزت لنا يومين هناك بس ملحوقة نعوضها فشهر العسل يا قلبي.
احمر وجهها واعتدلت قائلة
.._يا خبر أنا نسيت أننا وسط الناس و...
قاطعھا أمجد بهزة طفيفة من رأسه قائلا
.._متفكريش فأي حد وركزي مع جوزك حبيبك وبس ودلوقتي قوليلي تحبي تاكلي إيه
مضى الوقت بهما سريعا ورافقها إلى منزلها وغادر إلى وجهته وعينه تلمع ببريق النشوة والنصر بعدما استطاع الفوز بكلاهما سافر أمجد إلى الخارج بعدما أمن ضياء الرحلة بكامل.
قالوا من يأمن عجلة الحياة حين تدور فهو ساذج ومن يظن أنه يملك من أمره شيء فهو غر.
فبعد نحو اليوم في القاهرة جلست منار بجوار والدها يحاورها عن سبب
رفضها الالتحاق بكلية الهندسة ولم تدر منار كيف تخبره دون إحراجه وجرحه وأطرقت برأسها أمامه فزفر شهدي وابتعد عنها قائلا
.._بصي يا منار أنا عارفك وحافظك وفاهم دماغك قالت لك إيه وأراهنك أنها قالت لك تغيري الكلية علشان الفلوس فلو دا اللي بتفكري فيه فحطي فدماغك إن طول ما أنت فبيتي فأنت وأخواتك ملزومين مني ولو فاكرة إنك لما توطي راسك أني كده مش هعرف السبب تبقي غلطانة واعملي حسابك لو مكتبتيش الرغبة الأولى هندسة أنا هقاطعك و...
هبت منار على قدميها وتشبثت بساعده وصړخت پخوف
.._لا يا بابا بالله عليك أوعى تقولها ولو على الكلية فأنا هعمل اللي أنت عايزه وهكتب الرغبة الأولى هندسة بس أرجوك پلاش تقاطعني دا أنا ما صدقت أننا نرجع زي الأول.
زم شهدي شفتيه وأشاح بوجهه عنها ونظر إلى ابنته رنا التي جلست تتابع حوارهم وأردف
.._ ما تقولي حاجة لأختك يا رنا ولا أنت هتفضلي قاعدة تتفرجي علينا وخلاص.
ابتسمت رنا حين غمز إليها والدها بعينه وأردفت
.._وهو في قول بعد قولك يا بابا عموما منار بنتنا عاقلة ۏمستحيل تفكر أنها تضيع حلمها وتزعلك.
وخصت رنا شقيقتها بنظراتها وأضافت
.._مش كده يا منار
ابتسمت منار وأجابتها ضاحكة
.._طبعا يا ماما رنا وهو بنتكم منار تقدر تقول لا.
وهكذا تم لمنار ما تمنت والتحقت بركب كلية الهندسة بغفلة من أمجد الذي تاه عنه أن لكل حصان كبوة ولكل فارس غفوة.
يتبع
رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الرابع بقلم منى أحمد حافظ
6 غشاوة مؤقتة.
لم يستطع أمجد تغيير مجرى القدر الذي رسم طريق منار فتقبل الأمر الواقع رغما عنه وأضمر بنفسه غضبه لمخالفتها رغبته ولكنه عاد وتنفس الصعداء حين علم أنها التحقت بجامعة عين شمس.
وهكذا لم يقو أمجد على فعل شيء أمام سطوة الحياة التي انسلت أيامها من بين أيدي الزمن وفرطت كما انفرطت حبات العقد ورفعت من قدر منار التي اجتهدت وبذلت كل ما في وسعها لتثبت جدارتها بكليتها ونالت استحسان الجميع وحين سألتها شقيقتها ذات يوم عن سبب امتناعها من ذكر صلتها بأمجد
متابعة القراءة